أسباب انخفاض مستوى السكر في الدم

أسباب انخفاض السكر:

يعد انخفاض مستوى السكر في الدم، والمعروف أيضًا بمصطلح “نقص السكر في الدم” (Hypoglycemia)، حالة صحية شائعة تنشأ عندما ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم إلى مستويات أقل من الحد الطبيعي. يسبب هذا الانخفاض العديد من الأعراض الجسدية التي قد تتراوح بين الخفيفة والشديدة، مثل التعرق، الدوار، والشعور بالضعف العام، وقد يتطور الوضع ليصل إلى الإغماء أو الهلوسة في الحالات المتقدمة. يعتبر الجلوكوز المصدر الأساسي للطاقة في الجسم، وله دور حيوي في تزويد الأنسجة والأعضاء، وخاصة الدماغ، بالوقود اللازم للقيام بوظائفها الحيوية. إن أي خلل في توازن مستويات السكر في الدم قد يؤدي إلى مضاعفات صحية غير مرغوب فيها. في هذا المقال، سنناقش أسباب انخفاض السكر في الدم، حيث تشمل العوامل الصحية والبيئية المختلفة التي يمكن أن تؤدي إلى هذه الحالة.

1. نقص التغذية أو عدم تناول الطعام الكافي

أحد الأسباب الرئيسية لانخفاض مستوى السكر في الدم هو عدم تناول كميات كافية من الطعام أو التخطي المتكرر للوجبات. في حالة عدم تناول وجبة، يقل حجم الجلوكوز المتوفر في الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض مستواه في الدم. إذا كانت الوجبات تحتوي على كميات غير كافية من الكربوهيدرات أو البروتينات التي يحتاجها الجسم لإنتاج الجلوكوز، فقد يؤدي ذلك أيضًا إلى حالة من نقص السكر.

2. الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية

ممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط أو دون تناول ما يكفي من الطعام يمكن أن تؤدي إلى استنفاد الجلوكوز في الجسم بسرعة أكبر من قدرة الجسم على تعويضه. أثناء النشاط البدني، يستخدم الجسم الجلوكوز كوقود رئيسي. إذا كان الشخص يمارس التمارين لفترة طويلة دون تناول الطعام، فقد ينخفض مستوى الجلوكوز في الدم إلى مستويات غير طبيعية. بالإضافة إلى ذلك، قد يسبب التمرين المكثف زيادة في إفراز الأنسولين، مما يعزز انخفاض مستوى السكر.

3. تناول أدوية معينة

بعض الأدوية يمكن أن تؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم. الأدوية الخاصة بعلاج مرض السكري هي الأكثر شيوعًا في هذا السياق. على سبيل المثال، الأدوية مثل “الأنسولين” و”المانجليتينيدات” و”السلفونيل يوريا” تؤدي إلى تحفيز إفراز الأنسولين من البنكرياس، مما يساهم في خفض مستوى السكر في الدم. قد يحدث انخفاض غير مرغوب فيه في السكر إذا تم تناول هذه الأدوية بكميات مفرطة أو في أوقات غير مناسبة.

4. مشكلات في الغدد الصماء

الغدد الصماء، مثل الغدة الكظرية والغدة الدرقية، تلعب دورًا محوريًا في تنظيم مستوى السكر في الدم. عند وجود خلل في إفراز الهرمونات من هذه الغدد، مثل الهرمونات التي تفرزها الغدة الكظرية (الأدرينالين والكورتيزول)، أو نقص في إفراز هرمونات الغدة الدرقية، يمكن أن يؤدي ذلك إلى مشاكل في عملية تنظيم مستويات السكر في الدم. على سبيل المثال، وجود نقص في هرمون الأدرينالين قد يحد من قدرة الجسم على زيادة مستوى السكر في الدم عند الحاجة.

5. اضطرابات في الكبد

الكبد هو عضو حيوي مسؤول عن تخزين الجلوكوز وإفرازه إلى الدم عندما يحتاج الجسم إلى طاقة. في الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الكبد، مثل التهاب الكبد أو تليف الكبد، قد تتأثر قدرة الكبد على تخزين الجلوكوز بشكل طبيعي. نتيجة لذلك، قد يعاني الشخص من انخفاض مفاجئ في مستوى السكر في الدم خاصة في حالات الصيام أو بين الوجبات.

6. الإفراط في تناول الكحول

تناول كميات كبيرة من الكحول قد يؤدي إلى انخفاض حاد في مستوى السكر في الدم، خاصة إذا تم تناول الكحول على معدة فارغة. الكحول يثبط قدرة الكبد على إفراز الجلوكوز في الدم، مما يؤدي إلى حالة من نقص السكر. علاوة على ذلك، قد يصعب على الجسم معالجة الكحول إذا تم تناوله بكميات كبيرة، مما يزيد من احتمال حدوث انخفاض مفاجئ في مستوى السكر في الدم.

7. الأمراض المعدية والالتهابية

الأمراض المعدية مثل الأنفلونزا أو التسمم الغذائي يمكن أن تؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم. خلال هذه الحالات، يمكن أن يؤثر المرض على قدرة الجسم على امتصاص الطعام أو استقلاب الجلوكوز، مما يؤدي إلى انخفاض في مستوياته. بالإضافة إلى ذلك، الأمراض الالتهابية قد تسبب تفاعلات داخلية تؤثر على استجابة الجسم للأنسولين أو على تنظيم السكر في الدم بشكل عام.

8. الحمل

تتغير عملية التمثيل الغذائي أثناء الحمل بشكل كبير، ويزداد الطلب على الجلوكوز للطاقة. في بعض الحالات، قد لا يكون الجسم قادرًا على تلبية هذا الطلب بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم. يعد الحمل، وخاصة في الثلث الأول والثاني، من الفترات التي يتعين فيها على المرأة أن تكون حريصة على مراقبة مستويات السكر في الدم لتجنب نقص السكر.

9. الأورام السرطانية

في بعض الحالات النادرة، قد تكون الأورام السرطانية هي السبب وراء انخفاض مستوى السكر في الدم. نوع من الأورام يسمى “ورم البنكرياس” يمكن أن يؤدي إلى إفراز مفرط للأنسولين، وهو ما يعرف بـ “فرط إفراز الأنسولين”. هذه الحالة قد تؤدي إلى انخفاض شديد في مستوى السكر في الدم. قد تسبب الأورام التي تؤثر على الأنسجة المفرزة للهرمونات المعنية بتنظيم الجلوكوز أيضًا اختلالات في مستويات السكر.

10. القلق والإجهاد النفسي

تسبب حالة القلق أو التوتر النفسي الكثير من التغيرات في الجسم، بما في ذلك زيادة إفراز بعض الهرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول. بينما تؤدي هذه الهرمونات عادةً إلى زيادة مستوى السكر في الدم، في بعض الحالات يمكن أن يحدث توازن غير طبيعي نتيجة للتغيرات المستمرة في هذه الهرمونات، مما يسبب انخفاض السكر في الدم. يمكن أن يكون الإجهاد النفسي المستمر عاملاً مؤثرًا في تغييرات معدلات السكر، سواء عبر التأثير المباشر على التمثيل الغذائي أو عن طريق التأثير في عادات الأكل.

11. الأدوية لعلاج بعض الأمراض الأخرى

الأدوية الأخرى، مثل مضادات البكتيريا أو بعض أدوية معالجة أمراض القلب، قد تؤثر أيضًا في مستويات السكر في الدم. بعض هذه الأدوية يمكن أن تتداخل مع آلية عمل الأنسولين في الجسم أو تساهم في انخفاض سكر الدم بشكل غير متوقع. من المهم أن يكون المرضى الذين يتناولون أدوية متعددة حذرين ويتابعوا مستويات السكر لديهم.

12. بعض الحالات الجينية الوراثية

العديد من الحالات الوراثية يمكن أن تؤثر على عملية تنظيم السكر في الدم. على سبيل المثال، هناك بعض الاضطرابات النادرة في الأيض والتي قد تمنع الجسم من إنتاج أو تخزين الجلوكوز بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى انخفاض مستويات السكر في الدم. هذه الحالات تحتاج إلى متابعة طبية دقيقة وتشخيص مناسب.

خاتمة

انخفاض مستوى السكر في الدم هو حالة طبية تستحق الانتباه والعلاج، حيث قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة في حال لم يتم التعامل معها بشكل مناسب. يتنوع سبب انخفاض السكر بين عوامل التغذية، الأدوية، الأمراض المزمنة، والتغيرات الفسيولوجية في الجسم. من الضروري التشخيص المبكر لحالة نقص السكر وعلاجها في الوقت المناسب للوقاية من المضاعفات الصحية.