سبب وجع الركبة
يُعتبر وجع الركبة من أكثر الشكاوى الطبية شيوعًا التي تؤثر على الأفراد من مختلف الفئات العمرية، حيث يُمكن أن يكون ناتجًا عن مجموعة واسعة من الأسباب تتعلق بالعظام، المفاصل، الأنسجة الرخوة، أو حتى بسبب أمراض جهازية تؤثر على المفصل بشكل غير مباشر. الألم في الركبة قد يكون حادًا ومفاجئًا أو مزمنًا يتطور تدريجيًا مع مرور الوقت. يعتمد فهم أسباب وجع الركبة على تقييم شامل لطبيعة الألم، شدته، تاريخه، والأعراض المصاحبة له. يتم تصنيف الأسباب ضمن مجموعات رئيسية تتضمن الإصابات الحادة، الأمراض الالتهابية، اضطرابات التآكل، والأسباب الميكانيكية.
الإصابات الحادة كسبب لوجع الركبة
تُعد الإصابات الحادة من أكثر الأسباب شيوعًا لوجع الركبة، خاصةً عند الرياضيين والأشخاص الذين يمارسون نشاطات بدنية مكثفة. ومن أهم الإصابات التي تؤدي إلى ألم الركبة:
تمزق الأربطة
الأربطة التي تحيط بمفصل الركبة تلعب دورًا حيويًا في تثبيت المفصل ومنع حركته غير الطبيعية. أكثر الأربطة عرضة للتمزق هو الرباط الصليبي الأمامي. يحدث التمزق عادة نتيجة للحركات المفاجئة أو دوران الركبة بشكل غير طبيعي. يرافق التمزق ألم حاد، تورم سريع، وعدم القدرة على تحمل الوزن على الركبة المصابة.
إصابة الغضروف الهلالي
الغضروف الهلالي يُعد من أهم مكونات مفصل الركبة ويعمل كوسادة تمتص الصدمات. إصابة الغضروف الهلالي تحدث عادة نتيجة التواء أو تحميل زائد على المفصل، وقد تسبب ألمًا عميقًا مع شعور بالتيبس وصعوبة في تحريك الركبة، بالإضافة إلى احتمال صدور أصوات طقطقة عند الحركة.
كدمات العظام
تُعد الكدمات العظمية نوعًا شائعًا من الإصابات الناتجة عن السقوط أو الضربات المباشرة، وهي تؤدي إلى ألم موضعي مصحوب بتورم وقد تستغرق أسابيع حتى تشفى تمامًا.
خلع الرضفة
خلع الرضفة يحدث عندما تتحرك الرضفة خارج مكانها الطبيعي، مما يسبب ألمًا حادًا ومفاجئًا مع تشوه واضح في شكل الركبة.
الأسباب الالتهابية لوجع الركبة
تلعب الالتهابات دورًا محوريًا في العديد من أمراض الركبة التي تترافق مع الألم المستمر والتورم والتيبس، ومن أبرز هذه الحالات:
التهاب المفاصل الروماتويدي
هو مرض مناعي ذاتي يهاجم المفاصل، ويسبب التهابًا مزمنًا يؤثر على الغشاء السينوفي المبطن للمفصل. يتميز هذا المرض بألم مستمر، تصلب صباحي طويل الأمد، وتورم ملحوظ في المفصل.
التهاب المفاصل التنكسي (خشونة الركبة)
يُعد من أكثر الأسباب المزمنة لألم الركبة عند كبار السن. يحدث بسبب تآكل الغضروف المفصلي مع تقدم العمر أو الاستخدام المفرط للمفصل. يؤدي إلى ألم أثناء الحركة، خاصةً عند صعود الدرج أو الوقوف لفترات طويلة.
التهاب الجراب
الجراب هو كيس مليء بالسوائل يعمل كوسادة تقلل الاحتكاك بين العظام والأنسجة الرخوة. التهاب الجراب في الركبة يُسبب ألمًا حادًا، خاصة عند الضغط المباشر على الركبة أو عند الانحناء.
التهاب الأوتار
الأوتار هي أنسجة ليفية تربط العضلات بالعظام. تعرض الأوتار للالتهاب، مثل وتر الرضفة، يسبب ألمًا موضعيًا يزداد مع النشاط البدني ويتحسن مع الراحة.
الأسباب التنكسية والتآكلية
الأمراض التنكسية من الأسباب الشائعة لوجع الركبة، خاصةً مع التقدم في العمر.
خشونة المفصل
تحدث بسبب فقدان الغضروف الذي يغطي أسطح العظام داخل المفصل، مما يؤدي إلى احتكاك العظام ببعضها البعض. يترافق هذا مع ألم مزمن يزداد تدريجيًا مع مرور الوقت ويصاحبه تيبس وصعوبة في تحريك الركبة.
تمزق الغضاريف بسبب الشيخوخة
مع تقدم العمر، تصبح الغضاريف أضعف وأكثر عرضة للتمزق حتى مع أقل مجهود، مما يؤدي إلى ألم مزمن يعيق الحركة الطبيعية للركبة.
الأسباب الميكانيكية لوجع الركبة
تؤدي بعض العوامل الميكانيكية إلى إجهاد الركبة وتحميل زائد على المفصل مما يتسبب في الألم.
الاختلالات الميكانيكية
سوء محاذاة الركبة، سواء بسبب التشوهات الخلقية أو الإصابة السابقة، قد يؤدي إلى توزيع غير متوازن للوزن على المفصل ويسبب ألمًا مزمنًا.
السمنة
زيادة الوزن من أهم الأسباب التي تزيد الضغط على مفصل الركبة، مما يسرع من تآكل الغضاريف ويؤدي إلى تطور خشونة الركبة وآلامها المزمنة.
ضعف العضلات
العضلات المحيطة بالركبة تساهم في دعم واستقرار المفصل. ضعف هذه العضلات، خاصة عضلة الفخذ الأمامية، يؤدي إلى إجهاد زائد على المفصل وبالتالي الشعور بالألم.
الأمراض الجهازية المرتبطة بألم الركبة
بعض الأمراض التي تؤثر على الجسم بأكمله قد تكون سببًا غير مباشر لوجع الركبة.
النقرس
هو مرض ناتج عن تراكم حمض اليوريك في المفاصل مسببًا التهابًا حادًا وألمًا شديدًا واحمرارًا في الركبة. يُعد النقرس من أسباب الألم الحاد المفاجئ الذي قد يظهر ليلًا.
الذئبة الحمراء الجهازية
من الأمراض المناعية التي قد تؤثر على المفاصل وتسبب ألمًا وتورمًا في الركبتين بالإضافة إلى تأثيرات جهازية أخرى مثل الطفح الجلدي واضطرابات الكلى.
العدوى البكتيرية
التهاب المفصل الإنتاني من الحالات الخطيرة التي تنتج عن دخول البكتيريا إلى المفصل مسببة ألمًا حادًا، تورمًا شديدًا، ارتفاعًا في حرارة الجسم واحمرار المفصل.
الأسباب المتعلقة باستخدام الركبة المفرط
الأنشطة اليومية المتكررة أو التدريبات المجهدة بدون فترات راحة كافية تؤدي إلى إجهاد المفصل.
متلازمة ألم الفخذ الرضفي
تصيب هذه المتلازمة الرياضيين نتيجة الاستخدام المفرط للركبة وتسبب ألمًا حول مقدمة الركبة يزداد مع صعود الدرج أو الجلوس لفترات طويلة.
التهاب الأوتار المزمن
الاستخدام المفرط يؤدي إلى التهاب الأوتار بصورة مزمنة مثل وتر الرضفة، ويسبب ألمًا مستمرًا عند النشاط البدني ويحتاج إلى علاج تأهيلي مستمر.
الجدول التفصيلي لأسباب وجع الركبة
| الفئة | السبب | التفاصيل |
|---|---|---|
| الإصابات الحادة | تمزق الأربطة | تمزق الرباط الصليبي الأمامي مع ألم حاد وعدم استقرار |
| إصابة الغضروف الهلالي | ألم عميق مع تيبس وطقطقة | |
| كدمات العظام | ألم موضعي مع تورم نتيجة ضربة مباشرة | |
| خلع الرضفة | ألم حاد وتشوه في موضع الرضفة | |
| الأمراض الالتهابية | التهاب المفاصل الروماتويدي | مرض مناعي يسبب ألم مزمن وتورم |
| التهاب المفاصل التنكسي | تآكل الغضروف مع ألم متزايد | |
| التهاب الجراب | ألم موضعي عند الضغط على الركبة | |
| التهاب الأوتار | ألم أثناء النشاط البدني | |
| الأسباب التنكسية | خشونة المفصل | فقدان الغضروف مع تيبس وألم مستمر |
| تمزق الغضاريف مع الشيخوخة | ألم مزمن نتيجة تآكل الغضروف | |
| الأسباب الميكانيكية | سوء المحاذاة | تحميل غير متوازن يؤدي إلى ألم مزمن |
| السمنة | ضغط زائد على المفصل يؤدي إلى تسارع التآكل | |
| ضعف العضلات | فقدان دعم المفصل مع ألم ناتج عن الإجهاد | |
| أمراض جهازية | النقرس | ألم حاد مفاجئ مع التهاب المفصل |
| الذئبة الحمراء الجهازية | ألم مصاحب لأعراض جهازية متعددة | |
| العدوى البكتيرية | التهاب حاد مع ارتفاع الحرارة وتورم شديد | |
| الإفراط في الاستخدام | متلازمة ألم الفخذ الرضفي | ألم حول الركبة نتيجة إجهاد مفرط |
| التهاب الأوتار المزمن | ألم مستمر مع نشاط بدني مكثف |
العوامل التي تزيد خطر الإصابة بوجع الركبة
توجد العديد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية تعرض الشخص لوجع الركبة وتشمل:
-
التقدم في العمر، حيث تزيد فرص تآكل المفاصل.
-
ممارسة رياضات تتطلب مجهودًا بدنيًا مكثفًا مثل كرة القدم والتزلج.
-
الوزن الزائد الذي يضع عبئًا إضافيًا على المفاصل.
-
ضعف العضلات المحيطة بالركبة.
-
التاريخ العائلي للإصابة بأمراض المفاصل.
-
إصابات سابقة في الركبة تؤثر على سلامة المفصل مستقبلاً.
المضاعفات المحتملة لوجع الركبة
عند إهمال علاج وجع الركبة أو عدم تشخيص السبب بشكل دقيق، قد تتطور الحالة إلى مضاعفات أكثر خطورة مثل:
-
تآكل كامل في الغضروف المفصلي مما قد يستدعي التدخل الجراحي.
-
تصلب شديد يؤثر على نطاق حركة المفصل.
-
ضعف دائم في العضلات المحيطة بالمفصل.
-
تطور الالتهابات المزمنة التي قد تؤثر على جودة الحياة.
-
تدهور وظيفة الركبة وصعوبة أداء النشاطات اليومية.
الخلاصة العلمية
إن وجع الركبة حالة متعددة الأسباب تتداخل فيها العوامل الميكانيكية، الالتهابية، التنكسية والجهازية. فهم الأسباب الدقيقة يتطلب تقييمًا طبيًا دقيقًا يشمل الفحص السريري والتصوير الطبي مثل الأشعة السينية والرنين المغناطيسي والتحاليل المخبرية. تتفاوت طرق العلاج بحسب السبب الكامن بين الراحة، العلاج الفيزيائي، الأدوية المضادة للالتهاب، الحقن الموضعية، وفي بعض الحالات الجراحية كترميم الأربطة أو استبدال المفصل. يعد الاكتشاف المبكر والتدخل السريع من العوامل الأساسية للحد من تفاقم الحالة وتحسين جودة الحياة.
المصادر
-
Mayo Clinic: Knee pain: Symptoms and causes
-
American Academy of Orthopaedic Surgeons: Knee Pain Causes and Treatments

