أدوات لا تُعتبر رسوماً تخطيطية

في مجال تجربة المستخدم (UX)، تُعتبر الرسوم التخطيطية (Wireframes) من الأدوات الأساسية التي يعتمد عليها مصممو واجهات المستخدم (UI) لتوضيح الهياكل الأولية للتطبيقات والمواقع الإلكترونية. ولكن من المهم أن نميز بين الرسوم التخطيطية وبين أدوات أخرى قد يتم الخلط بينها أحيانًا. في هذا المقال، سنناقش ما لا يمكن اعتباره رسومًا تخطيطية في تجربة المستخدم، وسنشرح الأسباب التي تجعل من هذه الأدوات غير مناسبة لهذا التصنيف.

1. النماذج التفاعلية (Prototypes)

النماذج التفاعلية هي تلك النسخ المتقدمة من التصاميم الأولية التي تُستخدم لاختبار التفاعل مع النظام أو التطبيق بشكل مباشر. ورغم أن النماذج التفاعلية قد تبدأ كنماذج أولية مشابهة للرسوم التخطيطية، إلا أنها تحتوي على مستوى أعلى من التفاعل والوظائف.

الفرق الأساسي:

• الرسوم التخطيطية هي تصاميم ثابتة، وغالبًا ما تكون بدون تفاصيل حول التفاعل.

• النماذج التفاعلية تحتوي على تفاعلات حية مثل الأزرار القابلة للنقر، والتنقل بين الصفحات، مما يجعلها أداة اختبار أكثر تطورًا.

يعد هذا المستوى من التفاعل والتجربة مختلفًا تمامًا عن الرسوم التخطيطية التي تركز على البنية والهيكل دون الخوض في التفاصيل التفاعلية.

2. التصاميم النهائية (Final Designs)

التصاميم النهائية هي النسخ التي يتم تنفيذها بعد موافقة العميل أو الفرق المعنية. هذه التصاميم تكون مكتملة من حيث الألوان، الخطوط، الصور، والأيقونات، مما يجعلها مشهدًا بعيدًا عن الرسم التخطيطي الذي عادةً ما يكون خاليًا من هذه التفاصيل.

الفرق الأساسي:

• الرسوم التخطيطية تركز على توزيع المحتوى والعناصر الأساسية.

• التصاميم النهائية تشمل كل التفاصيل الدقيقة التي ستظهر للمستخدم النهائي، مما يجعلها أكثر تعقيدًا وصعوبة في التعديل.

الهدف من الرسم التخطيطي هو تقديم تصور بسيط للهيكل العام، بينما التصاميم النهائية تهدف إلى تقديم واجهة مكتملة تُستخدم في المنتج الفعلي.

3. الخرائط الذهنية (Mind Maps)

الخرائط الذهنية هي تمثيلات بصرية تستخدم لتوضيح الأفكار أو المفاهيم بشكل غير خطي، وتُستخدم بشكل رئيسي في مرحلة التفكير والتخطيط. وهي تختلف عن الرسوم التخطيطية التي عادةً ما تركز على الهيكل البصري للتطبيق أو الموقع.

الفرق الأساسي:

• الخرائط الذهنية عادةً ما تكون أكثر تجريدًا وتركز على فكرة أو مفهوم معين.

• الرسوم التخطيطية تركز على تمثيل الواجهة وترتيب العناصر المختلفة بشكل خطي أو هيكلي.

بينما يمكن أن تساهم الخرائط الذهنية في تحديد الأفكار الكبرى وتطويرها، فهي لا تركز على التفاصيل المتعلقة بالتفاعل مع واجهة المستخدم أو التصميم البصري بشكل مباشر.

4. المخططات الانسيابية (Flowcharts)

المخططات الانسيابية هي تمثيلات بصرية تُستخدم عادة لتوضيح عملية سير العمل أو العمليات الحسابية خطوة بخطوة. ورغم أن المخططات الانسيابية يمكن أن تكون جزءًا من مرحلة تخطيط تجربة المستخدم، إلا أنها لا تُعتبر رسومات تخطيطية. المخططات الانسيابية تُظهر تدفق العمليات بينما الرسوم التخطيطية تركز على تمثيل عناصر الواجهة وكيفية تنظيمها.

الفرق الأساسي:

• المخططات الانسيابية تركز على الإجراءات والقرارات التي يتخذها المستخدم في عملية معينة.

• الرسوم التخطيطية تركز على التخطيط العام للتصميم دون التفاعل مع الإجراءات التفصيلية.

في حين أن المخططات الانسيابية يمكن أن تساعد في فهم المسار الذي سيتبعه المستخدم داخل النظام، فهي لا تعرض كيف ستبدو واجهاته أو كيفية ترتيب المكونات الرسومية.

5. الرسوم البيانية (Diagrams)

الرسوم البيانية هي تمثيلات مرئية تُستخدم لتوضيح العلاقات بين العناصر المختلفة أو تحليل البيانات. يمكن أن تكون الرسوم البيانية مفيدة في تصميم تجربة المستخدم لفهم البيانات أو سلوك المستخدم، ولكنها لا تندرج ضمن فئة الرسوم التخطيطية.

الفرق الأساسي:

• الرسوم البيانية تركز على تحليل البيانات والعلاقات بين العناصر.

• الرسوم التخطيطية تركز على هيكل وتصميم واجهة المستخدم.

قد يتم استخدام الرسوم البيانية ضمن تحليل تجربة المستخدم لفهم سلوكيات المستخدمين أو أداء النظام، لكن هذه الرسوم لا تُستخدم لتخطيط واجهة المستخدم كما تفعل الرسوم التخطيطية.

6. المخططات الشبكية (Network Diagrams)

المخططات الشبكية تُستخدم لتوضيح الاتصال بين الأجهزة أو المكونات ضمن شبكة معينة. وهي أكثر ارتباطًا بتكنولوجيا المعلومات أو البنية التحتية للنظام، ولا تتعلق بشكل مباشر بتصميم واجهات المستخدم. في حين أن المخططات الشبكية قد تكون جزءًا من دورة حياة المشروع، فإنها لا تُعتبر رسومات تخطيطية، إذ إنها تركز على اتصال العناصر داخل النظام أكثر من ارتباط عناصر واجهة المستخدم مع بعضها.

الفرق الأساسي:

• المخططات الشبكية تُستخدم في هندسة الشبكات أو الأنظمة التقنية.

• الرسوم التخطيطية تُستخدم لتخطيط وتوزيع العناصر داخل واجهات المستخدم.

تتمثل وظيفة المخططات الشبكية في توضيح كيفية تواصل الأنظمة والأجهزة معًا، بينما تركز الرسوم التخطيطية على تمثيل واجهة المستخدم بشكل أولي.

7. الرسوم التوضيحية (Illustrations)

الرسوم التوضيحية هي صور تم إنشاؤها يدويًا أو بواسطة برامج التصميم لتمثيل أفكار أو مشاهد أو مفاهيم معينة. في حين يمكن أن تُستخدم الرسوم التوضيحية لتوضيح مفهوم ما أو لإضفاء طابع جمالي على التصميم، إلا أنها ليست بديلاً للرسوم التخطيطية التي تركز على تقديم هيكل بسيط وواضح للموقع أو التطبيق.

الفرق الأساسي:

• الرسوم التوضيحية تُستخدم لإضافة جمالية أو توضيح فكرة.

• الرسوم التخطيطية تُستخدم لتخطيط هيكل الواجهة وتنظيم العناصر بشكل بسيط وواضح.

الرسوم التوضيحية يمكن أن تكون جزءًا من التصميم النهائي أو إضافة جمالية، لكنها ليست أداة للتخطيط الوظيفي أو الهيكلي.

8. التصاميم المتحركة (Motion Design)

التصاميم المتحركة هي جزء من تصميم واجهة المستخدم التي تشمل الرسوم المتحركة أو التحولات التي تحدث عندما يتفاعل المستخدم مع التطبيق أو الموقع. مثل هذه التصاميم يتم استخدامها في مراحل لاحقة من التصميم، بينما الرسوم التخطيطية تركز على الهيكل الثابت.

الفرق الأساسي:

• التصاميم المتحركة تُستخدم لتوضيح التفاعلات والتأثيرات التي تحدث أثناء استخدام التطبيق.

• الرسوم التخطيطية تركز فقط على الهيكل العام للعناصر بدون إضافة أي حركة.

الهدف من الرسوم المتحركة هو تحسين تجربة المستخدم من خلال التفاعل البصري، بينما الرسوم التخطيطية تركز على التنظيم البسيط والفعال للمكونات.

9. المخططات الهيكلية (Sitemaps)

المخططات الهيكلية هي تمثيلات بيانية تُستخدم لتوضيح العلاقة بين صفحات الموقع أو التطبيق. هي أداة مهمة لفهم التنقل بين الصفحات، ولكنها ليست رسومات تخطيطية. المخطط الهيكلي يوضح فقط البنية العامة، بينما الرسم التخطيطي يعرض تفاصيل عناصر الواجهة لكل صفحة.

الفرق الأساسي:

• المخططات الهيكلية تُستخدم لفهم هيكل الموقع بشكل عام.

• الرسوم التخطيطية تركز على هيكل وتصميم واجهات المستخدم بشكل تفصيلي.

الختام

من خلال هذه النقاط، يتضح أن هناك العديد من الأدوات والمفاهيم التي تُستخدم في مجال تجربة المستخدم والتي قد يخطئ البعض في تصنيفها على أنها رسومات تخطيطية. بينما الرسوم التخطيطية تركز على عرض الهيكل العام للواجهة وتنظيم عناصرها، فإن الأدوات الأخرى تتفاوت في تعقيدها واستخداماتها، سواء كانت تفاعلية، تحليلية، أو جمالية.