أسباب تغير مستويات السكر في الدم

8 أسباب خفية وراء تغير مستوى السكر في الدم

مستوى السكر في الدم هو أحد العوامل الحيوية التي تؤثر بشكل مباشر على صحتنا العامة، ويعد استقرار هذا المستوى أمرًا ضروريًا للحفاظ على أداء الجسم بشكل طبيعي. ومع ذلك، هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى تقلبات في مستويات السكر في الدم، بعضها قد يكون خفيًا أو غير مدرك بالنسبة للكثيرين. في هذا المقال، سنتناول ثمانية أسباب خفية يمكن أن تؤثر على مستويات السكر في الدم، وكيفية فهمها للتقليل من تأثيراتها وتحسين صحة الجسم.

1. التوتر والضغوط النفسية

التوتر النفسي هو أحد العوامل التي تُؤثر على صحة الجسم بشكل عام، وقد يتسبب في تقلبات مفاجئة في مستوى السكر في الدم. عندما يتعرض الجسم لمواقف تسبب التوتر، يقوم الدماغ بإفراز هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، وهي هرمونات تساهم في زيادة مستويات الجلوكوز في الدم. هذه الزيادة في السكر تحدث نتيجة لتحفيز الجسم على الاستجابة السريعة للتوتر، وهو ما يسمى بـ”استجابة القتال أو الهروب”.

للأسف، عند تعرض الشخص للتوتر المزمن، يمكن أن يصبح الجسم أقل قدرة على التعامل مع هذه الزيادة في الجلوكوز، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على مستوى السكر في الدم. لذلك، يُنصح بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق لتقليل التوتر وتحقيق توازن في مستويات السكر.

2. قلة النوم والتقلبات في مواعيده

قلة النوم أو النوم غير المنتظم له تأثير كبير على توازن السكر في الدم. أثناء النوم، يقوم الجسم بإفراز هرمونات تساعد في تنظيم مستوى الجلوكوز في الدم. لكن عندما تكون ساعات النوم غير كافية أو متقطعة، قد يؤثر ذلك سلبًا على قدرة الجسم على إفراز هذه الهرمونات بشكل منتظم. على سبيل المثال، قلة النوم قد تُزيد من مقاومة الجسم للإنسولين، وهو ما يعني أن خلايا الجسم تصبح أقل استجابة لهذا الهرمون المسؤول عن نقل الجلوكوز إلى الخلايا.

كما أن التغيرات في نمط النوم، مثل النوم لفترات قصيرة أو النوم في ساعات متأخرة من الليل، يمكن أن تؤدي إلى عدم انتظام مستوى السكر في الدم. وبالتالي، فإن الحصول على نوم كافٍ ومناسب يساعد على الحفاظ على استقرار مستويات السكر وتحسين الصحة العامة.

3. التغيرات في النظام الغذائي والعادات الغذائية

التغذية هي أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر بشكل مباشر على مستوى السكر في الدم. تناول الطعام بكميات كبيرة في وجبة واحدة، أو تناول أطعمة تحتوي على نسبة عالية من السكر أو الكربوهيدرات البسيطة، يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات الجلوكوز في الدم. من ناحية أخرى، قد يؤدي نقص تناول الأطعمة المغذية أو تناول كميات قليلة جدًا من الطعام إلى انخفاض السكر في الدم، وهو ما يُعرف بنقص سكر الدم أو “الهيبوجلايسيميا”.

من الأطعمة التي تساهم في رفع مستويات السكر بشكل سريع هي الحلويات والمشروبات الغازية، بينما يمكن للأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه الكاملة أن تساهم في استقرار مستويات السكر. لذا، من المهم تناول وجبات متوازنة تحتوي على مزيج من البروتينات، الألياف، والدهون الصحية، مع تقليل تناول السكريات المضافة.

4. التمارين الرياضية المفرطة أو غير الكافية

النشاط البدني هو أحد العوامل الهامة في تنظيم مستويات السكر في الدم. من خلال ممارسة التمارين الرياضية، يحسن الجسم من استجابته للإنسولين، مما يسمح للسكر بالدخول إلى الخلايا واستخدامه كمصدر للطاقة. لكن ممارسة الرياضة بشكل مفرط أو عدم ممارسة أي نشاط بدني على الإطلاق قد يؤدي إلى تغيرات مفاجئة في مستوى السكر في الدم.

عند ممارسة الرياضة بشكل مفرط دون تناول الطعام المناسب قبل أو بعد التمرين، قد يحدث انخفاض في مستوى السكر في الدم، مما يُعرض الشخص لخطر الإصابة بهبوط السكر. من ناحية أخرى، إذا كان الشخص لا يمارس الرياضة بشكل كافٍ، فإن الجسم قد يصبح أقل قدرة على معالجة السكر بشكل فعّال، مما يؤدي إلى زيادة في مستوى الجلوكوز. لذلك، من المهم إيجاد التوازن الصحيح في ممارسة التمارين الرياضية لضمان استقرار مستوى السكر في الدم.

5. التغيرات في مستويات الهرمونات

الهرمونات تلعب دورًا كبيرًا في تنظيم مستويات السكر في الدم. على سبيل المثال، يُعتبر هرمون الإنسولين هو الهرمون الرئيسي الذي ينظم كمية الجلوكوز في الدم. إلا أن هناك العديد من الهرمونات الأخرى التي يمكن أن تؤثر على هذا المستوى، مثل هرمونات الغدة الدرقية، الكورتيزول، والهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والبروجستيرون.

على سبيل المثال، النساء قد يواجهن تقلبات في مستوى السكر في الدم خلال فترة الدورة الشهرية أو الحمل بسبب التغيرات في مستويات الهرمونات. في هذه الفترات، قد يصبح الجسم أكثر مقاومة للإنسولين أو أقل قدرة على التعامل مع الجلوكوز، مما يؤدي إلى تغيرات في مستوى السكر في الدم. إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات هرمونية مثل مشاكل في الغدة الدرقية، فقد يؤدي ذلك أيضًا إلى تأثيرات كبيرة على مستوى السكر في الدم.

6. الأدوية والمكملات الغذائية

بعض الأدوية التي يتم تناولها لعلاج حالات صحية أخرى قد تؤثر على مستوى السكر في الدم. على سبيل المثال، الأدوية التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم مثل “المدرات البولية” يمكن أن تزيد من مستوى السكر في الدم لدى بعض الأشخاص. كما أن أدوية الستيرويد المستخدمة لعلاج الالتهابات قد تسبب أيضًا زيادة في مستويات السكر.

من جهة أخرى، هناك بعض الأدوية والمكملات الغذائية التي يمكن أن تساعد في تحسين حساسية الجسم للإنسولين وتقليل مستويات السكر في الدم. مثلًا، مكملات الكروم أو الكركم يمكن أن تساعد في تقليل مقاومة الجسم للإنسولين. لذا يجب دائمًا استشارة الطبيب قبل تناول أي أدوية أو مكملات غذائية لتجنب أي تأثيرات غير مرغوب فيها على مستوى السكر في الدم.

7. الحالات الصحية المزمنة

هناك العديد من الحالات الصحية المزمنة التي تؤثر بشكل كبير على تنظيم مستوى السكر في الدم. من أبرز هذه الحالات مرض السكري، سواء من النوع الأول أو الثاني، حيث يكون الجسم إما غير قادر على إنتاج الإنسولين (النمط الأول) أو لا يستخدم الإنسولين بشكل فعال (النمط الثاني).

بالإضافة إلى مرض السكري، تؤثر بعض الحالات الأخرى مثل متلازمة تكيس المبايض، اضطرابات الغدة الدرقية، وأمراض الكبد أو الكلى على قدرة الجسم على تنظيم السكر في الدم. لذا فإن إدارة هذه الحالات والتأكد من علاجها بشكل صحيح يعد أمرًا أساسيًا للمساعدة في الحفاظ على مستوى السكر ضمن النطاق الطبيعي.

8. الجفاف وقلة تناول السوائل

الجفاف هو أحد الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى زيادة مستوى السكر في الدم. عندما لا يحصل الجسم على كميات كافية من الماء، فإن الكليتين تصبح أقل قدرة على التخلص من الجلوكوز الزائد في الدم. هذا يمكن أن يؤدي إلى تركيز أعلى من السكر في الدم. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي قلة السوائل إلى تقليل قدرة الجسم على إنتاج الإنسولين بكفاءة، مما يزيد من صعوبة التحكم في مستوى السكر.

لحل هذه المشكلة، يُنصح بتناول كميات كافية من الماء يوميًا والابتعاد عن المشروبات السكرية والمشروبات التي تحتوي على كافيين التي قد تزيد من الجفاف.

الخاتمة

التغيرات في مستويات السكر في الدم قد تكون ناتجة عن مجموعة من العوامل المعقدة التي تتداخل مع بعضها البعض. من التوتر النفسي إلى التغيرات في النظام الغذائي ومستوى النشاط البدني، يمكن أن تكون هذه الأسباب خفية في العديد من الأحيان، مما يجعل من الصعب تحديد سبب معين لل fluctuations في مستويات السكر. ومع ذلك، من خلال فهم هذه العوامل والعمل على تعديلها، يمكن للأفراد تحسين قدرتهم على الحفاظ على مستوى سكر الدم ضمن النطاق الطبيعي، مما يساهم في تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة مثل مرض السكري.