القمر الصناعي الذي يحمل الاسم الرسمي الحالي “أكوا” يعد إحدى الإنجازات البارزة في مجال الأقمار الصناعية، حيث يتمتع بتاريخ ومعلومات فريدة تجعله محط اهتمام العديد من الباحثين والمهتمين بمجال علوم الأرض والمراقبة البيئية. يتم تشغيل هذا القمر الصناعي بواسطة وكالة الفضاء الوطنية الأمريكية (ناسا)، ضمن إطار “مشروع علوم الأرض”، بالتعاون مع وكالة الأرصاد الجوية اليابانية والوكالة الفضائية البرازيلية.
تم تصميم القمر الصناعي “أكوا” بغرض محدد هو مراقبة الأرض، ويندرج هذا الهدف ضمن مجال “علوم الأرض”. وتتنوع أهدافه التفصيلية لتشمل فهم العمليات الهيدرولوجية على سطح الكوكب وتتبعها على مدار ست سنوات، مما يتيح للعلماء والباحثين الفرصة لإلقاء نظرة مستفيضة على الديناميات الطبيعية للكوكب.
يتحرك القمر الصناعي “أكوا” في مدار منخفض حول الأرض، وتحديدًا في المدار الشمسي المتزامن، مما يتيح له تقديم صور فعالة ودقيقة للأرض. يتميز مداره بزاوية انحراف تبلغ حوالي 98.2 درجة، مما يجعله يسلك مسارًا يتزامن مع الشمس. تتيح هذه الخصائص الفنية للقمر الصناعي توفير بيانات قيمة لفهم الظواهر البيئية وتغيرات المناخ.
يشكل القمر الصناعي “أكوا” جزءًا من مجموعة حصيفة من الأقمار الصناعية التي تعكس التعاون الدولي في مجال الفضاء، حيث يشترك في تشغيله وصيانته كل من ناسا، ووكالة الأرصاد الجوية اليابانية، والوكالة الفضائية البرازيلية. يتميز القمر بتقنيات فائقة ومواصفات فنية مذهلة، حيث بلغ وزنه عند الإطلاق حوالي 2,934 كيلوجرام، ويعتمد على قوة تشغيل تصل إلى 4,860 وات في نهاية حياته المفترضة.
تم إطلاق القمر الصناعي “أكوا” في الرابع من مايو عام 2002، باستخدام صاروخ دلتا من موقع فاندنبرغ للقوات الجوية الأمريكية. وبالرغم من أن فترة حياته المتوقعة كانت ست سنوات، إلا أن البيانات والمعلومات التي جمعها خلال هذه الفترة أثبتت أهميتها الكبيرة في فهم عمليات الكوكب والعلوم البيئية.
يجسد هذا القمر الصناعي قصة نجاح للتعاون الدولي في المجال الفضائي، حيث تجتمع الخبرات والموارد من الولايات المتحدة الأمريكية واليابان والبرازيل لتحقيق أهداف مشتركة في مجال الرصد البيئي وفهم العمليات الأرضية.