أكثر دول صحية في العالم

أكثر 10 دول صحية في العالم

تتصدر بعض الدول العالم عندما يتعلق الأمر بالصحة العامة، ويعود ذلك إلى مجموعة من العوامل المترابطة تشمل جودة النظام الصحي، التغذية، نمط الحياة، السياسات الصحية، ومستوى التعليم والتوعية، بالإضافة إلى البيئة والبنية التحتية. التصنيف العالمي للدول الأكثر صحة لا يعتمد على عامل واحد فقط، بل يُبنى على مؤشرات متعددة مثل متوسط العمر المتوقع، معدلات الأمراض المزمنة، توافر الرعاية الصحية وجودتها، مستويات النشاط البدني، وجودة الغذاء، وتلوث الهواء والمياه. في هذا المقال، سيتم استعراض الدول العشر الأكثر صحة في العالم استنادًا إلى تقارير متعددة مثل مؤشر “بلومبيرغ للصحة العالمية”، ومؤشر “الازدهار الصحي” الصادر عن مؤسسة ليغاتوم، بالإضافة إلى إحصاءات منظمة الصحة العالمية.

1. إسبانيا

تحتل إسبانيا المرتبة الأولى في معظم التصنيفات العالمية من حيث الصحة، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل رئيسية:

• نظام رعاية صحية متقدم ومجاني: يوفر الرعاية الصحية الشاملة لكافة المواطنين والمقيمين.

• النظام الغذائي المتوسطي: يعتمد بشكل أساسي على زيت الزيتون، الفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، السمك، ونسبة قليلة من اللحوم الحمراء.

• متوسط عمر متوقع مرتفع: يزيد عن 83 عامًا، وهو من الأعلى في العالم.

• معدلات منخفضة من أمراض القلب والسرطان: نتيجة التغذية الصحية والمستوى العالي من النشاط البدني.

تشير الدراسات إلى أن الإسبان يستفيدون من التفاعل الاجتماعي القوي، والطقس المعتدل الذي يشجع على النشاط البدني، والراحة النفسية الناتجة عن أسلوب الحياة غير المتسارع مقارنة بدول أخرى.

2. إيطاليا

إيطاليا تشارك إسبانيا العديد من العوامل الصحية الممتازة:

• غذاء غني بالمكونات الطبيعية: يشمل الباستا الطازجة، الطماطم، زيت الزيتون، الأعشاب، والأسماك.

• ثقافة الطعام المتأصلة: لا تتعلق فقط بما يأكل الإيطاليون، بل كيف ومتى يأكلون، إذ يولون أهمية كبيرة للجودة والاسترخاء أثناء تناول الطعام.

• نظام صحي قوي: يوفر رعاية طبية متقدمة ومجانية تقريبًا للمواطنين.

• مناخ معتدل ومتنوع: يسهم في تشجيع الناس على قضاء أوقات طويلة في الهواء الطلق.

3. آيسلندا

على الرغم من صغر عدد سكانها، تعتبر آيسلندا من الدول النموذجية في الصحة العامة:

• بيئة نظيفة للغاية: معدلات تلوث الهواء والمياه من الأدنى عالميًا.

• مياه شرب عالية الجودة: من الينابيع الطبيعية مباشرة.

• غذاء غني بالبروتينات والدهون الصحية: مثل الأسماك الدهنية والمنتجات العضوية.

• نظام رعاية صحية شامل ومتقدم: يعتمد على التكنولوجيا المتطورة والتدخلات الوقائية.

ويتمتع سكان آيسلندا بنسبة عالية من النشاط البدني، خاصة من خلال الرياضات الشتوية والسباحة في المياه الجوفية الساخنة.

4. اليابان

اليابان واحدة من أكثر الدول التي استطاعت الدمج بين الطب التقليدي والتكنولوجيا الطبية الحديثة:

• أعلى متوسط عمر متوقع في العالم: يزيد عن 84 عامًا.

• غذاء غني بالأسماك، الأرز، الخضروات المخمرة، والشاي الأخضر.

• نظام صحي متقدم: يعتمد على الفحوصات الدورية، والوقاية بدلًا من العلاج فقط.

• معدل بدانة منخفض جدًا: أقل من 5%.

تُعزى هذه الصحة إلى ثقافة الانضباط، والنظام الغذائي المتوازن، والمجتمع القائم على القيم الجماعية والانضباط الصحي.

5. سويسرا

تشتهر سويسرا بجودة حياتها المرتفعة وأنظمتها الصحية المتكاملة:

• نظام تأمين صحي إلزامي وخاص: يوفر خدمات صحية على أعلى مستوى.

• بيئة طبيعية نظيفة: الجبال، الغابات، والبحيرات توفر هواءً نقيًا ومكانًا مثالياً لممارسة الرياضة.

• نمط حياة نشط: خاصة في المشي، التزلج، وركوب الدراجات.

• معدل مرتفع من الرعاية الوقائية: مثل حملات التوعية، وفحوصات الكشف المبكر.

6. السويد

السويد توفر نموذجًا متكاملًا للرعاية الصحية المجانية والتعليم الصحي والتوازن بين العمل والحياة:

• نظام رعاية صحية شامل ومجاني: منظم بشكل مركزي وفعال.

• معدلات تدخين منخفضة: بفضل السياسات الوقائية الصارمة.

• اهتمام كبير بالأنشطة البدنية: مثل ركوب الدراجة والمشي والتنزه في الطبيعة.

• ثقافة غذائية صحية: تعتمد على الخضروات والأسماك ومنتجات الألبان الصحية.

كما أن السويد تمتاز بمستوى عالٍ من الرفاهية الاجتماعية الذي يخفف من الضغوط النفسية، مما ينعكس بشكل إيجابي على الصحة العامة.

7. سنغافورة

تقدم سنغافورة مثالًا فريدًا على التوازن بين التكنولوجيا والرعاية الصحية الوقائية:

• نظام صحي متكامل وفعال: يجمع بين الجودة العالية والتكلفة المنخفضة.

• تركيز على الوقاية والتثقيف الصحي: من خلال الحملات الحكومية والمدارس.

• معدلات منخفضة من الأمراض المزمنة: بفضل السياسات الغذائية الصارمة.

• رقابة مشددة على الأغذية والمياه: مما يضمن سلامة الغذاء وجودته.

تمكنت سنغافورة من الجمع بين التخطيط الحضري السليم والتكنولوجيا الذكية في تحسين الصحة العامة بشكل مستدام.

8. النرويج

تتميز النرويج ليس فقط بجمالها الطبيعي، بل أيضًا بصحتها العامة الممتازة:

• بيئة خالية من التلوث تقريبًا: خاصة في المناطق الريفية.

• غذاء طبيعي ومنخفض التصنيع: يعتمد على الأسماك واللحوم العضوية.

• نظام صحي ممول حكوميًا: يوفر الرعاية الكاملة للمواطنين والمقيمين.

• معدلات منخفضة من الأمراض القلبية والسكري.

كما توفر الحكومة النرويجية برامج دعم نفسي واجتماعي واسعة، مما يسهم في تقليل التوتر وتحسين الصحة الذهنية.

9. أستراليا

أستراليا تقدم نموذجًا ناجحًا في الصحة العامة:

• نظام رعاية صحية شامل (Medicare): يغطي معظم تكاليف الفحوصات والعلاجات.

• ثقافة رياضية نشطة: تنتشر فيها الرياضات الجماعية والأنشطة البدنية مثل السباحة والجري.

• تنوع غذائي كبير: يشمل الأطعمة الطازجة والعضوية.

• معدل بدانة منخفض نسبيًا: مقارنة بالدول المتقدمة الأخرى.

تتمتع أستراليا أيضًا بمستوى عالٍ من التوعية الصحية والتثقيف المجتمعي حول أنماط الحياة الصحية.

10. هولندا

تجمع هولندا بين جودة الرعاية الصحية والنشاط البدني الجماعي:

• أحد أفضل أنظمة الرعاية الصحية في أوروبا: يتم تمويله من خلال تأمين صحي خاص إلزامي.

• ثقافة استخدام الدراجات الهوائية: ما يسهم في تقليل البدانة والأمراض القلبية.

• بيئة حضرية صديقة للمشي وركوب الدراجة.

• تنوع غذائي معتدل وصحي.

الاهتمام بالصحة النفسية أيضًا يشكل جزءًا أساسيًا من سياسة الرعاية الشاملة في هولندا.

جدول المقارنة بين الدول الأكثر صحة

الخاتمة

تحقيق دولة ما لمكانة ضمن قائمة الدول الأكثر صحة في العالم لا يرتبط فقط بالثراء الاقتصادي أو التقدم التكنولوجي، بل يعتمد بدرجة كبيرة على السياسات الصحية الحكيمة، البنية التحتية، ودرجة الوعي الصحي للمواطنين. الدول المذكورة في هذا التصنيف تشترك جميعها في تقديم أنظمة صحية فعالة، ثقافة غذائية صحية، وبيئة نظيفة ومحفزة على النشاط البدني، مما يجعلها نموذجًا يُحتذى به في سعي المجتمعات الأخرى نحو تعزيز صحة الأفراد والمجتمعات بشكل عام.

المراجع:

• World Health Organization (WHO), Global Health Observatory

• Bloomberg Global Health Index, 2023