أكثر 10 شعوب استهلاكًا للجبن في العالم

يُعد الجبن من أكثر المنتجات الغذائية استهلاكًا وتنوعًا على مستوى العالم، حيث يتربع في قائمة المأكولات الأساسية لكثير من الشعوب لما له من قيمة غذائية عالية ونكهة مميزة تُضفي على الوجبات طابعًا فريدًا. تختلف نسب استهلاك الجبن من بلد إلى آخر بناءً على عوامل متعددة منها الثقافة الغذائية، العادات التقليدية، القدرة الاقتصادية، ووجود صناعة جبن متطورة. في هذا المقال، نستعرض بشكل مفصل أكثر 10 شعوب في العالم تستهلك الجبن بكميات كبيرة، مع تحليل أسباب هذا الاستهلاك المرتفع وعوامل تتعلق بالنمط الغذائي والتقاليد.

1. فرنسا: رائدة العالم في استهلاك الجبن

تعتبر فرنسا من أشهر دول العالم في استهلاك الجبن، إذ يبلغ متوسط استهلاك الفرد من الجبن حوالي 26 كيلوجرامًا سنويًا. تعود شهرة فرنسا في هذا المجال إلى تنوع كبير في أنواع الجبن التي تصل إلى أكثر من 400 نوع، منها الكاممبرت، البري، والروكفور. يمثل الجبن في الثقافة الفرنسية عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي اليومي، حيث يُستخدم في وجبات الإفطار، الغداء، وحتى الحلويات. ساعد وجود مزارع الألبان المتطورة والصناعات التقليدية والمحافظة على جودة الحليب على استمرار هذا الاستهلاك الكبير.

2. آيسلندا: استهلاك جبن مرتفع رغم عدد السكان القليل

تأتي آيسلندا في المرتبة الثانية من حيث استهلاك الفرد للجبن، حيث يستهلك الفرد نحو 25 كيلوجرامًا سنويًا، رغم أن عدد سكانها قليل نسبيًا. تعتمد آيسلندا على منتجات الألبان بكثافة، ويعتبر الجبن جزءًا مهمًا من الوجبات التقليدية، كما تلعب المنتجات المحلية، المصنوعة من حليب الأبقار والأغنام، دورًا رئيسيًا في الغذاء الوطني. بالإضافة إلى ذلك، يساهم المناخ البارد في تشجيع استهلاك منتجات الألبان كمصدر رئيسي للطاقة.

3. ألمانيا: استهلاك جبن متنوع مع ثقافة غنية بالألبان

في ألمانيا، يبلغ متوسط استهلاك الفرد من الجبن حوالي 24 كيلوجرامًا سنويًا، ويشتهر السوق الألماني بتنوع كبير في أنواع الجبن التي تشمل الجبن الطري، الجبن الصلب، والجبن المدخن. تعود جذور استهلاك الجبن في ألمانيا إلى عادات غذائية أوروبية متجذرة، حيث يُعتبر الجبن جزءًا من وجبة الإفطار والغداء، خاصة مع الخبز واللحوم الباردة. تمتاز الصناعة الألمانية بالإنتاج الواسع، والتصدير الكبير، مما يعزز من ثقافة استهلاك الجبن محليًا.

4. سويسرا: موطن الجبن الشهير والتقاليد العريقة

تشتهر سويسرا عالمياً بإنتاج الجبن ذات الجودة العالية، مثل جبن إمنتال وجبن غرويير، ويصل متوسط استهلاك الفرد فيها إلى حوالي 22 كيلوجرامًا سنويًا. تلعب جبال الألب دورًا أساسيًا في تربية الأبقار وإنتاج الحليب عالي الجودة، مما يجعل الجبن جزءًا لا يتجزأ من المطبخ السويسري. إلى جانب استهلاك الجبن الطازج، تلعب أطباق الجبن المذابة مثل الفونديو دورًا ثقافيًا واجتماعيًا بارزًا في الحياة السويسرية.

5. هولندا: ثقافة الجبن بين الأسواق العالمية والمحلية

تتميز هولندا، المعروفة باسم “أرض الجبن”، بمتوسط استهلاك يبلغ حوالي 21 كيلوجرامًا للفرد سنويًا. يعد الجبن جزءًا مهمًا من الهوية الهولندية، مع أنواع شهيرة مثل جبن الغودا والإدام. وتشتهر هولندا بتصدير كميات هائلة من الجبن إلى مختلف دول العالم، إلى جانب الاستهلاك المحلي الواسع في مختلف المناسبات والوجبات. الصناعة الهولندية تجمع بين الأساليب التقليدية والتقنيات الحديثة مما يضمن جودة ونكهة مميزة.

6. إيطاليا: الجبن أساس المطبخ التقليدي الإيطالي

تتميز إيطاليا بمتوسط استهلاك جبن يصل إلى 20 كيلوجرامًا للفرد سنويًا، ويُعتبر الجبن عنصراً أساسياً في الطبخ الإيطالي، من البارميزان والموزاريلا إلى الريكوتا. تتعدد أنواع الجبن الإيطالية تبعًا للمناطق، وتعكس تاريخًا طويلًا في صناعة الألبان. تلعب المنتجات الطازجة والمدخنة دورًا كبيرًا في تعزيز استهلاك الجبن، كما تتنوع طرق الاستخدام بين الأطباق الساخنة والباردة.

7. الدنمارك: استهلاك جبن ضمن نظام غذائي متوازن

تأتي الدنمارك في قائمة الدول التي تتصدر استهلاك الجبن، حيث يستهلك الفرد حوالي 19 كيلوجرامًا سنويًا. يُعد الجبن جزءًا من النظام الغذائي الدنماركي الذي يركز على التوازن الغذائي والمنتجات الطبيعية، كما تلعب الصناعات المحلية دورًا في إنتاج جبن عالي الجودة مثل جبن الأزرق والجبن الأبيض. يعتمد استهلاك الجبن في الدنمارك على وجبات متعددة تشمل السندويشات والأطباق الجانبية.

8. النرويج: جبن مرتفع الاستهلاك مع تقاليد زراعية عريقة

يبلغ متوسط استهلاك الفرد في النرويج من الجبن حوالي 18 كيلوجرامًا سنويًا، ويتميز الجبن النرويجي بأصنافه المتنوعة التي تعتمد على حليب الأبقار والأغنام والماعز. تعتبر الصناعات المحلية التي تحافظ على الطابع التقليدي للجبن سببًا في ازدياد استهلاك الجبن، كما أن المناخ البارد يشجع على تناول منتجات الألبان كجزء من النظام الغذائي اليومي.

9. السويد: جبن جزء لا يتجزأ من المطبخ المحلي

يستهلك الفرد في السويد حوالي 17 كيلوجرامًا من الجبن سنويًا، ويُعزى ذلك إلى أن الجبن عنصر أساسي في النظام الغذائي السويدي، خصوصًا في وجبات الإفطار والعشاء. تدمج السويد بين الأنواع التقليدية مثل جبن هاردا والأصناف الطرية، مع التوجهات الحديثة التي تشجع على المنتجات العضوية والمصنوعة يدويًا، مما يدعم الطلب المتزايد على الجبن.

10. الولايات المتحدة الأمريكية: استهلاك جبن هائل مع تنوع ثقافي واسع

تحتل الولايات المتحدة المرتبة العاشرة في قائمة أكثر شعوب العالم استهلاكًا للجبن، مع متوسط يبلغ حوالي 16 كيلوجرامًا للفرد سنويًا. يعود هذا الاستهلاك إلى التنوع الثقافي الواسع في البلاد، مما يعكس مجموعة كبيرة من الأطباق التي تعتمد على الجبن، بدءًا من البيتزا والبرغر وصولاً إلى الأطباق التقليدية الأوروبية التي تأثر بها المطبخ الأمريكي. وتدعم الصناعة الأمريكية الكبيرة وجود أنواع متعددة من الجبن تنتج بكميات ضخمة تلبي الطلب المحلي والعالمي.

العوامل المؤثرة في ارتفاع استهلاك الجبن

يرتبط ارتفاع استهلاك الجبن في الدول السابقة بعدة عوامل متشابكة تشمل:

• الثقافة الغذائية والتقاليد: تتبنى هذه الدول الجبن كجزء أساسي من الوجبات اليومية، ويستخدمونه في عدة أشكال وأطباق، ما يعزز الطلب.

• التنمية الزراعية والصناعية: وجود صناعة جبن متطورة ومستقرة تضمن إنتاج مستمر وجودة عالية، مما يدعم السوق المحلي ويحفز الاستهلاك.

• المناخ: في الدول ذات المناخ البارد، مثل دول الشمال الأوروبي، يمثل الجبن مصدرًا هامًا للطاقة والعناصر الغذائية الضرورية.

• القوة الاقتصادية: توفر القدرة الشرائية العالية لدى السكان يدعم استهلاك المنتجات الغذائية المتنوعة ومنها الجبن.

• التنوع الغذائي: مع وجود مطابخ متنوعة تتطلب استخدام الجبن في أطباق مختلفة، يزيد الطلب عليه.

جدول مقارنة استهلاك الجبن في أكثر 10 دول (كيلوجرامات للفرد سنويًا)

القيمة الغذائية للجبن وأهميته

الجبن ليس مجرد طعام لذيذ فقط، بل يحمل فوائد غذائية كبيرة، فهو مصدر غني بالبروتينات، الكالسيوم، الفيتامينات مثل فيتامين A وB12، والمعادن الضرورية لصحة العظام والأسنان. كما يحتوي الجبن على الدهون التي تمد الجسم بالطاقة، ويعزز من الشعور بالشبع، مما يجعله مكونًا مهمًا في أنظمة الحمية الغذائية المتوازنة.

مع ذلك، يجب الحذر من الإفراط في استهلاكه بسبب ارتفاع محتواه من الصوديوم والدهون المشبعة في بعض الأنواع، ما قد يسبب مشاكل صحية على المدى الطويل.

تطور صناعة الجبن وتوجهات المستقبل

شهدت صناعة الجبن تطورات ملحوظة عبر العقود الماضية، مع اعتماد تقنيات تصنيع حديثة تزيد من جودة المنتج وتطيل فترة صلاحيته. بالإضافة إلى ذلك، هناك توجه عالمي متزايد نحو إنتاج أنواع صحية من الجبن مثل الجبن قليل الدسم والجبن العضوي، لتلبية احتياجات المستهلكين الذين يحرصون على نمط حياة صحي.

كما تنمو الأسواق الناشئة في آسيا وأفريقيا، حيث بدأ استهلاك الجبن يرتفع تدريجياً نتيجة التحولات الاقتصادية والاجتماعية، وظهور أجيال جديدة تتبنى أنماط غذائية غربية.

المصادر

• منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) – تقرير إنتاج واستهلاك الألبان 2023.

• مجلة “The Cheese Report” الدولية – إحصائيات استهلاك الجبن حول العالم 2024.