طريقة تناول العسل: دليل شامل لاستخدام العسل كغذاء ودواء
يُعد العسل من أقدم وأغنى المواد الغذائية والطبية التي استخدمها الإنسان على مر العصور، ويمتاز بقيمته الغذائية العالية وتعدد فوائده الصحية. وقد استخدم العسل في الحضارات القديمة كعلاج طبيعي للأمراض ولتقوية الجسم، كما عُرف بخصائصه المضادة للبكتيريا والفيروسات والفطريات. ومع التقدم العلمي، ازدادت أهمية معرفة طرق تناول العسل الصحيحة، التي تعزز من استفادة الجسم منه سواء كان ذلك بهدف التغذية أو الوقاية أو العلاج. إن معرفة طريقة تناول العسل ترتبط بعوامل عدّة منها التوقيت، الكمية، الطريقة، العمر، والحالة الصحية.
في هذا المقال، سيتم التطرق إلى الجوانب العلمية والتقليدية التي توضح الطرق المُثلى لتناول العسل، مع الإشارة إلى اختلافات طرق الاستخدام حسب الغرض، والفئة العمرية، والظروف الصحية.
القيم الغذائية للعسل
قبل التطرق إلى الطرق المختلفة لتناول العسل، من المهم فهم ما يحتوي عليه هذا السائل الذهبي من عناصر:
-
سكريات طبيعية مثل الفركتوز والجلوكوز.
-
مجموعة من الفيتامينات مثل فيتامين C، B1، B2، B3، B5، B6.
-
معادن مهمة مثل الحديد، الكالسيوم، المغنيسيوم، الزنك، البوتاسيوم، والفوسفور.
-
أحماض أمينية.
-
مضادات أكسدة قوية مثل الفلافونويدات والبوليفينولات.
-
إنزيمات نشطة مثل الإنفرتيز والأميليز والجلوكوز أوكسيداز.
هذه التركيبة تجعل من العسل أكثر من مجرد مادة غذائية، بل علاجاً طبيعياً متكاملاً في بعض الحالات.
الطريقة الصحيحة لتناول العسل على الريق
من أكثر الطرق شيوعاً لاستهلاك العسل هي تناوله على معدة فارغة صباحاً، حيث تُعزز هذه الطريقة من امتصاص مكوناته الفعالة. وتُعد هذه الممارسة مفيدة للجهاز الهضمي، وتساهم في تنشيط الجسم وتطهير المعدة من السموم. الطريقة المثلى هي:
-
خلط ملعقة صغيرة إلى كبيرة من العسل (حسب العمر والحالة الصحية) في كوب من الماء الفاتر.
-
تناول الخليط مباشرة بعد الاستيقاظ وقبل تناول أي طعام آخر بـ30 دقيقة على الأقل.
تساعد هذه الطريقة في:
-
تفعيل حركة الأمعاء.
-
ترطيب الجسم.
-
تقوية المناعة.
-
تحفيز التمثيل الغذائي.
-
تقليل الإحساس بالتعب والإرهاق.
طريقة تناول العسل مع الطعام
تناول العسل كمُحلي طبيعي يُعتبر بديلاً صحياً للسكر الأبيض، ويمكن إدخاله في العديد من الأطعمة والمشروبات، منها:
-
مع الزبادي أو الحليب الدافئ: يُعزز من القيمة الغذائية للوجبات الخفيفة والمغذية خاصة للأطفال.
-
مع الشوفان أو الحبوب الكاملة: يزيد من الطاقة والنشاط عند تناوله في وجبة الفطور.
-
مع الفواكه الطازجة أو المجففة: بديل رائع للصلصات المحلاة الصناعية.
-
في السلطات: عند إضافته إلى الخل أو الليمون لتكوين صلصة طبيعية.
-
في تحلية الشاي أو الأعشاب: لكن بشرط أن يكون المشروب غير مغلي أو شديد الحرارة، حتى لا تفقد الإنزيمات فعاليتها.
طريقة تناول العسل لأغراض علاجية
في حال استخدام العسل كعلاج طبيعي، يتم تناوله وفقاً لحالة الشخص، وفيما يلي بعض الطرق المستخدمة:
1. لعلاج السعال والتهابات الحلق
-
خلط العسل مع عصير الليمون والماء الدافئ.
-
أو تناول ملعقة صغيرة من العسل النقي قبل النوم.
2. لتقوية جهاز المناعة
-
خلط العسل مع الزنجبيل أو القرفة.
-
تناول ملعقة صباحاً وأخرى مساءً.
3. لمرضى القولون والمعدة
-
تناول العسل ممزوجاً بالماء الفاتر أو مغلي النعناع لتقليل التقلصات.
-
تناوله على الريق مع القليل من الحبة السوداء يساعد في التخفيف من الأعراض.
4. لعلاج فقر الدم
-
العسل مع الطحينة أو السمسم أو غذاء الملكات يُساهم في رفع نسبة الحديد في الدم.
-
يُفضل تناوله صباحاً.
طريقة تناول العسل للأطفال
يُمنع إعطاء العسل للأطفال دون سن السنة بسبب خطر الإصابة بالتسمم الغذائي (البوتيوليزم). بعد هذا السن، يمكن تقديم العسل للأطفال تدريجياً:
-
بدلاً من السكر في المشروبات.
-
في وجبات الفطور كتحلية.
-
ممزوجاً مع الحليب أو الزبادي أو الفواكه.
ويجب الاعتدال في الكمية، حيث يُنصح بألا تتجاوز ملعقة صغيرة يومياً للأطفال من عمر سنة إلى ثلاث سنوات، وتزداد تدريجياً مع تقدم العمر.
طريقة تناول العسل للحوامل والمرضعات
يمكن للمرأة الحامل أو المرضعة تناول العسل ما لم تكن تعاني من مرض السكري أو تحسس من مكوناته. ويساعد العسل في تقوية المناعة وتعزيز الطاقة ومقاومة الغثيان. ويُنصح بتناوله:
-
مع الحليب الدافئ ليلاً للنوم الجيد.
-
صباحاً مع الماء الفاتر لتحسين الهضم وتخفيف الحموضة.
-
مع الزنجبيل لتخفيف الغثيان الصباحي.
العسل والريجيم: طريقة تناوله لإنقاص الوزن
رغم احتواء العسل على سكريات، إلا أنه يُستخدم في بعض الحميات الغذائية نظراً لطبيعته المشبعة ومساعدته في تحفيز الحرق. ومن الطرق المثلى:
-
تناول ملعقة صغيرة من العسل مع الماء الدافئ والليمون على الريق.
-
استخدامه كمُحلي بديل للسكر في الشاي أو وصفات الطهي.
-
تناول العسل مع القرفة قبل النوم يُساعد في تقليل الرغبة في تناول الطعام ليلاً.
جدول توضيحي لأفضل طرق تناول العسل حسب الغرض
| الغرض من الاستخدام | الطريقة الموصى بها | التوقيت المناسب |
|---|---|---|
| تقوية المناعة | ملعقة عسل + قرفة/زنجبيل | صباحاً ومساءً |
| الحموضة والقولون | ملعقة عسل + ماء دافئ | على الريق |
| فقدان الوزن | عسل + ليمون + ماء دافئ | قبل الإفطار بـ30 دقيقة |
| السعال ونزلات البرد | عسل + ليمون + زنجبيل | قبل النوم |
| تحلية صحية بديلة | عسل مع اللبن/الشاي/الشوفان | حسب الوجبات |
| تعزيز طاقة الأطفال | عسل + زبادي أو فواكه | في الإفطار أو الوجبات |
| للمرأة الحامل | عسل + حليب أو زنجبيل | صباحاً أو ليلاً |
محاذير عند تناول العسل
على الرغم من فوائد العسل الهائلة، توجد بعض المحاذير التي ينبغي الانتباه لها:
-
لا يُعطى للأطفال دون سن السنة.
-
لا يُضاف إلى المشروبات الساخنة جداً لتجنب تكسير الإنزيمات المهمة.
-
يُفضل عدم تناوله بكميات كبيرة لتجنّب رفع نسبة السكر في الدم.
-
يجب التأكد من مصدر العسل وجودته، وتجنب الأنواع التجارية المضاف إليها السكر الصناعي أو الشراب الذرّي.
-
ينبغي استشارة الطبيب قبل إدخاله ضمن النظام الغذائي لمرضى السكري أو المصابين بحساسية النحل أو منتجاته.
العسل في الطب النبوي والعلاج التقليدي
لقد ورد ذكر العسل في القرآن الكريم في قوله تعالى: “يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس” [النحل: 69]، وهو ما يشير إلى مكانته العلاجية منذ القدم. كما أشار إليه النبي محمد ﷺ في أحاديث متعددة كدواء ومصدر شفاء. واستخدمته الحضارات القديمة في الطب المصري والصيني والهندي لعلاج الجروح والحروق ومشاكل المعدة.
الخلاصة العلمية لتناول العسل
تكمن فائدة العسل في جودة مصدره، وطريقة استخدامه الصحيحة، وتوقيت تناوله. إن إدخاله ضمن النظام الغذائي اليومي بشكل معتدل يمكن أن يُساهم في دعم الصحة العامة، تعزيز الجهاز المناعي، وتوفير طاقة طبيعية مستدامة. ويفضل تناوله نيئاً أو مخففاً بالماء، وتجنّب تعريضه للحرارة العالية للحفاظ على خصائصه الحيوية.
المراجع:
-
Nutritional and health-promoting aspects of honey – Journal of the American College of Nutrition, 2018.
-
Honey: A Therapeutic Agent for Disorders of the Digestive Tract – Evidence-Based Complementary and Alternative Medicine, 2016.
