أسطورة فرشاة الهندي: لوحة من الألوان والروح
في فصول الربيع، تتألق التلال والمروج في تكساس ووايومنغ بألوان زاهية من الأحمر والبرتقالي والأصفر، وهي ألوان تُميز نبات فرشاة الهندي. يُحكى أن هذا النبات الرائع حصل على اسمه من أسطورة قديمة تتحدث عن شاب هندي ورؤيته الملهمة. يروي كتاب “أسطورة فرشاة الهندي” للكاتب تومي ديباولا، الذي قام بتأليفه ورسمه، هذه الأسطورة بلمسة فنية غنية تعكس جمال وروح هذا التراث الثقافي.
تبدأ الأسطورة قبل سنوات عديدة، حينما كان شعب الهنود يتنقلون عبر السهول. كان هناك فتى هندي شاب يتمتع برؤية فريدة تُعرف باسم “رؤية الحلم”. في هذه الرؤية، كُشف للفتى أن يومًا ما سيمكنه أن يخلق لوحة تُعبر عن النقاء والجمال كألوان السماء عند الغروب.
ترعرع هذا الفتى ليصبح رسام القبيلة، ولكن رغم سعيه المستمر لتحقيق رؤيته، واجه صعوبة في تجسيد جمال الغروب على قماشه. استخدم أفضل أنواع الجلود البيضاء كقماش، وصنع ألوانه من أجمل الزهور وأحمر التوت، لكنه لم ينجح في التقاط جوهر الغروب.
تروي الأسطورة كيف أن الفنان الشاب تمكن أخيرًا من تحقيق حلمه ورؤيته بوسائل تعكس تقديره العميق للطبيعة وروح قبيلته. قدم تومي ديباولا هذه القصة بأسلوبه الخاص، حيث تندمج الكلمات والصور لتجسد الروح والحيوية التي تتصف بها الأسطورة.
من خلال رسمه الجميل والمعبّر، يأخذ ديباولا القارئ في رحلة عبر المشاهد الطبيعية الساحرة والألوان المبهجة التي تروي قصة التطلعات والفن والإلهام. عبر الجمع بين النصوص والصور، يعيد ديباولا إحياء الأسطورة القديمة ويجعلها حية في أذهان القراء الصغار والكبار على حد سواء.
الكتاب، الذي نُشر في يناير 1996 بواسطة دار نشر بتمان وغروست، يندرج تحت فئة الأدب الصغير “الخيال الشبابي” ويستكشف موضوعات تتعلق بالشعوب الأصلية في الولايات المتحدة. فهو ليس مجرد كتاب للأطفال، بل هو أيضًا جسر يربط بين الأجيال المختلفة عبر إحياء الأساطير والتقاليد التي تشكل جزءًا مهمًا من الثقافة والتاريخ الأمريكي.
“أسطورة فرشاة الهندي” يقدم أكثر من مجرد قصة ملونة؛ إنه استكشاف لروح الإبداع والتفاني والبحث عن الكمال. بتفاصيله الغنية وروايته المحببة، يظل الكتاب تذكارًا دافئًا لجمال وتنوع التراث الثقافي، مما يرسخ مكانته كعمل فني وقيمي يثري مكتبة الأدب للأطفال ويشجع على تقدير الفنون والتقاليد.