أعراض وأسباب تغيّر السكر في الدم

أعراض تغيّر نسبة السكر في الدم وأهم أسباب السكري

يعد تغيّر نسبة السكر في الدم من أبرز المشكلات الصحية التي يواجهها الإنسان في الوقت الراهن، حيث يمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأعراض التي قد تكون في بعض الأحيان خطيرة إن لم تتم معالجتها بشكل مناسب. في هذا المقال، سنستعرض أعراض تغيّر نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى تطور مرض السكري، وهو من الأمراض المزمنة التي يعاني منها ملايين الأشخاص حول العالم.

مفهوم تغيّر نسبة السكر في الدم

يشير تغيّر نسبة السكر في الدم إلى تغيرات غير طبيعية في مستويات الجلوكوز (السكر) في الدم. يمكن أن تكون هذه التغيرات إما ارتفاعًا أو انخفاضًا في مستوى السكر، وتُعد هذه التغيرات من المؤشرات الأولية لمشاكل صحية مرتبطة بالسكري. عند ارتفاع مستوى السكر في الدم، يمكن أن يعاني الشخص من حالة تسمى “فرط سكر الدم”، أما في حال انخفاضه، فتحدث حالة “نقص سكر الدم”، وكلا الحالتين لهما تأثيرات صحية خطيرة إذا لم يتم التعامل معهما بشكل صحيح.

أعراض ارتفاع نسبة السكر في الدم (فرط سكر الدم)

تحدث حالة فرط سكر الدم عندما تكون مستويات الجلوكوز في الدم أعلى من المعدل الطبيعي لفترات طويلة. تتنوع أعراض هذه الحالة وقد تكون تدريجية أو مفاجئة في بعض الحالات، وتشمل:

1. العطش الشديد: من أبرز أعراض ارتفاع السكر في الدم الشعور بالعطش الشديد، حيث يحتاج الجسم إلى شرب كميات كبيرة من السوائل لتعويض فقدان الماء بسبب ارتفاع السكر.

2. التبول المتكرر: نتيجة لزيادة كمية الماء التي يتم إخراجها من الجسم، يمكن أن يحدث التبول المتكرر، وهو أحد الأعراض الشائعة للسكري غير المعالج.

3. الإرهاق العام: يشعر الشخص المصاب بارتفاع نسبة السكر في الدم بالتعب المستمر، بسبب عدم قدرة الجسم على استخدام الجلوكوز بشكل فعال للحصول على الطاقة.

4. الرؤية الضبابية: يمكن أن تؤثر المستويات العالية من السكر في الدم على الأوعية الدموية في العين، مما يؤدي إلى تشويش الرؤية أو رؤية ضبابية.

5. بطء في شفاء الجروح: عند ارتفاع مستويات السكر، تصبح قدرة الجسم على التئام الجروح بطيئة، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى.

6. الشعور بالجوع المستمر: بالرغم من تناول الطعام، قد يشعر الشخص بالجوع الشديد بسبب عدم قدرة الخلايا على امتصاص الجلوكوز بشكل كافٍ.

7. الصداع: ارتفاع مستويات السكر في الدم قد يسبب صداعًا مستمرًا بسبب التأثيرات المترتبة على التغيرات في مستوى السوائل بالجسم.

أعراض انخفاض نسبة السكر في الدم (نقص سكر الدم)

من ناحية أخرى، تحدث حالة نقص سكر الدم عندما ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم إلى أقل من المعدل الطبيعي. قد يؤدي انخفاض السكر إلى مجموعة من الأعراض التي تتراوح بين الخفيفة والشديدة، وتشمل:

1. الدوار أو الدوخة: من أبرز أعراض انخفاض السكر في الدم هو الشعور بالدوار أو الدوخة الشديدة، مما قد يؤدي إلى فقدان التوازن أو الإغماء في بعض الحالات.

2. التعرق الزائد: يحدث التعرق الشديد والمفاجئ نتيجة لانخفاض مستويات السكر، حيث يحاول الجسم تعويض هذا النقص بزيادة إفراز العرق.

3. الارتعاش أو الرجفة: يمكن أن يسبب نقص السكر في الدم شعورًا بالارتعاش أو الرجفة، وهو نتيجة لتفاعلات الجسم لمواجهة نقص الطاقة.

4. التعب الشديد: يشكو الكثير من الأشخاص الذين يعانون من نقص السكر في الدم من تعب شديد، حيث لا يمكن للجسم الحصول على الطاقة الكافية من الجلوكوز.

5. التهيج أو القلق: يتسبب انخفاض مستوى السكر في الدم في الشعور بالتهيج والعصبية الشديدة، كما قد يؤدي إلى تقلبات مزاجية حادة.

6. الجوع الشديد: يعد الجوع المفاجئ من الأعراض المعروفة لانخفاض السكر في الدم، حيث يشتهي الشخص الطعام بشدة في محاولة لرفع مستوى السكر.

7. صعوبة في التركيز: نقص سكر الدم يمكن أن يؤثر على قدرة الشخص على التركيز أو التفكير بوضوح، مما يسبب تشويشًا ذهنيًا.

أسباب ارتفاع مستويات السكر في الدم (السكري)

تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، والتي تؤدي في النهاية إلى تطور مرض السكري. من بين هذه الأسباب:

1. الوراثة: يعد العامل الوراثي من أبرز أسباب السكري، حيث إذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من مرض السكري، فإن الشخص يكون أكثر عرضة للإصابة بالمرض.

2. السمنة: تعتبر السمنة من العوامل الرئيسية في ارتفاع مستوى السكر في الدم، حيث إن تراكم الدهون في الجسم يؤثر على قدرة الجسم في استخدام الأنسولين بشكل صحيح.

3. التغذية غير المتوازنة: يمكن أن تؤدي الأنظمة الغذائية الغنية بالسكريات البسيطة والدهون غير الصحية إلى زيادة مستويات السكر في الدم. إن تناول الطعام بشكل غير منتظم أو الإفراط في تناول الوجبات السريعة قد يؤدي إلى حدوث خلل في مستويات السكر.

4. قلة النشاط البدني: يساعد النشاط البدني المنتظم في تنظيم مستوى السكر في الدم، وبالتالي فإن قلة الحركة أو النشاط البدني قد تؤدي إلى زيادة مستويات السكر.

5. التوتر والضغوط النفسية: تؤدي حالات التوتر والقلق إلى إفراز هرمونات مثل الكورتيزول، التي قد تؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم.

6. الإصابة ببعض الأمراض: بعض الأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم أو اضطرابات الغدة الدرقية قد تؤثر بشكل غير مباشر على مستوى السكر في الدم.

7. تناول بعض الأدوية: بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات قد تسبب زيادة في مستوى السكر في الدم.

أسباب انخفاض مستويات السكر في الدم

نقص السكر في الدم يمكن أن يحدث أيضًا بسبب مجموعة من العوامل، وأبرزها:

1. تناول أدوية السكري بشكل مفرط: قد يؤدي تناول جرعات كبيرة من الأنسولين أو الأدوية الأخرى التي تستخدم في علاج السكري إلى انخفاض مفاجئ في مستوى السكر.

2. التغذية غير الكافية: عدم تناول وجبات غذائية كافية أو تفويت الوجبات قد يؤدي إلى نقص السكر في الدم، حيث لا يتلقى الجسم الطاقة اللازمة.

3. ممارسة الرياضة المكثفة: قد تؤدي الأنشطة البدنية المكثفة إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، خاصة إذا تم ممارستها دون تناول كمية كافية من الطعام.

4. الإصابة ببعض الأمراض: بعض الحالات الصحية مثل أمراض الكبد أو الغدة الكظرية قد تؤدي إلى نقص السكر في الدم.

5. شرب الكحول: يمكن أن يؤدي شرب الكحول إلى انخفاض مستويات السكر في الدم، خاصة إذا تم تناوله بكميات كبيرة أو على معدة فارغة.

كيفية الوقاية من تغيّرات نسبة السكر في الدم

تعد الوقاية من تغيّرات نسبة السكر في الدم أمرًا مهمًا للحفاظ على صحة الجسم، ويمكن تحقيق ذلك من خلال:

1. مراقبة مستويات السكر في الدم: يجب على الأشخاص المعرضين للإصابة بالسكري مراقبة مستويات السكر بشكل منتظم.

2. اتباع نظام غذائي صحي: تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على كميات كافية من الألياف والبروتينات، مع تقليل السكريات البسيطة.

3. التمارين الرياضية المنتظمة: يساعد النشاط البدني المنتظم في تحسين استخدام الجسم للجلوكوز وتنظيم مستويات السكر في الدم.

4. إدارة التوتر: تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر، مما يسهم في الحفاظ على مستويات السكر ضمن المعدل الطبيعي.

5. الاستشارة الطبية المنتظمة: يجب على الأفراد الذين يعانون من أعراض غير طبيعية مراجعة الطبيب للحصول على التشخيص المناسب.

تعتبر تغيّرات نسبة السكر في الدم من المؤشرات المهمة التي يجب الانتباه لها، حيث تساهم في تحديد الإصابة بمرض السكري. من خلال مراقبة الأعراض والالتزام بالعلاج والوقاية المناسبة، يمكن تجنب العديد من المشاكل الصحية التي قد تترتب على هذا المرض.