أضرار البرتقال: هل يسبب لك المغص؟
يعد البرتقال من أكثر الفواكه انتشارًا في جميع أنحاء العالم، ويعتبر من مصادر الفيتامينات المهمة، مثل فيتامين C الذي يُعزز من صحة الجهاز المناعي، ويحسن البشرة، ويساعد في امتصاص الحديد. ومع ذلك، على الرغم من فوائده الصحية العديدة، فإن البرتقال قد يتسبب في بعض الأضرار التي قد تؤثر على صحة الأفراد في بعض الحالات، مثل حدوث المغص أو تهيج في الجهاز الهضمي.
يتناول هذا المقال الأضرار المحتملة للبرتقال وتأثيره على الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية معينة، ويستعرض كيفية تأثير تناول البرتقال على الجسم، وما إذا كان يمكن أن يسبب المغص أو غيره من الأعراض الهضمية.
1. البرتقال والمغص: الأسباب المحتملة
تحتوي ثمار البرتقال على مستويات عالية من الألياف والعناصر الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن، لكن هذه التركيبة قد تكون سببًا في بعض الحالات لحدوث مشاكل هضمية معينة، مثل المغص. المغص هو شعور بالألم الشديد في منطقة البطن، وغالبًا ما يكون ناتجًا عن اضطراب في المعدة أو الأمعاء. لكن ليس الجميع يعانون من هذا التأثير عند تناول البرتقال. في الواقع، المغص الذي يحدث بعد تناول البرتقال قد يكون مرتبطًا بعدة عوامل تشمل:
1.1 محتوى الألياف العالية
البرتقال يحتوي على نسبة عالية من الألياف الغذائية، وهي مفيدة للجهاز الهضمي بشكل عام لأنها تسهم في تحسين حركة الأمعاء وتنظيم عملية الهضم. ومع ذلك، تناول كميات كبيرة من الألياف بشكل مفاجئ يمكن أن يسبب اضطرابات هضمية لدى بعض الأشخاص، مثل الانتفاخ، الغازات، والمغص.
1.2 الحمضيات ومشاكل المعدة
البرتقال هو من فاكهة الحمضيات التي تحتوي على نسبة عالية من الحمض، مثل حمض الستريك. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المعدة، مثل الحموضة أو قرحة المعدة، يمكن أن يؤدي تناول البرتقال إلى تفاقم الأعراض. يؤدي الحمض الموجود في البرتقال إلى زيادة إفراز الحمض المعدي، مما قد يسبب إحساسًا بالحموضة في المعدة ويحفز حدوث المغص.
1.3 الحساسية لبعض الأطعمة
على الرغم من أن البرتقال ليس من الأطعمة التي يكثر حدوث حساسية تجاهها، فإن بعض الأشخاص قد يكونون أكثر عرضة للحساسية أو التفاعلات الغذائية التي قد تتسبب في اضطرابات في الجهاز الهضمي. إذا كانت لديك حساسية تجاه الفواكه الحمضية أو بعض المركبات التي تحتوي عليها، مثل مركبات الفلافونويد أو الفيتامين C، قد تشعر بالمغص بعد تناول البرتقال.
2. البرتقال ومشاكل الجهاز الهضمي
البرتقال، مثل العديد من الفواكه الأخرى، قد يسبب بعض الأعراض غير المريحة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي. يمكن أن تشمل هذه الأعراض الانتفاخ، الغازات، عسر الهضم، والمغص. ويرجع ذلك إلى عدة أسباب مرتبطة بمكونات البرتقال، من بينها الألياف والمحتوى الحمضي، والتي قد لا تتحملها بعض المعدة أو الأمعاء بشكل جيد.
2.1 الانتفاخ والغازات
عند تناول البرتقال، يتم امتصاص الألياف بشكل تدريجي في الجهاز الهضمي. في بعض الحالات، قد يؤدي ذلك إلى تراكم الغازات في الأمعاء مما يسبب شعورًا بالانتفاخ. هذه الغازات يمكن أن تضغط على جدار الأمعاء، مما يؤدي إلى الشعور بالمغص.
2.2 العسر الهضمي
الأشخاص الذين يعانون من ضعف في عملية هضم الطعام، مثل أولئك الذين يعانون من متلازمة القولون العصبي (IBS) أو عسر الهضم، قد يجدون أن تناول البرتقال يفاقم الأعراض. يمكن أن يتسبب الحمض في البرتقال في تهيج جدار المعدة والمريء، مما يؤدي إلى الشعور بالحرقة أو الغثيان. كما أن الألياف قد تكون صعبة الهضم في بعض الحالات، مما يسبب ضيقًا في الأمعاء ويؤدي إلى الشعور بالمغص.
3. تأثير البرتقال على الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة
الأشخاص الذين يعانون من بعض الحالات الصحية المزمنة مثل القرحة المعدية، التهاب الأمعاء، أو القولون العصبي قد يكونون أكثر عرضة لتأثيرات البرتقال على الجهاز الهضمي. إن الأحماض والمواد الكيميائية الموجودة في البرتقال قد تسبب تهيجًا إضافيًا للأمعاء أو المعدة.
3.1 مرضى القرحة المعدية
مرضى القرحة المعدية يمكن أن يعانون من مضاعفات عند تناول البرتقال أو أي نوع آخر من الحمضيات. الحمض الموجود في البرتقال قد يزيد من الإفراز الحمضي في المعدة ويؤدي إلى شعور بالحرقة أو الألم. إذا كانت القرحة موجودة في جدار المعدة أو الأمعاء، فإن تناول الحمضيات قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض وزيادة الألم الناتج عن القرحة.
3.2 متلازمة القولون العصبي
القولون العصبي هو حالة شائعة تتسبب في اضطراب وظائف الأمعاء وتسبب أعراضًا مثل الانتفاخ، الإمساك، والإسهال. يعتبر البرتقال من الأطعمة التي قد تساهم في تفاقم هذه الأعراض، خاصة إذا تم تناوله بكميات كبيرة. يحتوي البرتقال على الألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، وهذا يمكن أن يزيد من حركة الأمعاء ويؤدي إلى تفاقم التقلصات المعوية التي يشعر بها المرضى المصابون بالقولون العصبي.
4. كيفية تجنب الأضرار المحتملة
رغم أن البرتقال يقدم العديد من الفوائد الصحية، إلا أن هناك طرقًا يمكن من خلالها تقليل خطر حدوث المغص أو الأضرار الهضمية المصاحبة له. ومن بين هذه الطرق:
4.1 الاعتدال في تناول البرتقال
مثل أي فاكهة أخرى، فإن تناول البرتقال باعتدال هو المفتاح. يمكن أن يساعد تقليل الكميات اليومية من البرتقال في الحد من المشاكل الهضمية التي قد تحدث. ينصح بتناول حبة واحدة من البرتقال يوميًا وعدم الإفراط في تناول العصير، خاصة إذا كنت عرضة للمشاكل الهضمية.
4.2 تناول البرتقال بعد الوجبات
إذا كنت تعاني من مشاكل في الهضم أو من حساسية تجاه الحمضيات، يمكن تناول البرتقال بعد الوجبات الرئيسية. هذا يمكن أن يقلل من تأثير الحموضة على المعدة ويساهم في هضم الطعام بشكل أفضل.
4.3 تجنب البرتقال إذا كنت تعاني من مشاكل في المعدة
إذا كنت تعاني من مشاكل في المعدة مثل الحموضة أو القرحة، قد يكون من الأفضل تجنب البرتقال بشكل كامل أو استشارة طبيبك قبل تناولها. في هذه الحالة، يمكن للطبيب أن يقدم لك نصائح حول كيفية تناول البرتقال بطريقة لا تؤدي إلى تهيج المعدة.
4.4 اختيار أنواع البرتقال الأقل حموضة
هناك أنواع من البرتقال تحتوي على مستويات أقل من الحموضة مقارنة بأنواع أخرى. يمكنك اختيار الأنواع الأقل حمضية إذا كنت حساسًا للأحماض.
5. استنتاج
البرتقال هو فاكهة غنية بالفيتامينات والمعادن التي تقدم العديد من الفوائد الصحية، إلا أنه قد يسبب بعض الأضرار في حالات معينة. يعتبر المغص أحد الأعراض التي قد تنشأ نتيجة تناول البرتقال، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الحموضة، القرحة المعدية، أو متلازمة القولون العصبي. يجب تناول البرتقال باعتدال، والابتعاد عن الإفراط في تناوله إذا كان لديك تاريخ من المشاكل الهضمية.
