أعراض كيس المبيض الأيمن

أعراض وجود كيس على المبيض الأيمن

تُعد الأكياس المبيضية إحدى الحالات الشائعة التي تصيب النساء في مراحل مختلفة من حياتهن، وهي غالباً ما تكون حميدة وغير خطيرة، إلا أنّها قد تتطلب المتابعة الطبية الدقيقة في حال ظهرت أعراض معينة أو تطورت بشكل غير طبيعي. يشير وجود كيس على المبيض الأيمن إلى تشكّل كيس مملوء بسائل على أحد المبيضين، وقد يكون هذا الكيس وظيفيًا ناتجًا عن دورة الطمث، أو مرضيًا يعود لأسباب أخرى تستدعي التشخيص الدقيق.

يمتلك المبيض الأيمن نفس الخصائص الفسيولوجية للمبيض الأيسر، غير أن ظهور كيس على أحد الجانبين دون الآخر قد يكون مرتبطًا بعوامل موضعية أو استجابات هرمونية غير متماثلة، ويعتمد تقييم الحالة على الفحص السريري، والتصوير بالموجات فوق الصوتية، والفحوصات الهرمونية، وتحليل الأعراض التي تظهر على المريضة.

تعريف الكيس المبيضي

الكيس المبيضي (Ovarian Cyst) هو كيس مملوء بسائل أو مادة شبه صلبة، يتكون داخل المبيض أو على سطحه. ويُعد من الحالات الشائعة خاصة في سن الإنجاب، إذ تتكون هذه الأكياس كجزء طبيعي من دورة التبويض. في الغالب لا تسبب هذه الأكياس أعراضًا وتختفي من تلقاء نفسها خلال بضعة أشهر، لكن في بعض الحالات قد تتضخم أو تتمزق أو تسبب مضاعفات تستدعي التدخل الطبي.

أنواع أكياس المبيض

يمكن تصنيف أكياس المبيض إلى نوعين رئيسيين:

1. أكياس وظيفية (Functional cysts):
   
   هي الأكثر شيوعًا وتنشأ نتيجة اضطرابات في عملية التبويض، وتنقسم إلى:

   • كيس الجريب (Follicular cyst): يتكوّن عندما لا يتمزق الجريب لإطلاق البويضة.

   • كيس الجسم الأصفر (Corpus luteum cyst): يظهر بعد التبويض عندما يملأ الجسم الأصفر بالسوائل.

2. أكياس غير وظيفية (Pathological cysts):
   
   وهي أقل شيوعًا ولكنها قد تكون أكثر تعقيدًا، وتشمل:

   • أكياس الجلدانية (Dermoid cysts)

   • أكياس الشوكولاتة (Endometriomas)

   • الكيسات الكيسية (Cystadenomas)

   • الأكياس المصاحبة لمتلازمة تكيس المبايض (PCOS)

الأسباب المحتملة لتكوّن الكيس على المبيض الأيمن

• اختلال التوازن الهرموني: وهو السبب الأكثر شيوعًا للأكياس الوظيفية، حيث تؤثر التغيرات في مستويات الإستروجين والبروجستيرون على نضج الجريبات.

• الانتباذ البطاني الرحمي (Endometriosis): حيث تنمو أنسجة بطانة الرحم خارج الرحم، وقد تشكّل أكياسًا على المبيض.

• عدوى الحوض: الالتهابات المزمنة قد تنتشر إلى المبايض مسببة تكوّن خراجات أو أكياس التهابية.

• الحمل: أحيانًا يتكوّن كيس الجسم الأصفر كجزء من الحفاظ على الحمل المبكر.

• الأدوية المحفزة للإباضة: مثل الكلوميفين قد تزيد من احتمالية تكوّن الأكياس.

الأعراض الشائعة لكيس على المبيض الأيمن

تتفاوت الأعراض باختلاف حجم الكيس، نوعه، وسرعة نموه، وقد لا تظهر أية أعراض في حالات كثيرة، ولكن إذا ظهرت، فقد تشمل:

1. ألم في الجانب الأيمن السفلي من البطن

يُعد هذا العرض الأكثر وضوحًا، ويكون الألم متقطعًا أو مستمرًا، خفيفًا أو حادًا، وقد يزداد أثناء الجماع أو التمرين أو في فترة التبويض.

2. عدم انتظام الدورة الشهرية

يؤدي الكيس إلى اضطرابات في إفراز الهرمونات، ما يؤثر على مواعيد الدورة الشهرية، مدتها، وكثافة النزيف.

3. انتفاخ البطن أو الشعور بالثقل

قد تشعر المرأة بامتلاء غير طبيعي في البطن أو ثقل في منطقة الحوض، خاصة إذا كان حجم الكيس كبيرًا.

4. الحاجة المتكررة للتبول

إذا ضغط الكيس على المثانة، فقد يتسبب في الرغبة المتكررة للتبول، أو حتى صعوبة في تفريغ المثانة بالكامل.

5. ألم أثناء الجماع

تعاني بعض النساء من ألم في الجهة اليمنى أثناء العلاقة الحميمة بسبب الضغط أو التهيّج الناتج عن وجود الكيس.

6. الغثيان أو القيء

خاصة في حالة تمزق الكيس أو التواء المبيض، وهي حالة طارئة تسبب ألمًا شديدًا وغثيانًا مفاجئًا.

7. ألم في أسفل الظهر أو الفخذين

يشير هذا الألم إلى تأثير الكيس على الأعصاب القريبة أو ضغطه على الأنسجة المحيطة.

المضاعفات المحتملة

على الرغم من أن أغلب أكياس المبيض تكون حميدة، إلا أن بعض الحالات قد تتطور إلى مضاعفات خطيرة، خاصة في حال لم يتم التشخيص أو العلاج في الوقت المناسب:

كيفية التشخيص

يعتمد تشخيص الكيس على المبيض الأيمن على مجموعة من الفحوصات السريرية والمخبرية:

• الفحص السريري: من خلال تقييم الأعراض وجس البطن أو الحوض.

• الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): تُستخدم لتحديد حجم الكيس، مكانه، وطبيعته (سائل، صلب، مختلط).

• اختبار الحمل: يُجرى لاستبعاد الحمل خارج الرحم أو كيس الجسم الأصفر.

• تحاليل الدم: مثل اختبار CA-125 في حال الاشتباه بوجود ورم مبيضي.

• التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): في الحالات التي تحتاج إلى تقييم أكثر دقة.

الخيارات العلاجية

يعتمد العلاج على نوع الكيس، حجمه، الأعراض المصاحبة، وسن المريضة:

1. المراقبة والانتظار

في حالة الأكياس الصغيرة غير المصحوبة بأعراض، يتم الاكتفاء بالمراقبة الدورية باستخدام السونار.

2. العلاج الهرموني

قد تُستخدم حبوب منع الحمل لتثبيط الإباضة ومنع تكوّن أكياس جديدة.

3. الجراحة

• استئصال الكيس (Cystectomy): في حال كبر حجمه أو استمر لفترة طويلة.

• استئصال المبيض (Oophorectomy): إذا تضرر المبيض أو وُجدت أورام خبيثة.

• المنظار الجراحي: يُفضل في الحالات البسيطة لأنه أقل تدخلاً وأسرع شفاءً.

• الجراحة المفتوحة: للحالات المعقدة أو المشتبه بها سرطانيًا.

العلاقة بين الكيس المبيضي والعقم

قد تُعيق بعض أنواع أكياس المبيض الحمل، خاصة إذا تسببت في تعطيل الإباضة أو إغلاق قنوات فالوب. كما تؤثر أكياس الانتباذ البطاني الرحمي ومتلازمة تكيس المبايض بشكل مباشر على الخصوبة. لكن غالبًا ما تكون الأكياس الوظيفية مؤقتة ولا تؤثر على فرص الحمل.

سُبل الوقاية والمتابعة

• المتابعة المنتظمة لدى طبيب نسائي، خاصة في حال وجود تاريخ مرضي.

• الالتزام بالفحوصات الدورية، كالسونار المهبلي والتحاليل الهرمونية.

• تجنّب تناول علاجات هرمونية دون وصفة طبية.

• مراقبة أي تغيّرات في الدورة الشهرية أو الألم الحوضي.

الخاتمة

يُعد وجود كيس على المبيض الأيمن من الحالات الشائعة التي لا تستدعي القلق في أغلب الأحيان، لكنه يتطلب المتابعة والتشخيص الدقيق لتحديد النوع والتعامل المناسب. إنّ التعرف المبكر على الأعراض، ومراقبة أي تغيرات في الجسم، والالتزام بالزيارات الدورية للطبيب، كلها عوامل أساسية للحفاظ على صحة الجهاز التناسلي للمرأة وتجنب المضاعفات المستقبلية.

المراجع:

1. American College of Obstetricians and Gynecologists. “Ovarian Cysts.” ACOG, 2023.

2. Mayo Clinic. “Ovarian Cysts.” Mayo Clinic, 2024.