أماكن سياحية

أشهر متاحف المملكة المتحدة

تُعد المملكة المتحدة واحدة من أبرز الوجهات الثقافية في العالم، حيث تحتضن مجموعة من المتاحف ذات الشهرة العالمية التي تجذب ملايين الزوار سنويًا. وتُعَد هذه المتاحف بمثابة خزائن معرفية وتاريخية هائلة، تحتوي على كنوز الحضارات القديمة، وأعمال الفن الكلاسيكي والمعاصر، وتوثّق التطورات العلمية والتقنية، فضلاً عن كونها منصات تعليمية تفتح أبوابها للجمهور مجانًا في أغلب الأحيان. يعود السبب الرئيسي في هذا الإقبال الكبير إلى تنوع المواضيع التي تغطيها هذه المتاحف، والبنية التحتية الممتازة، والإدارة المتقدمة التي تدمج بين التراث والتكنولوجيا، ما يجعل تجربة زيارة المتاحف في المملكة المتحدة تجربة لا تُنسى.

المتحف البريطاني – London British Museum

يُعد المتحف البريطاني في لندن الوجهة الأولى لعشاق التاريخ والآثار في المملكة المتحدة، حيث يستقطب سنويًا أكثر من 6 ملايين زائر، ما يجعله أحد أكثر المتاحف زيارة في العالم وليس فقط في بريطانيا. تم تأسيس المتحف عام 1753، وفتح أبوابه للجمهور عام 1759، وهو اليوم موطن لأكثر من 8 ملايين قطعة أثرية من جميع قارات العالم.

من أبرز المعروضات فيه حجر رشيد، الذي ساعد في فك رموز اللغة الهيروغليفية المصرية، وتماثيل البارثينون الإغريقية، ومجموعة هائلة من الآثار الفرعونية، بما في ذلك المومياوات، والتماثيل، والمخطوطات. يغطي المتحف أيضًا تاريخ الحضارات القديمة مثل حضارة بلاد ما بين النهرين، وروما، وفارس، والهند، والصين. يتميز بأسلوب عرض مبتكر يدمج بين المعلومات الأكاديمية والتصميم البصري الجذاب.

متحف التاريخ الطبيعي – Natural History Museum

يقع متحف التاريخ الطبيعي في قلب العاصمة لندن ويُعد من أهم المؤسسات العلمية والتعليمية في أوروبا، حيث يجذب أكثر من 5 ملايين زائر سنويًا. يضم المتحف أكثر من 80 مليون عينة موزعة على أقسام تشمل علوم الحيوان، النباتات، المعادن، الحفريات، والجيولوجيا.

أشهر ما في المتحف هو قاعة الديناصورات التي تُعرض فيها هياكل عظمية كاملة لأشهر أنواع الديناصورات، إضافة إلى هيكل الحوت الأزرق المعلّق في قاعة Hintze الكبرى. يُعرف المتحف أيضًا بتصميمه المعماري الفيكتوري الفريد، الذي يمزج بين الجمال الكلاسيكي والتصميم الوظيفي.

متحف تيت مودرن – Tate Modern

تيت مودرن هو متحف الفن الحديث والمعاصر الأول في المملكة المتحدة، ويقع على ضفاف نهر التايمز في لندن. يستقبل أكثر من 4.5 مليون زائر سنويًا. افتتح المتحف عام 2000 في مبنى محطة Bankside للطاقة سابقًا، وتم تحويله إلى مساحة عرض فنية فريدة من نوعها.

يعرض المتحف أعمالًا لأهم الفنانين في العالم مثل بابلو بيكاسو، وأندي وارهول، ومارك روثكو، وسلفادور دالي. يتميز أيضًا بتنظيم معارض دورية تفاعلية، ومساحات مفتوحة للعروض الفنية والأدائية. يمثل تيت مودرن تجربة فنية متجددة تربط الفن الحديث بالجمهور العام بطريقة سلسة ومفهومة.

المتحف الوطني – National Gallery

المتحف الوطني في ساحة الطرف الأغر (Trafalgar Square) بلندن هو واحد من أبرز المتاحف الفنية في العالم، حيث يزوره أكثر من 4 ملايين شخص سنويًا. يضم المتحف مجموعة هائلة من اللوحات الغربية من القرن الثالث عشر حتى أوائل القرن العشرين.

من بين الأعمال البارزة في المتحف لوحات ليوناردو دافنشي، وفينسنت فان جوخ، وكارافاجيو، ورامبرانت، وجان فان إيك. يتميز المتحف بأنه يتيح الدخول المجاني ويحتفظ بأسلوب عرض كلاسيكي يحترم قيمة الأعمال الفنية ويقدمها في إطار تاريخي دقيق.

متحف العلوم – Science Museum

يُعتبر متحف العلوم في لندن مؤسسة فريدة تُسلط الضوء على الابتكارات والاكتشافات العلمية عبر العصور، ويستقبل سنويًا حوالي 3.3 مليون زائر. منذ افتتاحه عام 1857، وهو يقدّم عروضًا تفاعلية ومعروضات تشرح تطور العلوم والتكنولوجيا.

من أهم معروضاته أول نموذج لمحرك ستيفنسون البخاري، وآلات حاسبة ميكانيكية، ونماذج للأقمار الصناعية، ومعارض للطب والصحة والتقنية الرقمية. كما يحتوي على قسم خاص للأطفال لتعريفهم بمفاهيم الفيزياء والكيمياء بطريقة تفاعلية مبسطة.

متحف فيكتوريا وألبرت – V&A Museum

يُعد متحف فيكتوريا وألبرت في لندن أكبر متحف للفنون الزخرفية والتصميم في العالم، حيث يحتوي على أكثر من 2.3 مليون قطعة تغطي 5 آلاف سنة من التاريخ الإنساني. يزور المتحف حوالي 2.7 مليون شخص سنويًا.

تتنوع مقتنيات المتحف بين المنسوجات، الأزياء، الأثاث، المجوهرات، الفخار، التصوير الفوتوغرافي، وفنون آسيا والشرق الأوسط. يتميز V&A بالتركيز على العلاقة بين الفن والحياة اليومية، كما يستضيف معارض مؤقتة تواكب الموضات والتيارات المعاصرة.

متحف الحرب الإمبراطوري – Imperial War Museum

يُعد متحف الحرب الإمبراطوري من أهم المتاحف التي توثق التاريخ العسكري البريطاني والعالمي. يضم فروعًا متعددة، لكن الفرع الرئيسي في لندن هو الأكثر زيارة، حيث يستقبل نحو 1.2 مليون زائر سنويًا.

يغطي المتحف فترات الحروب الكبرى مثل الحربين العالميتين، والحرب الباردة، والنزاعات الحديثة. من أبرز معروضاته الطائرات المقاتلة، والدبابات، والأسلحة، والمراسلات الشخصية للجنود، ومعارض عن الهولوكوست، وحقوق الإنسان في ظل النزاعات المسلحة.

متحف أشموليان – Ashmolean Museum

يقع متحف أشموليان في مدينة أكسفورد، وهو أقدم متحف جامعي في العالم، حيث افتتح عام 1683، ويحتوي على مجموعة واسعة من الآثار والفنون الشرقية والغربية. يزوره سنويًا أكثر من 900 ألف شخص.

تغطي معروضات المتحف مواضيع متنوعة مثل الفن المصري القديم، والآثار اليونانية والرومانية، والفنون الإسلامية، والفخار الصيني، بالإضافة إلى لوحات لفنانين كبار مثل تيتيان ورافاييل. يشكل المتحف مركزًا مهمًا للبحث الأكاديمي والفني.

متحف الاسكتلندي الوطني – National Museum of Scotland

يُعد متحف اسكتلندا الوطني في إدنبرة من أبرز وجهات السياحة الثقافية في البلاد، حيث يزوره سنويًا نحو 2.2 مليون شخص. يدمج بين العلوم، والتكنولوجيا، والتاريخ، والثقافة الاسكتلندية والعالمية.

من أبرز معروضاته دوللي، أول حيوان يتم استنساخه، ومجموعة من الآثار الكلتية، وأدوات العصر الحجري، وأزياء وأسلحة تقليدية، إضافة إلى أقسام للفضاء والطيران. يتمتع المتحف بتصميم داخلي معاصر وتجربة تفاعلية مناسبة لجميع الأعمار.

متحف مانشستر – Manchester Museum

يقع متحف مانشستر ضمن حرم جامعة مانشستر، ويُعتبر من أكبر المتاحف الجامعية في المملكة المتحدة. يزوره سنويًا حوالي 500 ألف زائر، ويتميز بتنوع معروضاته التي تشمل الحفريات، والأنثروبولوجيا، والتاريخ الطبيعي، والفن المصري.

من القطع الشهيرة فيه مومياء مصرية محفوظة جيدًا، وهياكل ديناصورات، ومجموعة من العملات القديمة. كما يضم معارض دائمة ومؤقتة تربط بين التراث المحلي والعالمي بطريقة تعليمية وتفاعلية.

جدول يوضح المتاحف وعدد زوارها التقريبي سنويًا

اسم المتحف المدينة عدد الزوار السنوي (تقريبًا)
المتحف البريطاني لندن 6.5 مليون زائر
متحف التاريخ الطبيعي لندن 5.2 مليون زائر
تيت مودرن لندن 4.5 مليون زائر
المتحف الوطني لندن 4.1 مليون زائر
متحف العلوم لندن 3.3 مليون زائر
متحف فيكتوريا وألبرت لندن 2.7 مليون زائر
المتحف الاسكتلندي الوطني إدنبرة 2.2 مليون زائر
متحف الحرب الإمبراطوري لندن 1.2 مليون زائر
متحف أشموليان أكسفورد 900 ألف زائر
متحف مانشستر مانشستر 500 ألف زائر

تأثير المتاحف على السياحة والثقافة والتعليم

تلعب المتاحف في المملكة المتحدة دورًا محوريًا في تعزيز السياحة الثقافية، حيث تُعد من المحركات الرئيسية للاقتصاد الثقافي. فإلى جانب دورها التوثيقي والعلمي، تشكل المتاحف بيئة تعليمية متقدمة سواء للزائر العادي أو للطلبة والباحثين، كما تساهم في بناء الوعي التاريخي والحضاري.

تُدعم هذه المتاحف غالبًا من الحكومة أو المؤسسات الأكاديمية والخيرية، مما يسمح لها بتقديم محتوى عالِ الجودة مجاني أو منخفض التكلفة، ويضمن استمرارية البرامج البحثية والتعليمية التي تُنفذ فيها.

التطور التكنولوجي في المتاحف البريطانية

اعتمدت المتاحف في المملكة المتحدة التقنيات الرقمية لتوسيع نطاق تأثيرها عالميًا، حيث توفر معظمها جولات افتراضية، ومعارض تفاعلية، وتطبيقات ذكية لتفسير المعروضات. كما دخل الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز في تصميم تجارب الزوار، ما جعل الزيارة أكثر تشويقًا وفاعلية، خاصةً بين الشباب.

مصادر ومراجع