أكبر انتصارات في الانتخابات الأمريكية

أكبر 10 انتصارات ساحقة في الانتخابات الأمريكية

شهد التاريخ السياسي للولايات المتحدة الأمريكية لحظات فارقة في الانتخابات الرئاسية، حيث لم تكن جميع المنافسات الانتخابية محتدمة أو متقاربة. بل على العكس، فإن بعض الانتخابات الرئاسية كانت بمثابة انتصارات ساحقة لأحد المرشحين، مما عكس مزاجًا سياسيًا عامًا، أو استجابة لحالة وطنية أو عالمية، أو كاريزما شخصية للمرشح الفائز. تعكس هذه الانتصارات الفارقة لحظات من الإجماع السياسي النادر، والتي قد تكون ناجمة عن اضطرابات أو استقرار داخلي، حروب عالمية أو إصلاحات اقتصادية كبيرة.

يعتمد تعريف “الانتصار الساحق” على عدة معايير أهمها نسبة الأصوات الشعبية، وعدد الولايات التي تم الفوز بها، والأهم عدد أصوات المجمع الانتخابي التي حصل عليها المرشح مقارنةً بمنافسه. وفي ما يلي عرض تفصيلي لأكبر عشرة انتصارات ساحقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مرتبة حسب هامش الفوز وعدد أصوات المجمع الانتخابي.

1. ريتشارد نيكسون ضد جورج ماكغفرن – انتخابات عام 1972

في هذه الانتخابات، حقق ريتشارد نيكسون، الرئيس الجمهوري، أحد أكبر الانتصارات في تاريخ الانتخابات الأمريكية. حصل نيكسون على 520 صوتًا انتخابيًا من أصل 538، بينما نال خصمه الديمقراطي جورج ماكغفرن فقط 17 صوتًا انتخابيًا.

• نسبة التصويت الشعبي: 60.7% لنيكسون مقابل 37.5% لماكغفرن.

• عدد الولايات التي فاز بها: 49 من أصل 50 (خسر فقط ماساتشوستس ومقاطعة كولومبيا).

• كان هذا الانتصار بمثابة تفويض شعبي ضخم لسياسات نيكسون، خصوصًا في ظل الانسحاب من فيتنام والنمو الاقتصادي.

2. فرانكلين د. روزفلت ضد ألف لاندون – انتخابات عام 1936

خلال فترة الكساد الكبير، فاز فرانكلين روزفلت بولاية ثانية بطريقة كاسحة ضد الجمهوري ألف لاندون. حصل روزفلت على 523 صوتًا انتخابيًا من أصل 531.

• نسبة التصويت الشعبي: 60.8% لروزفلت مقابل 36.5% للاندون.

• فاز في 46 ولاية من أصل 48 (خسر فقط في مين وفيرمونت).

• يُعد هذا الانتصار أكبر تفويض شعبي لأي رئيس في تاريخ البلاد، وعزز تنفيذ “الصفقة الجديدة”.

3. رونالد ريغان ضد والتر مونديل – انتخابات عام 1984

أعاد رونالد ريغان، الجمهوري، انتخابه لولاية ثانية عبر فوز كاسح على منافسه الديمقراطي والتر مونديل. حصل ريغان على 525 صوتًا انتخابيًا من أصل 538، وهو الرقم القياسي في تاريخ الولايات المتحدة.

• نسبة التصويت الشعبي: 58.8% لريغان مقابل 40.6% لمونديل.

• فاز في 49 ولاية، وخسر فقط مينيسوتا (ولاية مونديل) ومقاطعة كولومبيا.

• هذا الفوز يعكس الرضا الشعبي عن سياسات ريغان الاقتصادية والدبلوماسية.

4. ليندون جونسون ضد باري غولدووتر – انتخابات عام 1964

بعد اغتيال الرئيس كينيدي، تولى جونسون الحكم وأثبت جدارته من خلال فوز كاسح في الانتخابات. حصل على 486 صوتًا انتخابيًا مقابل 52 لغولدووتر.

• نسبة التصويت الشعبي: 61.1% لجونسون، وهي الأعلى لأي رئيس منذ 1820.

• فاز في 44 ولاية.

• جاء هذا الفوز في سياق برامج “المجتمع العظيم” والتقدم في الحقوق المدنية.

5. فرانكلين روزفلت ضد هربرت هوفر – انتخابات عام 1932

وسط الانهيار الاقتصادي والانكماش الكبير، فاز روزفلت على الرئيس الجمهوري هربرت هوفر فوزًا مدويًا. حصل على 472 صوتًا انتخابيًا مقابل 59 لهوفر.

• نسبة التصويت الشعبي: 57.4% لروزفلت مقابل 39.7% لهوفر.

• فاز في 42 ولاية.

• هذا الفوز مثّل بداية عصر ديمقراطي استمر لعقود، وقدّم مفهوم “الدولة الراعية”.

6. دوايت آيزنهاور ضد أدلاي ستيفنسون – انتخابات عام 1956

في إعادة انتخابه، فاز آيزنهاور فوزًا عريضًا ضد ستيفنسون، تمامًا كما فعل في 1952.

• حصل على 457 صوتًا انتخابيًا مقابل 73.

• نسبة التصويت الشعبي: 57.4% مقابل 42%.

• آيزنهاور كان يحظى بدعم شعبي بسبب الاستقرار الاقتصادي وإنهاء الحرب الكورية.

7. هربرت هوفر ضد ألفريد سميث – انتخابات عام 1928

في أواخر العشرينيات، فاز الجمهوري هوفر فوزًا كاسحًا قبل الكساد العظيم.

• حصل على 444 صوتًا انتخابيًا مقابل 87 لسميث.

• نسبة التصويت الشعبي: 58.2% لهوفر.

• هذا الفوز كان نتيجة ازدهار اقتصادي قبل انهيار وول ستريت في العام التالي.

8. رونالد ريغان ضد جيمي كارتر – انتخابات عام 1980

شهدت هذه الانتخابات تحوّلًا سياسيًا كبيرًا. فاز ريغان على الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر، الذي كان يعاني من أزمات متعددة داخلية وخارجية.

• حصل ريغان على 489 صوتًا انتخابيًا مقابل 49.

• نسبة التصويت الشعبي: 50.7% لريغان، وهو رقم متواضع لكن نتيجة التصويت في الولايات كانت ساحقة.

• هذا الفوز فتح الباب لما يُعرف بـ”عصر ريغان”.

9. وارن هاردينغ ضد جيمس كوكس – انتخابات عام 1920

في أول انتخابات بعد الحرب العالمية الأولى، فاز الجمهوري وارن هاردينغ فوزًا كاسحًا على كوكس.

• حصل على 404 صوتًا انتخابيًا مقابل 127.

• نسبة التصويت الشعبي: 60.3% لهاردينغ.

• يعكس هذا الفوز حالة التعب الشعبي من الحرب ورغبة العودة إلى “الطبيعية”.

10. توماس جيفرسون ضد تشارلز بينكني – انتخابات عام 1804

كانت هذه أول انتخابات بعد التعديل الثاني عشر للدستور، وقد فاز جيفرسون بولاية ثانية بسهولة.

• حصل على 162 صوتًا انتخابيًا مقابل 14.

• نسبة التصويت الشعبي لا تُقاس بدقة آنذاك، لكن النتائج في المجمع الانتخابي كانت ساحقة.

• يعكس هذا النجاح الثقة في سياسة جيفرسون بعد شراء لويزيانا.

جدول: مقارنة بين أكبر الانتصارات الساحقة

ملاحظات تحليلية

• تُظهر هذه الانتصارات أن الفروق الكبيرة في الانتخابات غالبًا ما تحدث في سياقات أزمة وطنية أو عالمية.

• الأحزاب التي فازت فوزًا ساحقًا غالبًا ما اعتمدت على رسائل مبسطة وشعبية، في مقابل خصوم إما غير معروفين أو غير قادرين على مجاراة المزاج العام.

• لم يتكرر هذا النوع من الانتصارات كثيرًا في العقود الأخيرة، ما يعكس استقطابًا سياسيًا أكثر وضوحًا وانقسامًا في الرأي العام الأمريكي.

المصادر:

• National Archives – U.S. Electoral College Historical Results
  
  https://www.archives.gov/electoral-college

• Federal Election Commission (FEC) – Historical Presidential Election Results
  
  https://www.fec.gov