أعراض الصدفية عند الأطفال

أعراض مرض الصدفية عند الأطفال: التشخيص والعلاج

مرض الصدفية هو حالة جلدية مزمنة تتميز بظهور بقع حمراء متقشرة على سطح الجلد، وغالبًا ما تترافق مع الحكة والتهيج. يصيب هذا المرض الكبار والصغار على حد سواء، وعلى الرغم من أنه غالبًا ما يظهر في مرحلة البلوغ، فإنه قد يظهر أيضًا في سن مبكرة لدى الأطفال. تتنوع أعراض الصدفية لدى الأطفال من حالة لأخرى، مما يجعل تشخيصها ومعالجتها يتطلب معرفة دقيقة بالأعراض وطرق العلاج المتاحة.

ما هو مرض الصدفية؟

الصدفية هي اضطراب مناعي مزمن يؤثر على الجلد، ويحدث عندما يبدأ الجهاز المناعي في إرسال إشارات غير صحيحة تؤدي إلى نمو خلايا الجلد بشكل أسرع من المعتاد. في الحالات الطبيعية، تتجدد خلايا الجلد كل 28 إلى 30 يومًا، ولكن في حالة الصدفية، يحدث هذا التجدُّد في غضون 3 إلى 5 أيام فقط، مما يتسبب في تراكم الخلايا الميتة على سطح الجلد.

تختلف أنواع الصدفية، وتؤثر على أجزاء مختلفة من الجسم. أبرز أنواع الصدفية تشمل:

• الصدفية اللويحية (Plaque Psoriasis): وهي الأكثر شيوعًا وتتميز ببقع حمراء مغطاة بقشور فضية.

• الصدفية العكسية (Inverse Psoriasis): وتؤثر بشكل رئيسي على المناطق التي تلتقي فيها الطيات الجلدية.

• الصدفية النقطية (Guttate Psoriasis): وتظهر على شكل بقع صغيرة متفرقة من الطفح الجلدي.

• الصدفية الصديدية (Pustular Psoriasis): وتتميز بظهور بثور مليئة بالصديد على الجلد.

أعراض مرض الصدفية عند الأطفال

تختلف أعراض الصدفية بين الأطفال والبالغين في العديد من الجوانب، حيث يمكن أن تظهر الأعراض على شكل بقع حمراء أو ملتهبة على الجلد. في الأطفال، تظهر الصدفية بشكل رئيسي في مناطق معينة من الجسم، مثل فروة الرأس، المرفقين، والركبتين. إلا أن الحالة يمكن أن تظهر في أي مكان آخر في الجسم.

أهم أعراض مرض الصدفية عند الأطفال تشمل:

1. الطفح الجلدي الأحمر والمغطى بالقشور الفضية

   • يشمل هذا العرض ظهور بقع حمراء صغيرة أو كبيرة على الجلد، وغالبًا ما تكون مغطاة بطبقة من القشور الفضية التي قد تكون خفيفة أو كثيفة. تكون هذه البقع غير منتظمة الشكل، ويمكن أن تكون مؤلمة عند الحك.

   • تكون هذه البقع شديدة الجفاف، وقد تؤدي إلى التشققات التي قد تنزف في بعض الحالات.

2. الحكة الشديدة

   • الحكة هي أحد الأعراض الشائعة لدى الأطفال المصابين بالصدفية، وقد تكون شديدة لدرجة أن الأطفال يعانون من صعوبة في النوم أو حتى في ممارسة الأنشطة اليومية.

3. التورم والتهاب المفاصل

   • يعاني بعض الأطفال المصابين بالصدفية من تورم في المفاصل، وهي حالة تعرف بالتهاب المفاصل الصدفي. قد يصيب هذا العرض الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وقد يؤثر على المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين.

4. الإصابة بفروة الرأس

   • يعاني بعض الأطفال المصابين بالصدفية من تقرحات حمراء وقشور على فروة الرأس. قد تؤدي هذه القشور إلى تساقط الشعر في المنطقة المتأثرة.

5. التقشير الزائد للجلد

   • نظرًا للزيادة السريعة في تجدد خلايا الجلد، يظهر التقشير الزائد للجلد في مناطق متعددة من الجسم، مما يجعل الجلد يبدو جافًا ومتقشرًا.

6. التغيرات في الأظافر

   • في بعض الحالات، قد تتأثر أظافر الأطفال، حيث تظهر خطوط أو ثقوب على الأظافر، وقد تتغير لون الأظافر وتصبح هشة أو ضعيفة.

7. الصدفية النقطية

   • في الأطفال، يمكن أن تظهر الصدفية في شكل بقع صغيرة متناثرة على الجلد. قد تكون هذه البقع صغيرة الحجم، وقد تزداد عددها بمرور الوقت.

عوامل خطر الصدفية عند الأطفال

تتعدد العوامل التي قد تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمرض الصدفية عند الأطفال، وتشمل:

1. الوراثة:

   • يعد العامل الوراثي من أهم العوامل المساهمة في إصابة الأطفال بالصدفية. إذا كان أحد الوالدين يعاني من الصدفية، فمن الممكن أن يعاني الطفل من نفس الحالة.

2. التعرض للعدوى:

   • يمكن أن يؤدي التعرض لبعض أنواع العدوى، مثل التهاب الحلق الناتج عن البكتيريا العقدية، إلى تحفيز ظهور الصدفية النقطية.

3. الضغوط النفسية:

   • تؤدي التوترات النفسية والضغوط الحياتية إلى تفاقم الأعراض. قد يظهر تفشي المرض بعد أحداث مثيرة للقلق مثل التغييرات المدرسية أو العائلية.

4. البيئة:

   • العوامل البيئية، مثل الهواء الجاف أو التغيرات المناخية المفاجئة، يمكن أن تسهم في تفشي المرض.

5. الأدوية:

   • بعض الأدوية قد تؤدي إلى تفشي مرض الصدفية لدى الأطفال، مثل أدوية مضادة للفطريات أو أدوية معالجة ارتفاع ضغط الدم.

تشخيص الصدفية عند الأطفال

عادةً ما يعتمد الأطباء على الفحص البدني والبحث عن الأعراض السريرية لتشخيص الصدفية. قد يتطلب التشخيص إجراء بعض الفحوصات الطبية الإضافية مثل:

1. التاريخ الطبي للعائلة: يمكن أن يشير تاريخ العائلة مع مرض الصدفية إلى احتمالية إصابة الطفل.

2. الفحص السريري: يقوم الطبيب بفحص الجلد للبحث عن البقع الحمراء والقشور المميزة للمرض.

3. اختبارات الدم: قد يتم اللجوء إلى اختبارات الدم للكشف عن أي علامات تدل على وجود التهاب أو اضطراب مناعي.

4. الخزعة الجلدية: في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بإجراء خزعة جلدية لتأكيد التشخيص.

علاج الصدفية عند الأطفال

يهدف العلاج إلى السيطرة على الأعراض وتقليل الحكة والالتهابات. يعتمد نوع العلاج على شدة المرض، وقد يشمل:

1. العلاج الموضعي:

   • الكورتيكوستيرويدات الموضعية: تعتبر من العلاجات الأكثر شيوعًا، حيث تساعد في تقليل الالتهاب والتحكم في الحكة.

   • المرطبات: تساعد الكريمات المرطبة في تخفيف جفاف الجلد وتحسين مظهره.

   • مراهم تحتوي على فيتامين “د” أو قطران الفحم: هذه العلاجات يمكن أن تساعد في تقليل سرعة تكاثر خلايا الجلد.

2. العلاج بالضوء:

   • في الحالات الشديدة، يمكن أن ينصح الأطباء باستخدام العلاج بالضوء (الليزر أو الأشعة فوق البنفسجية) لتقليل الالتهابات وتهدئة البشرة.

3. العلاج الدوائي:

   • في بعض الحالات، قد يُوصى باستخدام الأدوية المثبطة للمناعة، مثل الأدوية البيولوجية، التي تساعد في تقليل رد فعل الجهاز المناعي الذي يسبب ظهور الصدفية.

4. تغيير نمط الحياة:

   • يعتبر تعديل نمط الحياة مهمًا في إدارة الصدفية، حيث يُنصح باتباع نظام غذائي صحي والحفاظ على الترطيب الكافي للجسم.

   • تجنب المحفزات التي قد تزيد الأعراض، مثل التدخين أو التعرض المباشر للأشعة فوق البنفسجية.

التأثير النفسي والاجتماعي لمرض الصدفية على الأطفال

الصدفية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية والاجتماعية للطفل، خاصةً إذا كانت الأعراض تظهر على الوجه أو أماكن مرئية أخرى. الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة قد يشعرون بالخجل أو العزلة الاجتماعية بسبب شكل الجلد المتضرر. من المهم أن يتم دعم الطفل عاطفيًا من قبل العائلة والمعلمين، كما أن العلاج النفسي قد يكون مفيدًا في بعض الحالات لتقليل القلق والاكتئاب المرتبط بالمرض.

خاتمة

مرض الصدفية عند الأطفال هو حالة مزمنة تتطلب علاجًا مستمرًا ورعاية دقيقة. من خلال تشخيص دقيق والعلاج المناسب، يمكن للأطفال المصابين بالصدفية أن يعيشوا حياة طبيعية إلى حد كبير. التوعية بالمرض وتفهم آثاره الجسدية والنفسية تعتبر جزءًا هامًا في تسهيل التكيف مع الحالة والعيش بأفضل حال.