أعراض وعلامات الإصابة بطول النظر
مقدمة
طول النظر (أو ما يُعرف بـ “فَرْط البصر” أو “المُد بصر”) هو حالة تصيب العين بحيث يصعب على الشخص رؤية الأشياء القريبة بوضوح، بينما تكون الرؤية للأشياء البعيدة أفضل. يتسبب هذا الخلل في التركيز في حدوث إزعاج مستمر، لا سيما في أنشطة الحياة اليومية مثل القراءة أو استخدام الكمبيوتر. ورغم أن هذه الحالة قد تكون غير ملحوظة في مراحلها المبكرة، إلا أن هناك مجموعة من الأعراض والعلامات التي يمكن أن تشير إلى الإصابة بها.
تعريف طول النظر
قبل الغوص في الأعراض والعلامات، من المهم فهم ما هو طول النظر. طول النظر يحدث عندما يكون المحور البصري للعين أقصر من الطبيعي أو عندما لا تنكسر الأشعة الضوئية القادمة إلى العين بشكل صحيح. نتيجة لذلك، تتجمع الأشعة الضوئية وراء الشبكية بدلاً من تركيزها عليها، مما يجعل الرؤية القريبة ضبابية وغير واضحة. بينما لا يؤثر طول النظر بشكل كبير على الرؤية البعيدة، إلا أن الأشخاص المصابين بهذه الحالة يعانون غالباً من صعوبة في التركيز على الأشياء القريبة، مثل النصوص المكتوبة أو التفاصيل الصغيرة.
الأعراض الرئيسية لمرض طول النظر
1. ضبابية الرؤية القريبة
من أبرز أعراض طول النظر هو الشعور بضبابية الرؤية عند محاولة قراءة كتاب، أو استخدام الهاتف المحمول، أو العمل على الكمبيوتر. قد يحتاج المصاب إلى تقريب الأشياء إلى عينيه أو إلى إبعادها لكي يستطيع رؤيتها بوضوح، وهو ما يعتبر مؤشراً على أن العين لا تركز بشكل سليم على الأشياء القريبة.
2. الإرهاق العيني
غالباً ما يشعر المصابون بطول النظر بالإرهاق بعد فترات قصيرة من القراءة أو العمل باستخدام الأجهزة الإلكترونية. هذا الشعور بالإرهاق ينجم عن إجهاد العين بسبب محاولات مستمرة لتركيز الرؤية على الأشياء القريبة. في كثير من الأحيان، يترافق هذا الإرهاق مع أعراض أخرى مثل حرقة العين، أو شعور بالضغط حول العينين.
3. الصداع
الصداع هو عرض شائع لدى الأشخاص الذين يعانون من طول النظر، خصوصاً عند القيام بأنشطة تستلزم تركيزاً بصرياً مستمراً. يكون الصداع عادة في مقدمة الرأس أو حول منطقة العينين. هذا الصداع يتفاقم بعد القراءة أو العمل الطويل على الكمبيوتر، حيث يتطلب من العينين العمل بجهد أكبر من المعتاد لتوضيح الرؤية القريبة.
4. الرؤية المزدوجة
في حالات معينة، قد يعاني الأشخاص المصابون بطول النظر من الرؤية المزدوجة أو التشويش في الرؤية، خاصة عند محاولة التركيز على أشياء قريبة لفترات طويلة. هذا يحدث نتيجة إجهاد عضلات العين التي تحاول التركيز بشكل أكبر على الأجسام القريبة.
5. صعوبة في القراءة أو الكتابة
الأشخاص الذين يعانون من طول النظر يجدون صعوبة في قراءة النصوص المكتوبة بوضوح، خاصة في الإضاءة الضعيفة أو عند التركيز على التفاصيل الدقيقة. قد يلاحظ المصاب أنه يحتاج إلى مسافة معينة بين عينيه والنص المكتوب أو إلى إضاءة قوية للتمكن من قراءة الكلمات بوضوح.
6. التحولات المفاجئة في الرؤية
عند الانتقال من رؤية أشياء قريبة إلى أشياء بعيدة أو العكس، قد يعاني الأشخاص المصابون بطول النظر من فترة من التشويش البصري قبل أن تعود العين إلى التركيز الطبيعي. على سبيل المثال، قد يكون من الصعب التبديل بين النظر إلى جهاز كمبيوتر ومن ثم إلى لوحة إعلانات بعيدة.
7. حركات غير طبيعية للعينين
قد يعاني المصابون بطول النظر من تذبذب في حركة العين أو التنقل المفرط بين الأجسام القريبة والبعيدة. هذا يحدث بسبب حاجة العينين للعمل بشكل مستمر لتكييف الرؤية مع المسافة بين العين والهدف البصري.
8. التهاب العين وتهيجها
الأشخاص المصابون بطول النظر قد يعانون من تهيج العينين وظهور أعراض مشابهة للحساسية أو الجفاف، بسبب الإجهاد المستمر. قد يشعرون بحرقة في العين أو بمشاعر شديدة من الجفاف في العينين بعد فترات طويلة من التركيز على أشياء قريبة.
الأعراض الجسدية المصاحبة لطول النظر
بجانب الأعراض البصرية، قد يعاني المصاب من بعض الأعراض الجسدية المرتبطة بمحاولة العينين التركيز بشكل مستمر:
1. ألم في الرقبة والكتفين
بسبب حاجة العينين للتركيز بشكل مفرط، قد يتسبب ذلك في توتر العضلات في منطقة الرقبة والكتفين. يزداد هذا الألم بعد فترات طويلة من القراءة أو العمل على الكمبيوتر، مما قد يؤدي إلى مشاكل إضافية في الظهر والعنق.
2. تشويش في الرؤية الليلية
في بعض الحالات، قد يلاحظ المصاب بطول النظر صعوبة في الرؤية بشكل جيد في الإضاءة المنخفضة. هذا التشويش قد يؤدي إلى ضبابية الرؤية ليلاً أو أثناء القيادة في الظلام، مما يزيد من صعوبة القيام بالأنشطة اليومية في الإضاءة الخافتة.
3. عدم القدرة على التركيز لفترات طويلة
بسبب قلة الراحة للعينين، يشعر الأشخاص المصابون بطول النظر بعدم القدرة على الحفاظ على التركيز لفترات طويلة. هذه الصعوبة قد تؤثر على أدائهم في العمل أو الدراسة.
الأسباب والعوامل المساهمة في طول النظر
طول النظر يمكن أن يكون نتيجة لعدة عوامل، منها العوامل الوراثية، التي تؤدي إلى أن تكون العين قصيرة بشكل طبيعي أو غير قادرة على انكسار الضوء بشكل صحيح. في بعض الأحيان، قد يحدث طول النظر بسبب التغيرات الطبيعية في العين مع التقدم في العمر، حيث تضعف قدرة العين على التكيف مع الأشياء القريبة. كما يمكن أن تتسبب بعض الأمراض أو المشكلات الصحية في تفاقم الحالة.
التشخيص والعلاج
1. تشخيص طول النظر
عادةً ما يتم تشخيص طول النظر من خلال فحص عينيك من قبل طبيب العيون باستخدام اختبار الرؤية المعروف باسم “اختبار الحدة البصرية”. سيقوم الطبيب بتقييم مدى وضوح رؤيتك للأشياء القريبة والبعيدة، وقد يستخدم معدات خاصة لقياس الانكسار الضوئي في عينك.
2. علاج طول النظر
العلاج الأكثر شيوعاً لطول النظر هو استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة التي تساعد في تصحيح التركيز البصري. قد يتم أيضًا التفكير في إجراء عملية جراحية مثل الليزك لتحسين قدرة العين على التركيز بشكل طبيعي.
خاتمة
طول النظر هو حالة شائعة تؤثر على القدرة على رؤية الأشياء القريبة بوضوح. من خلال التعرف على الأعراض والعلامات المرتبطة به، يمكن للأفراد تحديد ما إذا كانوا يعانون من هذه المشكلة والبحث عن العلاج المناسب لتحسين الرؤية. قد يساعد الفحص المنتظم للعيون في الكشف المبكر عن المشكلة وتجنب المضاعفات المستقبلية.
