أسباب العقم وعلاجه لدى النساء

أسباب العقم عند المرأة وأهم الطرق لعلاجه

العقم هو حالة طبية تؤثر على العديد من النساء حول العالم، وهو يُعرَف بعدم قدرة المرأة على الحمل على الرغم من المحاولة المنتظمة والمستمرة لمدة سنة على الأقل دون استخدام وسائل منع الحمل. يمكن أن يكون العقم ناتجًا عن مجموعة من الأسباب المختلفة التي تتراوح بين عوامل بيولوجية وفسيولوجية، إلى عوامل بيئية واجتماعية. في هذا المقال، سنتناول الأسباب المختلفة للعقم عند النساء، وكيفية تشخيصها، بالإضافة إلى الطرق المختلفة لعلاج هذه المشكلة بشكل شامل.

أسباب العقم عند المرأة

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى العقم لدى النساء، ويمكن تقسيم هذه الأسباب إلى عدة فئات رئيسية، تشمل العوامل البيئية، العوامل الوراثية، والعوامل الصحية والنفسية.

1. مشاكل في الإباضة

الإباضة هي عملية إطلاق المبيض للبويضة الجاهزة للتخصيب. عندما يحدث خلل في هذه العملية، قد تصبح المرأة غير قادرة على الحمل. من أهم الأسباب التي تؤدي إلى مشاكل في الإباضة:

• متلازمة تكيس المبايض (PCOS): تعد هذه الحالة من أكثر الأسباب شيوعًا للعقم عند النساء. تتسبب متلازمة تكيس المبايض في خلل في توازن الهرمونات داخل الجسم، مما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية وتأثيرات سلبية على عملية الإباضة.

• فشل المبيض المبكر: يحدث عندما يفشل المبيض في إنتاج البويضات بشكل طبيعي قبل سن الأربعين. هذه الحالة قد تكون ناتجة عن أسباب وراثية أو مشاكل صحية تؤثر على قدرة المبيض.

• مشاكل في الغدة الدرقية: تساهم الغدة الدرقية في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، بما في ذلك الإباضة. أي خلل في هذه الغدة قد يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية.

• فرط برولاكتين الدم: هو ارتفاع غير طبيعي في مستوى هرمون البرولاكتين الذي يؤثر على الإباضة، حيث يعيق قدرة المبيضين على إطلاق البويضة.

2. مشاكل في قنوات فالوب

قنوات فالوب هي الأنابيب التي تنقل البويضة من المبيض إلى الرحم. إذا كانت هذه القنوات مسدودة أو متضررة، فإن البويضة قد لا تصل إلى الرحم، مما يمنع الحمل. بعض الأسباب الشائعة لمشاكل في قنوات فالوب تشمل:

• التهاب الحوض (Pelvic Inflammatory Disease – PID): يحدث عادة نتيجة للعدوى المنقولة جنسيًا مثل الكلاميديا أو السيلان، ويمكن أن يؤدي إلى تلف قنوات فالوب.

• العدوى السابقة: بعض العدوى السابقة قد تترك ندوبًا أو التهابات مزمنة في منطقة الحوض، مما يؤدي إلى انسداد قنوات فالوب.

• التهاب الزائدة الدودية: قد يؤثر التهاب الزائدة الدودية على الأنسجة المحيطة ويؤدي إلى إصابة قنوات فالوب.

3. مشاكل في الرحم

الرحم هو المكان الذي ينمو فيه الجنين خلال فترة الحمل. إذا كان هناك أي مشكلة في الرحم، قد يؤثر ذلك على قدرة المرأة على الحمل أو إتمام الحمل. من المشاكل الشائعة التي قد تؤدي إلى العقم:

• الأورام الليفية الرحمية: هي أورام غير سرطانية تنمو في جدار الرحم، وقد تؤدي إلى مشاكل في الحمل مثل صعوبة زرع البويضة المخصبة أو حدوث الإجهاض المتكرر.

• التشوهات الخلقية: بعض النساء قد يولدن بتشوهات خلقية في الرحم، مثل الرحم ذي القرنين أو الرحم المزدوج، مما يعوق الحمل الطبيعي.

• بطانة الرحم المهاجرة (Endometriosis): هي حالة ينمو فيها النسيج الذي يشكل بطانة الرحم في أماكن أخرى مثل قنوات فالوب أو المبايض. يمكن أن يؤدي ذلك إلى انسداد قنوات فالوب، مما يعيق الحمل.

4. العوامل الصحية العامة

بعض الأمراض والحالات الصحية قد تؤدي إلى العقم عند النساء، ومن أهم هذه الحالات:

• الأمراض المناعية الذاتية: مثل الذئبة الحمراء أو التصلب المتعدد، حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا الجسم نفسه مما قد يؤثر على الخصوبة.

• السمنة المفرطة أو نقص الوزن: تؤثر السمنة على التوازن الهرموني وتزيد من خطر الإصابة بحالات مثل تكيس المبايض. في المقابل، يؤدي نقص الوزن إلى انخفاض مستويات الهرمونات التي تساهم في الإباضة.

• التدخين والمشروبات الكحولية: يمكن أن تؤثر المواد الكيميائية الموجودة في التبغ والكحول على الخصوبة، مما يؤدي إلى صعوبة في الحمل.

5. العوامل النفسية

قد تؤثر الصحة النفسية أيضًا على القدرة على الحمل. التوتر الشديد أو الاكتئاب يمكن أن يؤثر على الهرمونات ويؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية. كما أن القلق المستمر بشأن الحمل قد يسبب بعض التغيرات الفسيولوجية التي تؤثر على الخصوبة.

طرق علاج العقم عند المرأة

تعتمد طرق علاج العقم على السبب الذي أدى إليه. تتراوح هذه العلاجات بين العلاج الدوائي، الجراحة، والعلاجات التكنولوجية مثل التلقيح الصناعي.

1. العلاج الدوائي

• الأدوية المحفزة للإباضة: تستخدم الأدوية مثل “كلوميفين” و”غونادوتروبين” لتحفيز المبيضين على إنتاج بويضات ناضجة في حالة حدوث اضطراب في الإباضة.

• أدوية تحسين جودة الغدة الدرقية: في حال كانت المشكلة متعلقة بالغدة الدرقية، فإن تنظيم مستويات الهرمونات الدرقية قد يساعد في تحسين الخصوبة.

• الأدوية المضادة للبكتيريا: في حال كان العقم ناتجًا عن التهابات في الحوض أو قنوات فالوب، قد يكون العلاج بالمضادات الحيوية كافيًا للتعافي وتحسين الفرص في الحمل.

2. العلاج الجراحي

• إصلاح قنوات فالوب المسدودة: إذا كانت قنوات فالوب مسدودة، قد يتم إجراء عملية جراحية لإزالة الانسداد أو إصلاح القنوات المتضررة.

• إزالة الأورام الليفية الرحمية: في حال وجود أورام ليفية في الرحم تؤثر على الحمل، يمكن أن يتم إزالتها جراحيًا.

• العملية الجراحية لبطانة الرحم المهاجرة: في بعض الحالات، قد يتطلب العلاج إزالة الأنسجة التي تنمو في أماكن غير طبيعية.

3. التقنيات المساعدة على الإنجاب

• التلقيح الاصطناعي (IVF): في هذا الإجراء، يتم جمع البويضات من المبيض وتخصيبها بالحيوانات المنوية في المختبر ثم نقل الجنين إلى الرحم. هذه الطريقة فعالة في علاج العديد من مشاكل الخصوبة.

• التلقيح داخل الرحم (IUI): في هذه التقنية، يتم حقن الحيوانات المنوية مباشرة في رحم المرأة أثناء فترة الإباضة، مما يزيد من فرص الحمل في الحالات التي فيها مشاكل طفيفة في الإباضة أو في الحيوانات المنوية.

• التبرع بالبويضات أو الحيوانات المنوية: إذا كان هناك مشكلة في إنتاج البويضات أو الحيوانات المنوية، قد يكون التبرع بالبويضات أو الحيوانات المنوية هو الحل.

خاتمة

تُعتبر مشكلة العقم عند النساء من المشكلات الصحية الشائعة التي قد تؤثر على الحياة الاجتماعية والنفسية. ومع تطور الطب والعلاجات المختلفة، أصبحت العديد من الأسباب التي تؤدي إلى العقم قابلة للعلاج والتعامل معها. لذلك، من الضروري أن تتوجه المرأة إلى طبيب مختص لتشخيص الحالة بدقة ووضع خطة العلاج الأنسب لحالتها.