أسباب وأعراض خفقان القلب

أعراض خفقان القلب: الأسباب والتشخيص والعلاج

يعتبر خفقان القلب أحد الأعراض الشائعة التي قد يعاني منها العديد من الأشخاص في مراحل مختلفة من حياتهم. قد يشعر الشخص المصاب بخفقان القلب وكأن قلبه ينبض بسرعة أو بقوة أكثر من المعتاد، أو قد يرافق ذلك شعور مفاجئ بعدم انتظام ضربات القلب. قد يكون هذا الشعور مقلقًا، وقد يثير التساؤلات حول مدى صحة القلب ووظائفه. ولكن، في العديد من الحالات، قد لا يكون خفقان القلب مؤشرًا على وجود مرض قلبي خطير. ومع ذلك، من المهم معرفة الأعراض الدقيقة لخفقان القلب وكيفية التمييز بينها وبين الحالات الأكثر خطورة.

تعريف خفقان القلب

خفقان القلب هو الشعور غير الطبيعي بسرعة أو قوة ضربات القلب أو حتى بتوقفه لبضع ثوانٍ ثم معاودة الضربات. قد يحدث هذا الخفقان بشكل مؤقت أو مستمر، ويختلف من شخص لآخر من حيث الشدة والتكرار. يمكن أن يحدث الخفقان أثناء الراحة أو النشاط البدني، وقد يرتبط ببعض المشاعر مثل القلق أو التوتر.

في بعض الحالات، قد يكون خفقان القلب غير ضار ويتلاشى من تلقاء نفسه، بينما في حالات أخرى قد يكون إشارة لمشكلة صحية تحتاج إلى تقييم طبي وعلاج. قد يشعر الشخص به في منطقة الصدر، الرقبة أو حتى الحلق.

أعراض خفقان القلب

خفقان القلب قد يكون مصحوبًا بعدد من الأعراض التي تختلف من شخص لآخر، وقد تشمل:

1. شعور سريع وغير منتظم لنبض القلب: يشعر الشخص بخفقان في الصدر أو الرقبة. قد يشعر وكأن قلبه يضرب بسرعة غير عادية أو بقوة غير مألوفة.

2. الدوران أو الدوخة: في بعض الأحيان، قد يشعر الشخص المصاب بخفقان القلب بالدوار أو حتى الإغماء، وهذا قد يحدث نتيجة لقلة تدفق الدم إلى الدماغ بسبب اضطراب ضربات القلب.

3. الشعور بالضيق في الصدر: قد يصاحب الخفقان شعور بعدم الراحة أو ثقل في منطقة الصدر، مما يثير القلق لدى الشخص.

4. التعرق الزائد: يعاني بعض الأشخاص من التعرق المفرط أثناء تعرضهم لخفقان القلب، خاصة إذا كانت الحالة مرتبطة بالتوتر أو القلق.

5. الشعور بالتعب العام: إذا استمر خفقان القلب لفترة طويلة أو كان ناتجًا عن حالة طبية، قد يشعر الشخص بالإرهاق العام أو انخفاض مستوى الطاقة.

6. الشعور بتوقف مفاجئ لنبضات القلب: أحيانًا قد يشعر الشخص بتوقف مفاجئ لضربات القلب ثم يعود القلب للنبض مرة أخرى بشكل سريع أو غير منتظم.

7. ألم الصدر: قد يرافق الخفقان شعورًا بألم في الصدر، قد يكون حادًا أو مؤلمًا، وقد يكون هذا الألم إشارة على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى عناية طبية فورية.

أسباب خفقان القلب

تتعدد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى خفقان القلب، ومنها:

1. التوتر والقلق: يعتبر التوتر النفسي والقلق من أكثر الأسباب شيوعًا لخفقان القلب، حيث يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الأدرينالين التي تزيد من سرعة نبضات القلب.

2. التمارين الرياضية الشاقة: عندما يبذل الشخص مجهودًا بدنيًا شديدًا، يزداد معدل ضربات القلب بشكل طبيعي لتلبية احتياجات الجسم من الأوكسجين والطاقة.

3. الاستخدام المفرط للمحفزات: مثل الكافيين أو النيكوتين أو بعض الأدوية المنبهة التي تؤثر على معدل ضربات القلب.

4. حالات صحية مرتبطة بالقلب: مثل الرجفان الأذيني أو تسرع القلب البطيني، وهما نوعان من الاضطرابات التي تؤثر على انتظام ضربات القلب.

5. فقر الدم: نقص خلايا الدم الحمراء في الجسم قد يؤدي إلى خفقان القلب، حيث يحاول القلب تعويض نقص الأوكسجين في الدم عن طريق زيادة سرعة ضرباته.

6. مشاكل الغدة الدرقية: الإفراط في نشاط الغدة الدرقية (فرط النشاط الدرقي) يمكن أن يزيد من معدل ضربات القلب ويسبب خفقانًا.

7. الحمل: خلال فترة الحمل، قد يزداد حجم الدم وبالتالي قد يضطر القلب إلى زيادة عدد ضرباته لتعويض هذا التغيير.

8. الجفاف: نقص السوائل في الجسم يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حجم الدم، مما قد يسبب خفقانًا في القلب.

9. الحرارة أو البرودة الشديدة: التغيرات في درجات الحرارة قد تؤدي إلى تغييرات في سرعة نبضات القلب.

تشخيص خفقان القلب

يبدأ تشخيص خفقان القلب عادةً بمراجعة تاريخ المريض الطبي، بما في ذلك الأعراض المصاحبة، وتحديد ما إذا كانت هناك عوامل محفزة قد تؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب. قد تشمل خطوات التشخيص ما يلي:

1. الفحص السريري: سيقوم الطبيب بفحص جسم المريض وتحديد وجود أي علامات قد تشير إلى أمراض قلبية أو مشاكل صحية أخرى.

2. اختبارات الدم: يمكن أن تساعد اختبارات الدم في تشخيص بعض الحالات مثل فقر الدم أو مشاكل الغدة الدرقية.

3. مخطط كهربائية القلب (ECG): هذا الاختبار يقيس النشاط الكهربائي للقلب ويوفر معلومات دقيقة حول انتظام ضرباته. قد يُستخدم لتشخيص أنواع معينة من الاضطرابات القلبية مثل الرجفان الأذيني.

4. مراقبة هولتر: يتم استخدام جهاز هولتر لمراقبة ضربات القلب على مدار 24 ساعة أو أكثر، ويقوم بتسجيل النشاط الكهربائي للقلب لتحديد ما إذا كانت هناك أي اضطرابات.

5. اختبار الجهد: يتم هذا الاختبار أثناء ممارسة الرياضة على جهاز المشي لمراقبة استجابة القلب للجهد البدني. يساعد في الكشف عن وجود مشاكل في الشرايين التاجية أو في وظيفة القلب.

علاج خفقان القلب

يعتمد علاج خفقان القلب على السبب الأساسي للاضطراب. في بعض الحالات، لا يحتاج الشخص إلى علاج إذا كان الخفقان ناتجًا عن التوتر أو القلق، ويمكنه تخفيفه بتقنيات الاسترخاء. ولكن في حالات أخرى قد يتطلب العلاج تدخلًا طبيًا، ومن خيارات العلاج:

1. تغيير نمط الحياة: مثل تقليل التوتر، الابتعاد عن المحفزات مثل الكافيين، والمشاركة في النشاط البدني المعتدل، والتأكد من تناول غذاء صحي ومتوازن.

2. الأدوية: يمكن للطبيب أن يصف أدوية لتنظيم ضربات القلب مثل بيتا بلوكرات أو أدوية مضادة للقلق.

3. الإجراءات الطبية: في حالات معينة، قد يكون من الضروري إجراء إجراءات طبية مثل التلاعب بالكهرباء (الاستئصال الكهربائي) لإصلاح الاضطرابات القلبية.

4. الجراحة: إذا كانت الاضطرابات القلبية ناجمة عن مرض قلبي هيكلي مثل تضيق الشرايين التاجية، قد يتطلب الأمر جراحة لتصحيح المشكلة.

5. العلاج النفسي: في الحالات المرتبطة بالتوتر والقلق، قد يوصي الطبيب بالعلاج النفسي مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) لتقليل القلق الذي يساهم في الخفقان.

الوقاية من خفقان القلب

الوقاية من خفقان القلب تتطلب الاهتمام بنمط الحياة والابتعاد عن العوامل التي قد تؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب. ومن النصائح الوقائية:

• الابتعاد عن المحفزات مثل الكافيين والكحول.

• إدارة التوتر والقلق من خلال تمارين التنفس العميق أو التأمل.

• ممارسة الرياضة بانتظام للحفاظ على صحة القلب.

• التأكد من تناول نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن الضرورية.

• الحفاظ على وزن صحي والابتعاد عن السمنة.

خاتمة

على الرغم من أن خفقان القلب في الغالب لا يشير إلى مشكلة صحية خطيرة، فإنه في بعض الحالات قد يكون علامة على وجود اضطراب قلبي أو مشكلة صحية أخرى. إذا كان خفقان القلب متكررًا أو مصحوبًا بأعراض أخرى مثل ألم الصدر أو الدوخة، فإنه يجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة بشكل دقيق.