أكبر 10 دول منتجة للأرز في العالم
يُعدّ الأرز من أهم المحاصيل الزراعية في العالم، وهو يشكّل الغذاء الأساسي لأكثر من نصف سكان الكرة الأرضية، خصوصًا في آسيا وأفريقيا وأجزاء من أمريكا اللاتينية. ويُزرع الأرز في أكثر من 100 دولة، ويُنتج في ظروف مناخية وزراعية متعددة، تتراوح بين الأراضي المغمورة بالمياه في جنوب شرق آسيا إلى الحقول الجافة في أجزاء من إفريقيا. وتحتل بعض الدول الريادة عالميًا في زراعة وإنتاج الأرز، سواء من حيث الكم أو الجودة أو التنوع الوراثي للمحصول. في هذا المقال، نقدم تحليلاً دقيقًا لأكبر عشر دول منتجة للأرز في العالم، مع استعراض حجم إنتاجها والعوامل التي جعلتها في صدارة هذا المجال الزراعي الحيوي.
1. الصين
إنتاج سنوي تقديري: أكثر من 212 مليون طن متري
تتصدر الصين بلا منازع قائمة أكبر الدول المنتجة للأرز في العالم، وذلك بفارق كبير عن باقي الدول. الأرز هو الغذاء الرئيسي لغالبية السكان في الصين، ويُزرع في مناطق عديدة من البلاد، خصوصًا في الجنوب والوسط الشرقي. وتعتمد الزراعة الصينية على أساليب متطورة وتقنيات هندسية واسعة في التحكم بالمياه، خاصة في حقول الأرز المغمورة. وتحتضن الصين أيضًا أضخم برامج البحوث الوراثية لتحسين إنتاجية الأرز من حيث الكمية والمقاومة للآفات والجفاف.
من أبرز المناطق الزراعية في الصين لإنتاج الأرز: سيتشوان، هونان، جيانغشي، وقوانغدونغ. وتعمل الحكومة الصينية بشكل متواصل على دعم المزارعين وتوفير البنية التحتية الزراعية التي تضمن الاستقرار في إنتاج هذا المحصول الاستراتيجي.
2. الهند
إنتاج سنوي تقديري: حوالي 180 مليون طن متري
الهند تأتي في المرتبة الثانية بعد الصين من حيث إنتاج الأرز، لكنها تُعتبر الأولى عالميًا من حيث التنوع البيولوجي في أصناف الأرز. الهند تزرع أكثر من 6000 صنف من الأرز، وتُنتج كميات ضخمة منه للاستهلاك المحلي وللتصدير، خاصة أرز “بسمتي” الشهير. ويُزرع الأرز في كل أنحاء الهند تقريبًا، من البنغال الغربية في الشرق إلى البنجاب والهند الغربية في الشمال.
تشكل الزراعة قطاعًا حيويًا في الاقتصاد الهندي، ويُعدّ الأرز حجر الزاوية في الأمن الغذائي القومي. وتستثمر الهند بشكل كبير في تطوير أصناف مقاومة للجفاف والأمراض، وذلك في ظل التحديات التي يفرضها تغيّر المناخ.
3. إندونيسيا
إنتاج سنوي تقديري: حوالي 54 مليون طن متري
إندونيسيا هي ثالث أكبر منتج للأرز في العالم، ويُعدّ الأرز العنصر الأساسي في النظام الغذائي للسكان. يُزرع الأرز في جميع الجزر الكبرى تقريبًا، مثل جاوة وسومطرة وسولاويزي وبالي. وتقوم الزراعة الإندونيسية على نظام الري التقليدي المعروف باسم “ساباك”، والذي يعتمد على توزيع المياه بالتساوي بين الحقول.
رغم الإنتاج الضخم، تواجه إندونيسيا تحديات في تلبية الطلب المحلي المتزايد، ما يجعلها في بعض الأحيان مضطرة إلى استيراد الأرز. تسعى الحكومة من خلال برامج الدعم والتكنولوجيا الزراعية إلى تحسين الإنتاجية واستقرار سوق الأرز محليًا.
4. بنغلاديش
إنتاج سنوي تقديري: حوالي 52 مليون طن متري
الأرز هو العنصر الغذائي الأساسي في بنغلاديش، ويغطي ما يقرب من 75% من إجمالي الأراضي الزراعية. تنتج البلاد عدة محاصيل من الأرز في العام الواحد، مثل “آمان” و”بورّو” و”أوشري”، وهي تلائم فصول مختلفة من السنة.
تعتمد بنغلاديش بشكل كبير على زراعة الأرز لتوفير الأمن الغذائي الوطني، ويعمل معظم سكان الريف في هذا القطاع. ومع الكثافة السكانية العالية، تظل الحاجة إلى تطوير الإنتاجية أولوية قصوى في السياسات الزراعية البنغلاديشية.
5. فيتنام
إنتاج سنوي تقديري: حوالي 44 مليون طن متري
فيتنام واحدة من كبار منتجي الأرز وكذلك من أبرز المصدرين له، خصوصًا إلى دول الشرق الأوسط وأفريقيا. ويُعدّ دلتا نهر ميكونغ ودلتا نهر الأحمر من أهم المناطق الزراعية التي تنتج معظم الأرز الفيتنامي.
استثمرت فيتنام بشكل كبير في تطوير نظم الزراعة والتقنيات الحديثة والري المتكامل، مما ساعد على رفع الإنتاجية بشكل كبير في العقود الأخيرة. ويشكل الأرز أساس الاقتصاد الزراعي في البلاد وعماد التجارة الخارجية الزراعية.
6. تايلاند
إنتاج سنوي تقديري: حوالي 30 مليون طن متري
رغم احتلالها المرتبة السادسة في الإنتاج العالمي، فإن تايلاند تعتبر من الدول الأكثر تميزًا من حيث جودة الأرز، خاصة “الأرز الياسميني” الذي يُعدّ من أفضل أنواع الأرز في العالم وأكثرها طلبًا دوليًا. وتستفيد تايلاند من نظام زراعي موجه نحو التصدير، وتُصدر كميات ضخمة من الأرز إلى أفريقيا، الشرق الأوسط وأمريكا الشمالية.
القطاع الزراعي التايلاندي يحظى بدعم كبير من الدولة، وهناك استثمارات واسعة في البحوث الزراعية وتطوير سلاسل القيمة.
7. ميانمار (بورما)
إنتاج سنوي تقديري: حوالي 26 مليون طن متري
ميانمار واحدة من أقدم دول زراعة الأرز في آسيا، ويُعدّ الأرز المنتج هناك مخصصًا في معظمه للاستهلاك المحلي. وتتوفر في البلاد ظروف مناخية ومائية مناسبة لزراعة الأرز بكميات وفيرة.
رغم الإمكانات الكبيرة، لا تزال الزراعة هناك تعتمد على أساليب تقليدية، وهو ما يحدّ من إنتاجية الهكتار الواحد مقارنة بالدول المجاورة. وتواجه البلاد تحديات في البنية التحتية والنقل وسلاسل التوريد، لكنها تسعى للنهوض بالقطاع الزراعي تدريجيًا.
8. الفلبين
إنتاج سنوي تقديري: حوالي 20 مليون طن متري
تنتج الفلبين كميات كبيرة من الأرز لكنها تواجه عجزًا مستمرًا بين الإنتاج والاستهلاك، ما يجعلها واحدة من أكبر مستوردي الأرز في العالم بالرغم من موقعها في آسيا. يُزرع الأرز هناك في أرخبيلات متنوعة ذات مناخات مختلفة، مثل لوزون، فيساياس ومينداناو.
تسعى الحكومة الفلبينية إلى تقليص الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك من خلال تشجيع الابتكار الزراعي وتحسين جودة البذور وطرق الري.
9. البرازيل
إنتاج سنوي تقديري: حوالي 11 مليون طن متري
تُعدّ البرازيل أكبر منتج للأرز خارج قارة آسيا. وتُزرع المحاصيل بشكل رئيسي في جنوب البلاد، خصوصًا في ولايات ريو غراندي دو سول وسنتا كاتارينا. ويتم استخدام تقنيات متطورة وميكنة زراعية على نطاق واسع، ما يرفع من كفاءة الإنتاج وجودته.
يعتمد السوق البرازيلي على الأرز بشكل كبير في النظام الغذائي، ويتم توجيه معظم الإنتاج للاستهلاك المحلي، مع تصدير محدود نسبيًا.
10. الولايات المتحدة الأمريكية
إنتاج سنوي تقديري: حوالي 10 ملايين طن متري
تزرع الولايات المتحدة الأرز في ولايات مثل أركنساس، كاليفورنيا، لويزيانا، وتكساس. ويُعدّ الأرز الأمريكي عالي الجودة ويستخدم غالبًا في الصناعات الغذائية والتصدير إلى الأسواق العالمية، خاصة في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية.
يتميز الإنتاج الأمريكي باستخدام أحدث التقنيات الزراعية والأنظمة الميكانيكية، بالإضافة إلى بحوث مستمرة لتحسين جودة المحصول وزيادة مقاومته للعوامل البيئية والآفات.
جدول: إنتاج أكبر 10 دول منتجة للأرز (2024 – بالأطنان المترية)
| الترتيب | الدولة | الإنتاج السنوي التقديري (طن متري) |
|---|---|---|
| 1 | الصين | 212,000,000 |
| 2 | الهند | 180,000,000 |
| 3 | إندونيسيا | 54,000,000 |
| 4 | بنغلاديش | 52,000,000 |
| 5 | فيتنام | 44,000,000 |
| 6 | تايلاند | 30,000,000 |
| 7 | ميانمار | 26,000,000 |
| 8 | الفلبين | 20,000,000 |
| 9 | البرازيل | 11,000,000 |
| 10 | الولايات المتحدة | 10,000,000 |
تحليل نهائي
يعكس ترتيب الدول المنتجة للأرز مدى أهمية هذا المحصول في ضمان الأمن الغذائي والاقتصادي للعديد من الشعوب. ويُلاحظ أن أغلب الدول في القائمة تقع في آسيا، ما يدل على اعتماد سكان هذه القارة الكبير على الأرز كغذاء أساسي. كما أن التحولات المناخية وزيادة عدد السكان وندرة المياه تشكل تحديات أمام استدامة إنتاج الأرز في المستقبل، مما يجعل من الابتكار الزراعي وتحسين البذور وإدارة المياه أمورًا حاسمة لضمان استمرار هذا القطاع الحيوي.
المراجع:
-
Food and Agriculture Organization of the United Nations (FAO), Rice Market Monitor, 2024.
-
International Rice Research Institute (IRRI), Annual Production Data, 2024.
