ضمور الخصية: التعريف، الأسباب، الأعراض، التشخيص، والعلاج

ضمور الخصية هو حالة طبية تشير إلى تقلص حجم الخصية مقارنة بالحجم الطبيعي، ويُعد علامة على خلل وظيفي في الخصية قد يؤثر على القدرة الإنجابية والصحة الجنسية. تلعب الخصيتان دورًا حيويًا في إنتاج الحيوانات المنوية وهرمون التستوستيرون الذكري، وهو الهرمون الأساسي المسؤول عن الصفات الجنسية الثانوية لدى الرجال مثل نمو الشعر، صوت الرجل، والحفاظ على الكتلة العضلية. عندما يحدث ضمور في الخصيتين، فإن ذلك قد يعكس وجود اضطراب في هذه الوظائف الحيوية، مما يستدعي فحصًا دقيقًا وفهمًا شاملاً لأسبابه وتأثيراته وطرق علاجه.

مفهوم ضمور الخصية

ضمور الخصية يعني تصغير حجم الخصية وانكماشها بشكل ملحوظ عن الحجم الطبيعي، مع فقدان جزء من نسيجها الحيوي. يمكن أن يكون الضمور جزئيًا في خصية واحدة أو شاملًا للخصيتين معًا. هذا الانخفاض في الحجم مصحوب غالبًا بانخفاض في وظيفة الخصية، سواء من حيث إنتاج الحيوانات المنوية أو إفراز الهرمونات الذكرية.

الحجم الطبيعي للخصية عند البالغين يتراوح عادة بين 15 إلى 25 ملم في الطول، و 20 إلى 30 ملم في العرض، ووزنها يتراوح بين 15 إلى 25 جرامًا. أي حجم أقل من هذا يندرج تحت ضمور الخصية.

الأسباب المؤدية إلى ضمور الخصية

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث ضمور في الخصيتين، وتتنوع بين عوامل وراثية، إصابات، التهابات، اضطرابات هرمونية، أو أمراض مزمنة. من أبرز هذه الأسباب:

1. نقص أو اضطراب في الهرمونات الذكرية

يُعد اضطراب هرمون التستوستيرون أو نقصه من أهم أسباب ضمور الخصية. حيث يؤدي انخفاض التستوستيرون إلى ضعف وظيفة الخلايا المنتجة للحيوانات المنوية وضمور النسيج الخصوي.

2. دوالي الخصية

دوالي الخصية هي توسع غير طبيعي للأوردة في كيس الصفن، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الخصية وضعف في تدفق الدم. هذا يؤثر سلبًا على إنتاج الحيوانات المنوية ويُسبب ضمورًا تدريجيًا في الخصية المصابة.

3. التهابات الخصية (التورمات)

بعض أنواع الالتهابات مثل التهاب الخصية الناتج عن فيروس النكاف أو البكتيريا تسبب تلفًا في نسيج الخصية، وقد تترك ضمورًا دائمًا في الخصية المصابة.

4. التعرض للإشعاع أو العلاج الكيميائي

العلاج الإشعاعي أو الكيميائي المستخدم في علاج بعض أنواع السرطان يمكن أن يؤثر على خلايا الخصية السليمة، مما يؤدي إلى ضمور وفقدان وظيفتها.

5. الإصابات المباشرة أو الجراحات

أي إصابة مباشرة للخصية أو جراحة في منطقة الصفن قد تؤدي إلى تلف الخصية وبالتالي ضمورها.

6. الأمراض المزمنة

مثل السكري المزمن وأمراض الكبد والكلى التي تؤثر بشكل عام على توازن الهرمونات في الجسم يمكن أن تكون سببًا في ضمور الخصية.

7. أسباب وراثية وخلقية

بعض التشوهات الخلقية أو المتلازمات الوراثية مثل متلازمة كلاينفلتر تؤدي إلى نقص في عدد كروموسومات Y أو خلل في وظيفة الخصية، مما يسبب ضمورها.

8. التعرض المستمر للسموم والكحول

تناول الكحول المفرط أو التعرض لبعض المواد الكيميائية السامة كالمبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة يؤدي إلى تلف الخصية.

الأعراض المصاحبة لضمور الخصية

يختلف ظهور الأعراض باختلاف سبب الضمور ومدى تقدمه، لكن هناك مجموعة من الأعراض والعلامات التي قد تشير إلى ضمور الخصية:

• تصغير حجم الخصية: وهو العرض الأساسي والأكثر وضوحًا، حيث تكون الخصية أصغر من الطبيعي عند الفحص اليدوي أو بالموجات فوق الصوتية.

• ضعف الانتصاب أو انخفاض الرغبة الجنسية: ناتج عن نقص هرمون التستوستيرون.

• عدم إنتاج الحيوانات المنوية أو ضعفها: مما يؤدي إلى العقم أو مشاكل في الخصوبة.

• الشعور بالألم أو الانزعاج: خاصة إذا كان السبب التهابًا أو دوالي.

• تغيرات في ملامح الجسم الذكرية: مثل ضعف نمو الشعر على الجسم أو تغير في صوت الرجل.

• التعب والإرهاق العام: قد يصاحب نقص التستوستيرون أعراض عامة مثل التعب وقلة الطاقة.

تشخيص ضمور الخصية

يبدأ تشخيص ضمور الخصية بالفحص السريري الدقيق من قبل الطبيب المختص، والذي يشمل:

• الفحص اليدوي: لقياس حجم الخصيتين والتأكد من وجود أي علامات التهاب أو دوالي.

• الموجات فوق الصوتية (السونار): لتقييم حجم الخصية وحالتها النسيجية والتأكد من وجود دوالي أو أورام.

• تحليل الدم: لقياس مستويات هرمونات الذكورة مثل التستوستيرون، الهرمون المنشط للحوصلة (FSH)، الهرمون المنشط للجسم الأصفر (LH)، والبروتين المرتبط بالهرمون الجنسي (SHBG).

• تحليل السائل المنوي: لتقييم جودة وعدد الحيوانات المنوية.

• الفحوصات الجينية: في بعض الحالات يُجرى تحليل للكروموسومات للتأكد من وجود أي متلازمات وراثية.

تأثير ضمور الخصية على الصحة والوظائف الحيوية

يؤثر ضمور الخصية بشكل كبير على الوظائف الجنسية والتناسلية للرجل، بالإضافة إلى جوانب أخرى من الصحة العامة:

• العقم: بسبب انخفاض إنتاج الحيوانات المنوية أو انعدامها.

• نقص هرمون التستوستيرون: يسبب مجموعة من المشاكل مثل انخفاض الرغبة الجنسية، ضعف الانتصاب، انخفاض كثافة العظام، فقدان الكتلة العضلية، زيادة الدهون في الجسم، وتغيرات نفسية مثل الاكتئاب والقلق.

• تغيرات في المظهر الخارجي: مثل تقلص حجم العضلات، ترقق الشعر، وتغير في توزيع الدهون.

• زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب: بسبب نقص التستوستيرون المرتبط بضمور الخصية.

• مشاكل نفسية واجتماعية: قد يواجه الرجل مشكلات نفسية مرتبطة بالعقم أو فقدان الوظيفة الجنسية.

علاج ضمور الخصية

يعتمد علاج ضمور الخصية بشكل رئيسي على السبب الكامن وراء الحالة ومدى تقدم الضمور، بالإضافة إلى الحالة الصحية العامة للمريض. العلاجات تشمل:

1. العلاج الهرموني

في حالات نقص التستوستيرون، يتم إعطاء العلاج ببدائل هرمون التستوستيرون لتعويض النقص وتحسين الوظائف الجنسية والعامة. يُمكن أن يكون ذلك عن طريق الحقن، الجل الموضعي، أو الأقراص.

2. علاج دوالي الخصية

يتم إجراء جراحة دوالي الخصية أو استخدام تقنيات غير جراحية مثل التصلب بالأشعة (Embolization) لتصحيح دوالي الخصية، مما قد يحسن من حجم الخصية ووظيفتها.

3. علاج الالتهابات

يتم استخدام المضادات الحيوية أو الأدوية المضادة للفيروسات في حالة وجود التهاب حاد للخصية.

4. تجنب العوامل الضارة

كالتوقف عن تناول الكحول، تجنب التعرض للمواد السامة، وإدارة الأمراض المزمنة مثل السكري.

5. العلاج الجراحي

في بعض الحالات التي تتطلب إزالة الأورام أو علاج إصابات الخصية، تُجرى العمليات الجراحية المناسبة.

6. تقنيات دعم الخصوبة

في حالات العقم، يمكن اللجوء إلى تقنيات التلقيح الصناعي مثل التلقيح داخل الرحم (IUI) أو الحقن المجهري (ICSI) باستخدام الحيوانات المنوية المتوفرة.

الوقاية والتدابير الصحية

للحفاظ على صحة الخصيتين والوقاية من ضمورهما، يُنصح باتباع بعض الإجراءات الصحية مثل:

• الحفاظ على وزن صحي ومتوازن.

• ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.

• الامتناع عن التدخين والكحول.

• تناول الغذاء المتوازن الغني بالفيتامينات والمعادن.

• إجراء فحوصات دورية عند ظهور أعراض مشتبه بها.

• حماية الخصيتين من الإصابات والضغوط الحرارية المرتفعة.

• علاج الأمراض المزمنة بشكل منتظم.

جدول يوضح أهم أسباب ضمور الخصية وعلاجاتها

خلاصة

ضمور الخصية حالة طبية ذات تأثيرات كبيرة على الصحة الجنسية والإنجابية للرجل. يترتب عليها تقليل حجم الخصية وانخفاض في إنتاج الهرمونات والحيوانات المنوية، مما يؤدي إلى مشاكل في الإنجاب وتغيرات جسدية ونفسية. معرفة الأسباب الدقيقة لضمور الخصية تساعد في اختيار العلاج الأنسب، الذي قد يشمل العلاج الهرموني، الجراحة، أو دعم الخصوبة. الوقاية من خلال نمط حياة صحي ومتابعة طبية مستمرة يمكن أن تحد من حدوث هذه الحالة أو تخفيف أعراضها بشكل كبير.

المراجع

1. Mayo Clinic – Testicular Atrophy: Causes and Treatments.

2. Medscape – Testicular Atrophy: Pathophysiology and Clinical Management.