أسباب الصداع من الجانبين: الأسباب، الأنواع، وطرق العلاج
يعتبر الصداع من أكثر الأمراض شيوعًا بين البشر، حيث يعاني منه العديد من الأشخاص في مختلف الأعمار. قد يكون الصداع في بعض الأحيان عرضًا عابرًا، لكن في حالات أخرى قد يكون مسببًا لإزعاج شديد يؤثر على جودة الحياة اليومية. ومن بين الأنواع المختلفة للصداع، يبرز الصداع الذي يصيب جانبي الرأس كأحد الأنواع الأكثر انتشارًا. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أسباب الصداع من الجانبين، وكيفية تشخيصه، وأفضل طرق علاجه.
1. الصداع التوتري (Tension Headache)
يُعد الصداع التوتري من أكثر الأسباب شيوعًا للصداع الذي يصيب جانبي الرأس. يشخص الأطباء هذا النوع من الصداع بأنه الشعور بضغط أو توتر في منطقة الجبهة والعنق، وقد يمتد ليشمل جانبي الرأس. قد يكون هذا النوع من الصداع مصحوبًا بإحساس بالشد أو الضغط في العضلات التي تحيط بفروة الرأس والرقبة. يحدث الصداع التوتري عادة نتيجة لتوترات نفسية أو بدنية، مثل القلق، التوتر النفسي، أو الإفراط في العمل.
أسباب الصداع التوتري:
-
التوتر النفسي والقلق.
-
الإجهاد البدني والنفسي المستمر.
-
ضعف وضعية الجسم أثناء الجلوس أو الوقوف.
-
الأرق وقلة النوم.
-
إجهاد العينين بسبب استخدام الحاسوب أو الهواتف الذكية لفترات طويلة.
2. الصداع النصفي (Migraine)
الصداع النصفي هو نوع آخر من أنواع الصداع الذي قد يصيب جانبي الرأس. يُعرف هذا الصداع بشدة الألم الذي يبدأ عادة في جانب واحد من الرأس، ولكنه قد ينتقل ويشمل الجانبين في بعض الحالات. يصاحبه العديد من الأعراض مثل الغثيان، التقيؤ، والحساسية للضوء والضوضاء. بينما يتم تشخيص الصداع النصفي في العادة بناءً على الأعراض المصاحبة له، يمكن أن يكون أحد العوامل المساعدة في تشخيصه هو موقع الألم.
أسباب الصداع النصفي:
-
الوراثة، حيث أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي لديهم تاريخ عائلي مع هذا النوع من الصداع.
-
العوامل البيئية مثل التغيرات في الطقس، الضوء الساطع، أو الضوضاء العالية.
-
الهرمونات، خاصة عند النساء حيث يرتبط الصداع النصفي بالتغيرات الهرمونية خلال الدورة الشهرية أو الحمل.
-
التغذية، مثل تناول الأطعمة المحتوية على مواد تحفز الصداع مثل الشوكولاتة، الكافيين، والأطعمة المعالجة.
3. الصداع العنقودي (Cluster Headache)
الصداع العنقودي هو نوع نادر ولكنه حاد جدًا من الصداع، وعادة ما يُصيب جانب واحد من الرأس، إلا أنه قد يمتد أحيانًا ليشمل الجانبين في بعض الحالات. يتميز الصداع العنقودي بنوبات شديدة من الألم، التي يمكن أن تستمر من 15 دقيقة إلى 3 ساعات، وتظهر عادة في نفس الوقت من اليوم. يصاحب هذا النوع من الصداع أعراض أخرى مثل تدميع العين، احمرار العين، وانسداد الأنف.
أسباب الصداع العنقودي:
-
قد يحدث بسبب تغيرات في الدماغ تتعلق بمراكز التحكم في الألم.
-
عوامل وراثية قد تساهم في ظهور هذا النوع من الصداع.
-
تغيير في نمط النوم قد يزيد من احتمالية حدوث نوبات الصداع العنقودي.
4. الصداع بسبب مشاكل في الفك أو الأسنان (Temporomandibular Joint Disorder – TMJ)
قد يكون الصداع الذي يصيب جانبي الرأس نتيجة لمشاكل في الفك أو الأسنان. يُعتبر اضطراب المفصل الصدغي الفكي (TMJ) أحد الأسباب التي تؤدي إلى آلام في الفك والصداع الجانبي. هذا النوع من الصداع يحدث بسبب التهاب أو اضطراب في المفصل الذي يربط الفك السفلي بعظمة الجمجمة. يمكن أن يكون الألم ناتجًا عن صعوبة في تحريك الفك أو مشاكل في أسنانه.
أسباب اضطراب الفك:
-
التوتر والقلق، حيث قد يسببان شد العضلات في الفك.
-
مشاكل في الأسنان مثل تسوس الأسنان أو تآكل المينا.
-
صرير الأسنان أثناء النوم أو عند التوتر.
5. الصداع الناتج عن التهاب الجيوب الأنفية (Sinus Headache)
في بعض الحالات، قد يكون الصداع الذي يصيب جانبي الرأس ناتجًا عن التهاب الجيوب الأنفية. يعاني الأشخاص الذين لديهم التهاب الجيوب الأنفية من ألم وضغط في الجبهة وخلف العينين، وغالبًا ما يمتد الألم إلى جانبي الرأس. يكون الألم في هذه الحالة مصحوبًا باحتقان الأنف أو إفرازات مخاطية سميكة.
أسباب التهاب الجيوب الأنفية:
-
عدوى فيروسية أو بكتيرية في الجيوب الأنفية.
-
الحساسية تجاه الغبار أو حبوب اللقاح.
-
التغيرات المناخية التي تؤثر على الجيوب الأنفية.
6. الصداع نتيجة اضطرابات النوم
قلة النوم أو اضطرابات النوم مثل انقطاع التنفس أثناء النوم قد تسبب الصداع الذي يمتد إلى جانبي الرأس. في العديد من الحالات، يرتبط الصداع الناجم عن اضطرابات النوم بالشعور بالإرهاق أو التوتر الناتج عن قلة النوم، وقد يظهر بشكل متكرر في الصباح بعد الاستيقاظ.
أسباب اضطرابات النوم:
-
التوتر والقلق الذي يمنع النوم العميق.
-
اضطرابات التنفس أثناء النوم مثل توقف التنفس.
-
الأرق وصعوبة الحفاظ على نمط نوم منتظم.
7. الصداع الناتج عن مشاكل في الرؤية
مشاكل الرؤية قد تؤدي إلى ظهور الصداع من الجانبين، حيث أن استخدام العينين بشكل مفرط أو وجود مشكلات في الرؤية يمكن أن يؤدي إلى إجهاد العينين وبالتالي حدوث الصداع. هذا النوع من الصداع غالبًا ما يكون مصحوبًا بأعراض مثل التحديق المستمر أو صعوبة في التركيز على الأشياء.
أسباب مشاكل الرؤية:
-
قصر النظر أو طول النظر.
-
الحاجة إلى نظارات طبية أو تغيير الوصفة الطبية.
-
الإفراط في استخدام الحاسوب أو الأجهزة الإلكترونية.
8. الصداع بسبب تغيرات هرمونية
التغيرات الهرمونية قد تلعب دورًا في حدوث الصداع من الجانبين، خاصةً عند النساء. يعتقد الأطباء أن التغيرات في مستويات الهرمونات، سواء في فترة الدورة الشهرية أو الحمل، قد تكون مرتبطة بتكرار الصداع. كما أن الهرمونات قد تؤثر على الأعصاب والأوعية الدموية التي تسهم في حدوث الألم.
أسباب التغيرات الهرمونية:
-
الدورة الشهرية.
-
الحمل أو استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.
-
انقطاع الطمث.
9. الصداع بسبب التسمم أو التسمم الغذائي
في بعض الحالات النادرة، قد يكون الصداع من الجانبين ناتجًا عن التسمم أو التسمم الغذائي. يتمثل هذا النوع من الصداع في آلام حادة على جانبي الرأس ويصاحبه عادة أعراض أخرى مثل الغثيان، الدوار، والقيء. يمكن أن يكون التسمم ناتجًا عن تناول طعام ملوث أو التعرض للمواد السامة.
أسباب التسمم الغذائي:
-
تناول أطعمة ملوثة بالبكتيريا أو السموم.
-
التعرض لمواد كيميائية سامة.
طرق علاج الصداع من الجانبين
تختلف طرق علاج الصداع من الجانبين باختلاف السبب المؤدي له. في العديد من الحالات، يمكن السيطرة على الصداع باستخدام الأدوية المسكنة مثل الأسبرين أو الإيبوبروفين. ومع ذلك، من المهم استشارة الطبيب لتحديد السبب الأساسي للصداع واتباع العلاج المناسب.
علاج الصداع التوتري:
-
تجنب المواقف المجهدة.
-
استخدام مسكنات الألم الخفيفة.
-
تقنيات الاسترخاء مثل تمارين التنفس.
علاج الصداع النصفي:
-
استخدام أدوية مخصصة للصداع النصفي مثل التريبتانات.
-
تجنب المحفزات الغذائية مثل الكافيين والشوكولاتة.
علاج الصداع العنقودي:
-
الأوكسجين عالي التدفق يمكن أن يساعد في تخفيف الألم بسرعة.
-
أدوية مضادة للالتهابات.
علاج الصداع الناتج عن التهاب الجيوب الأنفية:
-
استخدام بخاخات الأنف أو الأدوية المضادة للهيستامين.
-
شرب السوائل الدافئة.
علاج اضطرابات النوم:
-
تحسين نمط النوم.
-
استخدام أجهزة لمراقبة التنفس أثناء النوم.
الخلاصة
يعتبر الصداع الذي يصيب جانبي الرأس من المشكلات الصحية الشائعة التي قد تكون ناتجة عن أسباب متنوعة، من بينها التوتر النفسي، الصداع النصفي، التهاب الجيوب الأنفية، أو حتى اضطرابات النوم. تختلف طرق العلاج باختلاف السبب، ولذلك من المهم استشارة الطبيب لتشخيص الحالة بدقة واتباع العلاج المناسب.

