أصغر 10 صحاري في العالم
تعتبر الصحاري من أبرز المعالم الجغرافية التي تتميز بتنوعها واختلافها من حيث الحجم، المناخ، والتضاريس. في الوقت الذي تتبادر فيه إلى الأذهان الصحاري الكبرى مثل صحراء “الصحراء الكبرى” أو “صحراء أريزونا”، هناك العديد من الصحاري الأصغر التي تتمتع بنفس القدر من الأهمية الجغرافية والبيئية. تختلف هذه الصحاري في مواقعها حول العالم، وتتميز بظروف مناخية خاصة، ما يجعلها محط اهتمام الدراسات الجغرافية والبيئية.
في هذا المقال، سنتعرف على أصغر عشر صحاري في العالم، وسنسلط الضوء على خصائص كل منها، من حيث المساحة والموقع الجغرافي، بالإضافة إلى الطبوغرافيا والنباتات والحيوانات التي تعيش فيها. سنتناول كذلك كيف تؤثر هذه الصحاري على البيئة المحلية وكيفية تكيف الكائنات الحية مع الظروف القاسية.
1. صحراء “مونسون” في الهند
تقع صحراء “مونسون” في شمال غرب الهند وتعد واحدة من أصغر الصحاري في العالم، إذ تمتد على مساحة تقارب 80,000 كم². تعتبر هذه الصحراء مثالًا رائعًا على الصحاري شبه الجافة، حيث تتلقى كمية معتدلة من الأمطار خلال موسم المونسون، ما يساهم في ظهور نباتات سنوية وبعض الأشجار الصغيرة. الطقس فيها حار جدًا في الصيف مع درجات حرارة تتجاوز 45 درجة مئوية، بينما تشهد بردًا قارسًا في فصل الشتاء.
تعتبر الحياة النباتية في صحراء “مونسون” متنوعة بشكل محدود، لكنها تضم بعض النباتات المعروفة مثل الشجيرات والأعشاب. أما من حيث الحياة الحيوانية، فهناك أنواع متنوعة من الزواحف والثدييات الصغيرة مثل القوارض، إضافة إلى بعض الطيور التي تعتمد على الأمطار الموسمية في الحصول على غذائها.
2. صحراء “كالاهاري” في جنوب أفريقيا
تعتبر صحراء “كالاهاري” واحدة من الصحاري شبه الجافة التي تغطي جزءًا من جنوب أفريقيا، بوتسوانا، وناميبيا. رغم أنها لا تصنف من أكبر الصحاري في العالم، إلا أن مساحتها التي تصل إلى حوالي 900,000 كم² تجعلها واحدة من الصحاري المؤثرة في البيئة. لكن الجزء الذي يعنينا هنا هو القسم الأصغر من هذه الصحراء الذي يمتد في بوتسوانا وناميبيا.
تتميز صحراء “كالاهاري” بتنوع بيئي ملحوظ في المناطق الأصغر منها، حيث تتواجد فيها حياة نباتية وحيوانية فريدة. يعد النبات الأكثر شهرة في هذه الصحراء هو شجرة “السنط”، بينما يمكن العثور على بعض أنواع الحيوانات مثل الأسود، الفهود، والغزلان.
3. صحراء “غيبسون” في أستراليا
صحراء “غيبسون” هي واحدة من الصحاري الصغيرة نسبيًا في أستراليا، وتغطي مساحة تقدر بحوالي 156,000 كم². تقع هذه الصحراء في الجزء الغربي من أستراليا وتعتبر واحدة من أكثر المناطق جفافًا في العالم. درجات الحرارة في هذه الصحراء يمكن أن تتجاوز 50 درجة مئوية في الصيف، بينما تنخفض بشكل كبير في الشتاء.
تتميز صحراء “غيبسون” بأنها تفتقر إلى الكثير من الحياة النباتية بسبب قلة الأمطار، ولكن هناك بعض الأعشاب والنباتات التي يمكن العثور عليها في الواحات الصغيرة المنتشرة هنا وهناك. أما بالنسبة للحيوانات، فهناك أنواع من الثدييات والزواحف التي تكيفت مع البيئة القاسية، مثل الكنغر الصحراوي والسحالي.
4. صحراء “صوما” في إثيوبيا
تقع صحراء “صوما” في شمال شرق إثيوبيا، وهي واحدة من الصحاري الأصغر في العالم، إذ تمتد على مسافة تقدر بحوالي 50,000 كم². من حيث المناخ، تتميز صحراء “صوما” بحرارتها العالية ونقص الأمطار، ما يجعلها موطنًا لعدد قليل من النباتات والحيوانات.
الحياة النباتية في صحراء “صوما” تتكون بشكل رئيسي من بعض الشجيرات والنباتات المقاومة للجفاف. أما من حيث الحياة الحيوانية، فهناك بعض الحيوانات التي تستطيع التكيف مع الحرارة الشديدة مثل الجمال وبعض الطيور الصحراوية.
5. صحراء “ناميب” في ناميبيا
صحراء “ناميب” تعتبر واحدة من أقدم الصحاري في العالم وأصغرها من حيث المساحة. على الرغم من كونها صغيرة نسبيًا، إلا أن هذه الصحراء تتميز بمشاهد خلابة وشواطئ رملية تمتد إلى مسافة كبيرة. المساحة الإجمالية لصحراء “ناميب” تقدر بحوالي 81,000 كم².
تعتبر الحياة في هذه الصحراء قاسية للغاية، حيث إن الأمطار نادرة جدًا. رغم ذلك، تتواجد بعض أنواع النباتات التي تكيفت مع الظروف الجافة مثل نباتات الصبار. أما بالنسبة للحيوانات، فيمكن العثور على الأرانب الصحراوية، الزواحف، وبعض الطيور مثل النسر الصحراوي.
6. صحراء “سونواران” في المكسيك
صحراء “سونواران” هي واحدة من الصحاري الصغيرة في أمريكا الشمالية، حيث تمتد على مساحة 100,000 كم² في مناطق المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية. هذه الصحراء تعرف بتنوعها البيئي، حيث يمكن العثور على أنواع مختلفة من النباتات والحيوانات التي تتكيف مع الظروف القاسية.
تتميز صحراء “سونواران” بأنها تحتوي على أكبر غابة من نباتات الصبار في العالم، وخاصة صبار “السايغوار”، الذي يعد من أبرز معالم هذه الصحراء. من الحيوانات التي تعيش في هذه الصحراء، نجد العديد من الزواحف، والطيور مثل الصقور، بالإضافة إلى الثدييات مثل الأرانب.
7. صحراء “كاراكوم” في تركمانستان
صحراء “كاراكوم” هي واحدة من أصغر الصحاري في آسيا، حيث تمتد على مساحة 350,000 كم². تقع هذه الصحراء في تركمانستان وتشهد درجات حرارة مرتفعة للغاية، حيث يمكن أن تصل إلى أكثر من 50 درجة مئوية في الصيف.
بالرغم من أنها تشهد قلة في الأمطار، إلا أن صحراء “كاراكوم” تحتوي على العديد من أنواع النباتات مثل الأعشاب والنباتات الصحراوية القادرة على التكيف مع الظروف الجافة. كما أن هناك بعض الحيوانات مثل الطيور الصحراوية والزواحف التي تعيش في هذه البيئة القاسية.
8. صحراء “موهافي” في الولايات المتحدة
صحراء “موهافي” تغطي مساحة تبلغ حوالي 57,000 كم²، وهي واحدة من الصحاري الصغيرة في الولايات المتحدة. تقع هذه الصحراء في الجزء الجنوبي الغربي من البلاد، وتشتهر بحرارتها الشديدة وقلة الأمطار.
تحتوي صحراء “موهافي” على عدد من الكائنات الحية التي يمكنها التكيف مع الظروف الصحراوية مثل نباتات الصبار، بعض أنواع الأشجار الصغيرة، وعدد من الحيوانات مثل الأرانب الصحراوية والعقارب.
9. صحراء “بلانكو” في الولايات المتحدة
تغطي صحراء “بلانكو” مساحة صغيرة نسبياً تبلغ حوالي 45,000 كم²، وهي تقع في غرب الولايات المتحدة. تشهد هذه الصحراء بيئة جافة جدًا مع درجات حرارة عالية في الصيف، وتعتبر موطنًا لبعض أنواع النباتات الصحراوية مثل الأعشاب والشجيرات الصغيرة.
من بين الحيوانات التي تعيش في صحراء “بلانكو”، نجد أنواعًا من الطيور والزواحف الصغيرة التي تستطيع التكيف مع البيئة الجافة.
10. صحراء “الاكشين” في كندا
على الرغم من أن كندا معروفة بمناخها البارد، إلا أن هناك صحراء صغيرة تقع في مقاطعة “الاكشين”، وتعتبر واحدة من أصغر الصحاري في العالم. تمتد هذه الصحراء على حوالي 10,000 كم² وتتميز بمناخ قاسي حيث تتراوح درجات الحرارة ما بين الحارة والباردة.
تحتوي صحراء “الاكشين” على بعض النباتات مثل الأعشاب الصحراوية، بالإضافة إلى بعض الحيوانات التي تتكيف مع الظروف المتقلبة مثل السحالي والطيور المهاجرة.
الخلاصة
على الرغم من أن معظم الصحاري الكبرى في العالم هي التي تحتل الأذهان بفضل مساحتها الضخمة وبيئتها المتنوعة، فإن الصحاري الصغيرة أيضًا تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على التوازن البيئي في العديد من المناطق الجغرافية. تتنوع الظروف المناخية في هذه الصحاري بين الجفاف الشديد والمناخ شبه الجاف، ما يجعل الحياة فيها تحديًا حقيقيًا للكائنات الحية. ولكن بفضل قدرة هذه الكائنات على التكيف مع الظروف القاسية، تبقى الصحاري الصغيرة موطنًا للكثير من الأنواع التي تتكيف بشكل مدهش مع البيئة المحيطة.
