أسباب قلة دم الدورة الشهرية

أسباب قلة دم الدورة الشهرية: شرح شامل ومعمق

تعد الدورة الشهرية من الظواهر الطبيعية التي تمر بها النساء منذ مرحلة البلوغ وحتى سن اليأس، وتتفاوت مدة وطبيعة الدورة من امرأة لأخرى. من بين المشكلات التي قد تعاني منها النساء في هذه الفترة هي قلة دم الدورة الشهرية، وهي حالة تحدث عندما يكون تدفق الدم خلال الدورة الشهرية أقل من المعتاد. يمكن أن تصاحب هذه الحالة العديد من الأعراض والمشاكل الصحية، وقد تشير إلى خلل أو اضطراب في الجسم. في هذا المقال، سيتم استعراض الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى قلة دم الدورة الشهرية، بالإضافة إلى مناقشة العوامل المؤثرة والعلاج المتاح.

1. التغيرات الهرمونية وتأثيرها على الدورة الشهرية

الهرمونات هي المسؤولة عن تنظيم الدورة الشهرية. عندما تحدث اضطرابات في مستوى الهرمونات مثل الإستروجين والبروجسترون، يمكن أن تؤثر هذه الاضطرابات في عملية الإباضة وفي طبيعة الدورة الشهرية بشكل عام. في حالات معينة، قد يؤدي انخفاض مستويات الإستروجين إلى حدوث قلة في تدفق الدم أثناء الدورة الشهرية، حيث يصبح بطانة الرحم أقل سمكًا وأقل استعدادًا للنزيف.

الأسباب الهرمونية الرئيسية:

• ارتفاع مستويات البرولاكتين: البرولاكتين هو الهرمون المسؤول عن تحفيز إنتاج الحليب في الثدي. عندما يكون مستوى البرولاكتين مرتفعًا بشكل غير طبيعي، قد يؤثر ذلك على وظيفة المبيض ويؤدي إلى نقص في التبويض وبالتالي قلة دم الدورة الشهرية.

• الاضطرابات في هرمونات الغدة الدرقية: الغدة الدرقية تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم العديد من العمليات الحيوية في الجسم، بما في ذلك الدورة الشهرية. سواء كان هناك نقص أو زيادة في إفراز الهرمونات الدرقية، يمكن أن يؤثر ذلك على الدورة الشهرية ويؤدي إلى قلة الدم أو تغييرات أخرى في نمط الدورة.

• متلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS): تعتبر متلازمة المبيض المتعدد الكيسات من أكثر الأسباب شيوعًا لاضطراب الدورة الشهرية، حيث تؤدي هذه الحالة إلى إنتاج المبيض مستويات عالية من الهرمونات الذكرية، مما يعطل التوازن الهرموني ويؤدي إلى قلة تدفق الدم في الدورة الشهرية.

2. التوتر النفسي والضغوطات الحياتية

التوتر النفسي هو عامل آخر يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الدورة الشهرية. عندما يتعرض الجسم لمواقف ضاغطة أو مشاعر سلبية لفترات طويلة، يفرز الجسم هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، التي يمكن أن تؤثر على الجهاز التناسلي وتعطل توازن الهرمونات في الجسم. نتيجة لذلك، قد تصبح الدورة الشهرية غير منتظمة أو قد يحدث نقص في تدفق الدم.

التوتر النفسي يمكن أن يسبب اضطرابات في مراكز الدماغ التي تتحكم في تنظيم الدورة الشهرية، مثل منطقة الوطاء والغدة النخامية، مما يؤدي إلى تدهور في وظيفة المبايض. بالتالي، قد يلاحظ البعض نقصًا في كمية الدم خلال الدورة الشهرية.

3. النظام الغذائي والتغذية غير السليمة

النظام الغذائي غير المتوازن قد يكون سببًا رئيسيًا في قلة دم الدورة الشهرية. عندما لا يحصل الجسم على كفايته من العناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن، أو عندما يكون هناك نقص في الوزن بشكل ملحوظ، يمكن أن يتأثر إنتاج الهرمونات المسؤولة عن الدورة الشهرية.

العوامل الغذائية المؤثرة:

• نقص في الحديد: الحديد ضروري لإنتاج الدم وصحة الدورة الشهرية. نقصه قد يؤدي إلى نقص في كمية الدم خلال الدورة الشهرية.

• نقص في الدهون الصحية: الدهون تلعب دورًا مهمًا في إنتاج الهرمونات الجنسية، وعند نقصها قد تنخفض مستويات الهرمونات وتؤدي إلى قلة الدم.

• نقص الوزن المفرط: النساء اللواتي يعانين من نقص الوزن أو اللواتي يمارسن تمارين رياضية مكثفة قد يعانين من اضطرابات هرمونية تؤدي إلى قلة دم الدورة الشهرية.

4. استخدام وسائل منع الحمل

تعتبر وسائل منع الحمل الهرمونية من الأسباب الشائعة لحدوث قلة في تدفق الدم أثناء الدورة الشهرية. العديد من الوسائل مثل حبوب منع الحمل، اللولب الهرموني، والحقن الهرمونية قد تؤثر على إنتاج الهرمونات وتغير نمط الدورة الشهرية. هذه الوسائل قد تؤدي إلى تقليل كمية الدم أو حتى توقف الدورة الشهرية تمامًا في بعض الحالات.

تعمل وسائل منع الحمل الهرمونية على تثبيط الإباضة أو تقليل سمك بطانة الرحم، مما يحد من نزيف الدورة الشهرية. بالإضافة إلى ذلك، قد تشعر النساء اللواتي يستخدمن وسائل منع الحمل الهرمونية بتغييرات في مواعيد الدورة أو تغيرات في كمية الدم.

5. اضطرابات في وظيفة المبيض

عندما يكون هناك خلل في وظيفة المبيض، مثل وجود مشاكل في التبويض، يمكن أن يؤدي ذلك إلى قلة الدم في الدورة الشهرية. الأسباب التي قد تؤدي إلى اضطرابات في التبويض تشمل:

• الإجهاد البدني: الرياضة المفرطة أو النشاط البدني الشديد قد تؤدي إلى اضطراب وظيفة المبيض.

• التقدم في السن: مع التقدم في السن، قد يقل إنتاج المبايض من الهرمونات، مما يؤدي إلى انخفاض تدفق الدم خلال الدورة الشهرية.

• مشاكل صحية أخرى مثل التهاب بطانة الرحم: هذه الحالة قد تؤثر على قدرة المبايض على إنتاج هرمونات بشكل صحيح وبالتالي تؤدي إلى قلة تدفق الدم.

6. الأمراض المزمنة والتغيرات في الوزن

الأمراض المزمنة مثل السكري، أمراض الكبد، واضطرابات الجهاز المناعي يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على صحة الدورة الشهرية. هذه الأمراض قد تؤدي إلى انخفاض مستويات الهرمونات أو تؤثر على قدرة الجسم على إنتاج الدم.

التغيرات في الوزن:

• السمنة: الوزن الزائد قد يؤدي إلى تغييرات هرمونية تؤثر على الدورة الشهرية.

• النحافة الشديدة: كما ذكرت سابقًا، انخفاض الوزن بشكل مفرط قد يؤدي إلى قلة الدم في الدورة الشهرية، حيث تؤثر قلة الدهون في الجسم على مستويات الهرمونات.

7. الأدوية والعلاج الطبي

بعض الأدوية قد تؤثر أيضًا على الدورة الشهرية. على سبيل المثال، الأدوية المضادة للاكتئاب، الأدوية التي تعالج السرطان، أدوية مضادة للتجلط، وبعض الأدوية الأخرى قد تسبب تغييرات في الدورة الشهرية. قد تؤدي هذه الأدوية إلى خفض تدفق الدم خلال الدورة الشهرية أو قد تكون السبب في انقطاع الدورة الشهرية تمامًا.

8. التغيرات الفسيولوجية في الجسم

قد تؤدي التغيرات الفسيولوجية في جسم المرأة إلى حدوث تغييرات في الدورة الشهرية. على سبيل المثال:

• الرضاعة الطبيعية: قد تؤثر الرضاعة على الدورة الشهرية، حيث ينخفض تدفق الدم في بعض الحالات بسبب الارتفاع المؤقت في مستويات البرولاكتين.

• المرحلة الانتقالية للانقطاع الطمث: في الفترة التي تسبق انقطاع الطمث (ما يسمى بالطمث الانتقالي)، قد يحدث تباين كبير في تدفق الدم، حيث قد تلاحظ بعض النساء قلة في كمية الدم.

9. التغيرات في نمط الحياة

العوامل التي تؤثر على نمط الحياة مثل تغيرات في مواعيد النوم، السفر المستمر، أو التغيرات المفاجئة في البيئة قد تؤثر على دورة المرأة الشهرية. هذه التغيرات قد تؤدي إلى اختلال توازن الهرمونات في الجسم وتسبب قلة دم الدورة الشهرية.

10. الأورام والأمراض النسائية

بعض الأورام الحميدة مثل الأورام الليفية في الرحم أو الأورام الحميدة في المبايض قد تؤدي إلى تقليل تدفق الدم في الدورة الشهرية. هذه الأورام قد تؤثر على إنتاج الهرمونات وتسبب اضطرابات في الدورة الشهرية.

أمراض أخرى مثل التهاب الحوض أو بطانة الرحم المهاجرة قد تؤدي أيضًا إلى اضطرابات في الدورة الشهرية.