أفضل علاج للكحة المستمرة

أفضل علاج للكحة: الأسباب والعلاج الفعّال

الكحة هي أحد الأعراض الشائعة التي قد يعاني منها الشخص نتيجة لعدة أسباب، بدءاً من العدوى الفيروسية أو البكتيرية وصولاً إلى التلوث البيئي أو التغيرات المناخية. ورغم أنها قد تكون مجرد عرض جانبي لمشكلة صحية مؤقتة، إلا أنها يمكن أن تصبح مزعجة للغاية إذا استمرت لفترة طويلة أو ترافقها أعراض أخرى مثل البلغم أو الحمى. في هذا المقال، سنستعرض الأسباب الرئيسية للكحة وأفضل العلاجات المتوفرة لعلاجها والتخفيف منها.

ما هي الكحة؟

الكحة هي رد فعل طبيعي من الجسم يهدف إلى تنظيف مجرى التنفس من المخاط أو الجسيمات المهيجة مثل الغبار أو الدخان أو الفيروسات. تحدث الكحة عندما تنقبض العضلات الموجودة في الحنجرة والصدر، مما يؤدي إلى دفع الهواء بسرعة عبر الرئتين والمجرى التنفسي للتخلص من هذه المهيجات. على الرغم من أن الكحة قد تكون مفيدة في بعض الأحيان للحفاظ على نظافة المجرى التنفسي، إلا أن تكرارها المستمر قد يكون مؤشراً على وجود مشكلة صحية.

أنواع الكحة

يمكن تصنيف الكحة إلى نوعين رئيسيين وفقاً للمدة التي تستمر فيها:

1. الكحة الحادة: وهي الكحة التي تستمر لمدة قصيرة، غالباً ما تكون بسبب عدوى مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا. غالباً ما تختفي الكحة الحادة خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

2. الكحة المزمنة: إذا استمرت الكحة لأكثر من ثلاثة أسابيع، فهي تُعد كحة مزمنة، والتي قد تكون نتيجة لعدة أسباب أخرى مثل الربو أو التهاب الجيوب الأنفية أو مرض الارتجاع المريئي.

أسباب الكحة

تتعدد أسباب الكحة وقد تشمل ما يلي:

1. العدوى الفيروسية: الكحة قد تكون نتيجة لعدوى فيروسية مثل نزلات البرد، الإنفلونزا، أو COVID-19، حيث يُصاب الشخص بالتهاب في الحنجرة أو الشعب الهوائية.

2. العدوى البكتيرية: مثل التهابات الجهاز التنفسي السفلي كالتهاب الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، وهي حالات قد تحتاج إلى علاج بالمضادات الحيوية.

3. الربو: يعتبر الربو من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الكحة المزمنة، خصوصاً في الليل أو بعد التعرض للمهيجات.

4. التلوث البيئي: العيش في بيئات ملوثة أو التعرض للدخان، سواء من السجائر أو العوادم، قد يؤدي إلى تهيج الحلق والشعب الهوائية، مما يسبب الكحة.

5. التغيرات المناخية: التغيرات المفاجئة في الطقس، خصوصاً خلال فصلي الشتاء والربيع، قد تتسبب في تهيج الحلق وظهور الكحة.

6. مرض الارتجاع المريئي: وهو حالة يحدث فيها تدفق للأحماض من المعدة إلى المريء، ما يؤدي إلى تهيج الحنجرة وظهور الكحة المستمرة.

العلاجات الدوائية للكحة

1. مضادات السعال (Cough Suppressants)

مضادات السعال هي أدوية تهدف إلى تقليل الرغبة في السعال، وتعمل على تهدئة الأعصاب التي تنبه الجسم للسعال. أشهر هذه الأدوية:

• دكستروميثورفان (Dextromethorphan): وهو المكون الفعّال في العديد من أدوية السعال التي تساعد على تقليل الكحة الجافة.

• الكودايين (Codeine): دواء مسكن للألم وقادر على تقليل السعال. يُستخدم في بعض الحالات الشديدة تحت إشراف الطبيب لأنه قد يسبب الإدمان.

2. موسعات الشعب الهوائية (Bronchodilators)

تُستخدم موسعات الشعب الهوائية بشكل رئيسي في حالات الربو أو التهابات الشعب الهوائية المزمنة. تعمل هذه الأدوية على توسيع الشعب الهوائية لتسهيل مرور الهواء وتقليل التهيج المسبب للكحة. من أشهر الأدوية المستخدمة في هذا السياق:

• السالبوتامول (Salbutamol): دواء موسّع للشعب الهوائية يُستخدم عادة في حالات الربو.

3. المضادات الحيوية (Antibiotics)

في حال كان السبب في الكحة هو عدوى بكتيرية، مثل التهاب الشعب الهوائية البكتيري أو الالتهاب الرئوي، قد يصف الطبيب مضاداً حيوياً مثل:

• أموكسيسيلين (Amoxicillin): مضاد حيوي يستخدم لعلاج التهابات الجهاز التنفسي.

• أزيثرومايسين (Azithromycin): أحد المضادات الحيوية الفعّالة في علاج بعض أنواع التهابات الجهاز التنفسي.

لكن يجب الحذر من استخدام المضادات الحيوية بدون وصفة طبية، لأن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى مقاومة البكتيريا للأدوية.

العلاجات المنزلية للكحة

بالإضافة إلى الأدوية، هناك العديد من العلاجات المنزلية التي يمكن أن تساعد في تخفيف الكحة:

1. العسل والليمون:
   يعتبر العسل من أفضل العلاجات المنزلية للكحة، وذلك لاحتوائه على خصائص مضادة للبكتيريا وملطفة للممرات الهوائية. يمكن مزج العسل مع عصير الليمون في ماء دافئ للحصول على خليط مهدئ للكحة.

2. الاستنشاق بالبخار:
   يساعد استنشاق بخار الماء على ترطيب الممرات التنفسية وتقليل تهيج الحلق. يمكن إضافة بعض الزيوت الأساسية مثل زيت الأوكاليبتوس أو زيت النعناع إلى الماء الدافئ لتعزيز تأثير البخار.

3. الغرغرة بالماء الدافئ والملح:
   يساعد الغرغرة بالماء الدافئ مع ملح البحر في تخفيف التهيج في الحلق، مما يقلل من الحاجة إلى السعال.

4. شرب السوائل الدافئة:
   يساعد شرب السوائل الدافئة مثل الشاي الأعشاب أو الحساء في تهدئة الحلق الجاف وتخفيف السعال.

5. الراحة والنوم الجيد:
   الراحة أمر ضروري في حالة الكحة المرتبطة بالعدوى الفيروسية، حيث يعزز النوم الجيد الجهاز المناعي ويساهم في سرعة التعافي.

العلاجات الطبيعية للكحة

1. الزنجبيل:
   يُعتبر الزنجبيل من الأعشاب الطبيعية الفعّالة في تهدئة الكحة، وذلك بفضل خصائصه المضادة للالتهابات. يمكن تحضير مشروب الزنجبيل الطازج بإضافة شريحة من الزنجبيل إلى ماء مغلي مع العسل.

2. الثوم:
   يحتوي الثوم على خصائص مضادة للبكتيريا والمضادة للفيروسات، مما يساعد على تقوية جهاز المناعة والتخفيف من الكحة الناتجة عن العدوى. يمكن تناول فصوص من الثوم الطازج أو إضافتها إلى الطعام.

3. أوراق الجوافة:
   تمتاز أوراق الجوافة بخصائصها المضادة للبكتيريا والمطهرة، حيث يمكن غلي أوراق الجوافة في الماء وشربه لتخفيف الكحة.

نصائح إضافية للتخفيف من الكحة

1. تجنب المهيجات: من الأفضل تجنب التعرض للدخان أو الروائح القوية التي قد تهيج الحلق وتزيد من السعال.

2. ترطيب الجو: يمكن استخدام جهاز مرطب الجو في الأماكن المغلقة لمنع جفاف الحلق.

3. تجنب المأكولات الحارة: المأكولات الحارة قد تزيد من تهيج الحلق وتعزز السعال.

متى يجب استشارة الطبيب؟

إذا استمرت الكحة لأكثر من ثلاثة أسابيع أو كانت مصحوبة بأعراض أخرى مثل الحمى، أو ضيق التنفس، أو ألم في الصدر، فمن الضروري استشارة الطبيب. قد تكون الكحة المستمرة أو المصحوبة بأعراض إضافية علامة على مشكلة صحية أكثر خطورة مثل التهاب الشعب الهوائية المزمن أو التهاب الرئة أو الربو.

خاتمة

الكحة هي عرض شائع قد يكون نتيجة لعدة أسباب، بدءاً من العدوى الفيروسية البسيطة وصولاً إلى الحالات الطبية الأكثر تعقيداً. من المهم أن يتم التعامل مع الكحة بناءً على السبب الأساسي لها. سواء كان العلاج دوائيًا أو منزليًا، يمكن اتخاذ خطوات للتخفيف من أعراض الكحة، مع مراعاة استشارة الطبيب في حال استمرت الأعراض أو تفاقمت.