أعراض التهاب الأذن عند الأطفال
التهاب الأذن هو حالة شائعة يصاب بها العديد من الأطفال في مختلف الأعمار، وقد تكون مصدرًا للانزعاج الكبير للأبناء والأهالي على حد سواء. يصيب هذا الالتهاب الأذن الوسطى أو الخارجية أو الداخلية، ولكن الأذنين الوسطى والخارجية هما الأكثر تأثراً. يتسبب هذا الالتهاب في ألم واحتقان قد يؤثر بشكل كبير على راحة الطفل، وقد ينتج عنه مشاكل أخرى إذا لم يتم العلاج بشكل مناسب. سنتناول في هذا المقال الأعراض المختلفة التي قد تظهر على الأطفال عند إصابتهم بالتهاب الأذن، وكيفية التعرف عليها بشكل مبكر لتقديم العلاج المناسب.
1. ألم الأذن
أحد الأعراض الأكثر شيوعًا لالتهاب الأذن عند الأطفال هو الشعور بالألم في الأذن المصابة. قد يختلف شدة الألم من طفل لآخر، لكنه في الغالب يكون حادًا أو نابضًا، خاصة في حالات التهاب الأذن الوسطى. يظهر هذا الألم بشكل مفاجئ ويزداد شدته غالبًا في الليل، مما يؤدي إلى صعوبة في النوم لدى الطفل.
2. سحب الأذن أو تحريكها بشكل مستمر
الطفل المصاب بالتهاب في الأذن قد يميل إلى سحب أذنه أو تحريكها باستمرار كطريقة للتعبير عن عدم الراحة. في بعض الأحيان، قد يعبر الطفل الأصغر سنًا عن الألم بهذه الطريقة لأنه لا يستطيع التعبير بالكلمات. يمكن أن يصاحب هذه الحركة أيضًا شعور بالتهيج أو البكاء المستمر.
3. صعوبة في السمع أو فقدان السمع المؤقت
عند الإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، قد يتجمع السائل أو الصديد داخل الأذن مما يسبب انسدادًا في القناة السمعية. هذا يؤدي إلى صعوبة في السمع أو ضعف مؤقت في القدرة على السمع. يمكن ملاحظة أن الطفل لا يستجيب بشكل طبيعي للأصوات أو لا يسمع جيدًا ما يقال له.
4. ارتفاع درجة الحرارة
الحمى أو ارتفاع درجة حرارة الجسم هو رد فعل شائع من الجسم عند الإصابة بالعدوى. إذا كان الطفل يعاني من التهاب في الأذن، فمن المرجح أن يعاني أيضًا من حمى خفيفة إلى متوسطة. قد يرافق هذا الارتفاع في الحرارة قشعريرة أو تعرق في بعض الحالات.
5. إفرازات من الأذن
في بعض حالات التهاب الأذن، قد يصاحب الالتهاب إفرازات مائية أو صديدية تخرج من الأذن. قد يكون هذا نتيجة لتمزق طبلة الأذن بسبب تراكم السوائل أو العدوى. تعتبر هذه الإفرازات علامة على أن الالتهاب وصل إلى مرحلة متقدمة وقد يتطلب تدخلاً طبيًا فوريًا.
6. صعوبة في النوم
يعاني الأطفال المصابون بالتهاب الأذن من صعوبة في النوم بسبب الألم المتواصل في الأذن. قد يلاحظ الوالدان أن الطفل ينام لفترات قصيرة ويستيقظ متقلبًا بسبب الألم. كما أن الوضعية أثناء النوم قد تؤثر على شدة الألم، حيث يزداد الألم عادة عندما يكون الطفل مستلقيًا على الأذن المصابة.
7. الشعور بالدوار أو التوازن غير المستقر
في حالات التهاب الأذن الداخلية أو الأذن الوسطى المتقدمة، قد يعاني الطفل من الدوار أو الشعور بعدم الاستقرار عند المشي. يمكن أن يتسبب التهاب الأذن الداخلية في التأثير على جهاز التوازن في الأذن، مما يؤدي إلى مشكلات في التنسيق والحركة.
8. الغثيان والقيء
الأطفال الذين يعانون من التهاب الأذن، وخاصة إذا كان الالتهاب في الأذن الداخلية، قد يظهر عليهم أعراض إضافية مثل الغثيان أو القيء. هذه الأعراض عادة ما تكون ناتجة عن تأثير الالتهاب على الجهاز العصبي أو بسبب الألم الشديد.
9. التهيج أو التعب العام
الطفل الذي يعاني من التهاب الأذن قد يظهر عليه علامات من التهيج أو الانزعاج العام. قد يصبح أكثر حساسية من المعتاد أو يصاب بالحزن والقلق بسبب الألم وعدم الراحة. كما أن عدم القدرة على النوم الجيد قد يسبب الشعور بالإرهاق والتعب المستمر.
10. سوء الشهية
الطفل الذي يعاني من التهاب الأذن قد يعاني أيضًا من فقدان الشهية أو صعوبة في تناول الطعام والشراب. قد يكون ذلك بسبب الألم الناتج عن البلع أو الضغط على الأذن أثناء تناول الطعام.
11. حساسية للأصوات المرتفعة
قد يظهر على الطفل المصاب بالتهاب الأذن رد فعل غير عادي تجاه الأصوات المرتفعة أو الصاخبة. يكون الطفل أكثر حساسية لهذه الأصوات ويشعر بعدم الراحة عند سماعها، مما قد يشير إلى وجود مشكلة في الأذن أو التهاب يؤثر على السمع.
12. ملاحظة تصرفات غير طبيعية أو تغيير في السلوك
من العلامات التي قد تدل على التهاب الأذن في الأطفال، خاصةً الأطفال الأصغر سنًا، هو تغيير مفاجئ في سلوكهم المعتاد. قد يصبح الطفل أكثر انزعاجًا أو يرفض الأنشطة التي كان يستمتع بها من قبل. كما قد يصبح أكثر من فزعًا أو قد يظهر عليه القلق والتوتر.
الأسباب المحتملة لالتهاب الأذن عند الأطفال
يعد التهاب الأذن من الحالات التي يمكن أن تكون نتيجة للعديد من الأسباب، أبرزها:
-
العدوى الفيروسية أو البكتيرية: غالبًا ما يكون التهاب الأذن ناتجًا عن عدوى فيروسية أو بكتيرية تؤثر على الأذن الوسطى أو الخارجية. تتسبب هذه العدوى في التهاب الأنسجة وزيادة السوائل داخل الأذن.
-
العدوى الجهازية: بعض التهابات الجهاز التنفسي العلوي، مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا، قد تؤدي إلى التهاب الأذن بسبب انتقال العدوى من الحلق إلى الأذن.
-
الأنابيب السمعية غير الناضجة: الأطفال الصغار لديهم أنابيب سمعية أقصر وأفقية، مما يسهل على البكتيريا والفيروسات الانتقال إلى الأذن الوسطى وتسبب الالتهاب.
-
الضغط أو الانسداد في القناة السمعية: يمكن أن تؤدي مشكلات في الأنف أو الحلق مثل التهاب الجيوب الأنفية أو الحساسية إلى انسداد القناة السمعية، مما يعزز نمو البكتيريا ويؤدي إلى التهاب الأذن.
العلاج والتشخيص
لتشخيص التهاب الأذن عند الأطفال، يعتمد الطبيب عادة على الأعراض التي يظهرها الطفل، بالإضافة إلى فحص الأذن باستخدام أدوات طبية متخصصة مثل المنظار. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر اختبارات إضافية للتأكد من نوع الالتهاب أو لمعرفة ما إذا كان هناك تراكم للسوائل داخل الأذن.
العلاج يشمل عادةً:
-
المسكنات: يتم استخدام أدوية لتخفيف الألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
-
المضادات الحيوية: في حال كانت العدوى بكتيرية، قد يصف الطبيب مضادات حيوية لعلاج الالتهاب.
-
التدابير الوقائية: الحفاظ على نظافة الأذن وعدم إدخال أجسام غريبة فيها، وكذلك تجنب التعرض للهواء البارد أو الملوث.
-
الراحة: ينصح بتوفير الراحة للطفل وتشجيعه على النوم في وضع مريح لتخفيف الألم.
إن التعامل مع التهاب الأذن عند الأطفال يتطلب معرفة الأعراض وتقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب.
