أعراض الحمل المبكرة وتوقيتها

متى تبدأ أعراض الحمل؟

يُعد الحمل تجربة فريدة من نوعها في حياة المرأة، ويبدأ هذا التغيير الجسدي والعاطفي بمجرد حدوث الحمل، وهو الذي يُعتبر مرحلة من المراحل الهامة التي تمر بها المرأة. من اللحظة التي يتم فيها تخصيب البويضة بواسطة الحيوان المنوي، يبدأ الجسم في التغير بشكل تدريجي للتكيف مع النمو والتطور الذي يحدث للجنين داخل الرحم.

تتفاوت أعراض الحمل بين النساء، فمنهن من يشعرن بتلك الأعراض منذ الأيام الأولى، بينما قد لا تلاحظ أخريات أي تغيير إلا بعد أسابيع أو حتى شهور من الحمل. لذلك، يمكن القول أن بداية أعراض الحمل تختلف بشكل كبير من امرأة إلى أخرى.

1. أعراض الحمل في الأسابيع الأولى

في الأسابيع الأولى من الحمل، قد تكون الأعراض غير واضحة بالنسبة لبعض النساء، إلا أن هناك عدة إشارات مشتركة يمكن أن تدل على حدوث الحمل.

أ. تأخر الدورة الشهرية

يُعتبر تأخر الدورة الشهرية من أول وأهم أعراض الحمل. بالنسبة للنساء اللواتي تكون دورتهن الشهرية منتظمة، فإن غياب الدورة الشهرية لمدة أسبوع أو أكثر بعد الموعد المعتاد يمكن أن يكون أول مؤشر على الحمل. ومع ذلك، يجب أن نأخذ في اعتبارنا أن هناك حالات طبية أخرى قد تتسبب في تأخر الدورة مثل التوتر، التغيرات في الوزن، أو بعض المشاكل الهرمونية.

ب. الغثيان والقيء

يُعد الغثيان من أبرز أعراض الحمل المبكرة، ويبدأ عادة في الأسابيع الأولى من الحمل. يصيب العديد من النساء خلال الثلث الأول من الحمل، وقد يستمر حتى الأسبوع 12 أو 14، ولكنه يختلف من امرأة لأخرى من حيث الشدة والمدة. يُعتقد أن الهرمونات التي تفرزها المشيمة في بداية الحمل، مثل هرمون “hCG”، هي المسؤولة عن هذه الأعراض. رغم أن الغثيان قد يحدث في أي وقت من اليوم، إلا أنه يكون أكثر شيوعًا في الصباح، وهو ما يُعرف بالغثيان الصباحي.

ج. تغيرات في الثديين

من بين الأعراض الأخرى التي قد تظهر في الأسابيع الأولى من الحمل هي تغيرات في الثديين. قد تشعر المرأة بحساسية أو ألم في الثديين، وقد يصبح حجم الثدي أكبر وأثقل. كما قد تلاحظ المرأة تغير لون الحلمة بحيث تصبح أكثر غمقًا. هذه التغيرات تحدث نتيجة لزيادة مستويات الهرمونات في الجسم.

د. التعب والإرهاق

يُعتبر التعب والإرهاق من الأعراض الشائعة التي قد تصيب المرأة في الأسابيع الأولى من الحمل. ويعود هذا الشعور بالتعب إلى الزيادة في مستويات هرمون البروجستيرون الذي يمكن أن يجعل المرأة تشعر بالنوم أكثر من المعتاد. كما أن الجسم يبدأ في تكوين مشيمة وتزويد الجنين بالدم والمغذيات، وهو ما يزيد من العبء على الجسم ويؤدي إلى الشعور بالإرهاق.

هـ. تقلبات مزاجية

تؤثر التغيرات الهرمونية في المشاعر والمزاج، مما يجعل النساء الحوامل أكثر عرضة للتقلبات المزاجية. قد تشعر المرأة أحيانًا بالحزن أو الاكتئاب، وأحيانًا أخرى بالفرح والنشوة. هذا التغير في المزاج يمكن أن يكون محيرًا، لكنه أمر طبيعي يحدث نتيجة لتغير مستويات الهرمونات.

2. الأعراض المتأخرة والملحوظة في الحمل

في الأسابيع التالية، تبدأ بعض الأعراض الأخرى في الظهور، والتي يمكن أن تكون أكثر وضوحًا للمرأة.

أ. زيادة التبول

مع تقدم الحمل، يبدأ الرحم في التوسع، وهو ما يؤدي إلى الضغط على المثانة. نتيجة لذلك، تبدأ المرأة في الشعور بحاجة ملحة للتبول بشكل متكرر. قد تحدث هذه الحالة في الأسابيع الأولى، ولكنها تصبح أكثر وضوحًا مع تقدم الحمل، خاصة في الثلث الأخير عندما يتزايد حجم الجنين ويضغط بشكل أكبر على المثانة.

ب. تغيرات في الشهية

قد تشعر المرأة بتغيرات كبيرة في شهوتها للطعام، فقد تصبح أكثر رغبة في تناول بعض الأطعمة أو في بعض الحالات قد تبدأ في النفور من أطعمة كانت تحبها سابقًا. هذه التغيرات في الشهية تعتبر من الأعراض الشائعة التي ترافق الحمل، وغالبًا ما تكون مرتبطة بالتغيرات الهرمونية.

ج. زيادة الوزن

تبدأ المرأة في اكتساب بعض الوزن بعد بضعة أسابيع من الحمل. لا يحدث هذا الزيادة بشكل مفاجئ، ولكنها تراكمية وتدريجية على مدار أشهر الحمل. في البداية، قد يكون الوزن المكتسب نتيجة للزيادة في حجم الثديين وتورم الجسم بسبب احتباس السوائل.

د. الشعور بالدوار أو الإغماء

قد تعاني بعض النساء من شعور بالدوار أو حتى الإغماء نتيجة للتغيرات في الدورة الدموية. في الأسابيع الأولى من الحمل، يبدأ القلب في ضخ الدم بشكل أكبر لتلبية احتياجات الجنين المتزايدة. مع مرور الوقت، قد يؤدي ذلك إلى انخفاض ضغط الدم الذي يمكن أن يسبب الدوار.

3. الفحوصات المؤكدة للحمل

رغم أن الأعراض المبكرة قد تكون مؤشرا على الحمل، فإن أفضل طريقة للتأكد من حدوث الحمل هي إجراء اختبار الحمل. يتم في اختبار الحمل قياس مستوى هرمون hCG في البول أو الدم، وهو الهرمون الذي يتم إفرازه بعد أن يتم زرع البويضة المخصبة في جدار الرحم. يمكن أن يكون هذا الاختبار دقيقًا جدًا إذا تم إجراؤه بعد فترة قصيرة من تأخر الدورة الشهرية.

4. أعراض الحمل المتقدمة

بينما تستمر فترة الحمل، تتغير الأعراض حسب تطور الحمل. على سبيل المثال، مع وصول الحمل إلى الثلث الثاني، قد يقل الغثيان الصباحي، ولكن تبدأ أعراض أخرى مثل آلام الظهر، وتورم القدمين، والحرقة المعدية (الحموضة) في الظهور. كما تبدأ حركات الجنين في الظهور بين الأسبوع 18 والأسبوع 22 من الحمل، وهو ما يعتبر من أهم اللحظات التي تنتظرها الأم.

5. كيفية التعامل مع الأعراض المبكرة للحمل

يمكن للمرأة الحامل أن تتعامل مع الأعراض المبكرة من خلال بعض الإجراءات التي تساعد في تخفيف الأعراض:

• التغذية الجيدة: يساعد تناول الأطعمة المغذية والمتوازنة على تقليل الإرهاق وتحسين صحة الجنين.

• الراحة الكافية: ضرورة الحصول على قسط من النوم والراحة لتقليل التعب والإرهاق.

• شرب الكثير من الماء: يساعد الماء في الحفاظ على توازن السوائل داخل الجسم ويقلل من مشاكل مثل الغثيان والتعب.

• التمارين المعتدلة: إذا كانت المرأة في صحة جيدة، فإن القيام ببعض التمارين الخفيفة مثل المشي يمكن أن يساعد في تحسين الدورة الدموية وتقليل التوتر.

6. الختام

تبدأ أعراض الحمل في الظهور منذ اللحظة الأولى التي يلتقي فيها الحيوان المنوي بالبويضة، ويختلف توقيت ظهور هذه الأعراض من امرأة إلى أخرى. تختلف شدة الأعراض، ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة التي ترافق معظم النساء الحوامل مثل الغثيان، وتأخر الدورة الشهرية، وزيادة التبول. يتوجب على المرأة الحامل متابعة أعراض الحمل عن كثب والتأكد من صحتها عن طريق الفحوصات الطبية المناسبة لضمان حمل صحي وسليم.