أساليب قراءة مشهورة غريبة

نماذج طريفة لكيف يقرأ بعض المشاهير

يعتبر القراءة من أهم الأنشطة التي تمارسها العقول المتفتحة على العلم والمعرفة، وتختلف الطرق التي يختارها الأفراد في التعامل مع الكتب والمقالات والدراسات العلمية. لكن عندما يتعلق الأمر بالمشاهير، نجد أن لكل منهم أسلوبه الخاص في القراءة، والذي قد يكون غريبًا أو طريفًا في بعض الأحيان. هذا المقال يستعرض بعض الطرق الطريفة والغير تقليدية التي يقرأ بها بعض المشاهير، مما يعكس التنوع في أساليب القراءة واختيار الكتب.

1. بيل غيتس: القراءة بشكل مكثف ومتنوع

من المعروف أن بيل غيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت، هو من بين أعظم القراء في العالم. لكن ما يميز غيتس عن غيره هو أسلوبه المثير في اختيار الكتب وكيفية قراءتها. لا يتوقف بيل عند قراءة كتب تكنولوجيا المعلومات أو مجال الأعمال فقط، بل يتناول أيضًا الكتب في الأدب والفلسفة والتاريخ.

وقد أشار بيل في مقابلة سابقة إلى أنه يقرأ حوالي 50 كتابًا في السنة، أي بمعدل كتاب واحد تقريبًا كل أسبوع. لكن الأسلوب الذي يلفت الانتباه في قراءته هو أنه لا يكتفي فقط بالقراءة المتأنية، بل غالبًا ما يدوّن ملاحظاته على الكتاب نفسه أو على ورقة جانبية. وغالبًا ما يقرأ الكتب أثناء التنقل، سواء في الطائرة أو خلال فترات الاستراحة، ما يجعل من القراءة جزءًا لا يتجزأ من روتينه اليومي.

الأمر الطريف في هذا هو أن بيل غيتس قد طور أسلوبًا خاصًا به لتنظيم قراءاته؛ فهو يحرص على أن تكون الكتب التي يختارها متنوعة في الموضوعات، حيث لا يقتصر على الفئات التقنية فقط، بل يتنوع اختياره بين الروايات الخيالية والكتب الفكرية التي توسع آفاقه. أحيانًا، يعمد إلى الاستعانة بخدمة القراءة الصوتية للاستماع للكتب في الأوقات التي لا يتاح له فيها القراءة بصريًا.

2. باراك أوباما: يقرأ الكتب لأسباب شخصية وعامة

الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما هو من بين الزعماء السياسيين الذين يُعرفون بشغفهم بالقراءة. لكن الطريقة الطريفة التي يقرأ بها أوباما هي أنه يتخذ من الكتب وسيلة لتفريغ ضغوط العمل السياسي. كثيرًا ما أشار أوباما إلى أنه يستخدم القراءة كوسيلة للاسترخاء بعيدًا عن ضغوط المكتب البيضاوي والشؤون الحكومية.

وقد أضاف أوباما طابعًا خاصًا لقراءاته، حيث كان يخصص وقتًا يوميًا لقراءة الكتب التي تعزز رؤيته للمستقبل والمجتمع. كما كان يفضل القراءة في أوقات الليل، قبل النوم، كي يخفف من توتر يومه المليء بالمؤتمرات واللقاءات السياسية. في بعض الأحيان، كان يقرأ الكتب التي تجمع بين الحكايات التاريخية والرؤى المستقبلية.

الأمر الطريف في أسلوب أوباما هو اختيار الكتب التي غالبًا ما تتسم بالعمق والتفكير العميق، لكنه في الوقت نفسه يُظهر ولعًا بالغراماتيات العميقة، وهو ما يعكس اهتمامه بتوسيع فهمه الثقافي والعلمي بطرق غير مباشرة.

3. إلين ديجينيرس: قراءة الفكاهة لتجديد الحيوية

من بين المشاهير الذين يختلفون عن غيرهم في أسلوب القراءة، تأتي الكوميدية الأمريكية إلين ديجينيرس. تعتبر إلين من الشخصيات التي تتمتع بروح الدعابة وتستخدم الفكاهة في معظم الأوقات لتبسيط الأمور المعقدة. بالنسبة لها، القراءة لا تقتصر على التسلية أو الحصول على معلومات، بل هي بمثابة وسيلة للاحتفاظ بحيويتها العقلية والبدنية.

إلين كانت تذكر في العديد من الحوارات أنها تحب قراءة الكتب التي تحوي الطرائف والقصص المضحكة، بل وأحيانًا تفضل قراءة كتب الكوميديا الذاتية التي تروي تجارب حياة الكتاب بأسلوب فكاهي. وعادةً ما كانت تحتفظ بمجموعة من الكتب المضحكة على طاولتها في مكتبها، وتحرص على قراءة بعضها في أثناء الاستراحات بين الأعمال.

المفارقة الطريفة في أسلوب إلين هو أنها غالبًا ما تستخدم الكتب كوسيلة للهروب من هموم الحياة اليومية والضغوط التي تواجهها، وهذا أسلوب قد يراه البعض غير تقليدي، لكنه يمثل طريقة فريدة من نوعها لتجديد الطاقة والضحك في وجه التحديات.

4. جيف بيزوس: القراءة العميقة لتحفيز الابتكار

مؤسس شركة أمازون، جيف بيزوس، هو من المشاهير الذين يتخذون القراءة كمحفز رئيسي للابتكار والإبداع. يتمتع بيزوس بأسلوب قراءة عميق، حيث يحرص على قراءة الكتب التي تعزز قدرته على التفكير النقدي والابتكار، بالإضافة إلى تعميق فهمه للأعمال والسياسة.

في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست”، تحدث بيزوس عن الطريقة التي يقرأ بها الكتب، حيث يشير إلى أنه يفضل قراءة الكتب التي تحتوي على أفكار استراتيجية ومفاهيم علمية، ويسعى دائمًا للاطلاع على ما يمكن أن يساهم في تطوير مشاريع شركته. أما ما يميز طريقة قراءته، فهو أسلوبه العميق في التفكير فيما يقرأه. وبالنسبة له، لا يكفي أن يقرأ الكتاب لمجرد الاستمتاع، بل يسعى لاستنباط تطبيقات عملية لما يقرأه.

لكن الأمر الطريف في طريقة بيزوس هو أن معظم الأشخاص المحيطين به يلاحظون أنه يخصص وقتًا كبيرًا لقراءة الكتب التي قد تبدو للبعض بعيدة عن مجاله المهني، مثل الكتب التاريخية والروايات الأدبية، وهو ما يعكس جانبًا غير تقليدي في شخصيته.

5. مارك زوكربيرغ: القراءة لإثراء العقل والروح

من بين المشاهير الذين يتبعون أسلوبًا طريفًا في القراءة هو مارك زوكربيرغ، مؤسس موقع فيسبوك. يفضل زوكربيرغ أن يتبع أسلوبًا محددًا في قراءة الكتب بحيث يخصص لهما وقتًا محددًا في حياته اليومية. يتبع زوكربيرغ عادةً نمطًا منتظمًا حيث يحدد له هدفًا سنويًا من الكتب التي يقرأها، ويسعى لتوزيعها بين مواضيع مختلفة.

في أحد التحديات التي أطلقها زوكربيرغ في عام 2015، قام بتحديد هدف لقراءة كتاب كل أسبوع. وكان يشارك هذه الرحلة مع متابعيه على فيسبوك، مما أثار إعجاب العديد من المتابعين. بالإضافة إلى ذلك، كان يركز في اختياره على الكتب التي يمكن أن تعزز تفكيره العميق وتمنحه إلهامًا جديدًا في مجال التكنولوجيا والفلسفة. كما كان يحب أن يقرأ الكتب التي تحتوي على رسائل إيجابية تساعد على التفكير في مستقبل أفضل للإنسانية.

الخلاصة

في النهاية، يمكن القول إن المشاهير يقرؤون بطرق متعددة ومختلفة تعكس شخصياتهم وأهدافهم. بعضهم يختار القراءة لأغراض عملية، بينما يفضل البعض الآخر القراءة كوسيلة للتسلية والتهدئة. ومع ذلك، يظل الأمر الطريف في هذه الأساليب هو التنوع الكبير في طرق القراءة التي يستخدمها المشاهير، سواء كانت مكثفة أو فوضوية أو قائمة على الفكاهة. لكن الأهم أن القراءة تظل أداة فاعلة لتحفيز التفكير والنمو الشخصي، بغض النظر عن الأسلوب المتبع.