عنوان الكتاب: “أسبوع فينيغان”
المؤلف: جوزيف وامبو
الناشر: ويليام مورو وشركاه
تاريخ النشر: أكتوبر 1993
الفئة: خيال، إثارة، عام
في روايته “أسبوع فينيغان”، يقدم لنا جوزيف وامبو، الكاتب المتميز في تصوير الجريمة وقوى الأمن بأسلوبه الفريد والمليء بالفكاهة، عملًا جديدًا يجسد فيه تعقيدات الجريمة بطرق لا تخلو من السخرية والحيوية. يعيد وامبو من خلال هذه الرواية تعريف مفهوم الإثارة من خلال تقديم قصة غنية بالعناصر المدهشة والمعقدة التي تتشابك في إطار ملون ومليء بالمفاجآت.
تدور أحداث الرواية حول المحقق سان دييغو فينبار بريندان فينيغان، الذي يعيش مرحلة من الحياة بين أزمة منتصف العمر والكوارث المحتملة. فينيغان، الذي يعاني من قلة النجاح كممثل ويحاول التوفيق بين عمله كمحقق وصراعاته الشخصية، يجد نفسه في مواجهة مع قاتل أكثر فتكا من أي مجرم مريض: برميل من المواد الكيميائية السامة. تتصاعد الأحداث عندما يتورط فينيغان في عملية معقدة تتضمن مؤامرة غير عقلانية تتعلق بالنفايات السامة وسرقة بضائع البحرية الأمريكية.
يبدأ التوتر عندما يقوم سائقان شاردان، يعملان لصالح شركة للتخلص من النفايات السامة يملكها جولس تمبل، وهو مليونير متورط في أعمال احتيال وتزوير، بسرقة ألفين زوجًا من الأحذية العسكرية من البحرية الأمريكية ليبيعوها في السوق السوداء المكسيكية. لكن الأمور تأخذ منعطفًا كارثيًا عندما تسوء خطتهم بشكل مفاجئ، مما يؤدي إلى سلسلة من الحوادث المروعة.
في خضم هذه الفوضى، يتعاون فينيغان مع مجموعة من المحققين المميزين. نيل سالتر، ضابطة جرائم بيئية في مكتب المدعي العام، هي امرأة في الأربعينيات من عمرها ذات جمال لافت وعاشت تجربة مؤلمة مع زواجها السابق الذي جعلها تتجنب الوقوع في حب جديد. فينيغان، الذي لم يتزوج منذ فترة طويلة، يتعرض لمشاعر معقدة تجاه نيل، حيث تحاول هي الأخرى التعامل مع خيباتها العاطفية.
وفي الجانب الآخر من التحقيق، نجد المحققة بوببي آن دوغيت من البحرية الأمريكية، والمعروفة بلقب “الكلب السيئ” من قبل زملائها في البحرية. بوببي آن، البالغة من العمر ثمانية وعشرين عامًا، تعجب بشدة بالمحقق فينيغان، مما يسبب توترًا إضافيًا بين الثلاثة. يبدأ فينيغان في تبادل مشاعر عاطفية مع بوببي آن، وهو ما يثير استياء نيل سالتر التي تطلق عليه لقب “شرطي بيتر بان” بسبب تصرفاته غير الناضجة.
تتطور الأحداث لتشمل مجموعة متنوعة من المواقع، بدءًا من اليخوت الفاخرة في ميناء سان دييغو إلى الحانات المليئة بالعنف، ثم تتسارع الأحداث إلى شوارع تيخوانا القاتلة، حيث تتكشف الأسرار وتتورط الشخصيات في مكائد الجريمة والطمع في عالم النفايات السامة. يشهد القارئ مزيجًا مثيرًا من الإثارة والتوتر في هذه الرواية، التي تنتهي بنهاية غير متوقعة ومليئة بالتشويق.
من خلال “أسبوع فينيغان”، يعرض جوزيف وامبو مهارته في تقديم رواية تتشابك فيها خيوط القصة، وتتداخل فيها الشخصيات بشكل يخلق توترًا مستمرًا. يمتاز أسلوب وامبو بقدرته على تقديم التوترات بأسلوب فكاهي وساخر، مما يجعل من هذه الرواية تجربة قراءة ممتعة وشيقة تجمع بين الإثارة والكوميديا بشكل متوازن.
تلخص “أسبوع فينيغان” أسلوب جوزيف وامبو المميز في روايات الجريمة والإثارة، حيث ينجح في دمج العناصر الترفيهية مع معالجة قضايا خطيرة ومعقدة، مما يجعله واحدًا من أبرز كتّاب الروايات البوليسية في عصره.