أضرار صبغة الشعر على الصحة

أضرار الصبغة على الشعر والجسم: تأثيرات طويلة المدى وطرق الوقاية

تعتبر صبغة الشعر من المواد الشائعة في روتين التجميل لدى العديد من الأشخاص حول العالم. فالشعر المصبوغ يمكن أن يعكس مظهراً أنيقاً وجديداً، ويعزز الثقة بالنفس، ويعطي الشخص فرصة للتعبير عن ذاته. ومع ذلك، لا يمكن تجاهل الأضرار الصحية التي قد تسببها المواد الكيميائية الموجودة في صبغات الشعر، سواء كانت تحتوي على الأمونيا أو مركبات أخرى قد تؤثر بشكل مباشر على الشعر والجسم. في هذا المقال، سنستعرض تأثيرات الصبغة على الشعر، البشرة والجسم بشكل عام، مع ذكر المخاطر المحتملة الناتجة عنها، بالإضافة إلى تقديم بعض النصائح للوقاية من أضرارها.

1. تأثيرات الصبغة على الشعر

عند استخدام صبغات الشعر بشكل مستمر، فإنها قد تترك تأثيرات ضارة على بنية الشعر. يعد الشعر العضوي مادة حية، وتمتلك فروة الرأس قدرة على امتصاص العديد من المواد الكيميائية التي تلامسها. ومن أبرز الأضرار التي قد تصيب الشعر نتيجة استخدام الصبغة:

أ) التلف الشديد للشعر

تعمل صبغات الشعر على تغيير تركيب الشعر الطبيعي من خلال التفاعل مع بروتين الكيراتين الذي يتكون منه الشعر. تحتوي معظم الصبغات على مواد كيميائية قوية، مثل الأمونياك أو البيروكسيد، التي تفتح البشرة الشعرية لتتمكن الصبغة من التغلغل إلى الداخل. ومع الاستخدام المتكرر، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف البروتينات في الشعر، مما يسبب جفافه وتلفه بشكل ملحوظ.

ب) تساقط الشعر

أحد الآثار الجانبية المزعجة التي قد تحدث نتيجة لتلوين الشعر هو تساقطه. عندما يتم تدمير روابط الكيراتين في الشعر، يصبح الشعر أكثر عرضة للتساقط والتكسر. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تسبب المواد الكيميائية في الصبغة تهيجاً لفروة الرأس، مما يؤدي إلى التهاب بصيلات الشعر وتدهور حالتها.

ج) جفاف الشعر وفقدان اللمعان

يؤدي تعرض الشعر للمواد الكيميائية إلى تقليل قدرة الشعر على الاحتفاظ بالرطوبة، مما يسبب جفافه وفقدان لمعانه الطبيعي. الشعر المصبوغ يصبح أكثر هشاشة وعرضة للتقصف، وقد يفقد ملمسه الناعم ويصبح أكثر خشونة بمرور الوقت.

د) تغيرات في لون الشعر بمرور الوقت

على الرغم من أن الهدف من الصبغة هو تغيير لون الشعر، إلا أن الأصباغ قد تؤدي إلى تغييرات غير متوقعة في اللون مع مرور الوقت. قد يصبح الشعر مائلًا إلى اللون الأخضر أو الأصفر بعد فترة من الصبغ، خاصة إذا كانت الصبغة تحتوي على مواد كيميائية غير مستقرة. بعض الأصباغ قد تؤدي أيضًا إلى تفاوت في اللون عند نمو الشعر الطبيعي، مما يتطلب صبغًا متكررًا لإخفاء الجذور.

2. أضرار الصبغة على الجلد والفروة

أ) التهابات الجلد

تحتوي بعض صبغات الشعر على مواد كيميائية قد تسبب تفاعلات جلدية خاصة لدى الأشخاص ذوي البشرة الحساسة. قد تظهر الحكة، الطفح الجلدي، والاحمرار نتيجة لاستخدام الصبغة. وعندما تكون البشرة متهيجة أو مصابة بالجروح، قد يزيد امتصاص المواد الكيميائية، مما يزيد من احتمال تفاعل الجلد مع الصبغة.

ب) تهيج فروة الرأس

فروة الرأس هي أكثر جزء يتعرض للمواد الكيميائية عند صبغ الشعر. وعندما تكون المواد الكيميائية موجودة في الصبغة، يمكن أن تسبب التهابات في فروة الرأس. ومن أبرز الأعراض التي قد يشعر بها الشخص هي الحكة الشديدة، الشعور بالحرقة، أو حتى ظهور تقرحات صغيرة على سطح الجلد نتيجة التفاعل مع الصبغة. هذه التفاعلات قد تؤدي في بعض الأحيان إلى مشكلات أكبر، مثل تراكم القشور أو ظهور قشرة الرأس بشكل مكثف.

ج) الإصابة بالحساسية والتهيج

من المواد الكيميائية التي قد تتسبب في حساسية الجلد هي “بارافينيلين ديامين” (PPD)، وهي مادة شائعة في العديد من صبغات الشعر. تتسبب هذه المادة في حدوث تفاعلات تحسسية شديدة عند بعض الأشخاص، ما قد يؤدي إلى احمرار الوجه، تورم العينين، وظهور الطفح الجلدي على الجسم. لذا يُنصح دائمًا بإجراء اختبار الحساسية قبل استخدام الصبغة على الشعر.

3. أضرار الصبغة على الصحة العامة

أ) المواد الكيميائية وتأثيرها على الصحة

قد تحتوي صبغات الشعر التجارية على مواد كيميائية قد تؤثر بشكل سلبي على صحة الجسم بشكل عام. تشمل هذه المواد الأمونيا والبيروكسيد، بالإضافة إلى مواد أخرى قد تكون ضارة بالصحة. تشير بعض الدراسات إلى أن التعرض المستمر لهذه المواد قد يزيد من خطر الإصابة ببعض الأمراض الجلدية أو حتى الأمراض السرطانية في بعض الحالات.

ب) التأثير على الجهاز التنفسي

عند استخدام صبغات الشعر، قد تنتشر بعض الأبخرة الكيميائية في الهواء، ما يؤدي إلى استنشاقها من قبل الشخص أو المحيطين به. قد تؤدي هذه المواد إلى تهيج الجهاز التنفسي، مسببة السعال أو ضيق التنفس. وهذا يعد أمرًا مهمًا بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من أمراض تنفسية مثل الربو أو الحساسية.

ج) التأثير على الخصوبة

بعض الأبحاث تشير إلى أن بعض المواد الكيميائية الموجودة في صبغات الشعر قد تؤثر على الصحة الإنجابية. على الرغم من أن الدراسات حول هذا الموضوع ليست حاسمة بشكل كامل، إلا أن هناك بعض المخاوف حول تأثيرات المواد السامة على الهرمونات الجنسية والخصوبة. لذلك، يُنصح بتجنب التعرض لهذه المواد لفترات طويلة أو تكرار استخدامها بشكل مفرط.

د) تأثيرات محتملة على الجلد السرطاني

على الرغم من أنه لم يتم إثبات وجود علاقة مباشرة بين صبغات الشعر وبعض أنواع السرطان، إلا أن بعض المواد الكيميائية في الأصباغ قد تكون مسرطنة في حالات معينة. الدراسات التي تم إجراؤها على الحيوانات تشير إلى أن التعرض المستمر لبعض المركبات الكيميائية قد يساهم في نمو الأورام. ولهذا السبب، يُنصح باتباع احتياطات السلامة عند استخدام صبغات الشعر.

4. نصائح لتقليل الأضرار الناتجة عن صبغة الشعر

لحماية الشعر والجسم من الأضرار المحتملة نتيجة لاستخدام الصبغات، يمكن اتباع بعض النصائح الوقائية التي تساعد في تقليل المخاطر:

أ) استخدام صبغات طبيعية

أفضل طريقة لتجنب أضرار المواد الكيميائية هي استخدام صبغات طبيعية. يمكن استخدام الحناء، الكركم، أو الأصباغ النباتية الأخرى التي لا تحتوي على مواد كيميائية ضارة. هذه الأصباغ تضمن الحفاظ على صحة الشعر والفروة دون التأثير السلبي على الجسم.

ب) إجراء اختبار الحساسية قبل الاستخدام

قبل استخدام أي نوع من صبغات الشعر، يجب إجراء اختبار حساسية على جزء صغير من الجلد للتحقق من عدم حدوث ردود فعل تحسسية. يُنصح بإجراء هذا الاختبار في الأيام التي تسبق الصبغ بوقت كافٍ.

ج) تقليل التعرض للصبغات

يجب تقليل استخدام الصبغات إلى الحد الأدنى، خاصة تلك التي تحتوي على مواد كيميائية قوية. يمكن الاعتماد على بدائل طبيعية أو صبغات أكثر أمانًا بدلاً من الصبغات التجارية التي تحتوي على مواد ضارة.

د) العناية بالشعر بعد الصبغ

بعد صبغ الشعر، يجب الاهتمام به بشكل أكبر لضمان الحفاظ على صحته. من المهم استخدام منتجات مرطبة للشعر المصبوغ تحتوي على الزيوت الطبيعية والفيتامينات التي تساعد في تقوية الشعر ومنع جفافه. يُنصح أيضًا بتجنب استخدام أدوات تصفيف الشعر الساخنة بشكل متكرر.

هـ) حماية البشرة أثناء الصبغ

من الضروري حماية البشرة أثناء صبغ الشعر، خاصة الوجه والرقبة، باستخدام كريمات واقية أو وضع منشفة حول الرقبة لمنع ملامسة الصبغة للبشرة. إذا حدث أي تماس مع الجلد، يجب غسل المنطقة بالماء فورًا.

5. خاتمة

في النهاية، تُعد صبغة الشعر من المواد التجميلية التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الشعر والجسم. على الرغم من أنها تعطي نتائج فورية من حيث المظهر والتغيير، إلا أن لها العديد من الأضرار التي قد تظهر على المدى الطويل. من المهم أخذ الحيطة والحذر عند استخدام الصبغات الكيميائية واتباع الإرشادات الوقائية لتقليل هذه الأضرار. في حال كان من الضروري صبغ الشعر، يفضل اختيار المنتجات التي تحتوي على مكونات طبيعية ومناسبة لنوع الشعر والبشرة، مع التقليل من تكرار استخدامها لضمان الحفاظ على صحة الشعر والجسم.