أعراض سكر الحمل في الشهر السادس
يعد سكر الحمل من المشاكل الصحية الشائعة التي قد تواجه الحوامل خلال فترة الحمل، حيث يحدث هذا المرض بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم أثناء الحمل. يعتبر الشهر السادس من الحمل مرحلة مهمة في مسار الحمل، حيث يطرأ العديد من التغيرات على جسم المرأة الحامل. قد تكون أعراض سكر الحمل في هذا الشهر أكثر وضوحًا وظهورًا، ما يتطلب الوعي والانتباه لهذه العلامات التي تشير إلى ضرورة إجراء فحوصات طبية دقيقة لتجنب أي مضاعفات.
ما هو سكر الحمل؟
سكر الحمل هو حالة تصاب بها بعض النساء أثناء الحمل عندما لا يستطيع الجسم إنتاج كمية كافية من الأنسولين لتنظيم مستويات السكر في الدم. يحدث هذا بسبب التغيرات الهرمونية التي تؤثر على قدرة الأنسولين على أداء وظيفته بشكل جيد. في العادة، يختفي سكر الحمل بعد الولادة، لكن ذلك لا يعني أنه غير خطير، فقد يؤدي إلى مشكلات صحية للأم والطفل إذا لم يتم التحكم فيه.
الأعراض العامة لسكري الحمل في الشهر السادس
قد لا تظهر أعراض سكر الحمل بشكل واضح في مراحله الأولى، مما يجعل من الصعب اكتشافه دون إجراء الفحوصات اللازمة. في الشهر السادس، تبدأ بعض الأعراض في الظهور بشكل ملحوظ، وقد تكون غير متوقعة. من أبرز هذه الأعراض:
1. زيادة التبول
من الأعراض الشائعة التي قد تعاني منها المرأة الحامل في الشهر السادس هي التبول المتكرر. يحدث ذلك لأن الجسم يحاول التخلص من السكر الزائد في الدم عن طريق البول. إذا كانت الحامل تعاني من سكر الحمل، فقد تلاحظ أنها بحاجة للذهاب إلى الحمام أكثر من المعتاد، خاصة في الليل.
2. العطش الشديد
يشعر بعض النساء الحوامل المصابات بسكر الحمل بالعطش الشديد، وهي حالة يطلق عليها “البوال السكري”. ويرجع ذلك إلى أن ارتفاع مستوى السكر في الدم يجعل الجسم يفقد السوائل بشكل أسرع، مما يدفع المرأة إلى شرب كميات كبيرة من الماء.
3. التعب والإرهاق غير المبرر
زيادة مستويات السكر في الدم تؤثر على قدرة الجسم على استخدام الطاقة بكفاءة. وبالتالي، قد تشعر الحامل في الشهر السادس بالتعب الشديد والإرهاق دون سبب واضح. هذا الشعور بالتعب قد يكون مستمرًا ويؤثر على نشاطاتها اليومية.
4. الغثيان والقيء
على الرغم من أن الغثيان والقيء يعدان من الأعراض الشائعة في الثلث الأول من الحمل، إلا أن ارتفاع السكر في الدم قد يعيد ظهور هذه الأعراض في الأشهر المتقدمة، بما في ذلك الشهر السادس. الشعور بالغثيان قد يكون مصحوبًا بفقدان شهية أو صعوبة في هضم الطعام.
5. صعوبة في الرؤية
من الأعراض التي قد تشير إلى سكر الحمل في الشهر السادس هي رؤية ضبابية أو صعوبة في التركيز. يحدث ذلك بسبب التأثيرات التي يتركها ارتفاع السكر في الدم على الأوعية الدموية في العين، ما يؤدي إلى تغييرات في الرؤية.
6. الالتهابات المتكررة
تعد التهابات المسالك البولية أو التهابات الجلد من الأعراض الشائعة في النساء الحوامل المصابات بسكر الحمل. هذا لأن ارتفاع مستويات السكر يوفر بيئة مثالية لنمو البكتيريا والفطريات.
7. ارتفاع ضغط الدم
في بعض الحالات، قد يصاحب سكر الحمل ارتفاع في ضغط الدم، وهو ما يعرف بتسمم الحمل. يعتبر هذا من الأعراض الخطيرة التي تستدعي تدخلًا طبيًا فورًا.
كيفية تشخيص سكر الحمل في الشهر السادس
في حالة ملاحظة الأعراض السابقة أو غيرها من العلامات التي تثير القلق، يجب على الحامل التوجه إلى الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة. من بين الفحوصات الرئيسية لتشخيص سكر الحمل:
-
اختبار تحمل الجلوكوز: يُعد من الاختبارات الأساسية لتشخيص سكر الحمل. يتطلب من المرأة الحامل شرب محلول يحتوي على كمية محددة من السكر، ثم يتم قياس مستوى السكر في الدم بعد مرور ساعة أو ساعتين.
-
اختبار الجلوكوز العشوائي: في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب قياس مستوى السكر في الدم في أي وقت خلال اليوم، دون الحاجة لصيام.
-
الفحص المخبري الدوري: يقوم الطبيب في العادة بإجراء فحوصات روتينية للدم للتأكد من مستويات السكر في الدم طوال فترة الحمل.
العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسكر الحمل
ليس كل النساء الحوامل معرضات بنفس الدرجة للإصابة بسكر الحمل، إلا أن هناك بعض العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة. من بين هذه العوامل:
-
زيادة الوزن قبل الحمل: النساء اللواتي يعانين من زيادة في الوزن قبل الحمل يكونون أكثر عرضة للإصابة بسكر الحمل.
-
وجود تاريخ عائلي من السكري: إذا كان أحد أفراد الأسرة يعاني من السكري من النوع 2، فهذا يزيد من خطر الإصابة بسكر الحمل.
-
التقدم في العمر: النساء الحوامل في سن متأخرة، خصوصًا بعد سن 35 عامًا، قد يكن أكثر عرضة للإصابة بسكر الحمل.
-
تاريخ من سكر الحمل في حمل سابق: إذا كانت المرأة قد أصيبت بسكر الحمل في حمل سابق، فإن احتمال إصابتها به مرة أخرى في الحمل التالي يكون أكبر.
-
التاريخ العرقي: هناك بعض الأعراق التي تكون أكثر عرضة للإصابة بسكر الحمل، مثل النساء من أصول آسيوية أو أفريقية.
تأثير سكر الحمل على الأم والطفل
إذا لم يتم التحكم في سكر الحمل بشكل جيد، فقد يؤدي إلى مضاعفات للأم والطفل على حد سواء. من أهم هذه المضاعفات:
1. لزيادة احتمالية الولادة القيصرية: قد يؤدي ارتفاع مستوى السكر في الدم إلى زيادة حجم الجنين، مما قد يسبب صعوبة في الولادة الطبيعية ويجعل الولادة القيصرية الخيار الأكثر أمانًا.
2. زيادة خطر الإصابة بتسمم الحمل: سكر الحمل قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل، وهو حالة خطيرة تهدد حياة الأم والطفل.
3. المضاعفات بعد الولادة: قد يعاني الأطفال المولودين لأمهات مصابات بسكر الحمل من انخفاض مستويات السكر في الدم بعد الولادة، مما قد يتطلب تدخلًا طبيًا عاجلًا.
4. زيادة خطر الإصابة بالسكري مستقبلاً: النساء اللواتي تعرضن لسكر الحمل قد يكن أكثر عرضة للإصابة بالسكري من النوع 2 بعد الولادة.
5. صعوبة في التنفس عند الولادة: الأطفال الذين يولدون لأمهات مصابات بسكر الحمل قد يعانون من مشاكل في التنفس بعد الولادة، مثل متلازمة الضائقة التنفسية.
الوقاية من سكر الحمل
على الرغم من أن سكر الحمل يمكن أن يحدث لأي امرأة حامل، إلا أن هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها للحد من المخاطر وتقليل فرص الإصابة:
-
الحفاظ على وزن صحي: يمكن أن يساعد الحفاظ على وزن صحي قبل الحمل وأثناءه في تقليل احتمالية الإصابة بسكر الحمل.
-
ممارسة الرياضة بانتظام: ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة يساعد في تحسين قدرة الجسم على التعامل مع السكر ويقلل من فرص الإصابة بسكر الحمل.
-
اتباع نظام غذائي متوازن: يجب على المرأة الحامل تناول غذاء صحي يحتوي على الكثير من الخضروات والفواكه، مع تقليل تناول السكريات والدهون المشبعة.
-
إجراء الفحوصات المنتظمة: يجب على الحامل إجراء الفحوصات الروتينية في مواعيدها المقررة للكشف المبكر عن أي تغييرات في مستويات السكر في الدم.
العلاج
علاج سكر الحمل يعتمد بشكل أساسي على مراقبة مستويات السكر في الدم وإجراء تغييرات في النظام الغذائي والنشاط البدني. في بعض الحالات، قد يحتاج الأمر إلى استخدام الأنسولين لضبط مستويات السكر.
تعد فترة الحمل من الفترات الأكثر حساسية في حياة المرأة، وتتطلب عناية خاصة لضمان صحتها وصحة الجنين. عند مراقبة أعراض سكر الحمل واتباع الإرشادات الطبية المناسبة، يمكن للأم أن تحظى بحمل صحي وآمن.
