أكثر 10 أنظمة مترو أنفاق ازدحاماً في العالم
تُعدّ أنظمة مترو الأنفاق من أبرز المكونات الحضرية التي تدعم البنية التحتية في المدن الكبرى، وتشكّل شرياناً حيوياً للتنقل اليومي لملايين السكان. ومع تسارع وتيرة التوسع السكاني والتحضر، أصبحت أنظمة المترو ضرورة ملحة لمواجهة تحديات الاختناقات المرورية، وتوفير وسيلة نقل سريعة واقتصادية ومستدامة. إلا أن بعض هذه الشبكات أصبحت مكتظة بشكل يفوق طاقتها الاستيعابية، مما يجعلها من بين أكثر أنظمة النقل ازدحاماً في العالم. يعكس الازدحام الشديد في هذه الشبكات النمو السكاني، والكثافة الحضرية، والاعتماد الكبير على وسائل النقل العام، وهو ما يمكن ملاحظته بوضوح في المدن الكبرى عبر آسيا وأوروبا وأمريكا الجنوبية.
فيما يلي دراسة تفصيلية لأكثر 10 أنظمة مترو أنفاق ازدحاماً في العالم، بناءً على عدد الركاب السنوي، وكثافة الاستخدام اليومي، ومدى تشبّع الخطوط، وتاريخ تطورها، مع الإشارة إلى التحديات التي تواجهها والحلول التي يتم اقتراحها لتقليل الزحام وتحسين جودة الخدمة.
1. مترو طوكيو – اليابان
يُصنّف مترو طوكيو بأنه أكثر أنظمة مترو الأنفاق ازدحاماً في العالم، ويخدم ما يقرب من 3.5 مليار راكب سنوياً، وهو رقم مذهل يعكس الكثافة السكانية والاعتماد الشديد على وسائل النقل الجماعي في العاصمة اليابانية. لا يتوقف الأمر عند شبكة مترو طوكيو الرسمية، بل يتضمن أيضاً شبكة القطارات الحضرية التي تديرها شركتا “توي” (Toei) و”جيه آر” (JR East) والتي تتقاطع مع شبكة المترو.
تعرف هذه الشبكة بنظامها المتقن ودقتها في المواعيد، إلا أن ساعات الذروة تشهد اكتظاظاً كبيراً لدرجة استخدام موظفين متخصصين يُطلق عليهم “أوشيا” (المدفوعين بالأكتاف) لمساعدة الركاب على الدخول إلى العربات.
2. مترو موسكو – روسيا
يتصدر مترو موسكو قائمة الأنظمة الأكثر ازدحاماً في أوروبا ويُعدّ من أقدم شبكات المترو وأكثرها اتساعاً، حيث يخدم أكثر من 2.5 مليار راكب سنوياً. يتميّز المترو الروسي بتصميمه الفريد الذي يعكس التراث الثقافي والفني الروسي، لكنه في الوقت ذاته يعاني من زحام هائل خاصة في المحطات المركزية ومحطات الربط.
تُشير الإحصاءات إلى أن أكثر من 9 ملايين راكب يستخدمون الشبكة يومياً، ويتركز الضغط في ساعات الذروة بين الساعة 7 و10 صباحاً، و5 و8 مساءً.
3. مترو بكين – الصين
تطورت شبكة مترو بكين بشكل سريع جداً منذ مطلع القرن الحادي والعشرين لتصبح من أكبر وأسرع الشبكات توسعاً في العالم، حيث يبلغ عدد ركابها سنوياً أكثر من 3.8 مليار راكب، ما يجعلها إحدى أكثر الشبكات ازدحاماً، لا من حيث عدد الركاب فحسب، بل من حيث الضغط على البنية التحتية.
تتكون شبكة مترو بكين من أكثر من 27 خطاً و400 محطة، وتصل أطوال خطوطها إلى أكثر من 700 كيلومتر، إلا أن هذا الامتداد لم يمنع استمرار الاكتظاظ، لا سيما في الأحياء السكنية المكتظة ومحطات التبديل.
4. مترو شنغهاي – الصين
تُعدّ شبكة مترو شنغهاي من أطول شبكات المترو في العالم من حيث الطول، حيث تتجاوز خطوطها مجتمعة 800 كيلومتر، وتخدم ما يزيد عن 3.5 مليار راكب سنوياً، مما يجعلها ضمن أكثر الشبكات ازدحاماً.
يُعتبر مترو شنغهاي نموذجاً متقدماً من حيث التكنولوجيا والإدارة، إلا أن معدل استخدامه اليومي المرتفع الذي يصل إلى أكثر من 11 مليون راكب يسبب ضغطاً هائلاً على المحطات، خاصة في المناطق التجارية والمراكز المالية.
5. مترو سيول – كوريا الجنوبية
يخدم مترو سيول والمناطق المتصلة به (بما فيها إنشيون ومدن الضواحي) أكثر من 2.9 مليار راكب سنوياً، ويعتبر من أكثر أنظمة المترو ازدحاماً في آسيا. تتألف الشبكة من أكثر من 20 خطاً تغطي العاصمة الكورية وضواحيها.
ما يميز مترو سيول هو كثافته العالية من حيث عدد الركاب لكل كيلومتر، حيث يتكدس الركاب خصوصاً على الخطوط الحيوية مثل الخط الثاني الدائري. على الرغم من الكفاءة التكنولوجية العالية، فإن الراحة أثناء السفر تبقى متدنية في أوقات الذروة.
6. مترو مدينة نيويورك – الولايات المتحدة الأمريكية
شبكة مترو نيويورك هي الأكبر في العالم من حيث عدد المحطات (472 محطة)، وتخدم ما يقارب 1.7 مليار راكب سنوياً. ورغم أن الأعداد أقل من نظيراتها الآسيوية، إلا أن الضغط داخل العربات والبنية التحتية المتهالكة نسبياً يجعلان الازدحام داخل المترو ملموساً للغاية.
يُعد مترو نيويورك من أقدم أنظمة المترو، ويمتاز بتشغيله المستمر على مدار 24 ساعة، مما يجعله ملاذاً حيوياً لسكان المدينة البالغ عددهم أكثر من 8 ملايين نسمة.
7. مترو غوانغتشو – الصين
شبكة مترو غوانغتشو الصينية هي واحدة من أسرع الشبكات نمواً، وتخدم أكثر من 3.1 مليار راكب سنوياً، حيث تتوسع باستمرار لتلبية الاحتياجات المتزايدة للسكان في واحدة من أكبر التجمعات الحضرية في العالم.
يعاني مترو غوانغتشو من ازدحام شديد في الخطوط التي تخدم الأحياء السكنية الكبرى مثل خط 3 وخط 5، ويتم العمل على تحسين الكفاءة عبر زيادة الترددات وإضافة خطوط جديدة.
8. مترو ساو باولو – البرازيل
يُعدّ مترو ساو باولو أكثر أنظمة المترو ازدحاماً في أمريكا اللاتينية، ويخدم ما يزيد عن 1.1 مليار راكب سنوياً. على الرغم من قِصر شبكته مقارنة بغيره، فإن كثافة الاستخدام تبلغ معدلات غير مسبوقة، حيث يسافر أكثر من 5 ملايين شخص يومياً على خطوط تمتد فقط لـ 100 كيلومتر تقريباً.
تظهر تحديات الاكتظاظ في مترو ساو باولو بشكل حاد في خطوط مثل الخط الأحمر والخط الأزرق، اللذين يعانيان من حمل يفوق السعة الاستيعابية، مع تأخر دائم في توسيع الشبكة بشكل يلائم النمو السكاني.
9. مترو باريس – فرنسا
رغم أن شبكة مترو باريس هي واحدة من الأقدم في العالم، حيث تم إنشاؤها عام 1900، إلا أنها لا تزال من بين أكثر الشبكات ازدحاماً في أوروبا، حيث تخدم أكثر من 1.5 مليار راكب سنوياً.
تتميز الشبكة بكثافتها العالية داخل المدينة، حيث تمتد المحطات إلى مسافات قصيرة بين بعضها، مما يسهل التنقل لكنه يسبب ازدحاماً في المحطات المركزية مثل شاتليه (Châtelet) وغار دو نور (Gare du Nord). يُخطط حالياً لتوسيع شبكة “Grand Paris Express” لتخفيف الضغط عن الشبكة الحالية.
10. مترو دلهي – الهند
شهد مترو دلهي نمواً هائلاً منذ افتتاحه عام 2002، واليوم يخدم أكثر من 1.8 مليار راكب سنوياً. تمتد الشبكة لأكثر من 350 كيلومتراً، لكنها تعاني من ازدحام كبير بسبب الكثافة السكانية العالية للعاصمة الهندية ومحيطها.
يتركز الضغط على الخط الأزرق والأصفر، خاصة خلال أوقات الذروة، ما دفع السلطات إلى تطوير برامج لتوسيع الخطوط وشراء عربات جديدة لزيادة السعة وتقليل وقت الانتظار.
جدول أكثر 10 شبكات مترو ازدحاماً (حسب عدد الركاب السنوي)
| الترتيب | المدينة | عدد الركاب السنوي (بالمليار) | عدد المحطات | الطول الإجمالي للشبكة (كم) |
|---|---|---|---|---|
| 1 | طوكيو | 3.5+ | 290+ | 310+ |
| 2 | بكين | 3.8 | 400+ | 700+ |
| 3 | شنغهاي | 3.5+ | 430+ | 800+ |
| 4 | موسكو | 2.5 | 250+ | 400+ |
| 5 | سيول | 2.9 | 330+ | 500+ |
| 6 | غوانغتشو | 3.1 | 300+ | 600+ |
| 7 | نيويورك | 1.7 | 472 | 380 |
| 8 | دلهي | 1.8 | 250+ | 350+ |
| 9 | باريس | 1.5 | 300+ | 225 |
| 10 | ساو باولو | 1.1 | 100+ | 100+ |
تعكس هذه الأرقام الأهمية الاستراتيجية لأنظمة المترو في دعم الحياة الحضرية وتنقل السكان بشكل فعّال، لكنها في المقابل تُبرز التحديات التي يفرضها الاكتظاظ، بدءاً من تراجع الراحة وانخفاض الكفاءة، ووصولاً إلى الحاجة المستمرة للتحديث والتوسعة. ولهذا تسعى الحكومات إلى الاستثمار في التوسع الأفقي والعمودي، وتبني الحلول الذكية مثل التحكم التلقائي في القطارات، وتحسين أنظمة التهوية وتوزيع الركاب، للحد من الزحام المتزايد في المدن العالمية الكبرى.
المراجع:
-
International Association of Public Transport (UITP), “Urban Rail Statistics”, 2024.
-
World Metro Database by UrbanRail.net, updated 2025.

