أكثر الدول العربية أماناً

10 دول عربية مع أدنى معدلات الجريمة في العالم: دراسة معمقة في عوامل الاستقرار والأمن

مقدمة

تُعد معدلات الجريمة مؤشراً حيوياً على مستوى الأمن والاستقرار في أي مجتمع. فالدولة التي تنعم بانخفاض كبير في معدل الجريمة غالباً ما توفر بيئة أكثر أماناً للمواطنين والسياح والمستثمرين على حد سواء، وهو ما ينعكس إيجاباً على الاقتصاد، الصحة النفسية والاجتماعية، والتنمية المستدامة. في العالم العربي، توجد مجموعة من الدول التي استطاعت أن تحقق مستويات منخفضة جداً من الجريمة، مقارنة بغيرها من الدول الإقليمية والعالمية، على الرغم من التحديات الجيوسياسية والاقتصادية التي تواجه المنطقة. يستعرض هذا المقال الموسّع عشر دول عربية تُصنّف ضمن الأدنى عالمياً في معدلات الجريمة، استناداً إلى بيانات وتقارير صادرة عن مؤسسات عالمية مثل مؤشر نومبيو للأمان، وتقييمات مؤشر السلام العالمي.

1. قطر

تتصدر قطر منذ سنوات التصنيفات العالمية كواحدة من أكثر الدول أماناً على الإطلاق. حسب مؤشر نومبيو للأمان لعام 2024، احتلت قطر المرتبة الأولى عربياً وعالمياً من حيث انخفاض معدل الجريمة. يعود هذا الانخفاض إلى عدة عوامل رئيسية منها:

• القوانين الصارمة التي تُطبق دون استثناء

• الرقابة الفعالة من قِبل الأجهزة الأمنية

• ارتفاع مستوى الدخل والتعليم

• التجانس السكاني المرتبط بالسيطرة الصارمة على الهجرة

كما أن الدولة تستثمر بشكل مستمر في الأمن السيبراني، وأمن المنشآت، والنظام القضائي، ما يعزز من مستوى الثقة لدى السكان والزوار.

2. الإمارات العربية المتحدة

تتمتع الإمارات، خاصة مدينتي دبي وأبو ظبي، بمستويات منخفضة للغاية من الجريمة. ويعود ذلك إلى:

• الاستثمار الهائل في البنية التحتية الأمنية

• وجود كاميرات مراقبة في معظم الأماكن العامة

• التشريعات الرادعة التي تفرض عقوبات صارمة

• تعدد الجنسيات المقيمة في الدولة في إطار من الاحترام والنظام

وقد ساعدت السياسات الاقتصادية والاستثمارية المفتوحة في خلق بيئة مستقرة اقتصادياً واجتماعياً، ما قلّل من دوافع الجريمة.

3. عُمان

سلطنة عمان معروفة بثقافة مجتمعية مسالمة ومحافظة ترفض العنف والجريمة. وتتميز بعدة عوامل تقلل من معدلات الجريمة منها:

• النسيج الاجتماعي المتماسك والعلاقات القبلية المنظمة

• التعليم الديني والثقافي القائم على التسامح

• وجود قوة شرطة فعالة ومحترفة

• الاستقرار السياسي والانفتاح المتوازن

إضافة إلى ذلك، فإن الحكومة العُمانية تعتمد على أسلوب الإنذار المبكر والرصد المجتمعي، وهو ما يمنع وقوع الجرائم قبل حدوثها.

4. الأردن

رغم وقوعه في منطقة مليئة بالتحديات الجيوسياسية، استطاع الأردن أن يحافظ على معدلات جريمة منخفضة، بفضل:

• جهاز أمني منظم وتدريب عالي المستوى

• مجتمع مدني نشط يشارك في قضايا الأمن

• انخفاض معدلات الفقر المدقع بالمقارنة مع دول محيطة

• تفعيل قوانين مكافحة الجريمة الإلكترونية

وتؤدي العلاقة الجيدة بين المواطن ورجل الأمن دوراً هاماً في تعزيز بيئة آمنة وتعاون فعّال.

5. المغرب

المغرب من الدول التي تحرز تقدماً ملحوظاً في مكافحة الجريمة، خاصة في المدن الكبرى مثل الرباط والدار البيضاء ومراكش. ومن أبرز العوامل التي تسهم في تقليل معدل الجريمة:

• تكامل بين الأمن التقليدي والأمن الرقمي

• تعاون قوي بين الأجهزة الأمنية والمواطنين

• مبادرات توعية مجتمعية مستمرة

• التركيز على إعادة تأهيل المجرمين وإدماجهم في المجتمع

كما أن المغرب ينجح في مكافحة جرائم مثل الإرهاب وتهريب المخدرات من خلال التعاون الإقليمي والدولي.

6. تونس

على الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية، تبقى تونس من بين الدول ذات معدلات الجريمة المنخفضة نسبياً. يعود ذلك إلى:

• التعليم المجاني الذي ينتج عنه مجتمع أكثر وعياً

• قضاء مستقل يُحاسب بفعالية

• ثقافة مجتمعية ترفض العنف والجريمة

• نشاط الإعلام والمجتمع المدني في محاربة الجريمة

كما أن قوات الأمن التونسية تخضع لتدريبات مستمرة وتطوير قدرات متقدمة في مجالات مكافحة الجريمة.

7. الكويت

الكويت من الدول الخليجية التي تنعم بأمان ملحوظ، وتتمتع بمعدل جريمة منخفض، خاصة في الجرائم الخطيرة مثل القتل والسطو. وتُعزى هذه النتائج إلى:

• ارتفاع مستويات الدخل وتوافر الوظائف

• الرقابة المجتمعية الفعالة والتنشئة الدينية

• قوى أمنية مدربة وتنتشر بكثافة في الأماكن العامة

• التشريعات الصارمة وسرعة تنفيذ الأحكام القضائية

وتحتل الكويت مكانة متقدمة ضمن التصنيفات السنوية لمؤشرات الأمان عالمياً.

8. البحرين

تُعتبر البحرين من الدول التي سجلت تطوراً ملحوظاً في مؤشرات الأمان خلال العقد الأخير. من أهم العوامل التي ساهمت في خفض معدلات الجريمة:

• تطوير أنظمة المراقبة الذكية

• تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية

• سياسات إسكانية وتعليمية تقلل من دوافع الجريمة

• اهتمام الدولة بحماية الطبقة العاملة من الاستغلال

وتتميز البحرين بسياسة أمنية مرنة تتماشى مع التغيرات الاجتماعية والاقتصادية.

9. الجزائر

رغم المساحة الجغرافية الشاسعة، تسجل الجزائر معدلات جريمة منخفضة مقارنة بجيرانها الأفارقة. ويعزى ذلك إلى:

• الأمن الداخلي المتماسك والتنسيق بين الجهات الأمنية

• المراقبة الحدودية الشديدة للحد من التهريب والجريمة المنظمة

• برامج وطنية لمكافحة البطالة والفقر

• إشراك الأئمة والعلماء في حملات التوعية الأمنية

وتعمل الحكومة الجزائرية على تقوية البنية التحتية الأمنية من خلال التكنولوجيا الحديثة وتوسيع تغطية الشرطة المجتمعية.

10. فلسطين (الضفة الغربية)

رغم التحديات السياسية والاقتصادية والاحتلال، تُسجل الضفة الغربية معدلات جريمة منخفضة في السياق الداخلي للمجتمع الفلسطيني. ذلك يعود إلى:

• التماسك الاجتماعي القوي والمبني على العائلة والعشيرة

• وجود مؤسسات أمنية منضبطة ضمن السلطة الفلسطينية

• بيئة اجتماعية محافظة ترفض السلوك الإجرامي

• مشاركة واسعة من مؤسسات المجتمع المدني في دعم الأمن

وتُسجل الجرائم الكبرى بمعدلات منخفضة جداً، ما يعكس نمطاً من الانضباط الاجتماعي والثقافي الفريد.

جدول مقارنة: مؤشرات الأمان في الدول العربية ذات معدلات الجريمة المنخفضة

خاتمة

يُظهر هذا الاستعراض التحليلي أن الدول العربية قادرة، رغم التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، على تحقيق معدلات جريمة منخفضة بفضل اعتمادها على نظم أمنية فعالة، وتماسك اجتماعي متين، واستراتيجيات وقائية مدروسة. إن انخفاض الجريمة ليس فقط دليلاً على قوة الأجهزة الأمنية، بل يعكس أيضاً نجاح السياسات الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية، ويبرز أهمية التوازن بين الحريات العامة ومتطلبات الأمن والاستقرار.

المراجع:

1. Numbeo Crime Index 2024 – https://www.numbeo.com/crime

2. Global Peace Index 2024 – Institute for Economics and Peace – https://www.visionofhumanity.org