أساليب مسح الواجهة والتراتب المرئي

أساليب مسح الواجهة والتراتب المرئي في مجال تجربة المستخدم

تعد تجربة المستخدم (UX) أحد العوامل الأساسية التي تحدد نجاح أي منتج رقمي أو واجهة تفاعل بين الإنسان والحاسوب، سواء كان موقعًا إلكترونيًا، تطبيقًا موبايلًا، أو أي نوع آخر من البرمجيات. من بين الأدوات الأكثر فعالية لتحسين تجربة المستخدم هي الأساليب المستخدمة في مسح الواجهة و التراتب المرئي. فهما من أبرز المكونات التي تؤثر بشكل مباشر على قدرة المستخدم على التفاعل مع الواجهة بشكل فعال.

مسح الواجهة: ما هو؟

مسح الواجهة هو عملية تحليل طريقة استعراض المستخدم للواجهة البصرية والتفاعل معها. يعتمد المستخدمون عادةً على حواسهم البصرية للتنقل داخل أي واجهة مستخدم، ولهذا فإن دراسة طريقة مسحهم لهذه الواجهة تتيح للمصممين القدرة على تحسين تصاميمهم لجعل التجربة أكثر سلاسة وسهولة. تشير العديد من الأبحاث إلى أن المستخدمين يميلون إلى مسح الصفحة بطرق معينة، مثل الخطوط الأفقية أو العمودية أو الأنماط المتعرجة.

هناك نوعان من المسح:

1. المسح السطحي (Scan): يتصف هذا النوع من المسح بسرعة، حيث يقوم المستخدم بمسح الواجهة أو الصفحة بسرعة للتعرف على محتوى عام أو تحديد ما إذا كان عليه التفاعل مع المحتوى أم لا. يتم هذا بشكل عشوائي وقد يعتمد على الإشارات البصرية القوية.

2. المسح المعمق (Deep Scan): يتم عندما يتفاعل المستخدم بجدية مع جزء محدد من المحتوى. في هذه الحالة، لا يكون المسح سطحياً بل يتضمن تدقيقاً أكبر للمحتوى لفهمه بشكل كامل.

العوامل المؤثرة في مسح الواجهة:

1. تصميم الواجهة: التوزيع الأمثل للعناصر على الصفحة يمكن أن يساعد في توجيه نظر المستخدم بشكل طبيعي وفعال. على سبيل المثال، المسافات البيضاء، التباين بين الألوان، والتسلسل الهرمي للعناصر كلها تؤثر على الطريقة التي يتصفح بها المستخدم الصفحة.

2. النمط البصري: تشير الأبحاث إلى أن المستخدمين يميلون إلى اتباع أنماط مسح معينة، مثل مسح الصفحة من اليسار إلى اليمين أو من أعلى إلى أسفل. هذه الأنماط يمكن أن تساعد في تحسين ترتيب العناصر الرئيسية في الواجهة.

3. العناصر التفاعلية: الأزرار، الروابط، والقوائم المنسدلة هي أكثر العناصر جذبًا لانتباه المستخدم. يمكن أن يشير حجم أو لون هذه العناصر إلى درجة أهميتها بالنسبة للمستخدم.

الترابت المرئي: تحديد أولويات المعلومات

يعد الترابط المرئي جزءًا أساسياً في ترتيب المعلومات داخل واجهات المستخدم. يهدف إلى التأكد من أن العناصر الأكثر أهمية يتم تحديدها بوضوح ويسهل على المستخدم الوصول إليها. يعتبر الترابط المرئي عنصرًا حاسمًا لتحسين تجربة المستخدم، حيث يوجه انتباهه نحو الأشياء التي يجب أن يراها أو يتفاعل معها أولاً.

المبادئ الأساسية للتراتب المرئي:

1. الحجم: كلما كان العنصر أكبر، زادت احتمالية أن يلاحظه المستخدم أولاً. لذا، يُعتبر الحجم أداة قوية في تحديد الأولويات. من المهم أن تكون العناصر الأكثر أهمية أكبر من العناصر الثانوية.

2. اللون: الألوان الجريئة والفاتحة عادة ما تجذب الانتباه بشكل أكبر من الألوان الهادئة أو الداكنة. من خلال استخدام الألوان بشكل صحيح، يمكن للمصممين التوجيه البصري للمستخدم وتحديد أولويات الاهتمام.

3. الموقع: العنصر الذي يقع في الزوايا العلوية أو في منتصف الصفحة عادة ما يلفت الانتباه أولاً. القوائم المنسدلة أو الأزرار التي تقع في المواقع المحورية تكون أكثر عرضة للظهور في مجال رؤية المستخدم، لذا فإن ترتيب العناصر في هذه المواقع أمر بالغ الأهمية.

4. التباين: التباين العالي بين العناصر يجعلها أكثر وضوحًا. على سبيل المثال، النص الأسود على خلفية بيضاء يعزز من قابلية القراءة والظهور.

5. التسلسل الهرمي البصري: يتمثل هذا في ترتيب العناصر بطريقة تُظهر أهمية كل عنصر وفقًا لموقعه وأسلوبه. يساهم هذا في توجيه المستخدم لتوجيه اهتمامه إلى العناصر الأكثر أهمية أولًا.

6. الأنماط المتكررة: استخدام الأنماط المتكررة مثل القوائم المتسلسلة أو البطاقات المتماثلة يمكن أن يساعد المستخدمين في التعرف على المحتوى وتنظيمه بطرق يسهل التعامل معها.

أساليب مسح الواجهة في تجربة المستخدم

لقد كشفت العديد من الدراسات والأبحاث عن مجموعة من الأنماط المتكررة التي يتبعها المستخدمون أثناء مسحهم للواجهات. في هذه الأنماط، يمكن للمصممين استغلال هذه المعرفة لإعادة تنظيم الواجهات بطريقة تساعد في تحسين الأداء العام لتجربة المستخدم.

1. النمط F:

واحدة من أشهر الدراسات حول مسح الواجهة هي دراسة Nielsen حول نمط المسح F. حيث وجد أن غالبية المستخدمين يتبعون نمطًا يشبه حرف “F” أثناء تصفح النصوص الطويلة أو الواجهات. يبدأ المستخدمون بمسح الجزء العلوي من الصفحة أفقيًا، ثم ينسحبون إلى الأسفل في صورة خط عمودي مع مسح عرضي أقل أهمية.

2. النمط Z:

في هذا النمط، يبدأ المستخدم في مسح الواجهة من الزاوية العليا اليسرى إلى اليمين ثم ينزل قليلاً في حركة أفقيّة أخرى، ليبدأ مسحًا من اليسار مرة أخرى ثم ينتقل إلى الزاوية السفلية. هذا النمط يكون فعالاً بشكل خاص عند عرض صفحات تتضمن صورًا أو أقسامًا رئيسية تحتاج إلى اهتمام خاص.

3. النمط الماسي:

النمط الماسي هو مزيج بين النمطين F و Z ويُستخدم عادة في صفحات تحتوي على تركيز عالٍ من المحتوى مثل الصحف أو المدونات. يبدأ المستخدم في المسح من أعلى الصفحة ويسحب إلى الأسفل بشكل متعرج، ليصل إلى أسفل الصفحة.

4. التنقل العمودي:

في بعض الحالات، يفضل المستخدمون مسح المحتوى بشكل عمودي عند وجود تسلسل هرمي واضح للمحتوى. يتبع هذا الأسلوب الصفحات التي تحتوي على قوائم منسدلة أو روابط متسلسلة والتي تتطلب قراءتها بترتيب معين.

تأثير مسح الواجهة والتراتب المرئي على تجربة المستخدم

يشير الكثير من أبحاث تجربة المستخدم إلى أن المسح الجيد للواجهة والترتيب البصري الصحيح يمكن أن يكون له تأثير كبير على الأداء العام لتجربة المستخدم. إذا تم ترتيب الواجهة بطريقة منطقية وسهلة الفهم، فإن المستخدمين سوف يشعرون بالراحة في التفاعل مع العناصر المختلفة. فيما يلي بعض النقاط التي تبرز أهمية تأثير المسح والترتيب البصري:

1. زيادة السرعة والكفاءة:

إذا كان المستخدم قادرًا على مسح الصفحة بسرعة وفهم المحتوى بسهولة، فهذا يعني أنه يمكنه الوصول إلى الهدف بسرعة أكبر، سواء كان شراء منتج أو قراءة مقال. يجعل هذا الواجهة أكثر كفاءة ويساعد في تحسين تجربة المستخدم العامة.

2. تحسين القابلية للاستخدام:

الترتيب المرئي الجيد يسهم في تعزيز القابلية للاستخدام. عندما يتم تحديد أولويات العناصر بشكل صحيح، يشعر المستخدمون بأنهم يقضون وقتهم في التركيز على الأشياء الهامة دون تشتيت انتباههم.

3. الحد من التوتر والإحباط:

عندما تكون واجهة المستخدم منظمة بشكل جيد، يكون المستخدم أقل عرضة للارتباك أو الشعور بالإحباط بسبب صعوبة الوصول إلى المعلومات أو التنقل. يساهم ذلك في تقليل معدلات الخروج من الصفحة أو الموقع.

4. تعزيز الاحتفاظ بالزوار:

واجهات المستخدم الجيدة تعني تجارب مستخدم مريحة، مما قد يزيد من الوقت الذي يقضيه المستخدمون على الموقع أو التطبيق. من خلال تحسين تصميم الواجهة وترتيب العناصر بشكل يجعل التفاعل أسهل، يعزز ذلك من فرص عودة المستخدمين.

الختام

تعد أساليب مسح الواجهة والتراتب المرئي من الأدوات الأساسية التي تساهم بشكل كبير في تحسين تجربة المستخدم. من خلال دراسة الأنماط المختلفة التي يتبعها المستخدمون أثناء تفاعلهم مع الواجهات الرقمية، يمكن للمصممين تقديم حلول مبتكرة تسهل التفاعل وتؤدي إلى تحسين الأداء الكلي للتطبيقات والمواقع الإلكترونية. وبالتالي، يعد التوازن بين المسح الجيد للواجهة والترتيب البصري المدروس أحد عوامل النجاح الرئيسية في تصميم واجهات المستخدم الحديثة.