أعراض هشاشة العظام

هشاشة العظام هي حالة مرضية تتميز بانخفاض كثافة العظام وتدهور جودة نسيجها، مما يؤدي إلى زيادة قابلية العظام للكسر بسهولة حتى تحت ضغوط خفيفة أو نشاطات يومية عادية. تُعد هشاشة العظام من أكثر الأمراض المزمنة شيوعاً خاصة بين كبار السن، ولا سيما النساء بعد سن اليأس نتيجة التغيرات الهرمونية. يمكن أن تتطور الحالة تدريجياً دون ظهور أعراض واضحة في البداية، مما يجعل التعرف عليها مبكراً أمراً بالغ الأهمية لتفادي المضاعفات الخطيرة.

طبيعة هشاشة العظام وتأثيرها على الجسم

العظام هي نسيج حي يتجدد باستمرار عبر عمليات البناء والهدم، لكن مع تقدم العمر أو بسبب عوامل مرضية معينة تتغير هذه العملية ليصبح معدل هدم العظام أسرع من معدل تكوينها. يؤدي ذلك إلى ضعف في البنية العظمية، مما يجعل العظام أقل قدرة على مقاومة الصدمات، ويزيد من احتمالية حدوث الكسور.

الأعراض المبكرة لهشاشة العظام

في المراحل المبكرة من هشاشة العظام، قد لا تظهر أية أعراض واضحة أو يشعر المريض بأي ألم. هذا هو السبب في أن الهشاشة غالباً ما توصف بـ”المرض الصامت”. ومع ذلك، قد تظهر بعض العلامات غير المباشرة مثل:

• انخفاض في الطول: قد يلاحظ المريض انخفاضاً تدريجياً في طوله بمقدار سنتيمترات عدة، وذلك نتيجة لتغيرات في شكل الفقرات وانضغاطها.

• انحناء الظهر: يُعرف أيضاً باسم “حدبة الظهر” أو التحدب، ويحدث بسبب انضغاط الفقرات الصدرية والقطنية.

• آلام عظمية خفيفة أو غير محددة: قد يشعر البعض بألم خفيف أو انزعاج في مناطق العظام المتأثرة دون وجود كسر واضح.

أعراض هشاشة العظام عند تفاقم الحالة

مع تقدم المرض وزيادة فقدان الكثافة العظمية، تزداد الأعراض وتصبح أكثر وضوحاً وأشد خطورة، وتشمل:

1. آلام العظام والمفاصل

تزداد شدة الألم العظمي، وغالباً ما يكون مزمن ومتواصل، لا يرتبط بحركة معينة فقط، بل قد يظهر أثناء الراحة أيضاً. هذه الآلام قد تؤثر على جودة حياة المريض وتحد من نشاطاته اليومية.

2. الكسور المتكررة

تعتبر الكسور من أبرز أعراض هشاشة العظام، وتحدث في مناطق معينة أكثر عرضة للهشاشة مثل:

• الفقرات: كسر الفقرات يؤدي إلى آلام شديدة في الظهر، وقد يتسبب في تقليل الطول وظهور الحدبة.

• الورك: كسور الورك من أكثر الكسور خطورة حيث تتطلب غالباً تدخل جراحي ووقتاً طويلاً للتعافي.

• المعصم: أكثر الكسور شيوعاً عند الوقوع على اليد، وخاصة بين النساء.

3. تشوهات في الهيكل العظمي

مع تكرر الكسور وخاصة في الفقرات، قد تحدث تشوهات واضحة في العمود الفقري، مما يؤدي إلى تقوس الظهر وانخفاض ملحوظ في الطول، وهذا يؤثر سلباً على وضعية الجسم ويزيد من صعوبة الحركة.

4. ضعف الحركة

نتيجة للآلام المستمرة والتشوهات، يعاني المريض من محدودية في الحركة، وصعوبة القيام بالأنشطة اليومية مثل المشي، والجلوس، والنهوض، وقد يحتاج إلى مساعدة أو أجهزة دعم.

أعراض هشاشة العظام المرتبطة بالمضاعفات

في حالات هشاشة العظام المتقدمة أو عند وقوع كسر، قد تظهر أعراض إضافية تعكس المضاعفات المرتبطة بالمرض:

• آلام حادة ومفاجئة: عند حدوث كسر، يكون الألم شديداً ومصحوباً بتورم وعدم القدرة على تحريك المنطقة المصابة.

• الإعاقة: الكسور وخاصة في الورك تؤدي إلى عجز مؤقت أو دائم، وتعتمد مدى الإعاقة على سرعة التشخيص والعلاج.

• مشاكل في التنفس والهضم: بسبب انضغاط الفقرات الصدرية قد تنضغط الرئتان والمعدة، مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس واضطرابات هضمية.

عوامل تؤثر على ظهور الأعراض

تتأثر أعراض هشاشة العظام بعدة عوامل منها:

• الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بسبب انخفاض هرمون الإستروجين بعد انقطاع الطمث.

• العمر: يزداد خطر الإصابة مع التقدم في العمر نتيجة فقدان العظام الطبيعي.

• العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي لهشاشة العظام يزيد من احتمال ظهور الأعراض.

• نمط الحياة: قلة النشاط البدني، التغذية السيئة، التدخين، وشرب الكحول كلها عوامل تؤدي إلى تفاقم الحالة وتسريع ظهور الأعراض.

تشخيص هشاشة العظام

غالباً ما يبدأ التشخيص بفحص سريري دقيق للمريض ومراجعة التاريخ الطبي، مع التركيز على أي علامات خسارة في الطول أو ألم مزمن في العظام. الفحوصات الطبية تشمل:

• قياس كثافة العظام (DEXA scan): أهم الفحوص لتحديد مستوى الهشاشة بدقة.

• الأشعة السينية: لتقييم الكسور أو التشوهات العظمية.

• تحليل الدم والبول: لفحص مستويات الكالسيوم، الفيتامين د، والهرمونات التي تؤثر على العظام.

العلاقة بين الأعراض والوقاية

التعرف المبكر على أعراض هشاشة العظام يمكن أن يساهم بشكل كبير في تقليل المضاعفات الخطيرة مثل الكسور والإعاقة. الوقاية تبدأ بنمط حياة صحي يشمل:

• تغذية متوازنة تحتوي على الكالسيوم وفيتامين د.

• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام خاصة تمارين المقاومة والوزن.

• تجنب التدخين والكحول.

• مراقبة الحالة الصحية دورياً خاصة للأشخاص المعرضين للخطر.

مقارنة بين الأعراض والعوامل المسببة

في الجدول التالي مقارنة توضح العلاقة بين أعراض هشاشة العظام والعوامل التي تؤثر على ظهورها وشدتها:

خلاصة

تتراوح أعراض هشاشة العظام بين مراحل صامتة ومراحل متقدمة تسبب أضراراً عميقة في هيكل العظام، تشمل آلاماً مزمنة، كسوراً متكررة، تغيرات في القامة والهيكل العظمي، وصعوبات في الحركة. أهمية التعرف المبكر على هذه الأعراض واتباع أساليب الوقاية تكتسب أولوية قصوى لتفادي العواقب الصحية والاجتماعية الناتجة عن المرض. يتطلب الأمر تعاوناً طبياً ومجتمعياً للحد من انتشار المرض وتحسين جودة حياة المرضى المصابين بهشاشة العظام.

المراجع

1. National Osteoporosis Foundation. Osteoporosis: Symptoms, Diagnosis, and Treatment. https://www.nof.org/patients/what-is-osteoporosis/

2. Mayo Clinic. Osteoporosis Symptoms and Causes. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/osteoporosis/symptoms-causes/syc-20351968