أعراض بكتيريا القولون: أسبابها، تشخيصها، وطرق علاجها
تعد بكتيريا القولون من بين أكثر الأسباب شيوعًا التي تؤدي إلى الاضطرابات المعوية في البشر. وهي تشير إلى مجموعة من البكتيريا التي يمكن أن تؤثر على الجهاز الهضمي، وتسبب أعراضًا تتراوح من آلام خفيفة إلى أعراض شديدة قد تؤدي إلى التسمم الغذائي. توجد أنواع متعددة من بكتيريا القولون، ولكل منها خصائصها وأعراضها الخاصة التي يمكن أن تكون محيرة في البداية. في هذا المقال، سنتناول التفاصيل المتعلقة ببكتيريا القولون، وأسباب الإصابة بها، والأعراض التي تسببها، بالإضافة إلى طرق التشخيص والعلاج.
1. ما هي بكتيريا القولون؟
تعتبر بكتيريا القولون مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة التي تسكن عادة في الأمعاء البشرية. ولكن عندما تخرج هذه البكتيريا عن نطاقها الطبيعي أو عندما يدخل نوع غير طبيعي من البكتيريا إلى الجسم، قد تسبب التهابات في الأمعاء والمعدة. بعض الأنواع تكون جزءًا من الفلورا المعوية الطبيعية، بينما الأخرى قد تكون ضارة وتؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض. أشهر الأنواع التي تصيب القولون هي إيشيريشيا كولاي (Escherichia coli)، سالمونيلا (Salmonella)، شيغيلا (Shigella), و كامبيلوباكتر (Campylobacter).
2. كيف تصاب ببكتيريا القولون؟
تنتقل بكتيريا القولون بشكل رئيسي عن طريق تناول الطعام أو الماء الملوث بالبكتيريا. يمكن أن تكون الأسباب الرئيسية للإصابة هي:
-
الطعام الملوث: قد يكون الطعام غير المطهي بشكل جيد أو غير المخزن بشكل صحيح مصدرًا رئيسيًا للبكتيريا. المنتجات الحيوانية مثل اللحوم والدواجن قد تحمل بكتيريا مثل إيشيريشيا كولاي أو سالمونيلا.
-
الماء الملوث: المياه التي تحتوي على البكتيريا من الصرف الصحي أو المياه غير المعالجة يمكن أن تكون مصدرًا للعدوى.
-
التلامس مع أشخاص مصابين: يمكن أن تنتقل العدوى من شخص لآخر عبر الاتصال المباشر أو عن طريق مشاركة الأدوات أو الأطعمة الملوثة.
3. الأعراض الشائعة لبكتيريا القولون
تتفاوت أعراض بكتيريا القولون حسب نوع البكتيريا التي تصيب الجهاز الهضمي. في العادة، تظهر الأعراض خلال فترة تتراوح من عدة ساعات إلى بضعة أيام بعد التعرض للبكتيريا. تشمل الأعراض الرئيسية:
3.1. الإسهال
يعد الإسهال من الأعراض الأكثر شيوعًا التي تحدث نتيجة للإصابة ببكتيريا القولون. في العديد من الحالات، يكون الإسهال مائيًا ويمكن أن يحتوي على دم أو مخاط في الحالات الأكثر شدة. الإسهال يكون غالبًا مصحوبًا بألم في البطن وتقلصات.
3.2. آلام البطن والتقلصات
تسبب الإصابة ببكتيريا القولون في كثير من الأحيان آلامًا شديدة في منطقة البطن. هذه الآلام قد تكون متقطعة وقد تترافق مع تقلصات مؤلمة. في بعض الحالات، قد تكون الآلام شديدة لدرجة أنها تشبه آلام الولادة.
3.3. الغثيان والقيء
بعض أنواع بكتيريا القولون، مثل السالمونيلا والإشريكية القولونية، قد تسبب غثيانًا وقيئًا مستمرًا. يتسبب الغثيان في شعور مريض المعدة بعدم الراحة ويفقد الشخص رغبتهم في تناول الطعام.
3.4. الحمى
الحمى هي استجابة طبيعية للجسم عند محاربة العدوى، حيث ترفع البكتيريا درجة حرارة الجسم كجزء من عملية الدفاع. قد تتراوح درجة الحرارة بين الحمى المعتدلة إلى الحمى الشديدة، مما يشير إلى شدة العدوى.
3.5. الإعياء العام
يؤدي التهاب القولون الناتج عن الإصابة بالبكتيريا إلى الشعور بالإرهاق المستمر والإعياء. هذا بسبب استجابة الجسم المناعية لمكافحة العدوى، وكذلك بسبب فقدان السوائل والإلكتروليتات من خلال الإسهال.
3.6. فقدان الشهية
غالبًا ما يصاحب الإصابة ببكتيريا القولون فقدان كبير في الشهية، مما يزيد من تفاقم الوضع ويؤدي إلى صعوبة في الحصول على التغذية اللازمة.
3.7. البراز الدموي
في بعض الحالات، قد يترافق الإسهال مع خروج براز دموي، وهو علامة على الإصابة بأنواع خطيرة من بكتيريا القولون مثل إيشيريشيا كولاي من السلالات الضارة (مثل O157:H7) أو شيغيلا.
4. الأسباب الرئيسية لبكتيريا القولون
4.1. إيشيريشيا كولاي (E. coli)
بكتيريا إيشيريشيا كولاي هي نوع من البكتيريا التي تعيش عادة في أمعاء البشر والحيوانات. رغم أن معظم سلالاتها غير ضارة، إلا أن بعض الأنواع مثل E. coli O157:H7 يمكن أن تسبب تسممًا غذائيًا شديدًا. تنتقل هذه البكتيريا عادة عبر الأطعمة الملوثة، خاصة اللحوم غير المطهية جيدًا والخضراوات الملوثة.
4.2. سالمونيلا (Salmonella)
بكتيريا سالمونيلا مسؤولة عن العديد من حالات التسمم الغذائي حول العالم. قد توجد في اللحوم النيئة (وخاصة الدواجن)، البيض غير المطهي، والخضراوات والفواكه الملوثة. أعراضها تشمل الإسهال الحاد، التشنجات المعوية، والحمى.
4.3. شيغيلا (Shigella)
تعد بكتيريا شيغيلا من البكتيريا المسببة للعدوى المعوية الحادة، وغالبًا ما تنتقل عن طريق المياه الملوثة أو من خلال التلامس المباشر مع الأشخاص المصابين. من الأعراض المميزة للإصابة بالشيغيلا وجود براز دموي وإسهال شديد.
4.4. كامبيلوباكتر (Campylobacter)
تعتبر بكتيريا كامبيلوباكتر من الأسباب الشائعة للإسهال التسممي. تتواجد عادة في لحوم الدواجن النيئة أو غير المطهية جيدًا. تصيب الأشخاص الذين يتناولون اللحوم غير المطهية أو الأطعمة الملوثة بالبكتيريا.
5. التشخيص
تشخيص إصابة القولون بالبكتيريا يعتمد على الأعراض السريرية والتاريخ الطبي للمريض. تشمل طرق التشخيص الشائعة:
5.1. اختبارات البراز
يتم جمع عينات من البراز وتحليلها في المختبر للكشف عن وجود بكتيريا أو طفيليات ممرضة. هذه الاختبارات يمكن أن تكشف عن نوع البكتيريا المسببة للعدوى.
5.2. فحوصات الدم
قد يتطلب الأمر فحص الدم للكشف عن علامات التهاب أو العدوى في الجسم. في بعض الحالات، يمكن أن تشير نتائج فحص الدم إلى تلوث شديد قد يتطلب تدخلًا عاجلاً.
5.3. التصوير بالأشعة
في الحالات المعقدة أو عندما تكون الأعراض غير واضحة، قد يتم اللجوء إلى تقنيات التصوير مثل الأشعة السينية أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للتحقق من صحة الأمعاء.
6. العلاج
تختلف طرق علاج بكتيريا القولون باختلاف نوع البكتيريا وشدة الأعراض. بشكل عام، يعتمد العلاج على:
6.1. الراحة والتعويض عن السوائل
في حالات العدوى الخفيفة إلى المعتدلة، قد يوصي الأطباء بالراحة والاهتمام بتعويض السوائل والإلكتروليتات. يساعد شرب الماء والمشروبات المحلاة بالإلكتروليتات في تعويض ما يفقده الجسم بسبب الإسهال.
6.2. المضادات الحيوية
إذا كانت العدوى ناجمة عن بكتيريا معينة مثل السالمونيلا أو الشيغيلا، قد يوصي الطبيب باستخدام المضادات الحيوية المناسبة. ولكن في بعض الحالات، مثل الإصابة ببكتيريا إيشيريشيا كولاي من السلالة السامة، قد تتسبب المضادات الحيوية في تفاقم الأعراض.
6.3. التغذية
تعد التغذية السليمة جزءًا أساسيًا من العلاج. في الحالات التي تسمح فيها الأعراض، يجب على المرضى تناول الأطعمة سهلة الهضم مثل المرق، الأرز، والموز.
7. الوقاية
تعتبر الوقاية من بكتيريا القولون أمرًا بالغ الأهمية لتجنب الإصابة. من أهم تدابير الوقاية:
-
الطهي الجيد للطعام: يجب التأكد من طهي اللحوم والدواجن بشكل جيد، خاصة في درجات حرارة مناسبة.
-
غسل اليدين: من الضروري غسل اليدين بشكل منتظم بالماء والصابون بعد استخدام الحمام وقبل تناول الطعام.
-
ماء الشرب النظيف: يجب الحرص على شرب المياه المفل

