أسعد الدول العربية 2025

أسعد 10 دول عربية في العالم: تصنيف السعادة في العالم العربي بين الواقع والتحديات

في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تمر بها العديد من الدول، يبقى مؤشر السعادة من المعايير الأساسية التي تُمكّن من تقييم جودة الحياة في مختلف البلدان، بما في ذلك الدول العربية. يعتمد تصنيف الدول من حيث السعادة على عدة عوامل رئيسية، من بينها الدخل الفردي، الدعم الاجتماعي، متوسط العمر المتوقع، حرية اتخاذ القرار، الكرم، وانخفاض مستويات الفساد. في هذا السياق، تستعرض التقارير العالمية، لا سيما تقرير السعادة العالمي الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، ترتيب الدول من حيث مدى شعور شعوبها بالرضا وجودة الحياة.

يسلط هذا المقال الضوء على أسعد 10 دول عربية في العالم، معتمدين في الترتيب على النسخ الأخيرة من تقارير السعادة العالمية، إلى جانب تحليلات نوعية للتفسيرات الكامنة وراء تقدم بعض الدول العربية في مؤشرات السعادة رغم الأزمات السياسية والاقتصادية التي يعاني منها الإقليم.

1. الإمارات العربية المتحدة

تتصدر الإمارات العربية المتحدة القائمة بلا منازع، حيث تُعتبر الدولة العربية الأكثر سعادة حسب معظم تقارير السعادة العالمية في السنوات الأخيرة. يعزى هذا التصدر إلى عدة عوامل مترابطة:

• الاستقرار السياسي والاقتصادي.

• التطور العمراني والتكنولوجي الذي يعزز من جودة الحياة.

• الخدمات العامة الراقية وخاصة في مجالات الصحة والتعليم والمواصلات.

• تنوع المجتمع وتسامحه، مع حرص الدولة على تعزيز الانفتاح الثقافي والتعددية.

• المبادرات الحكومية المخصصة لتعزيز سعادة الفرد، مثل إنشاء “وزارة السعادة”.

بالإضافة إلى ذلك، تُعد الإمارات من الدول التي تشجع على رفاهية الموظفين، وتوفر بيئة عمل مرنة وجاذبة.

2. المملكة العربية السعودية

تقدمت السعودية بشكل ملحوظ في مؤشرات السعادة العالمية في السنوات الأخيرة، بفضل الرؤية الاقتصادية والاجتماعية 2030 التي أطلقتها الحكومة. تتجسد مظاهر التقدم في:

• تنوع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

• تمكين الشباب والمرأة وتعزيز مشاركتهم في الحياة العامة.

• تحسين الخدمات العامة مثل الصحة، والتعليم، والترفيه.

• الانفتاح الثقافي والسياحي الذي ساهم في تغيير صورة البلاد.

• تطوير البنية التحتية الرقمية والخدمات الحكومية بشكل كبير.

وتؤكد تقارير دولية عدة أن السعودية باتت تحتل مراتب متقدمة في جودة الحياة، خصوصاً في المدن الكبرى مثل الرياض وجدة.

3. قطر

قطر من الدول الخليجية الرائدة في مؤشرات السعادة، بفضل ارتفاع متوسط الدخل الفردي، ومستوى الرعاية الصحية، والتعليم، والخدمات الأساسية. ومن العوامل الأساسية في تقدمها:

• اقتصاد قوي مدعوم بالغاز الطبيعي والموارد المالية.

• خدمات رعاية صحية وتعليمية مجانية.

• استقرار سياسي وأمني.

• اهتمام واسع برفاهية المواطن والمقيم.

كما أن استضافة كأس العالم 2022 لعبت دوراً كبيراً في تعزيز البنية التحتية والبيئة العامة في البلاد، مما ساهم في تعزيز مؤشرات السعادة.

4. عُمان

تحتل سلطنة عُمان مركزًا متقدمًا بين الدول العربية من حيث مؤشرات السعادة، ويُعزى ذلك إلى:

• الهدوء السياسي والاستقرار الداخلي.

• البيئة الطبيعية النظيفة والتقاليد الاجتماعية المتماسكة.

• الاعتدال في السياسات الاقتصادية والاجتماعية.

• الخدمات الصحية والتعليمية المجانية.

• احترام حقوق الأفراد وحرية المعتقد والتسامح الديني.

كما أن العُمانيين معروفون برقيهم الاجتماعي وكرمهم، وهي عناصر تُعزز الشعور الجمعي بالرضا والسعادة.

5. الكويت

تُعد الكويت من الدول التي تتمتع بمتوسط دخل فردي مرتفع، ودعم اجتماعي واسع النطاق من الدولة، مما يضعها ضمن قائمة أكثر الدول العربية سعادة. ويعود ذلك إلى:

• الضمان الاجتماعي الحكومي.

• دعم الإسكان والوظائف.

• توفر الخدمات المجانية للمواطنين في مجالات الصحة والتعليم.

• وجود مناخ سياسي نسبيًا مفتوح مقارنة بجيرانها في الخليج.

ورغم التحديات السياسية بين الحين والآخر، فإن الكويتيين يُظهرون مستويات عالية من الرضا في المؤشرات المتعلقة بالأسرة، والدين، والعلاقات الاجتماعية.

6. البحرين

رغم صغر حجمها، استطاعت البحرين تحقيق مراكز متقدمة في مؤشرات السعادة، ويعود ذلك إلى:

• الاستثمار في الصحة والتعليم.

• الانفتاح الثقافي والتنوع الاجتماعي.

• تحسين بيئة العمل والمعيشة للمواطنين والمقيمين.

• وجود مؤسسات حكومية تسعى لرفاهية المواطن.

كما أن البحرين تُعد من الدول التي تولي أهمية لتعزيز الحوار المجتمعي، والحقوق المدنية.

7. المغرب

على مستوى شمال إفريقيا، يُعتبر المغرب من الدول العربية المتقدمة في مؤشرات السعادة، بفضل:

• تحسن البنية التحتية في السنوات الأخيرة.

• التنوع الثقافي واللغوي الذي يمنح البلاد بعدًا إنسانيًا مميزًا.

• الاستقرار السياسي النسبي مقارنة بدول الجوار.

• نمو القطاع السياحي الذي ساهم في تحسين مستوى المعيشة في بعض المناطق.

ومع استمرار جهود التنمية المستدامة في القرى والمناطق الريفية، من المتوقع أن تتحسن مؤشرات السعادة في المملكة بشكل أكبر.

8. الجزائر

رغم التحديات الاقتصادية والسياسية التي تمر بها الجزائر، إلا أنها تُظهر مؤشرات سعادة إيجابية نسبياً، خاصة على مستوى:

• تماسك الأسرة والعلاقات الاجتماعية.

• الاعتماد الكبير على الدعم الاجتماعي من الدولة.

• الثقافة الجماعية والدينية التي تُعزز من روح التعاون والطمأنينة.

• تطور النظام التعليمي والصحي تدريجياً رغم محدودية الموارد.

الجزائريون يتميزون بثقافتهم الأصيلة وقدرتهم على التأقلم مع التحديات، ما يعزز من قدرتهم على الإحساس بالسعادة.

9. تونس

تونس تتصدر دول المغرب العربي في بعض مؤشرات جودة الحياة، ورغم الأزمات السياسية المتكررة، إلا أن هناك عناصر تُعزز من مؤشر السعادة:

• الوعي المجتمعي العالي.

• الاهتمام بالثقافة والتعليم والفنون.

• الانفتاح على حقوق الإنسان وحرية التعبير.

• وجود نسيج اجتماعي قوي في معظم المدن والقرى.

كما أن موقع تونس الجغرافي وإرثها الثقافي يدعمان السياحة الداخلية، مما ينعكس إيجابيًا على نفسية المواطنين.

10. الأردن

رغم التحديات الاقتصادية والضغط السكاني الناتج عن اللجوء، يُعتبر الأردن من الدول التي تُبدي مؤشرات إيجابية على مستوى السعادة. ويُعزى ذلك إلى:

• الاستقرار الأمني والسياسي نسبيًا.

• الوعي الثقافي والتعليمي العالي.

• الترابط الأسري والمجتمعي القوي.

• استمرار الاستثمار في قطاعي الصحة والتعليم رغم محدودية الموارد.

كما أن الشعب الأردني يُظهر صلابة نفسية وقدرة على التكيف مع الأزمات، وهو ما ينعكس إيجابيًا على مؤشر السعادة الكلي.

جدول توضيحي: ترتيب الدول العربية حسب مؤشر السعادة العالمي (وفق آخر تقرير 2024)

الخاتمة

يمثل مؤشر السعادة مقياسًا حيويًا لفهم مدى شعور الأفراد بالرضا عن حياتهم، ولا يقتصر هذا الشعور على الدخل فقط، بل يشمل عوامل متعددة تؤثر في الحياة اليومية للأفراد. تتصدر بعض الدول العربية هذا التصنيف بفضل الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، بينما تسعى أخرى جاهدة لتحسين مؤشرات الرفاهية رغم التحديات. تعكس هذه التقييمات تنوع واقع الدول العربية، حيث تقف بعض المجتمعات عند مفترق طرق بين الطموح والإمكانيات، لكنها تظل مُصممة على تحسين جودة حياة شعوبها عامًا بعد عام.

المصادر:

1. World Happiness Report 2024 – Sustainable Development Solutions Network

2. Gallup Global Emotions Report 2023