أعراض الولادة المبكرة في السابع

أعراض الولادة المبكرة في الشهر السابع

تعتبر الولادة المبكرة واحدة من أهم القضايا الصحية التي تشغل بال الأمهات والأطباء على حد سواء. تحدث الولادة المبكرة عندما يبدأ المخاض قبل الأسبوع 37 من الحمل، وهو ما يشكل تحديًا كبيرًا لصحة الأم والجنين. الولادة التي تحدث في الشهر السابع، أي قبل الأسبوع 28 إلى 32 من الحمل، تُعتبر أكثر خطورة، حيث يكون الجنين ما زال في مرحلة النمو والتطور، ولا يستطيع الاستمرار في الحياة خارج الرحم دون دعم طبي مكثف. من هنا، يصبح من الضروري فهم أعراض الولادة المبكرة في الشهر السابع والتعامل معها بشكل صحيح من أجل توفير الرعاية المناسبة.

1. ما هي الولادة المبكرة؟

الولادة المبكرة هي تلك التي تحدث قبل الأسبوع 37 من الحمل. في الحمل الطبيعي، يستمر الجنين في الرحم حتى الأسبوع 40، حيث تكون جميع أعضائه قد اكتملت ونضجت. عندما تحدث الولادة قبل هذا الوقت، يواجه الجنين خطرًا أكبر في مواجهة مضاعفات صحية، مثل صعوبة التنفس أو مشاكل في النمو أو حتى مخاطر التسمم الدموي. أما في الشهر السابع من الحمل، فإن الولادة المبكرة تكون أكثر خطورة؛ حيث أن الأعضاء الحيوية للجنين، مثل الرئتين والجهاز العصبي، لم تكتمل بشكل كامل بعد، مما يهدد بقاءه على قيد الحياة إذا لم يتلق الرعاية الطبية الفورية.

2. أسباب الولادة المبكرة

تتعدد أسباب الولادة المبكرة، ويمكن أن تكون ناتجة عن عدة عوامل تتراوح بين العوامل الوراثية والعوامل البيئية. ومن أبرز الأسباب التي قد تؤدي إلى الولادة المبكرة في الشهر السابع:

• التاريخ الطبي للأم: إذا كانت الأم قد مرّت بتجربة ولادة مبكرة في حمل سابق، فهي أكثر عرضة لتكرار الحالة.

• التوتر والضغوط النفسية: يمكن أن تؤدي الضغوط النفسية والتوتر الشديد إلى تأثيرات سلبية على الحمل، ما يعزز من احتمال حدوث الولادة المبكرة.

• التهابات الرحم أو المهبل: العدوى داخل الرحم أو المهبل قد تسبب تمزق الأغشية المبكر، مما يؤدي إلى الولادة المبكرة.

• الأمراض المزمنة: مثل أمراض القلب أو السكري أو ضغط الدم المرتفع، يمكن أن تزيد من خطر الولادة المبكرة.

• الحمل بتوأم أو أكثر: الحمل بتوأم أو ثلاث توائم يزيد من الضغط على الرحم، مما قد يؤدي إلى الولادة المبكرة.

• الإفراط في النشاط البدني أو الجهد الزائد: يمكن أن يسبب ذلك تحفيز انقباضات الرحم المبكرة.

• استخدام بعض الأدوية: بعض الأدوية قد تسبب آثارًا جانبية تؤدي إلى الولادة المبكرة.

3. أعراض الولادة المبكرة في الشهر السابع

يُعد الكشف المبكر عن أعراض الولادة المبكرة أمرًا بالغ الأهمية من أجل التدخل الطبي السريع وتجنب المضاعفات. من الأعراض التي قد تشير إلى بدء الولادة المبكرة في الشهر السابع:

أ. التقلصات أو انقباضات الرحم المبكرة

تعتبر التقلصات والانقباضات في الرحم واحدة من أكثر الأعراض شيوعًا للولادة المبكرة. تختلف هذه الانقباضات عن الانقباضات الطبيعية التي تحدث في الثلث الثالث من الحمل؛ حيث أنها تكون أكثر تكرارًا وقوة. قد تشعر الأم بتقلصات في أسفل البطن أو منطقة الحوض، وقد تكون هذه الانقباضات مؤلمة، وتحدث على فترات قصيرة، مما يشير إلى بداية المخاض المبكر.

ب. الشعور بالضغط في الحوض

قد تشعر الأم بزيادة في الضغط في منطقة الحوض، وهو ما يرجع إلى تموضع الجنين وتهيئته للخروج. هذا الشعور يمكن أن يختلف عن الإحساس المعتاد بالضغط، حيث يكون أكثر وضوحًا ويستمر لفترة أطول.

ج. التغيرات في الإفرازات المهبلية

من الأعراض الأخرى التي قد تشير إلى الولادة المبكرة في الشهر السابع هو التغير في الإفرازات المهبلية. قد تلاحظ الأم زيادة ملحوظة في كمية الإفرازات أو تغيرًا في لونها، مثل أن تصبح مائلة إلى الأصفر أو الأخضر، مما قد يشير إلى وجود عدوى أو بداية تمزق الأغشية المحيطة بالجنين.

د. تمزق كيس الماء (الذي يحيط بالجنين)

تمزق كيس الماء يعني أن الأغشية المحيطة بالجنين قد تعرضت للتلف، مما يؤدي إلى تسرب السائل الأمنيوسي. هذا من الأعراض الأكثر خطورة للولادة المبكرة، حيث قد يشير إلى اقتراب المخاض في وقت مبكر جدًا.

هـ. آلام الظهر المستمرة

قد تشعر الأم بآلام شديدة ومستمرة في أسفل الظهر، وهي إحدى العلامات التي قد تشير إلى الولادة المبكرة، خصوصًا إذا كانت هذه الآلام مصحوبة بالتقلصات في البطن.

و. تغيير في حركة الجنين

إذا لاحظت الأم تغيرًا في حركة الجنين أو انخفاضًا في نشاطه، قد يكون ذلك علامة على حدوث مشكلة تتطلب فحصًا طبيًا. تغيرات الحركة قد تشير إلى ضعف تدفق الدم إلى الجنين أو إلى حدوث ضغط على الأعضاء الحيوية.

ز. الشعور بالإرهاق أو الدوخة

الإرهاق المفاجئ والشديد أو الدوخة المستمرة يمكن أن يكونان أيضًا من الأعراض المرتبطة بالولادة المبكرة، حيث أن قلة الأوكسجين أو حدوث خلل في الدورة الدموية قد يؤثر على صحة الأم والجنين.

4. كيفية التعامل مع أعراض الولادة المبكرة في الشهر السابع

إذا شعرت الأم بأي من الأعراض المذكورة أعلاه، من المهم أن تتصرف بشكل سريع وتتوجه إلى المستشفى أو مركز الرعاية الصحية فورًا. بعض التدابير التي قد يتخذها الأطباء لتقليل فرص الولادة المبكرة تشمل:

أ. الراحة التامة

من أولى النصائح التي قد يقدمها الأطباء هي الراحة التامة وتجنب أي نشاط بدني زائد. قد يوصي الطبيب بالأرق في الفراش أو تقليل الحركة قدر الإمكان، وذلك للحد من تأثير التقلصات على الرحم.

ب. المتابعة الطبية المستمرة

من الضروري أن يتم مراقبة الأم والجنين عن كثب، وذلك من خلال إجراء الفحوصات الطبية مثل فحص نبض الجنين، وفحص عنق الرحم، والتحقق من وجود التهابات أو أي مضاعفات صحية قد تؤدي إلى الولادة المبكرة.

ج. استخدام الأدوية المثبطة للمخاض

في بعض الحالات، قد يوصي الأطباء باستخدام أدوية مثبطة للمخاض (مثل الأدوية التي تمنع التقلصات) لوقف أو تأخير الولادة المبكرة. هذه الأدوية تعمل على استرخاء عضلات الرحم وتساعد على تقليل فرص حدوث المخاض المبكر.

د. الاستعانة بالعلاج بالكورتيكوستيرويدات

في حال كانت الولادة المبكرة لا مفر منها، قد يصف الأطباء علاجات بالكورتيكوستيرويدات لتسريع نضج رئتي الجنين، وهو ما يساعد على تحسين فرصه في التنفس بشكل طبيعي بعد الولادة.

5. الوقاية من الولادة المبكرة في الشهر السابع

على الرغم من أنه قد يكون من الصعب التنبؤ بمن ستتعرض للولادة المبكرة، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي يمكن اتخاذها لتقليل خطر حدوثها، وتشمل:

• المتابعة المنتظمة مع الطبيب: الحفاظ على زيارات دورية للطبيب المتابع للحمل من أجل مراقبة حالة الأم والجنين واكتشاف أي مشاكل مبكرًا.

• التقليل من التوتر: الحرص على تجنب الضغوط النفسية والتوتر الزائد.

• اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن: التغذية السليمة تساهم في صحة الأم والجنين.

• ممارسة الرياضة المعتدلة: ممارسة الأنشطة الرياضية الخفيفة تحت إشراف الطبيب قد تساعد في تحسين الدورة الدموية وتخفيف الضغط على الرحم.

6. مضاعفات الولادة المبكرة في الشهر السابع

الولادة المبكرة في الشهر السابع يمكن أن تؤدي إلى العديد من المضاعفات للجنين. من أبرز هذه المضاعفات:

• مشاكل التنفس: رئتا الجنين قد لا تكونان مكتملتين بعد، مما يزيد من احتمالية إصابته بمشاكل في التنفس مثل متلازمة الضائقة التنفسية.

• ضعف النمو: قد يعاني الجنين من نقص في الوزن وصعوبة في النمو بشكل طبيعي.

• مشاكل في الجهاز العصبي: بعض الأطفال الذين يولدون في الشهر السابع قد يعانون من تأخيرات في تطور الجهاز العصبي.

• مشاكل في التغذية: قد يواجه الأطفال الخدج صعوبة في الرضاعة بسبب ضعف العضلات والفم، مما يتطلب تدخلًا طبيًا لتوفير التغذية المناسبة.

7. الخاتمة

تعد الولادة المبكرة في الشهر السابع من الحمل حالة معقدة تتطلب اهتمامًا طبيًا فوريًا. تتنوع أعراض الولادة المبكرة وتشمل التقلصات المتكررة، الضغط في الحوض، والتغيرات في الإفرازات المهبلية، مع إمكانية تمزق كيس الماء. وعلى الرغم من وجود عوامل متعددة تؤدي إلى الولادة المبكرة، فإن الوقاية والمتابعة الطبية الدقيقة تساعد في تقليل المخاطر الناتجة عنها. إن التدخل الطبي السريع والمناسب يمكن أن يكون حاسمًا لضمان صحة الأم والجنين على حد سواء.