أضرار البخور مقارنة بالتدخين

البخور أكثر ضرراً من التدخين؟

البخور هو أحد الأدوات التي يستخدمها الناس في مختلف أنحاء العالم لخلق جو من الهدوء والراحة النفسية، وغالباً ما يتم استخدامه في الطقوس الدينية، أو كمصدر للعطر في المنازل والمكاتب. وعلى الرغم من أنه يعتبر من العوامل المؤثرة في تعزيز الجو العام في العديد من الثقافات، إلا أن الدراسات الحديثة تشير إلى أن استنشاق دخان البخور قد يكون له تأثيرات سلبية على الصحة، قد تتفوق في خطورتها على التدخين في بعض النواحي.

البخور: التكوين والتركيب

البخور هو عبارة عن خليط من مواد نباتية ومعادن وأحياناً مواد صناعية يتم خلطها مع بعض المواد العطرية لتكوين مكعبات أو عصي صغيرة. عند إشعال هذه المواد، تنتج أدخنة غالباً ما تحتوي على مزيج من المواد الكيميائية المتطايرة، بما في ذلك مركبات عضوية سامة قد تؤثر سلباً على الصحة. وتشمل هذه المواد مواد مثل البنزين، الفورمالدهيد، أول أكسيد الكربون، والعديد من الجزيئات الدقيقة التي تساهم في تلوث الهواء.

تتفاوت تركيبات البخور حسب نوعه وطريقة تصنيعه. قد يحتوي البخور التقليدي على مكونات مثل اللبان، العطور الزهرية، أو خشب الصندل، وهي مواد طبيعية ولكن قد تحتوي أيضاً على مواد إضافية صناعية تؤثر على جودته الصحية.

البخور والتدخين: مقارنة الأضرار

قد يعتقد البعض أن البخور أقل ضرراً مقارنة بالتدخين التقليدي، إلا أن الدراسات تشير إلى أن المخاطر الصحية المرتبطة به قد تكون أكبر في بعض الجوانب. بينما يرتبط التدخين بتأثيرات معروفة مثل السرطان وأمراض القلب والرئة، إلا أن الأدلة تشير إلى أن دخان البخور يحتوي على مركبات قد تكون أكثر ضرراً في بعض الحالات. في الواقع، وجد أن دخان البخور يحتوي على جزيئات دقيقة يمكن أن تغزو الرئتين وتسبب التهاباً، مما قد يؤدي إلى أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي.

تأثير البخور على الجهاز التنفسي

دخان البخور يحتوي على العديد من المركبات السامة التي تشبه تلك الموجودة في دخان السجائر. على سبيل المثال، يحتوي دخان البخور على تركيزات عالية من الجسيمات الدقيقة (PM2.5) التي تعتبر خطيرة بشكل خاص. هذه الجسيمات الصغيرة جداً يمكن أن تدخل إلى الرئتين وتصل إلى الدم، مما يسبب التهابات مزمنة في الجهاز التنفسي ويساهم في الإصابة بأمراض مثل الربو، التهاب الشعب الهوائية المزمن، وأمراض الرئة الأخرى.

أظهرت دراسات عدة أن استنشاق دخان البخور على المدى الطويل قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة، وذلك نتيجة للتعرض المستمر للمركبات السامة الموجودة في دخان البخور. وبالحديث عن المواد السامة، من المعروف أن البخور يحتوي على مركبات مثل البنزين والفورمالدهيد، وهي مواد مرتبطة بسرطان الجهاز التنفسي.

تأثير البخور على الصحة العامة

قد يظن البعض أن تأثيرات البخور تكون محصورة فقط في الجهاز التنفسي، ولكن تأثيره يمتد إلى عدة أجهزة في الجسم. فالأدخنة المتصاعدة من البخور تحتوي على مواد يمكن أن تضر بالجهاز العصبي، وتسبب الاضطرابات في النوم والمزاج. إضافة إلى ذلك، فإن تعرض الأشخاص لدخان البخور بشكل مزمن قد يؤدي إلى زيادة مستويات التوتر والقلق بسبب التأثيرات السامة على الدماغ.

التأثير على القلب

بينما يعرف الجميع أن التدخين التقليدي يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، فإن الدراسات تشير إلى أن استنشاق دخان البخور قد يكون له تأثير مماثل. من المعروف أن المواد السامة التي تنتجها عملية احتراق البخور قد تزيد من مستويات الالتهابات في الجسم، مما يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بأمراض القلب والشرايين.

تأثير البخور على البيئة

إلى جانب التأثيرات الصحية للبخور، لا يمكن تجاهل تأثيره البيئي. استنشاق دخان البخور لا يؤثر فقط على صحة الأفراد، بل أيضاً يساهم في تلوث الهواء الداخلي في الأماكن التي يتم فيها إشعال البخور. وبالمقارنة مع السجائر، فإن البخور ينبعث منه كمية كبيرة من الأدخنة في الهواء، ويؤدي إلى زيادة تلوث الهواء في الأماكن المغلقة. وبالتالي، يصبح من الصعب التنفس بشكل صحي في بيئة مليئة بالدخان، خصوصاً في الغرف التي لا تهوية جيدة فيها.

الأبحاث والدراسات حول أضرار البخور

إن الأبحاث العلمية حول أضرار البخور قد زادت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. وفي العديد من الدراسات، أظهرت الأدلة أن استنشاق دخان البخور يمكن أن يكون أكثر ضرراً من التدخين، خصوصاً في الأماكن المغلقة. ففي دراسة نشرتها جامعة “هارفارد” في عام 2019، تم الكشف عن أن دخان البخور يحتوي على مستويات أعلى من المواد السامة مقارنة بدخان السجائر.

البخور والتأثيرات على الأطفال

يشكل دخان البخور خطراً كبيراً على صحة الأطفال بشكل خاص. الأطفال الذين يتعرضون لدخان البخور قد يواجهون زيادة في احتمال الإصابة بالأمراض التنفسية، بما في ذلك الربو وأمراض الرئة. علاوة على ذلك، فإن الأطفال الذين يتعرضون لهذه الأدخنة في مرحلة مبكرة من حياتهم قد يعانون من ضعف في الجهاز المناعي، مما يجعلهم عرضة للإصابة بالأمراض بشكل أكبر.

توصيات لتقليل المخاطر

لحماية الصحة من تأثيرات البخور السلبية، يُنصح باتباع بعض الإجراءات الوقائية. أولاً، ينبغي تقليل أو تجنب استخدام البخور في الأماكن المغلقة أو ذات التهوية السيئة. كما يُفضل استخدام أنواع من البخور التي تحتوي على مكونات طبيعية بنسبة عالية، وتجنب تلك التي تحتوي على مواد كيميائية مضافة. كذلك، من الأفضل استخدام البخور في الهواء الطلق أو في الأماكن التي يتم تهويتها جيداً لتقليل تأثير الدخان الضار.

الخلاصة

البخور، على الرغم من كونه جزءاً من الثقافة التقليدية في العديد من البلدان، إلا أن استنشاق دخانه قد يحمل أضراراً صحية تتفوق في بعض الحالات على التدخين التقليدي. من خلال محتواه من الجسيمات الدقيقة والمركبات السامة، يمكن أن يؤثر البخور سلباً على الجهاز التنفسي، القلب، والعقل. ومع تزايد الأبحاث حول هذا الموضوع، من المهم أن يكون الأفراد على دراية بالمخاطر المحتملة وأن يتخذوا تدابير للحفاظ على صحتهم وحماية البيئة المحيطة بهم من تأثيرات دخان البخور السامة.