أسباب الخفقان وعوامل حدوثه

الخفقان: الأسباب والعوامل المؤثرة

الخفقان هو شعور غير مريح ينبض فيه القلب بسرعة أو بشدة أو بشكل غير منتظم، مما يجعله يلفت انتباه الشخص ويسبب له القلق. غالبًا ما يصف الأشخاص الخفقان بأنه شعور “بنبض قوي” أو “زيادة في سرعة نبضات القلب”، وقد يحدث في أي وقت وفي مختلف الظروف. على الرغم من أن الخفقان غالبًا ما يكون حالة غير خطيرة، إلا أنه يمكن أن يكون في بعض الأحيان مؤشرًا على وجود مشكلة صحية تحتاج إلى الانتباه. في هذا المقال، سنتناول الأسباب الرئيسية للخفقان، والعوامل المؤثرة فيه، والظروف الصحية التي قد تسبب هذه الظاهرة.

1. الأسباب النفسية والعاطفية

1.1 التوتر والقلق

تعتبر الحالات النفسية مثل التوتر والقلق من الأسباب الشائعة للخفقان. عندما يشعر الشخص بالتوتر، يفرز الجسم هرمونات مثل الأدرينالين والكورتيزول، التي تحفز الجهاز العصبي الودي وتزيد من معدل ضربات القلب. هذه الاستجابة تعتبر جزءًا من رد فعل الجسم الطبيعي على التهديدات أو الضغوط. في مثل هذه الحالات، يشعر الشخص عادةً بتسارع في ضربات القلب أو شعور بضربات القلب في الصدر. ويمكن أن يكون هذا الإحساس أكثر وضوحًا عندما يكون الشخص في حالة توتر شديد أو خلال فترات من القلق المستمر.

1.2 التوتر النفسي

في حالات التوتر النفسي المزمن، مثل حالات الاكتئاب أو الحزن العميق، قد يشعر الشخص أيضًا بالخفقان نتيجة لتغيرات في النشاط الكهربائي للقلب. يمكن أن يؤدي التوتر النفسي إلى زيادة مستويات الهرمونات المحفزة للقلب، مما يؤدي إلى زيادة النشاط القلبي والشعور بالخفقان.

2. الأسباب المرتبطة بالجهاز القلبي

2.1 اضطرابات ضربات القلب

تعد اضطرابات ضربات القلب أو ما يعرف بـ “الآريثميات القلبية” من الأسباب الرئيسية للخفقان. هذه الاضطرابات يمكن أن تؤدي إلى زيادة غير طبيعية في سرعة نبضات القلب أو عدم انتظامها. هناك عدة أنواع من الآريثميات التي يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالخفقان، مثل:

• الرجفان الأذيني: يحدث عندما تضطرب إشارات القلب الكهربائية في الأذينين، مما يؤدي إلى نبضات قلب سريعة وغير منتظمة.

• التسرع القلبي الجيبي: وهو زيادة في سرعة نبضات القلب تتجاوز المعدل الطبيعي.

• التسارع البطيني: يحدث عندما يكون هناك نشاط كهربائي غير طبيعي في البطينين، مما يسبب سرعة كبيرة في ضربات القلب.

2.2 أمراض الشرايين التاجية

تعتبر أمراض الشرايين التاجية، مثل تراكم الدهون والكوليسترول في الشرايين، من الأسباب التي قد تؤدي إلى الخفقان. هذه الأمراض يمكن أن تؤدي إلى نقص تدفق الدم إلى عضلة القلب، مما يؤدي إلى تسارع في نبضات القلب كرد فعل لحاجة الجسم إلى المزيد من الأوكسجين. قد يعاني الشخص المصاب بهذا النوع من الأمراض أيضًا من أعراض أخرى مثل الألم الصدري والدوار.

2.3 فشل القلب

عندما يفشل القلب في ضخ الدم بكفاءة إلى باقي أجزاء الجسم، يمكن أن تحدث مجموعة من الأعراض بما في ذلك الخفقان. يكون القلب في هذه الحالة غير قادر على تلبية احتياجات الجسم من الأوكسجين، مما يؤدي إلى زيادة في عدد ضربات القلب.

3. الأسباب المرتبطة بالجهاز التنفسي

3.1 ضيق التنفس

يمكن أن يؤدي ضيق التنفس الناتج عن مشاكل تنفسية مثل الربو أو التهاب الشعب الهوائية إلى الشعور بالخفقان. في مثل هذه الحالات، يحتاج الجسم إلى مزيد من الأوكسجين، مما يسبب تسارع ضربات القلب. هذه الظاهرة تحدث نتيجة لأن القلب يحاول تعويض نقص الأوكسجين في الجسم.

3.2 الانسداد الرئوي

الانسداد الرئوي هو حالة تحدث عندما يتم انسداد الشرايين الرئوية بسبب جلطة دموية. هذا الانسداد يمكن أن يتسبب في انخفاض الأوكسجين في الدم، مما يؤدي إلى زيادة نشاط القلب لتعويض النقص في الأوكسجين. نتيجة لذلك، قد يعاني الشخص من خفقان القلب.

4. الأسباب الهرمونية

4.1 اضطرابات الغدة الدرقية

الغدة الدرقية تلعب دورًا مهمًا في تنظيم العديد من وظائف الجسم، بما في ذلك معدل ضربات القلب. عندما تكون هناك اضطرابات في وظيفة الغدة الدرقية، مثل فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism) أو قصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism)، فإنها يمكن أن تؤدي إلى الخفقان. في حالات فرط نشاط الغدة الدرقية، يفرز الجسم كميات كبيرة من هرمونات الغدة الدرقية التي تحفز القلب على العمل بسرعة أكبر، مما يؤدي إلى زيادة في معدل ضربات القلب والشعور بالخفقان. بالمقابل، في حالات قصور الغدة الدرقية، يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات الهرمونات الدرقية إلى بطء في ضربات القلب، لكنه قد يتسبب في شعور غير مريح مشابه للخفقان.

4.2 التغيرات الهرمونية في فترة ما قبل الطمث أو الحمل

التغيرات الهرمونية المرتبطة بفترة ما قبل الطمث (التي تسبق الدورة الشهرية) أو الحمل يمكن أن تؤدي أيضًا إلى حدوث الخفقان. في حالات الحمل، يرتفع حجم الدم في الجسم بشكل ملحوظ، مما يزيد من العبء على القلب. بالإضافة إلى ذلك، التغيرات الهرمونية المرتبطة بالحمل قد تؤدي إلى زيادة في سرعة ضربات القلب، وهو ما يمكن أن يسبب شعورًا بالخفقان.

5. الأسباب المرتبطة بالمواد والمحفزات

5.1 الكافيين والمشروبات المنبهة

الكافيين هو مادة منبهة توجد في المشروبات مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية، ويمكن أن يكون لها تأثير محفز على القلب. عند تناول كميات كبيرة من الكافيين، قد يشعر الشخص بالخفقان بسبب زيادة نشاط الجهاز العصبي الودي. هذه الظاهرة تحدث عندما يحفز الكافيين إفراز الأدرينالين، مما يؤدي إلى زيادة سرعة ضربات القلب.

5.2 الأدوية والمستحضرات الدوائية

تعد بعض الأدوية والمستحضرات الدوائية من الأسباب المحتملة للخفقان. على سبيل المثال، الأدوية المنشطة مثل أدوية السعال، وبعض أدوية الربو، يمكن أن تحتوي على مكونات تؤدي إلى زيادة سرعة ضربات القلب. كما أن بعض الأدوية الموصوفة لارتفاع ضغط الدم قد يكون لها آثار جانبية مثل الشعور بالخفقان.

5.3 المخدرات

تعتبر المخدرات مثل الكوكايين والميثامفيتامين من المواد التي يمكن أن تحفز الجسم بشكل مفرط، مما يؤدي إلى زيادة في ضربات القلب والخفقان. هذه المواد تسبب تحفيزًا مباشرًا للجهاز العصبي، مما يزيد من نشاط القلب ويؤدي إلى تسارعه.

6. الأسباب المتعلقة بنمط الحياة

6.1 نقص النشاط البدني

على الرغم من أن ممارسة التمارين الرياضية قد تكون وسيلة لتعزيز صحة القلب، إلا أن نقص النشاط البدني يمكن أن يؤدي إلى حدوث الخفقان. عندما لا يكون الجسم معتادًا على الحركة أو النشاط، يمكن أن يسبب بذل الجهد البدني البسيط شعورًا بالخفقان. على المدى الطويل، قد يؤدي قلة النشاط البدني إلى ضعف القدرة على تحمّل الجهد وزيادة معدل ضربات القلب عند القيام بأي نشاط بدني.

6.2 السمنة

السمنة تؤدي إلى زيادة العبء على القلب، مما يجعله يعمل بشكل أكثر صعوبة وأسرع لتلبية احتياجات الجسم من الدم. هذا يمكن أن يؤدي إلى تسارع ضربات القلب والشعور بالخفقان. كما أن السمنة قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بمشاكل صحية أخرى تؤثر على القلب، مثل مرض السكري وارتفاع ضغط الدم.

7. الأسباب الطبية الأخرى

7.1 فقر الدم

عندما يكون الجسم في حالة نقص حاد في الحديد أو في الهيموجلوبين، قد يعاني الشخص من فقر الدم. في هذه الحالة، لا يحصل الجسم على الكميات الكافية من الأوكسجين، مما يسبب إجهادًا للقلب وزيادة في ضرباته لمحاولة تعويض هذا النقص. فقر الدم يمكن أن يكون سببًا آخر للشعور بالخفقان.

7.2 الجفاف

الجفاف هو حالة تحدث عندما يفتقر الجسم إلى كميات كافية من الماء، مما يؤدي إلى انخفاض حجم الدم. مع انخفاض حجم الدم، يحتاج القلب إلى ضخ الدم بشكل أسرع لتلبية احتياجات الجسم. وهذا يمكن أن يؤدي إلى شعور بالخفقان. الجفاف قد يكون ناتجًا عن قلة تناول الماء، أو بسبب فقدان السوائل نتيجة للحرارة الشديدة أو التعرق المفرط.

الخاتمة

الخفقان هو ظاهرة شائعة يمكن أن تحدث نتيجة للعديد من الأسباب والعوامل التي تتراوح من القلق البسيط إلى الحالات الطبية المعقدة. بينما يكون في معظم الأحيان غير ضار، يجب أن يكون الشخص واعيًا لوجوده، خاصة إذا تكرر بشكل مستمر أو كان مصحوبًا بأعراض أخرى مثل الألم