أسباب رئيسية للإصابة بالسرطان

أسباب رئيسية للإصابة بالسرطان:

السرطان هو مجموعة من الأمراض التي تتميز بنمو غير طبيعي للخلايا في أجزاء مختلفة من الجسم، ويمكن أن يصيب أي عضو أو نسيج في الإنسان. يعتبر السرطان من الأسباب الرئيسية للوفاة في العديد من أنحاء العالم، وله تأثيرات كبيرة على الأفراد والمجتمعات. رغم أن هناك العديد من العوامل التي قد تساهم في تطور السرطان، إلا أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بهذه الأمراض. سنستعرض في هذا المقال الأسباب الرئيسية للإصابة بالسرطان، وكيفية تأثيرها على الجسم، والأبحاث الحديثة التي تدعم هذه النظريات.

1. التدخين وتعرض الجسم للمواد السامة

يعد التدخين من أهم العوامل التي تساهم بشكل كبير في الإصابة بالسرطان، خاصة سرطان الرئة. يحتوي دخان السجائر على أكثر من 7,000 مادة كيميائية، العديد منها يعتبر سامًا ويمكن أن يؤدي إلى تغييرات وراثية في الخلايا. هذه المواد السامة تؤثر بشكل مباشر على الحمض النووي (DNA) في الخلايا، مما يؤدي إلى تدمير الخلايا السليمة وتحفيز نمو الخلايا السرطانية.

عند التدخين، تستنشق الرئتان الدخان المحمل بالمواد الكيميائية، التي تتغلغل إلى الأنسجة الرئوية. هذه المواد تؤثر على قدرة الجسم في إصلاح الخلايا التالفة، مما يزيد من خطر حدوث طفرات جينية تؤدي إلى تكاثر الخلايا بشكل غير طبيعي. من بين أبرز أنواع السرطان التي يرتبط التدخين بتطويرها، سرطان الرئة، والذي يعد الأكثر شيوعًا بين المدخنين، إضافة إلى سرطان الحنجرة والفم والمريء والمثانة.

تأثير المواد السامة:

• النيكوتين: يساهم في زيادة السرعة التي تنمو بها الأورام، كما أنه يسبب تغيرات في الخلايا التي قد تؤدي إلى تكون أورام سرطانية.

• القطران: يعد من المواد المسببة للسرطان، وهو يسبب تلفًا في الأنسجة الرئوية.

• أول أكسيد الكربون: يمكن أن يقلل من قدرة الدم على حمل الأوكسجين، مما يؤثر على عملية الأيض في الخلايا.

إضافة إلى التدخين التقليدي، هناك أيضًا التدخين السلبي، الذي يؤدي إلى استنشاق الأشخاص غير المدخنين لدخان السجائر الذي يفرزه المدخنون. هذا يعرضهم أيضًا لنفس المواد السامة ويزيد من خطر إصابتهم بأنواع مختلفة من السرطان.

2. التعرض للأشعة فوق البنفسجية (UV)

التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية يعد أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بسرطان الجلد، بما في ذلك الأنواع الشائعة مثل الميلانوما وسرطان الجلد غير الميلانيني. هذه الأشعة الضارة تأتي من الشمس بشكل رئيسي، وكذلك من أجهزة التسمير الصناعية. عند تعرض الجلد للأشعة فوق البنفسجية، تخترق الأشعة الطبقات العليا للجلد وتسبب تلفًا في الخلايا، مما يؤدي إلى تغيرات في الحمض النووي (DNA).

يشير العديد من الباحثين إلى أن التعرض المتكرر للشمس، خاصة في فترات زمنية طويلة أو أثناء فترات الذروة الشمسية، يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد. في البداية، قد يظهر ذلك على شكل حروق شمسية، ولكن إذا تكررت هذه الحروق أو تم التعرض للأشعة دون حماية، فإن ذلك يزيد من فرص حدوث الطفرات الجينية في الخلايا الجلدية.

كيف تؤثر الأشعة فوق البنفسجية على الجلد:

• التلف الجيني: الأشعة فوق البنفسجية يمكن أن تسبب تغييرات في الجينات المسؤولة عن تنظيم نمو الخلايا، ما يؤدي إلى تكاثر خلايا غير طبيعية.

• زيادة تكاثر الخلايا السرطانية: الأشعة تؤدي إلى ضعف قدرة الجسم على إصلاح الخلايا التالفة، ما يعزز من تكاثر الخلايا السرطانية في الجلد.

• الأضرار التراكمية: التعرض المستمر للأشعة فوق البنفسجية على مدى سنوات قد يتسبب في تراكم الأضرار، مما يزيد من احتمال ظهور الأورام في وقت لاحق.

يمكن الوقاية من هذه المخاطر باستخدام واقي الشمس بشكل منتظم، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترات الذروة، وارتداء الملابس الواقية من الشمس.

3. النظام الغذائي والعوامل الغذائية

النظام الغذائي يعد أحد العوامل التي تلعب دورًا محوريًا في الوقاية من السرطان أو زيادته. تناول الأطعمة غير الصحية، مثل الأطعمة المصنعة والغنية بالدهون المشبعة، يمكن أن يساهم في تطور بعض أنواع السرطان. كما أن النظام الغذائي الذي يفتقر إلى المغذيات الأساسية، مثل الفواكه والخضراوات التي تحتوي على مضادات الأكسدة، يمكن أن يقلل من قدرة الجسم على مكافحة الجذور الحرة والتلف الخلوي.

تأثير الأطعمة المصنعة على السرطان:

• اللحوم المصنعة: أظهرت الدراسات أن اللحوم المصنعة مثل السجق والنقانق قد تحتوي على مواد مسرطنة مثل النيتروزامينات. هذه المواد تتكون أثناء عملية المعالجة أو الطهي، ويمكن أن تؤدي إلى تغييرات جينية في الخلايا المعوية.

• الدهون المشبعة: تعتبر الدهون المشبعة، الموجودة بكثرة في اللحوم الحمراء والأطعمة السريعة، عاملاً مسهمًا في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.

• الأطعمة التي تحتوي على السكريات المكررة: تعتبر السكريات المكررة والكربوهيدرات المكررة من العوامل التي تؤثر على استجابة الجسم للأنسولين. ارتفاع مستويات الأنسولين قد يزيد من تكاثر الخلايا السرطانية.

في المقابل، أظهرت دراسات أن تناول الأطعمة الغنية بالألياف، مثل الخضراوات والفواكه، يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان. الأطعمة التي تحتوي على مضادات الأكسدة، مثل الفواكه الملونة والخضراوات، تلعب دورًا حيويًا في حماية الجسم من الأضرار الخلوية وتمنع تكاثر الخلايا السرطانية.

الوقاية الغذائية:

• زيادة استهلاك الفواكه والخضراوات: تحتوي هذه الأطعمة على مضادات أكسدة مهمة مثل فيتامين C وفيتامين E، التي تساعد في منع الأضرار الخلوية.

• تناول الأطعمة الغنية بالألياف: الألياف تعمل على تحسين عملية الهضم وتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون.

• تقليل الدهون المشبعة: يجب تقليل استهلاك اللحوم الدهنية، والتوجه نحو مصادر البروتين الصحية مثل الأسماك والبقوليات.

الختام:

تشير الدراسات إلى أن هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى تطور السرطان، وأن الوقاية من هذه العوامل قد تساهم في تقليل خطر الإصابة. التدخين، والتعرض للأشعة فوق البنفسجية، والنظام الغذائي غير الصحي هي من أبرز الأسباب التي تساهم في زيادة احتمالية الإصابة بهذا المرض. من خلال اتخاذ خطوات للحد من هذه العوامل، مثل الإقلاع عن التدخين، واتباع نظام غذائي متوازن، والحد من التعرض لأشعة الشمس الضارة، يمكن للإنسان تقليل فرص الإصابة بالسرطان بشكل كبير.