أكبر 10 طوائف في المسيحية
المسيحية، التي تعد واحدة من أكبر الديانات في العالم، تضم مجموعة من الطوائف التي تختلف في العقائد والممارسات والطريقة التي يُفهم بها الكتاب المقدس وتعاليم المسيح. تعدد الطوائف المسيحية يعود إلى تطور طويل ومعقد عبر العصور، مع ظهور العديد من الانقسامات بسبب التفسير المختلف للكتاب المقدس، والخلافات العقائدية، والصراعات السياسية والاجتماعية.
يُقدّر عدد المسيحيين في العالم بنحو 2.3 مليار نسمة، ويعتبر هذا التنوع في الطوائف أحد الخصائص البارزة في المسيحية. في هذا المقال، سنلقي نظرة شاملة على أكبر 10 طوائف في المسيحية، مع تقديم لمحة عن كل طائفة وتاريخها ومعتقداتها الرئيسية.
1. الكنيسة الكاثوليكية
تعد الكنيسة الكاثوليكية أكبر طائفة مسيحية في العالم، ويقدر عدد أتباعها بحوالي 1.3 مليار شخص. تتبع الكنيسة الكاثوليكية البابا في الفاتيكان وتعتبره رأس الكنيسة على الأرض. يؤمن الكاثوليك بأن الكنيسة هي الحاملة للسلطة الروحية على الأرض وأن البابا هو خليفة القديس بطرس.
من أهم العقائد الكاثوليكية الاعتقاد بأسرار الكنيسة السبعة (مثل المعمودية، التناول، التوبة، الزواج، إلخ) وأهمية الصلاة للقديسين والعذراء مريم. يولي الكاثوليك اهتمامًا خاصًا بالليتورجيا، والتي تُعتبر جزءًا أساسيًا من العبادة اليومية.
تاريخ الكنيسة الكاثوليكية طويل ومعقد، حيث تأسست في القرن الأول الميلادي ولكنها مرت بتحولات كبيرة عبر العصور، بما في ذلك الانقسامات مع الكنيسة الشرقية (التي أسفرت عن الانقسام الكبير في 1054 ميلادي) ومع انشقاق البروتستانت في القرن السادس عشر.
2. الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية
الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية هي ثاني أكبر طائفة مسيحية في العالم، حيث يُقدر عدد أتباعها بحوالي 300 مليون شخص. تنتشر هذه الكنيسة بشكل رئيسي في شرق أوروبا وروسيا والشرق الأوسط. وتُعتبر الكنيسة الأرثوذكسية مع الكنيسة الكاثوليكية من أقدم الطوائف المسيحية، حيث يرجع تاريخها إلى القرون الأولى من العصر المسيحي.
تتميز الكنيسة الأرثوذكسية بتركيزها على التقليد المقدس، مما يعني أن الكتاب المقدس والتقاليد الدينية (كما تم تسليمها عبر الأجيال) هما المصدران الرئيسيان للتعليم المسيحي. لا تعترف الكنيسة الأرثوذكسية بالبابوية، ويعتقد أتباعها أن جميع الأساقفة متساوون في السلطة، ولا يوجد رئيس واحد للكنيسة.
3. الكنيسة البروتستانتية
البروتستانتية هي ثالث أكبر طائفة مسيحية، ويقدر عدد أتباعها بحوالي 800 مليون شخص. نشأت البروتستانتية في القرن السادس عشر كرد فعل على بعض الممارسات والعقائد في الكنيسة الكاثوليكية. كان الإصلاح البروتستانتي، الذي قاده مارتن لوثر في عام 1517، نقطة تحول رئيسية في التاريخ المسيحي.
تؤمن الكنيسة البروتستانتية بمبدأ “الكتاب المقدس وحده” (Sola Scriptura)، مما يعني أن الكتاب المقدس هو المصدر الوحيد للسلطة الدينية. كما يؤمن البروتستانت بعقيدة “التبرير بالإيمان وحده” (Sola Fide)، التي تعني أن الإنسان يُبرر ويخلص فقط من خلال الإيمان بالمسيح، وليس من خلال الأعمال الصالحة.
تضم البروتستانتية العديد من الطوائف الصغيرة والمتنوعة مثل اللوثريين، والأنجليكان، والمعمدانيين، والمشيخيين، والميثوديين، والتي تختلف في بعض الممارسات والعقائد.
4. الكنيسة الإنجيلية
الكنيسة الإنجيلية هي مجموعة ضمن الكنيسة البروتستانتية، وهي تركز على إحياء العقائد المسيحية الأساسية والتركيز على التبشير بالمسيح وتقديم رسالة الإنجيل. تُعرف الإنجيلية بتأكيدها على “الولادة من جديد”، وهي تجربة روحية حيث يشعر الشخص بتحول جذري في حياته بعد الإيمان بالمسيح.
ينتمي إلى هذه الكنيسة العديد من الجماعات الكبرى مثل الكنائس المعمدانية، والكنائس الخمسينية، والجماعات الإنجيلية الأخرى التي تروج لمفهوم إيمان قوي شخصيًا وتجربة الخلاص الحية.
5. الكنيسة المعمدانية
الكنيسة المعمدانية هي إحدى الطوائف البروتستانتية، ويقدر عدد أتباعها بحوالي 100 مليون شخص. تعتمد المعمدانية على العقيدة التي تؤمن بالمعمودية للبالغين فقط، وهو ما يميزها عن بعض الطوائف البروتستانتية الأخرى التي تؤمن بمعمودية الأطفال.
تعتبر المعمودية علامة على الإيمان الشخصي بالمسيح، وتُعد ممارسة أساسية للمؤمنين. بالإضافة إلى ذلك، يركز المعمدانيون على حرية العبادة، والكنيسة المستقلة، ورفض التقيد بالطقوس التي لا ينص عليها الكتاب المقدس بشكل صريح.
6. الكنيسة الأنجليكانية
الكنيسة الأنجليكانية هي الطائفة المسيحية التي نشأت في إنجلترا في القرن السادس عشر عندما انفصلت الكنيسة الإنجليزية عن الكنيسة الكاثوليكية تحت قيادة الملك هنري الثامن. يشمل أتباع الكنيسة الأنجليكانية اليوم العديد من الجماعات حول العالم، بما في ذلك الكنيسة الأنجليكانية في أمريكا الشمالية (الأسقفية) وغيرها.
تجمع الأنجليكانية بين عناصر من التقليد الكاثوليكي والبروتستانتي، وتؤمن بأهمية الكتاب المقدس والطقوس التقليدية على حد سواء. لا تعترف الكنيسة الأنجليكانية بالبابا، وتُديرها هيئة من الأساقفة.
7. الكنيسة الكاثوليكية القديمة
تعتبر الكنيسة الكاثوليكية القديمة جزءًا من الحركة الكاثوليكية التي انفصلت عن الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في القرن التاسع عشر بسبب اعتراضات على بعض الإصلاحات التي أقرتها الكنيسة الكاثوليكية، مثل عقيدة البابوية التي أعلنها المجمع الفاتيكاني الأول في عام 1870. يُقدر عدد أتباع الكنيسة الكاثوليكية القديمة بحوالي 2 مليون شخص.
على الرغم من أنها تشترك مع الكنيسة الكاثوليكية في العديد من الممارسات العقائدية، إلا أن الكنيسة الكاثوليكية القديمة ترفض بعض المفاهيم التي تمثلها الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، مثل مفهوم البابوية.
8. الكنيسة المورمونية (كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة)
تأسست الكنيسة المورمونية في الولايات المتحدة في القرن التاسع عشر تحت قيادة جوزيف سميث. يؤمن المورمون بأن الكتاب المقدس ليس المصدر الوحيد للوحي الإلهي، بل يُضاف إليه كتاب “كتاب المورمون”، الذي يعتقدون أنه سجل تاريخي لأمة قديمة في الأمريكتين.
يُقدر عدد أتباع الكنيسة المورمونية بحوالي 16 مليون شخص، وتتميز عقيدتها بالتأكيد على العمل الجماعي، والاهتمام بالأسرة، وحياة روحية نشطة تتضمن الصلاة والعبادة اليومية.
9. الكنيسة الأرثوذكسية الغربية
الكنيسة الأرثوذكسية الغربية هي مجموعة تضم العديد من الكنائس المسيحية التي تتمسك بالتراث الأرثوذكسي ولكنها تختلف عن الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية في بعض الأمور العقائدية والطقسية. غالبًا ما تتبع هذه الكنائس الأسلوب الغربي في العبادة، كما هو الحال مع الكنيسة الأرثوذكسية في أوروبا الغربية.
10. الكنيسة الكاثوليكية الشرقية
تعد الكنيسة الكاثوليكية الشرقية جزءًا من الكنيسة الكاثوليكية، ولكنها تحتفظ بالكثير من تقاليد الطقوس الشرقية وتختلف عن الكاثوليكية الرومانية في بعض الجوانب. تشترك هذه الكنائس في العقائد الكاثوليكية ولكنها تحتفظ بأساليب عبادة وطقوس مميزة.
