أعراض ارتفاع هرمون الحليب

كيف أعرف أن هرمون الحليب مرتفع؟

يعتبر هرمون البرولاكتين، أو هرمون الحليب، من الهرمونات التي تلعب دوراً رئيسياً في الجسم، خاصة فيما يتعلق بالوظائف الإنجابية والرضاعة. ينتج هذا الهرمون بشكل رئيسي من الغدة النخامية في الدماغ، وله تأثيرات كبيرة على العديد من جوانب الصحة البدنية والعاطفية. يزداد الاهتمام بهرمون البرولاكتين عندما يكون مستواه مرتفعاً عن الحد الطبيعي، مما قد يسبب مجموعة متنوعة من الأعراض والتغيرات في الجسم. في هذا المقال، سوف نتناول كيفية معرفة إذا كان مستوى هرمون الحليب مرتفعًا، والأسباب المحتملة لارتفاعه، وكيفية التعامل مع هذه المشكلة.

دور هرمون البرولاكتين في الجسم

يرتبط هرمون البرولاكتين بشكل رئيسي بالحمل والرضاعة. يلعب دوراً مهماً في تحفيز الغدد الثديية لإنتاج الحليب بعد الولادة. كما يساهم في الحفاظ على مستوى مناسب من الحليب أثناء فترة الرضاعة. إلى جانب دوره الأساسي في الرضاعة، يشارك البرولاكتين في تنظيم العديد من الوظائف الأخرى في الجسم، مثل تنظيم الدورة الشهرية، والتحكم في عملية التبويض، والتأثير على النمو، بالإضافة إلى تأثيره على الحالة النفسية.

مستوى هرمون البرولاكتين الطبيعي

مستوى هرمون البرولاكتين في الدم يختلف من شخص لآخر ويمكن أن يتأثر بالعديد من العوامل، بما في ذلك الوقت من اليوم، والتغذية، والضغط النفسي، وحالة الصحة العامة. بشكل عام، يتم تحديد المعدل الطبيعي لهرمون البرولاكتين وفقًا للمرحلة التي يمر بها الشخص:

• للنساء غير الحوامل: يتراوح مستوى البرولاكتين الطبيعي بين 4 و 23 نانوغرام/مل.

• للنساء الحوامل: قد يكون مستوى البرولاكتين أعلى بكثير وقد يتراوح بين 34 و 386 نانوغرام/مل أو أكثر.

• للرجال: يتراوح مستوى البرولاكتين الطبيعي بين 4 و 15 نانوغرام/مل.

الأعراض التي قد تشير إلى ارتفاع هرمون البرولاكتين

ارتفاع هرمون البرولاكتين يمكن أن يحدث بشكل مفاجئ أو تدريجي، وقد تكون أعراضه متنوعة وتعتمد على السبب الكامن وراء هذا الارتفاع. هنا بعض الأعراض التي قد تشير إلى أن مستويات البرولاكتين مرتفعة:

1. عدم انتظام الدورة الشهرية

إحدى العلامات الشائعة لارتفاع هرمون البرولاكتين هي اضطرابات الدورة الشهرية. قد تعاني النساء من تأخر الدورة الشهرية أو غيابها تماماً. يحدث ذلك لأن مستويات البرولاكتين المرتفعة يمكن أن تؤثر على إفراز الهرمونات الأخرى المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية مثل الاستروجين والبروجستيرون.

2. إفراز الحليب من الثدي (الاستسقاء)

أحد الأعراض الواضحة التي تشير إلى ارتفاع مستوى البرولاكتين هو إفراز الحليب من الثدي (حتى في غير فترة الحمل أو الرضاعة). يُعرف هذا بالاستسقاء، ويمكن أن يحدث لدى النساء والرجال على حد سواء. عندما تكون مستويات البرولاكتين مرتفعة، فإنها تحفز الغدد الثديية على إفراز الحليب، ما يؤدي إلى ظهور هذا العرض.

3. العقم وتأخر الإنجاب

ارتفاع هرمون البرولاكتين يمكن أن يؤثر على القدرة على الحمل. عند النساء، قد تتسبب المستويات المرتفعة من البرولاكتين في فشل الإباضة أو اضطرابها، مما يؤدي إلى صعوبة في حدوث الحمل. في الرجال، يمكن أن يؤثر الارتفاع في البرولاكتين على إنتاج الحيوانات المنوية، مما يؤدي إلى انخفاض الخصوبة.

4. تغييرات في الرغبة الجنسية

يمكن أن يؤدي ارتفاع هرمون البرولاكتين إلى انخفاض الرغبة الجنسية. يُحتمل أن يتسبب ارتفاع هذا الهرمون في تقليل مستويات هرمون التستوستيرون لدى الرجال، وهو الهرمون المسؤول عن تحفيز الرغبة الجنسية. بالنسبة للنساء، قد يؤثر الارتفاع على مستوى الهرمونات الأنثوية، مما يؤدي إلى قلة الرغبة الجنسية.

5. الصداع وفقدان الرؤية

إذا كان ارتفاع البرولاكتين ناتجًا عن ورم في الغدة النخامية (ورم البرولاكتين أو البرولاكتينوما)، فقد يسبب أعراضًا مثل الصداع الشديد وفقدان الرؤية. هذا يعود إلى تأثير الورم على الأنسجة المحيطة بالغدة النخامية والتي قد تؤثر على الأعصاب البصرية.

6. زيادة الوزن

بعض الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع مستويات البرولاكتين قد يلاحظون زيادة في الوزن غير المبررة، خاصة إذا كانت المستويات المرتفعة تؤثر على عملية التمثيل الغذائي أو التوازن الهرموني بشكل عام.

الأسباب المحتملة لارتفاع هرمون البرولاكتين

هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى ارتفاع هرمون البرولاكتين في الدم. من هذه الأسباب:

1. الأورام في الغدة النخامية (البرولاكتينوما)

تعد الأورام في الغدة النخامية، والمعروفة بالبرولاكتينوما، من الأسباب الرئيسية لارتفاع مستويات البرولاكتين. هذه الأورام عادة ما تكون حميدة وتنتج كميات كبيرة من البرولاكتين. قد تؤدي البرولاكتينوما إلى مجموعة من الأعراض بما في ذلك إفراز الحليب، العقم، اضطرابات الدورة الشهرية، وأحيانًا مشاكل في الرؤية.

2. الحمل والرضاعة الطبيعية

يعد الحمل والرضاعة الطبيعية من الأسباب الطبيعية لارتفاع مستويات البرولاكتين. أثناء الحمل، تزداد مستويات هذا الهرمون بشكل كبير لدعم تطور الجنين وإعداد الثديين لإنتاج الحليب. بعد الولادة، يستمر البرولاكتين في الارتفاع خلال فترة الرضاعة.

3. الأدوية

تتسبب بعض الأدوية في ارتفاع مستويات البرولاكتين. من بين هذه الأدوية مضادات الاكتئاب، أدوية ارتفاع ضغط الدم، وأدوية مضادة للفصام، وبعض أدوية العلاج الكيميائي. قد تؤدي هذه الأدوية إلى اضطراب في مستوى البرولاكتين وتسبب أعراضًا مشابهة لتلك المرتبطة بارتفاعه.

4. الإجهاد النفسي

الضغط النفسي والمشاكل العاطفية يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع مستويات البرولاكتين. يؤدي الإجهاد إلى إفراز هرمونات معينة مثل الكورتيزول، التي تؤثر بشكل غير مباشر على مستويات البرولاكتين. قد يتسبب الإجهاد المستمر في زيادة مستويات البرولاكتين، مما يسبب ظهور الأعراض المرتبطة به.

5. الأمراض الأخرى

بعض الحالات الطبية الأخرى قد تسبب زيادة في مستوى البرولاكتين، مثل أمراض الغدة الدرقية (قصور الدرقية)، أمراض الكلى المزمنة، وأمراض الكبد. في هذه الحالات، يحدث ارتفاع البرولاكتين بسبب اضطراب عام في وظائف الجسم.

تشخيص ارتفاع هرمون البرولاكتين

إذا كنت تشك في أنك تعاني من ارتفاع في مستوى هرمون البرولاكتين، يجب عليك زيارة الطبيب لإجراء فحوصات طبية. يعتمد التشخيص على:

• اختبار الدم: يتم قياس مستوى البرولاكتين في الدم من خلال فحص بسيط. إذا كانت النتائج تشير إلى ارتفاع غير طبيعي، قد يطلب الطبيب مزيدًا من الفحوصات.

• فحص الأشعة: إذا كان هناك شك في وجود ورم في الغدة النخامية، قد يتم إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للكشف عن أي أورام محتملة.

• اختبارات أخرى: في بعض الحالات، قد يلجأ الطبيب إلى فحوصات إضافية لتحديد سبب ارتفاع البرولاكتين، مثل اختبارات الغدة الدرقية أو وظائف الكلى.

علاج ارتفاع هرمون البرولاكتين

تعتمد خيارات العلاج على السبب الكامن وراء ارتفاع مستوى البرولاكتين:

• علاج الأدوية: في حالة وجود البرولاكتينوما، يمكن أن يصف الطبيب أدوية مثل البروموكريبتين أو الكابيرغولين، التي تساعد في تقليل مستوى البرولاكتين وتقلص الورم.

• علاج السبب الأساسي: إذا كان ارتفاع البرولاكتين ناتجًا عن حالة طبية أخرى مثل قصور الدرقية أو اضطراب في الكلى، فإن علاج السبب الأساسي يمكن أن يؤدي إلى تحسين مستويات البرولاكتين.

• تغيير الأدوية: إذا كانت الأدوية هي السبب في ارتفاع البرولاكتين، قد يتم تعديل الأدوية أو تغييرها بناءً على توصية الطبيب.

الخلاصة

ارتفاع هرمون البرولاكتين هو حالة يمكن أن تؤثر على العديد من جوانب الصحة البدنية والعاطفية. يمكن أن يتسبب في أعراض مزعجة تؤثر على الدورة الشهرية، الرغبة الجنسية، وحتى القدرة على الإنجاب. التشخيص المبكر والعلاج المناسب له يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض والتعامل مع الأسباب الكامنة. إذا كنت تعاني من أي من الأعراض المرتبطة بارتفاع البرولاكتين، يجب عليك استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.