أعراض النقرس وعلاجه

أعراض النقرس: نظرة شاملة على المرض وأسبابه وطرق التعامل معه

يعد النقرس أحد الأمراض التي تصيب المفاصل وتسبب آلامًا شديدة، وعادة ما يصيب مفصل واحد أو أكثر في الجسم. وهو نوع من أنواع التهاب المفاصل الذي يحدث نتيجة تراكم بلورات حمض اليوريك في المفصل، مما يسبب تورمًا وألمًا حادًا. بالرغم من أن النقرس يُعتبر من الأمراض التي لها تاريخ طويل في الطب، إلا أن الأبحاث المستمرة تقدم لنا رؤى أعمق حول أسباب النقرس وأعراضه، وكذلك كيفية التعامل معه.

تعريف النقرس

النقرس هو مرض يتميز بالتهاب المفاصل الحاد الذي يحدث بسبب تراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل. يحدث هذا عندما يكون هناك فائض من حمض اليوريك في الدم، ما يؤدي إلى ترسب هذا الحمض على شكل بلورات في المفاصل. تعد الكلى المسؤولة عن التخلص من حمض اليوريك عن طريق البول، ولكن عندما تعجز الكلى عن طرد الكمية الزائدة، يتراكم الحمض ويتسبب في الإصابة بالنقرس.

يعتبر النقرس من أكثر أنواع التهابات المفاصل ألمًا، إذ يتسبب في ظهور نوبات مفاجئة وحادة من الألم في المفصل المتأثر. هذه النوبات قد تكون مصحوبة بتورم، احمرار، وزيادة في درجة حرارة المفصل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تحدث نوبات النقرس بشكل متكرر إذا لم يتم علاج الحالة بشكل مناسب.

الأعراض الرئيسية للنقرس

1. الألم الحاد والمفاجئ في المفاصل

يعد الألم الحاد من أبرز الأعراض المميزة للنقرس. يظهر الألم عادة في المفصل الأكبر في القدم، وهو مفصل الإصبع الكبير (MTP). تكون النوبة الأولى غالبًا في هذا المفصل، حيث يحدث الألم فجأة في منتصف الليل أو في الساعات الأولى من الصباح. يُصنف هذا الألم بأنه ألم حارق أو طاعن، وقد يزداد سوءًا مع مرور الوقت.

2. التورم والاحمرار

عند الإصابة بالنقرس، يظهر المفصل المصاب منتفخًا بشكل ملحوظ بسبب تراكم السوائل فيه. يرافق ذلك عادة احمرار في الجلد فوق المفصل، ويشعر المريض بزيادة درجة حرارة الجلد في المنطقة المصابة. هذا التورم يمكن أن يكون مؤلمًا عند اللمس، ويزيد مع الحركة.

3. الحساسية المفرطة للمفصل المصاب

يشعر مرضى النقرس بحساسية شديدة في المفصل المصاب. حتى أقل حركة للمفصل يمكن أن تسبب ألمًا مبرحًا. بالإضافة إلى ذلك، قد يصبح المفصل حساسًا بشكل مفرط حتى عند ملامسته للملابس أو الفراش.

4. العجز عن تحريك المفصل بشكل طبيعي

في حالات النقرس الشديدة، قد يعاني المرضى من صعوبة في تحريك المفصل المصاب بشكل طبيعي. هذا العجز قد يكون ناتجًا عن الألم والتورم الموجود في المفصل، والذي يمنع الشخص من استخدام المفصل بشكل فعال. قد يكون هذا الأمر محبطًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من نوبات متكررة.

5. ظهور كتل تحت الجلد

في بعض الحالات المزمنة من النقرس، يمكن أن يظهر تراكم حمض اليوريك في شكل كتل تحت الجلد تسمى “توفيات”. هذه التكتلات تكون عادةً غير مؤلمة، لكن إذا كانت كبيرة قد تضغط على الأنسجة المحيطة بها وتسبب ألمًا. يمكن العثور على التوفيات في المفاصل أو الأوتار أو حتى في الأنسجة حول المفصل.

6. إحساس بالحمى والشعور بالتعب العام

قد يصاحب النقرس شعور بالحمى الخفيفة، والتي يمكن أن تتراوح بين ارتفاع طفيف في درجة الحرارة إلى حمى حادة في حالات معينة. بالإضافة إلى ذلك، يعاني بعض المرضى من تعب عام في الجسم، مما يجعلهم يشعرون بعدم النشاط أو التعب الزائد نتيجة للألم المزمن.

العوامل التي تؤدي إلى تفاقم أعراض النقرس

العديد من العوامل يمكن أن تزيد من تفاقم أعراض النقرس، مثل:

• الغذاء الغني بالبورينات: تناول الأطعمة الغنية بالبورينات مثل اللحوم الحمراء، الأسماك، والمأكولات البحرية يمكن أن يزيد من مستويات حمض اليوريك في الدم، وبالتالي يزيد من خطر نوبات النقرس.

• زيادة الوزن: يعتبر الوزن الزائد عاملًا مهمًا في زيادة مستويات حمض اليوريك في الدم. الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو زيادة الوزن يكونون أكثر عرضة للإصابة بالنقرس.

• الاستهلاك المفرط للكحول: الكحول، خصوصًا البيرة، يمكن أن يرفع مستويات حمض اليوريك في الدم ويسهم في حدوث نوبات النقرس.

• قلة النشاط البدني: الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة بانتظام أو الذين يقضون فترات طويلة دون حركة قد يواجهون مشاكل في التخلص من حمض اليوريك الزائد.

• الأدوية: بعض الأدوية مثل مدرات البول يمكن أن تساهم في رفع مستويات حمض اليوريك.

التشخيص

يشمل تشخيص النقرس عادةً فحص مستوى حمض اليوريك في الدم، حيث أن مستويات الحمض المرتفعة في الدم قد تكون دليلاً على وجود النقرس. في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء تحليل للسائل الزلالي الموجود في المفصل المصاب للبحث عن بلورات حمض اليوريك. هذه الاختبارات تساعد في تأكيد التشخيص.

بالإضافة إلى ذلك، قد يلجأ الطبيب إلى التصوير بالأشعة السينية (X-ray) أو التصوير بالموجات فوق الصوتية لمراقبة حالة المفصل والتأكد من عدم وجود تلف في المفاصل نتيجة للنقرس المزمن.

العلاج وإدارة الأعراض

1. العلاج الدوائي

• الأدوية المضادة للالتهابات (NSAIDs): تُستخدم لتخفيف الألم والتورم. بعض الأدوية مثل الإيبوبروفين والنابروكسين تعتبر من الخيارات الشائعة لتخفيف الأعراض.

• الكولشيسين: يساعد في تقليل الالتهاب الناتج عن النقرس ويقلل من نوبات الألم.

• الأدوية المثبطة لحمض اليوريك: مثل الألوبيورينول والفبوكسوستات، والتي تساعد في تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم، وبالتالي تقليل خطر تكرار النوبات.

2. تغيير نمط الحياة

• التحكم في الوزن: الحفاظ على وزن صحي يساعد في تقليل الضغط على المفاصل ويسهم في تقليل مستويات حمض اليوريك في الدم.

• اتباع نظام غذائي منخفض بالبورينات: تجنب الأطعمة الغنية بالبورينات يمكن أن يساعد في الوقاية من النقرس. من المهم تجنب اللحوم الحمراء والأسماك الدهنية والمأكولات البحرية.

• شرب السوائل: شرب كمية كافية من الماء يمكن أن يساعد في التخلص من حمض اليوريك من الجسم.

3. العلاج الطبيعي والراحة

الراحة هي جزء أساسي من العلاج خلال نوبات النقرس، حيث ينبغي على المرضى تجنب الحركة المفرطة للمفصل المصاب والقيام بأنشطة قد تؤدي إلى تفاقم الألم.

الخاتمة

النقرس هو مرض مفصلي يصاحبه ألم شديد وتورم، ويمكن أن يسبب عواقب صحية خطيرة إذا لم يتم التعامل معه بشكل مناسب. تتعدد الأعراض المرتبطة بالنقرس، من الألم الحاد والتورم إلى ظهور الكتل تحت الجلد والشعور بالتعب العام. من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن تقليل شدة الأعراض ومنع تفاقم الحالة. كما أن التغييرات في نمط الحياة مثل تناول غذاء صحي، ممارسة الرياضة، والحفاظ على الوزن المثالي، تلعب دورًا أساسيًا في إدارة هذا المرض.