8 أسباب مرضية تفقد طفلك الشهية للطعام
تعد مسألة فقدان الشهية للطعام لدى الأطفال من المواضيع التي تشغل بال الكثير من الأمهات والآباء. ففي بعض الأحيان، قد يكون الطفل غير مهتم بالطعام أو يرفض تناوله بشكل مفاجئ، مما يسبب القلق. لا يتوقف الأمر عند القلق فقط، بل قد يتطور ليؤثر على صحة الطفل بشكل عام إذا لم يتم التعامل معه بالشكل الصحيح. فقدان الشهية قد يكون ظاهرة مؤقتة أو قد يكون مرتبطًا بحالة مرضية تتطلب اهتمامًا خاصًا. في هذا المقال، سنستعرض ثمانية أسباب مرضية قد تؤدي إلى فقدان الشهية لدى الأطفال وكيفية التعامل معها.
1. العدوى الفيروسية أو البكتيرية
العدوى الفيروسية أو البكتيرية تعد من الأسباب الأكثر شيوعًا لفقدان الشهية لدى الأطفال. عندما يصاب الطفل بعدوى، مثل نزلات البرد أو الأنفلونزا أو التهاب الحلق أو التسمم المعوي، يمكن أن تتأثر قدرة الطفل على تناول الطعام. هذه العدوى تؤدي إلى أعراض أخرى مثل ارتفاع درجة الحرارة، ألم الحلق، أو آلام البطن، مما يجعل الطفل يشعر بعدم الراحة ويفقد رغبة في تناول الطعام.
على الرغم من أن هذا النوع من فقدان الشهية يعد أمرًا طبيعيًا نتيجة للمرض، إلا أنه من المهم مراقبة الحالة الصحية للطفل والتأكد من عدم تعرضه للجفاف بسبب قلة تناول الطعام أو السوائل.
2. التسمم الغذائي
التسمم الغذائي هو حالة يحدث فيها تفاعل مع المواد السامة أو البكتيريا في الطعام الذي يتناوله الطفل. يمكن أن تكون الأعراض المصاحبة للتسمم الغذائي، مثل الإسهال، التقيؤ، وآلام المعدة، السبب وراء فقدان شهية الطفل للطعام. غالبًا ما يعاني الأطفال من هذه الحالة بسبب تناول أطعمة ملوثة أو غير طازجة.
إذا كانت هناك أعراض مشابهة للتسمم الغذائي، يجب على الأهل التواصل مع الطبيب على الفور. وعادةً ما يعالج التسمم الغذائي عن طريق استبدال السوائل المفقودة وتقديم أطعمة خفيفة وسهلة الهضم بعد التعافي.
3. الحساسية الغذائية
الحساسية الغذائية هي رد فعل جهاز المناعة تجاه بعض الأطعمة مثل الحليب، البيض، المكسرات، أو السمك. قد تؤدي هذه الحساسية إلى ظهور أعراض مثل الطفح الجلدي، القيء، الإسهال، أو حتى صعوبة في التنفس. في بعض الحالات، قد لا تظهر الأعراض الواضحة للحساسية ولكن الطفل قد يعاني من شعور عام بعدم الراحة الذي يجعله يتجنب تناول الطعام.
إذا كان لدى الطفل تاريخ عائلي من الحساسية الغذائية أو إذا لاحظت الأم تغيرات سلوكية أو جسدية بعد تناول نوع معين من الطعام، ينبغي أن يتم فحص الطفل من قبل طبيب مختص.
4. مشاكل الجهاز الهضمي
من الأسباب التي قد تؤدي إلى فقدان الشهية لدى الأطفال وجود مشاكل في الجهاز الهضمي. مثل هذه المشكلات قد تشمل التهاب المعدة أو الأمعاء، القرحة المعدية، أو متلازمة القولون العصبي. يمكن أن تؤدي هذه الحالات إلى شعور الطفل بألم في البطن أو نفخة، مما يجعله يرفض الطعام. كما أن بعض الأطفال قد يعانون من اضطرابات هضمية تؤدي إلى حدوث تقرحات أو التهابات قد تكون غير مرئية للأم.
يعد التشخيص المبكر لهذه المشاكل أمرًا بالغ الأهمية لعلاجها بشكل صحيح. يمكن أن يتم التشخيص من خلال فحوصات طبية مثل الأشعة السينية أو التنظير، وتستدعي هذه الحالات غالبًا تدخلات طبية وعلاجًا مكملًا لتحسين عملية الهضم وراحة الطفل.
5. الإمساك المزمن
الإمساك المزمن هو من المشكلات التي قد تؤدي إلى فقدان شهية الطفل. يحدث الإمساك عندما يصبح البراز جافًا أو صلبًا أو يصعب إخراجه. عندما يعاني الطفل من الإمساك لفترة طويلة، قد يشعر بألم في البطن أو انتفاخ، مما يجعله يرفض تناول الطعام خوفًا من شعور غير مريح أثناء الأكل.
من المهم مراقبة حركة الأمعاء لدى الطفل وتقديم الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات للمساعدة في تسهيل عملية الهضم. في الحالات المزمنة، قد يكون من الضروري استشارة طبيب مختص لتقييم العلاج المناسب.
6. الأنيميا أو نقص الحديد
الأنيميا هي حالة تنشأ عندما لا يحتوي الدم على ما يكفي من الهيموغلوبين أو كريات الدم الحمراء. وهي غالبًا ما تحدث بسبب نقص الحديد في الجسم. الأطفال الذين يعانون من الأنيميا قد يشعرون بالتعب، الضعف، وفقدان الشهية. هذه الأعراض تجعل الطفل غير مهتم بالطعام وقد يرفض تناوله بشكل متكرر.
إذا كانت الأم تلاحظ على طفلها علامات مثل شحوب الجلد، التعب المستمر، أو شعور بالإعياء، فقد يكون ذلك مؤشرًا على نقص الحديد. في مثل هذه الحالات، ينصح بزيارة الطبيب لإجراء فحص الدم وتحديد العلاج المناسب، مثل تناول مكملات الحديد أو تعديل النظام الغذائي لزيادة تناول الأطعمة الغنية بالحديد.
7. مشاكل نفسية أو اضطرابات سلوكية
العوامل النفسية تلعب دورًا كبيرًا في فقدان الشهية لدى الأطفال. قد يمر الطفل بمراحل من القلق أو الاكتئاب أو التوتر نتيجة لضغوطات نفسية أو اجتماعية. قد تؤدي هذه المشاعر إلى تغييرات في سلوك الطفل، بما في ذلك فقدان الرغبة في الطعام. كما أن بعض الأطفال يعانون من اضطرابات سلوكية مثل اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) قد تؤدي إلى صعوبة في الجلوس والتركيز على تناول الطعام.
من المهم أن يلاحظ الوالدان أي تغييرات في سلوك الطفل ويبحثا عن الأسباب النفسية المحتملة لفقدان الشهية. قد يتطلب الأمر استشارة مختص في الصحة النفسية للأطفال لتقديم الدعم اللازم للطفل.
8. التغيرات الهرمونية
قد تؤثر التغيرات الهرمونية على شهية الطفل، خاصةً في فترة النمو السريع مثل مرحلة المراهقة. تغيرات الهرمونات قد تتسبب في انخفاض الشهية للطعام أو في حدوث تقلبات غير متوقعة في رغبة الطفل في تناول الطعام. غالبًا ما يشهد الأطفال خلال هذه الفترة أيضًا تغييرات في أسلوب حياتهم مثل زيادة النشاط البدني أو الانشغال بالأنشطة الاجتماعية التي قد تؤثر على عاداتهم الغذائية.
على الرغم من أن هذه التغيرات تعد جزءًا طبيعيًا من النمو، إلا أنه من الضروري متابعة حالته العامة والتأكد من حصوله على التغذية اللازمة لدعم نموه.
الخلاصة
فقدان الشهية لدى الأطفال يمكن أن يكون نتيجة لعدة أسباب مرضية مختلفة تتراوح من العدوى البسيطة إلى مشاكل صحية أكثر تعقيدًا. من الضروري أن يولي الوالدان اهتمامًا خاصًا لأي تغييرات في عادات تناول الطعام لدى أطفالهم، وأن يتخذوا الإجراءات المناسبة بناءً على الأعراض التي يعاني منها الطفل. في حالة استمرار فقدان الشهية أو ظهور أعراض مقلقة أخرى، يجب استشارة الطبيب للحصول على تشخيص دقيق وعلاج مناسب.
