أكبر دول منتجة لحليب الخروف

أكبر 10 دول منتجة لحليب الخروف في العالم

يُعد حليب الخروف من المنتجات الحيوانية الغنية بالقيمة الغذائية، إذ يحتوي على نسب مرتفعة من البروتينات، الدهون، الكالسيوم، والفيتامينات مقارنة بحليب الأبقار أو الماعز، ويُستخدم بشكل شائع في صناعة الأجبان التقليدية مثل جبن “الفيتا” و”الريكفورت” و”المانشيغو”. وبالرغم من أن إنتاجه عالميًا أقل من إنتاج حليب البقر، فإن له أهمية كبيرة في مناطق محددة ترتبط تقليديًا بتربية الأغنام. فيما يلي دراسة مفصلة حول أكبر 10 دول منتجة لحليب الأغنام في العالم، استنادًا إلى بيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO) وتقارير الإنتاج الزراعي الحديثة.

أولًا: الجدول الترتيبي لأكبر 10 دول منتجة لحليب الخروف (آخر بيانات متاحة)

الصين: الريادة الآسيوية في إنتاج حليب الأغنام

تتصدر الصين قائمة الدول المنتجة لحليب الأغنام بحجم إنتاج ضخم يفوق 1.6 مليون طن سنويًا. يعود هذا إلى الاعتماد الكبير على تربية الأغنام في مناطق شمالية مثل منغوليا الداخلية، شينجيانغ، وقانسو، حيث تتكيف الأغنام مع الظروف المناخية الجافة والباردة. كما أن الدعم الحكومي لإنتاج مشتقات الحليب، وتوسيع صناعة الأجبان محليًا، قد ساهم في رفع الإنتاج بشكل ملحوظ.

تعتمد الصين في الغالب على سلالات الأغنام المحلية مثل سلالة “Hu” و”Small-Tailed Han” المعروفة بخصوبتها العالية وإنتاجها الجيد للحليب، مقارنة بالسلالات الأخرى.

تركيا: قوة متوسطية في إنتاج حليب الأغنام

تحتل تركيا المرتبة الثانية عالميًا في إنتاج حليب الخروف، وهي موطن لواحدة من أكثر سلالات الأغنام إنتاجًا للحليب وهي سلالة “إيوا”. كما أن حليب الأغنام التركي يُستخدم على نطاق واسع في صناعة الأجبان التقليدية مثل “الجبنة البيضاء” و”جبن كاسار”.

يُعد الريف التركي، خاصة في المناطق الغربية والجنوبية الشرقية، مركزًا هامًا لإنتاج هذا النوع من الحليب. وتعمل السياسات الزراعية التركية على تعزيز تربية الأغنام من خلال الدعم المالي والتقني للمزارعين.

اليونان: جودة عالية في إنتاج الحليب

رغم صغر حجمها الجغرافي، إلا أن اليونان تأتي في المرتبة الثالثة عالميًا، نظرًا لارتباطها العميق تاريخيًا وثقافيًا بإنتاج الأغنام والأجبان، خاصة جبن “الفِيتا” الشهير، الذي يُعد منتجًا ذا مؤشر جغرافي محمي في الاتحاد الأوروبي ويُصنع بشكل أساسي من حليب الأغنام أو خليط من حليب الأغنام والماعز.

تتركز تربية الأغنام في المناطق الجبلية والريفية من البلاد، حيث تكون التضاريس مناسبة للرعي. كما أن أنظمة الإنتاج غالبًا ما تكون تقليدية، مما يُكسب الحليب خصائص نكهة مميزة وفريدة.

سوريا: أهمية محورية رغم التحديات

تشكل سوريا إحدى أهم الدول المنتجة لحليب الأغنام، خاصة بفضل سلالة “العواس” التي تُعتبر من أكثر السلالات إنتاجًا للحليب في العالم العربي. ورغم التحديات التي واجهها القطاع الزراعي السوري في السنوات الأخيرة، إلا أن إنتاج الحليب الحيواني، خصوصًا من الأغنام، ظل نشاطًا اقتصاديًا قائمًا في مناطق مثل البادية وحوران.

يُستخدم الحليب في صناعة الجبنة البلدية والزبدة التقليدية، ويُعتبر عنصرًا أساسيًا في النظام الغذائي السوري التقليدي، إلى جانب توفير مصدر دخل مهم للأسر الريفية.

رومانيا: مركز أوروبي تقليدي

تمتلك رومانيا تاريخًا طويلًا في تربية الأغنام، ويُعد حليب الخروف جزءًا مهمًا من التراث الغذائي، حيث تُستخدم كميات كبيرة منه في إنتاج الجبن الروماني التقليدي مثل “برينزا”. تنتشر مزارع الأغنام في التلال والسهول الرومانية، خصوصًا في منطقة ترانسلفانيا، المعروفة بتربتها الخصبة وغطائها النباتي الغني.

تحظى صناعة حليب الأغنام في رومانيا بدعم كبير من سياسات الاتحاد الأوروبي، التي تروّج للتنمية الريفية والحفاظ على الإنتاج الزراعي التقليدي.

إيران: تنوع بيئي يدعم الإنتاج

تمثل إيران إحدى الدول المهمة في إنتاج حليب الأغنام، خاصة بفضل التنوع الكبير في السلالات المحلية والبيئات الرعوية المختلفة. تتركز تربية الأغنام في المناطق الجبلية والسهوب، وتُستخدم سلالات مثل “قزل”، و”مغاني”، و”سنندجي” التي تنتج كميات جيدة من الحليب مقارنة بالسلالات الصحراوية.

رغم أن إنتاج الحليب لا يزال في معظمه يُستهلك محليًا، إلا أن هناك توجّهًا متزايدًا في إيران نحو تحسين جودة الإنتاج وتصنيع الأجبان الموجهة للتصدير.

إيطاليا: الجودة قبل الكمية

تتميز إيطاليا، رغم ترتيبها السابع، بجودة عالية جدًا في حليب الأغنام المُنتج، خصوصًا في مناطق مثل سردينيا وصقلية. يُستخدم هذا الحليب في صناعة أجبان فاخرة مثل “بيكورينو” و”ريكوتا”، والتي تُصدّر إلى الأسواق العالمية.

تركز السياسات الزراعية الإيطالية على دعم المزارع الصغيرة والحرفية، مما ساعد في الحفاظ على طرق الإنتاج التقليدية المرتبطة بالجودة العالية والتنوع الكبير في المنتجات.

إسبانيا: قوة جبنية تقليدية

إسبانيا معروفة بمنتجاتها من حليب الأغنام، وخاصة جبن “المانشيغو” الذي يُصنع من سلالة “مانشيغا” ذات الشهرة العالمية. ينتشر إنتاج حليب الأغنام في الأقاليم الوسطى مثل كاستيا-لا مانتشا.

بالإضافة إلى الإنتاج المحلي، تحرص إسبانيا على الحفاظ على تراثها الغني في تربية الأغنام من خلال برامج دعم وتدريب للمزارعين لضمان الاستدامة والجودة العالية.

العراق: دور إقليمي بارز

تُعتبر تربية الأغنام من الأنشطة الزراعية التقليدية في العراق، وتُعد سلالة “العواس” المنتشرة في المنطقة من السلالات عالية الإنتاج للحليب. يتوزع الإنتاج بين المناطق الوسطى والشمالية من البلاد، حيث تُستخدم الحليب في صناعة المنتجات التقليدية مثل اللبن والجبن العربي والزبدة.

ورغم التحديات المرتبطة بالبنية التحتية والتمويل، لا يزال قطاع تربية الأغنام يشكل مصدرًا مهمًا للغذاء والدخل في المجتمعات الريفية.

الجزائر: إنتاج متنامٍ في شمال إفريقيا

تحتل الجزائر المرتبة العاشرة عالميًا، والأولى إفريقيًا، في إنتاج حليب الأغنام. يُستخدم الحليب بشكل كبير في المطبخ التقليدي، خاصة في صناعة الجبن والزبدة واللبن الرائب. تنتشر مزارع الأغنام في الهضاب العليا والمناطق السهبية، حيث تتوفر بيئة طبيعية مناسبة للرعي.

وتسعى الجزائر مؤخرًا إلى تطوير القطاع من خلال تحسين السلالات وتوفير برامج دعم بيطري وتمويلي للمربين الصغار، مما ساهم في زيادة تدريجية في كمية الإنتاج السنوي.

الخلاصة الإحصائية والتحليلية

يشير التوزيع الجغرافي لإنتاج حليب الأغنام إلى ارتباط وثيق بين هذا النشاط والبيئات التقليدية الريفية، سواء في آسيا الوسطى أو حوض البحر المتوسط. الدول المتقدمة في هذا المجال لا تركز فقط على الكمية، بل على الجودة، مما يفتح مجالات مهمة في صناعة الأجبان عالية القيمة والمنتجات المشتقة الأخرى.

ويُعد حليب الأغنام خيارًا غذائيًا عالي القيمة، خاصة للأشخاص الذين يعانون من حساسية حليب البقر، نظرًا لهضمه السهل واحتوائه على نسب مرتفعة من الأحماض الأمينية والكالسيوم وفيتامين B12.

المراجع

1. FAOSTAT – Food and Agriculture Organization of the United Nations (https://www.fao.org/faostat/)

2. International Dairy Federation (https://www.fil-idf.org/)