أعراض الالتهاب الرئوي عند الأطفال

الالتهاب الرئوي هو عدوى تصيب الرئتين وتؤدي إلى التهاب الأنسجة الرئوية، ويُعتبر من الأمراض الشائعة والخطيرة، خاصة عند الأطفال. تختلف الأعراض وشدة المرض حسب عمر الطفل، سبب الالتهاب، والحالة الصحية العامة له. يُعد الالتهاب الرئوي عند الأطفال حالة طارئة تتطلب الانتباه المبكر لتجنب المضاعفات الخطيرة التي قد تؤدي إلى تدهور الحالة الصحية أو حتى الموت في الحالات الشديدة.

مقدمة عن الالتهاب الرئوي عند الأطفال

تتكون الرئتان من آلاف الحويصلات الهوائية التي تُسمى الحويصلات الرئوية، وهي المسؤولة عن تبادل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون مع الدم. عند الإصابة بالالتهاب الرئوي، تتعرض هذه الحويصلات للالتهاب والامتلاء بالسوائل، مما يعيق عملية التنفس ويقلل من كفاءة الأكسجين الواصل إلى الدم. يمكن أن يكون سبب الالتهاب الرئوي في الأطفال بكتيريًا، فيروسيًا، أو فطريًا، لكن العدوى البكتيرية والفيروسية هي الأكثر شيوعًا.

الأطفال الصغار وخاصة الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات هم الأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي بسبب ضعف جهازهم المناعي. كما أن الأطفال الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الربو، أمراض القلب، أو ضعف المناعة معرضون بشكل أكبر للإصابة.

أسباب الالتهاب الرئوي عند الأطفال

تشمل الأسباب الرئيسية للالتهاب الرئوي عند الأطفال:

• العدوى البكتيرية: من أشهر البكتيريا المسببة هي العقدية الرئوية (Streptococcus pneumoniae) التي تسبب الالتهاب الرئوي الحاد.

• العدوى الفيروسية: مثل فيروس الإنفلونزا، فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، والفيروسات الأخرى التي تصيب الجهاز التنفسي العلوي وتنتقل للرئتين.

• العدوى الفطرية: نادرة عند الأطفال الأصحاء لكنها ممكنة عند الأطفال ذوي المناعة الضعيفة.

الأعراض العامة للالتهاب الرئوي عند الأطفال

تتفاوت الأعراض حسب نوع الالتهاب وشدته، لكنها بشكل عام تشمل مجموعة من العلامات التي تدل على وجود التهاب في الرئتين وانخفاض كفاءة التنفس. من أهم الأعراض:

1. الحمى وارتفاع درجة الحرارة

تعتبر الحمى من الأعراض الأولى التي تظهر عند إصابة الطفل بالالتهاب الرئوي، وغالبًا ما تكون شديدة (أكثر من 38.5 درجة مئوية) في العدوى البكتيرية. في العدوى الفيروسية قد تكون الحمى أقل شدة أو قد لا تظهر.

2. السعال

السعال هو من أكثر الأعراض شيوعًا، ويمكن أن يكون جافًا في البداية ثم يتحول إلى سعال مصحوب بإفرازات مخاطية أو صديدية في الحالات البكتيرية.

3. صعوبة في التنفس

يظهر على الطفل علامات ضيق التنفس مثل التنفس السريع (تسارع التنفس)، التنفس العميق أو الضحل، أو استعمال عضلات الصدر للمساعدة على التنفس. قد يُلاحظ توهج أو ازرقاق حول الشفاه والأطراف في الحالات الشديدة.

4. ألم في الصدر

يشكو بعض الأطفال الأكبر سنًا من ألم في الصدر خاصة أثناء السعال أو التنفس العميق، ناتج عن التهاب الغشاء البلوري المحيط بالرئتين.

5. التعب والإرهاق العام

يميل الطفل إلى الخمول وضعف النشاط نتيجة قلة الأكسجين وصعوبة التنفس.

6. فقدان الشهية والقيء

قد يصاحب الالتهاب الرئوي فقدان الشهية، والغثيان، والقيء، خاصة عند الأطفال الصغار.

7. أعراض أخرى مصاحبة

قد تترافق أعراض الالتهاب الرئوي مع سيلان الأنف، التهاب الحلق، آلام العضلات، والصداع.

الأعراض التفصيلية حسب العمر

• الأطفال الرضع (أقل من سنة): قد تكون الأعراض أقل وضوحًا، مثل صعوبة في التنفس، فقدان الشهية، بكاء مستمر، تباطؤ في الحركة، ودرجة حرارة مرتفعة أو منخفضة بشكل غير معتاد.

• الأطفال من عمر سنة إلى 5 سنوات: تظهر أعراض أكثر وضوحًا كالسعال المستمر، الحمى، صعوبة التنفس، ورفض تناول الطعام.

• الأطفال الأكبر سنًا: قد يعبرون عن ألم في الصدر، صداع، وسعال قوي مع إفرازات.

كيف يمكن تشخيص الالتهاب الرئوي عند الأطفال؟

يعتمد تشخيص الالتهاب الرئوي على الفحص السريري والتاريخ المرضي، بالإضافة إلى بعض الفحوصات المساعدة:

• الفحص السريري: يلاحظ الطبيب علامات صعوبة التنفس، سماع أصوات غير طبيعية في الرئة بواسطة السماعة الطبية مثل الخشخشة أو الصفير.

• الأشعة السينية على الصدر: تظهر وجود التهاب في الرئتين، ويمكن التمييز بين أنواع الالتهاب حسب شكل الالتهاب.

• اختبارات الدم: للكشف عن وجود عدوى بكتيرية أو فيروسية من خلال تعداد الدم وعلامات الالتهاب مثل البروتين التفاعلي (CRP).

• زراعة الإفرازات التنفسية: في الحالات الشديدة لتحديد نوع الجرثومة المسببة.

مضاعفات الالتهاب الرئوي عند الأطفال

إذا لم يُعالج الالتهاب الرئوي بشكل سريع وفعال، قد تحدث مضاعفات خطيرة منها:

• الانصباب البلوري: تجمع السوائل بين الأغشية المحيطة بالرئتين، مما يزيد من صعوبة التنفس.

• الخراج الرئوي: تكون جيوب مليئة بالصديد داخل الرئة.

• فشل التنفس: نتيجة انخفاض قدرة الرئتين على توفير الأكسجين الكافي.

• انتشار العدوى: انتقال العدوى إلى الدم (تعفن الدم) أو أجزاء أخرى من الجسم.

العلاج والوقاية

يختلف علاج الالتهاب الرئوي حسب السبب (بكتيري أو فيروسي) وشدة الحالة، ويشمل:

• المضادات الحيوية: تُستخدم في حالات الالتهاب البكتيري، ويُفضل أن يصفها الطبيب بناءً على التشخيص.

• الأدوية المضادة للفيروسات: في حالات العدوى الفيروسية مثل الإنفلونزا.

• الأدوية المخففة للحمى والمسكنة: مثل الباراسيتامول.

• العلاج الداعم: يشمل توفير الأكسجين للطفل إذا كان يعاني من نقص الأكسجين، وترطيب الهواء، والراحة التامة.

• الترطيب والتغذية السليمة: لضمان تعويض السوائل والطاقة.

الوقاية

• التطعيمات: تلعب دورًا مهمًا في الوقاية، حيث تشمل التطعيم ضد الأنفلونزا، الالتهاب الرئوي الناتج عن العقدية الرئوية، وبعض أنواع الفيروسات.

• النظافة الشخصية: غسل اليدين بانتظام، تجنب الأماكن المزدحمة والمصابين بالعدوى.

• تعزيز المناعة: التغذية السليمة والنوم الكافي.

جدول يوضح الفرق بين الالتهاب الرئوي البكتيري والفيروسي عند الأطفال

الخاتمة

يُعد الالتهاب الرئوي عند الأطفال من الأمراض التنفسية الخطيرة التي تستوجب اهتمامًا وعناية طبية عاجلة. فهم أعراض الالتهاب الرئوي يمكن أن يساعد الأهل ومقدمي الرعاية في التعرف المبكر على المرض واتخاذ الإجراءات المناسبة. تركز الاستراتيجيات الحديثة في الوقاية على التطعيمات وتحسين البيئة المحيطة بالطفل للحد من انتشار العدوى. العلاج الفوري والمتابعة الطبية الدقيقة تساهم بشكل كبير في تحسين نتائج المرض وتقليل المضاعفات.

المراجع:

1. World Health Organization (WHO). Pneumonia Fact Sheet. https://www.who.int/news-room/fact-sheets/detail/pneumonia

2. Mayo Clinic. Pneumonia in children. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/pneumonia/symptoms-causes/syc-20354204