في عالمنا الحديث المشبع بتكنولوجيا المعلومات والترفيه الإلكتروني، حيث يغمر الأطفال والشبان أيامهم بأجهزة الألعاب الإلكترونية مثل البلايستيشن والتلفزيون والهواتف الذكية، يظهر الاختلاف الكبير في كيفية قضاء الأطفال في الأماكن الحضرية أو المجتمعات التكنولوجيا الحديثة أوقات فراغهم، مقارنة بطفولتنا كأطفال صغار في أقصى جنوب الوادي.
في النوبة القديمة، كانت الطبيعة هي ملعب الأطفال وكتاب اللعب الخاص بهم. كانوا يعيشون بجوار نهر النيل، وهناك كانوا يستمتعون بألعابهم الشعبية التي تعكس تراثهم وثقافتهم الفريدة. كانت مياه النيل تكون مسرحًا لسباقات السباحة والمراكب الجريدية، حيث كانت هذه التجارب تنمي روح المنافسة والتحدي بين الأطفال، وكانوا يصنعون مراكبهم الصغيرة من الصفيح.
من بين الألعاب الشعبية النوبية كانت “سند الديب” التي تلعبها الأولاد والبنات، حيث يجلسون في صفين متوازيين ويمدون قدميهم أمامهم، وكانوا يمسكون بورقة صغيرة، وكانت هذه اللعبة تعزز التعاون والتفاعل بين الأطفال.
ومن بين الألعاب الأخرى كانت “جسر كدية”، حيث يستفيدون من تظلم الظلام ويبحثون عن قطعة العظم في تحدي يكمن في البحث والدفاع ونقل العظمة إلى الهدف.
كما كان لديهم لعبة تُدعى “التاب”، حيث يقسمون قطع الجريد إلى أجزاء ويطلقونها في الهواء لتشكيل تركيبة تحدد النقاط والفوز.
وتبرز أيضًا لعبة “الهندكية” التي تشمل الجري بقدم واحدة والتسابق للوصول إلى المكان المعين، مما يعكس حياة الأطفال النوبيين ومفرداتهم اللعبية المليئة بالتحدي والمرح.
للأسف، مع تهجير سكان النوبة وبناء سد النصر، ضاعت هذه الألعاب التقليدية وتلاشت مع ابتعاد الأطفال عن موطنهم الأصلي. إن غياب الطبيعة التي شكلت خلفية هذه الألعاب أدى إلى فقدان هذا الإرث الثقافي الغني.
المزيد من المعلومات
بالإضافة إلى الألعاب المذكورة، كان للأطفال النوبيين العديد من الأنشطة والألعاب الشعبية التي كانوا يمارسونها في طفولتهم على ضفاف نهر النيل وفي مناطقهم الريفية. من بين هذه الألعاب:
-
لعبة “الكرسي”: كانت هذه اللعبة تشبه إلى حد كبير لعبة الكراسي الشهيرة، حيث يتم ترتيب كراسي في دائرة، ويجلس الأطفال حولها. عندما يتم إيقاف الموسيقى أو يتم إعطاء إشارة، يجب على الأطفال أن يحاولوا الجلوس في أحد الكراسي. وكما هو مألوف في هذه الألعاب، يتم إزالة كرسي في كل مرة حتى يبقى فقط فائز واحد.
-
لعبة “الزربة”: كانت هذه اللعبة تتضمن استخدام الحجارة أو الكرات الصغيرة، حيث يقوم الأطفال برميها في دائرة محددة على الأرض. يحاول اللاعبون ثم إلقاء حجر في الدائرة ومحاولة ضرب الحجارة الأخرى لتحقيق النقاط.
-
لعبة “العدو”: كانت هذه اللعبة تتطلب القفز والتحليق، حيث يحاول الأطفال القفز فوق بعضهم البعض أو فوق عوائق مثل الحبال أو القضبان. كانت هذه اللعبة تشجع على التحدي والمرونة الجسدية.
-
لعبة “الكينا”: كانت هذه اللعبة تشبه إلى حد ما لعبة الطاولة، حيث يتم تسجيل النقاط باستخدام حجر صغير أو قطعة من الصفيح. كانت هذه اللعبة تشمل استراتيجية ومهارات حسابية بسيطة.
-
لعبة “التكتكة”: كانت هذه اللعبة تشمل استخدام كتل خشبية صغيرة يتم ترتيبها بشكل معين على الأرض. يحاول الأطفال إزاحة الكتل بإلقاء كرة صغيرة أو قذف شيء آخر. كانت هذه اللعبة تعزز التركيز والدقة.
إن هذه الألعاب الشعبية كانت لها دور مهم في بناء الروح الاجتماعية والجسدية للأطفال في المجتمع النوبي القديم، وكانت تعكس التواصل الوثيق مع الطبيعة وتعزز القيم والتقاليد المحلية.