أكبر صادرات العراق

أكبر صادرات العراق

يمتلك العراق موقعاً جغرافياً استراتيجياً يربطه بدول الخليج العربي، وبلدان الشام، وتركيا، وإيران، مما جعله محوراً تجارياً هاماً في منطقة الشرق الأوسط عبر التاريخ. ويُعد العراق من الدول الغنية بالموارد الطبيعية، وعلى رأسها النفط، الذي يهيمن على معظم صادرات البلاد، بالإضافة إلى منتجات أخرى شهدت نمواً تدريجياً في العقود الأخيرة، مدفوعة بمحاولات تنويع الاقتصاد العراقي. يتناول هذا المقال أهم الصادرات العراقية من حيث القيمة السوقية، والأهمية الاستراتيجية، ودورها في دعم الاقتصاد الوطني.

1. النفط الخام

يُعتبر النفط الخام المصدر الأهم والرئيسي لصادرات العراق، ويمثل أكثر من 90% من عائداته من التصدير. وتمتلك البلاد احتياطيات نفطية ضخمة تُقدَّر بأكثر من 145 مليار برميل، مما يجعل العراق واحداً من أكبر منتجي ومصدّري النفط في العالم. وتتمركز أغلب الحقول النفطية في جنوب البلاد، لا سيما في البصرة، حيث تقع موانئ التصدير البحرية الرئيسية مثل ميناء البصرة النفطي (العميق) وميناء خور العمية. كما تشمل الموانئ البرية مع تركيا عبر خط أنابيب كركوك-جيهان.

ويصدّر العراق عدة درجات من النفط الخام، مثل خام البصرة الثقيل، وخام البصرة المتوسط، وخام كركوك، ويتم تسعيرها في الأسواق العالمية وفقاً لجودتها وكثافتها ونسبة الكبريت فيها. وتُعد الأسواق الآسيوية الوجهة الرئيسية للصادرات النفطية العراقية، وخاصة الصين والهند وكوريا الجنوبية.

2. المشتقات النفطية

رغم أن العراق كان يعاني من ضعف القدرة التكريرية خلال فترات سابقة بسبب الحروب والبنية التحتية المتضررة، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تطوراً ملحوظاً في إنتاج المشتقات النفطية مثل زيت الغاز (الديزل)، البنزين، والنفط الأبيض. ويُعاد تصدير جزء من هذه المشتقات، خاصة زيت الوقود، إلى الأسواق الإقليمية المجاورة مثل الأردن وسوريا.

كما يتم تصدير بعض المشتقات إلى دول الخليج العربي وتركيا، حيث تُستخدم في الصناعات الثقيلة أو كوقود لمحطات الطاقة، لا سيما في حالات ارتفاع الطلب الموسمي.

3. الكبريت

ينتج الكبريت في العراق كمنتج ثانوي خلال عمليات استخراج النفط والغاز، ويُعتبر من الصادرات الصناعية المهمة التي تدخل في عدة صناعات كيميائية، منها الأسمدة، وحمض الكبريتيك، والصناعات المطاطية. ويصدر العراق الكبريت على شكل كبريت خام أو حبيبي، ويُشحن غالباً من منشآت قريبة من حقول النفط، وتحديداً من الجنوب العراقي.

وقد ساهمت الجهود الرامية إلى تطوير البنية التحتية للصناعات البتروكيميائية في زيادة كميات الكبريت المصدّر إلى أسواق مثل الهند وتركيا وبعض دول جنوب شرق آسيا.

4. التمور

يمتلك العراق أحد أقدم تقاليد زراعة النخيل في العالم، وتُعد التمور من رموز الزراعة العراقية. يضم العراق أكثر من 400 صنف من التمور، ويُقدر عدد أشجار النخيل في البلاد بما يزيد عن 16 مليون نخلة. ومن أشهر الأصناف المصدرة الزهدي، والخستاوي، والديري، والحلاوي.

ورغم التحديات التي تواجه الزراعة في العراق، مثل شح المياه، والتصحر، وضعف التسويق، فإن صادرات التمور لا تزال تمثل مصدر دخل هام لآلاف العائلات. وتُصدر التمور إلى عدة دول منها الهند، الإمارات، تركيا، والمغرب، حيث تلقى رواجاً لجودتها ونكهتها الفريدة.

5. الفوسفات

يمتلك العراق واحداً من أكبر احتياطيات الفوسفات في العالم، لا سيما في مناجم عكاشات غرب البلاد. ويُستخدم الفوسفات بشكل أساسي في صناعة الأسمدة الفوسفاتية، التي تُعد من المدخلات الأساسية في الزراعة الحديثة. وتُعد صادرات الفوسفات من العراق محدودة نسبياً لكنها آخذة في التوسع.

وتسعى الحكومة العراقية إلى تطوير قطاع التعدين، وتفعيل عمليات استخراج وتصنيع الفوسفات لتغطية الطلب المحلي وتحقيق فوائض تصديرية إلى الأسواق العالمية، لا سيما في آسيا وأفريقيا.

6. الأسمدة الكيماوية

تُنتج في العراق أنواع متعددة من الأسمدة، خاصة اليوريا والنترات والفوسفات، بفضل توافر المواد الخام المحلية. ويُصدر جزء من الإنتاج، لا سيما من مصنعي البتروكيمياويات في البصرة وكركوك. وتُستخدم هذه الأسمدة في الزراعة، وتصدر إلى دول مثل تركيا، إيران، ودول الخليج العربي.

ويُعد قطاع الأسمدة من القطاعات الواعدة في العراق نظراً لتوفر الغاز الطبيعي الذي يُستخدم كمادة خام أساسية في تصنيع اليوريا، فضلاً عن التوسع في استخدام الأسمدة الكيميائية على المستوى الإقليمي.

7. الغاز السائل (LPG)

بدأ العراق خلال العقد الأخير بتوسيع إنتاجه من الغاز الطبيعي، لا سيما الغاز المصاحب لعمليات استخراج النفط. ومن هذا الإنتاج، يتم فصل الغاز السائل (غاز الطبخ)، ويُستخدم جزء منه محلياً فيما يُخصص الفائض للتصدير.

وتُعتبر دول الجوار مثل الأردن وتركيا من أهم وجهات تصدير غاز الـ LPG العراقي، وقد تم تطوير بنية تحتية لنقل الغاز من الجنوب العراقي إلى تلك الأسواق، عبر شاحنات أو أنابيب مؤقتة.

8. الحديد والصلب ومنتجات المعادن الأساسية

شهد قطاع الصناعات الثقيلة في العراق تطوراً محدوداً، إلا أن بعض منشآت تصنيع الحديد والصلب بدأت بإنتاج كميات قابلة للتصدير، لا سيما القضبان الحديدية ولفائف الحديد التي تُستخدم في البناء. ويتم تصدير هذه المنتجات إلى دول الجوار التي تشهد نهضة عمرانية مثل سوريا والأردن.

كما تُصدر بعض المنتجات الثانوية الأخرى من المعادن مثل الألمنيوم والخردة المعدنية، خاصة من منشآت إعادة التدوير في بغداد والبصرة.

9. منتجات الصناعات الغذائية

رغم التحديات الزراعية، تنتج مصانع المواد الغذائية في العراق بعض المنتجات الموجهة للتصدير، مثل معجون الطماطم، وبعض أنواع العصائر والمعلبات والبقوليات المعبأة. وتُصدَّر هذه المنتجات بكميات صغيرة لكنها متنامية، خاصة إلى أسواق الدول العربية التي تستهدف المنتجات العراقية ذات الأسعار التنافسية.

وغالباً ما تتم هذه الصادرات بفضل الشراكات بين القطاع الخاص العراقي والموزعين في دول المهجر والجاليات العراقية في الخارج.

10. المنسوجات والملابس الجاهزة

يعود تاريخ صناعة النسيج في العراق إلى فترات طويلة، وقد كانت مدينة الحلة مشهورة بإنتاج الأقمشة منذ قرون. وفي العصر الحديث، لا تزال هناك منشآت صغيرة ومتوسطة تنتج بعض أنواع الملابس والملبوسات الداخلية التي تُصدَّر بشكل محدود إلى الدول المجاورة.

وتُعد صادرات المنسوجات متواضعة مقارنة بالقطاعات الأخرى، إلا أنها تُشكّل مورداً مهماً للعديد من الورش المحلية ومصانع النسيج في مناطق مثل الكاظمية والسماوة.

جدول لأكبر صادرات العراق حسب التقديرات السنوية:

الخاتمة

تُظهر خريطة الصادرات العراقية اعتماداً كبيراً على النفط ومشتقاته، مما يجعل الاقتصاد عرضة للتقلبات العالمية في أسعار الطاقة. وعلى الرغم من هذا الاعتماد، هناك جهود متزايدة لتنويع القاعدة التصديرية للعراق من خلال تنمية قطاعات الزراعة، والصناعات التحويلية، والتعدين. وتتطلب هذه الجهود استثمارات في البنية التحتية، وتحسين بيئة الأعمال، وتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية.

يبقى مستقبل الصادرات العراقية مرهوناً بمدى نجاح سياسات التنويع الاقتصادي والحوكمة الرشيدة، والقدرة على إعادة بناء قطاع الإنتاج المحلي ليستعيد العراق مكانته التاريخية كقوة اقتصادية إقليمية.

المصادر:

1. البنك الدولي – قاعدة بيانات الصادرات حسب الدولة

2. وزارة التجارة العراقية – تقارير التصدير السنوية