5 أسباب مسؤولة عن إصابة الأطفال بأوجاع الظهر
تعتبر أوجاع الظهر من الحالات التي يعاني منها البالغون، لكن لا يمكن إغفال أن الأطفال أيضًا قد يعانون من مشاكل في العمود الفقري وآلام الظهر. في العديد من الحالات، لا يُعطى الأطفال الاهتمام الكافي بشأن صحة العمود الفقري، مما يؤدي إلى تزايد الشكاوى المتعلقة بألم الظهر في هذه الفئة العمرية. ومن الضروري أن ندرك أن آلام الظهر في الأطفال ليست مجرد حالة عارضة بل قد تكون نتيجة لعدة عوامل تؤثر على صحة الظهر. في هذا المقال، سوف نستعرض خمس من الأسباب الرئيسية المسؤولة عن إصابة الأطفال بأوجاع الظهر.
1. التغيرات الجسدية والنمو السريع
من أبرز العوامل التي يمكن أن تسبب آلام الظهر لدى الأطفال هي التغيرات الجسدية السريعة التي يمر بها الجسم خلال مراحل النمو. ففي مرحلة المراهقة، يبدأ الطفل في النمو بسرعة، مما يسبب تغيرات كبيرة في طول الجسم ووزنه. هذه التغيرات يمكن أن تؤدي إلى وضعيات غير صحيحة للجسم عند ممارسة الأنشطة اليومية أو حتى عند النوم. بالإضافة إلى ذلك، فإن ضعف العضلات والأنسجة التي لم تتطور بما يكفي لدعم النمو السريع يمكن أن يزيد من احتمال تعرض الطفل لآلام الظهر.
أثناء النمو، قد يواجه الأطفال أيضًا مشكلات في توزيع الوزن، مما يؤدي إلى زيادة الضغط على العمود الفقري. قد تكون عضلاتهم غير قادرة على تحمل هذه الضغوط، مما يؤدي إلى الإجهاد والألم في مناطق معينة من الظهر، مثل أسفل الظهر أو الأكتاف.
2. إصابات الرياضة والنشاط البدني
من العوامل التي تؤدي إلى آلام الظهر عند الأطفال هي الإصابات التي تحدث أثناء ممارسة الرياضات أو الأنشطة البدنية. يميل الأطفال إلى المشاركة في الأنشطة الرياضية التي تتطلب حركة وتوتر عضلي مستمر، مثل الجري، والقفز، والمصارعة، والتمارين الرياضية الأخرى. هذه الأنشطة قد تؤدي إلى التواءات أو شد عضلي في الظهر، وقد تتسبب في الإصابات المتكررة في فقرات العمود الفقري أو العضلات المحيطة.
الإصابات الرياضية قد تكون حادة أو مزمنة، ويمكن أن تتراوح من إصابات طفيفة في العضلات إلى مشكلات أكثر تعقيدًا في المفاصل والعظام. بعض الرياضات التي تتضمن حركات مفاجئة أو انحناءات عميقة قد تضع ضغطًا كبيرًا على العمود الفقري، مما يؤدي إلى آلام مزمنة قد تستمر لفترات طويلة إذا لم يتم علاجها بشكل مناسب.
3. الجلسات الطويلة واستخدام الأجهزة الإلكترونية
يشهد العصر الحالي زيادة في الوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشات، سواء كانت شاشات هواتف ذكية أو أجهزة لوحية أو تلفزيونات. الجلوس لفترات طويلة مع وضعية غير صحيحة يضع ضغطًا على الظهر، مما يؤدي إلى ظهور آلام الظهر بشكل متكرر. الأطفال الذين يقضون ساعات طويلة في اللعب على أجهزتهم الإلكترونية دون الاهتمام بوضع الجسم قد يعانون من آلام في الظهر بسبب تقوس العمود الفقري وتوتر العضلات.
هذا النوع من الجلوس، خصوصًا عندما يكون فيه انحناء مستمر في الرقبة أو الكتفين أو أسفل الظهر، يمكن أن يؤدي إلى آلام مزمنة في تلك المناطق. كما أن الأطفال الذين لا يحرصون على ممارسة النشاط البدني بشكل منتظم قد يعانون من ضعف العضلات الداعمة للظهر، مما يزيد من احتمالية الشعور بالألم.
4. السمنة والوزن الزائد
تعتبر السمنة من المشكلات الصحية الشائعة في العديد من الأطفال في العصر الحديث. الوزن الزائد يمثل ضغطًا إضافيًا على العمود الفقري والأربطة والعضلات التي تدعمه، مما يزيد من احتمالية حدوث آلام في الظهر. الأطفال الذين يعانون من السمنة هم أكثر عرضة للإصابة بأوجاع الظهر نتيجة لتحميل الضغط الزائد على الظهر أثناء المشي أو الجلوس أو اللعب.
علاوة على ذلك، السمنة يمكن أن تؤدي إلى قلة النشاط البدني، مما يؤدي إلى ضعف العضلات المحيطة بالعمود الفقري. ضعف العضلات يساهم في انخفاض دعم العمود الفقري وزيادة احتمالية إصابته بالآلام.
5. الاضطرابات الهيكلية والوراثية
هناك أيضًا بعض الحالات الوراثية أو الاضطرابات الهيكلية التي قد تسبب آلام الظهر لدى الأطفال. هذه الحالات قد تشمل انحرافات العمود الفقري مثل الجنف (الانحناء الجانبي للعمود الفقري) أو التحدب (الانحناء الأمامي للعمود الفقري)، حيث تؤثر هذه التشوهات الهيكلية على الطريقة التي يتم بها توزيع الوزن على العمود الفقري. وبالتالي، يمكن أن تتسبب هذه الاضطرابات في آلام شديدة في الظهر وقد تؤدي إلى مشاكل مزمنة إذا لم تتم معالجتها بشكل مناسب.
في بعض الحالات، قد تكون هذه التشوهات ناتجة عن عوامل وراثية تؤثر على بنية العظام أو على مرونة الأنسجة المحيطة بها. يحتاج الأطفال الذين يعانون من هذه الحالات إلى مراقبة مستمرة من قبل أطباء مختصين لضمان الحصول على العلاج المناسب وتحقيق التوازن في نمو العمود الفقري.
خاتمة
آلام الظهر لدى الأطفال ليست مجرد مشكلة صحية بسيطة بل هي حالة قد تكون لها آثار طويلة المدى على صحتهم العامة. من الضروري أن يتم التعامل مع هذه المشكلات بعناية واهتمام، سواء من خلال تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضة بشكل معتدل أو من خلال تعليمهم وضعيات صحية أثناء الجلوس والنوم. كما يجب أن يتم مراقبة أي تغيرات في وضع الجسم أو مستوى النشاط البدني للأطفال لتجنب تفاقم الأعراض.
إدراك الأسباب المحتملة التي تؤدي إلى آلام الظهر يمكن أن يساعد في اتخاذ الإجراءات الوقائية والعلاجية المناسبة لضمان أن ينمو الأطفال بشكل صحي وخالي من المشاكل الصحية المرتبطة بالعمود الفقري.
