أدعية لشفاء الطفل المريض
إن مرض الأطفال من أشد ما يُمكن أن يمر به الوالدان، فالأب والأم يشعران بالحزن العميق والألم النفسي عندما يصاب طفلهما بأي مرض. ومع صعوبة الموقف، يبقى الإيمان واللجوء إلى الله تعالى هو الملاذ والرجاء في الشفاء، فالدعاء هو من أسمى وسائل التوسل لله سبحانه وتعالى من أجل شفائهم. فقد ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية العديد من الآيات والأدعية التي يمكن أن تُساهم في رفع البلاء والمرض عن الطفل، وما على الوالدين إلا أن يتوجهوا إلى الله بكل إخلاص ويقين، طالبين الشفاء العاجل والراحة لأطفالهم.
أهمية الدعاء في الإسلام
في الإسلام، يُعتبر الدعاء أحد أهم الوسائل للتقرب إلى الله، وهو يعبّر عن تضرّع العبد إلى خالقه في وقت الشدة والضيق. وقد أكد النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث أن الدعاء يمكن أن يُغير القدر، ويُسهم في رفع البلاء، ويُعجل بالفرج. ولذلك يجب على الوالدين أن يتحلوا بالإيمان الكامل في قدرة الله على شفاء أطفالهم، وأن يلجأوا إلى الدعاء مع التوكل عليه.
بعض الأدعية لشفاء الطفل المريض
1. دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لشفاء المريض
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف:
“اللهم رب الناس، أذهب البأس، اشفِ أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً”.
(رواه البخاري)
هذا الدعاء هو من أقوى الأدعية التي يمكن أن يرددها الوالدان عند مرض الطفل، فهو جامع لكل معاني التوسل بالله والتأكيد على أنه هو الشافي الوحيد.
2. دعاء التوكل على الله
“حسبنا الله ونعم الوكيل”.
(سورة آل عمران: 173)
يمكن تكرار هذا الدعاء في كل لحظة يشعر فيها الوالدان بالضيق، وهو دعاء يعبّر عن الثقة المطلقة في قدرة الله على الشفاء والنجاة من المرض.
3. دعاء الشفاء من القرآن الكريم
“وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”.
(سورة غافر: 60)
يعتبر هذا الدعاء من أجمل الأدعية التي تؤكد على وعد الله تعالى بالاستجابة لكل دعاء. من خلال هذا الدعاء، يمكن للوالدين أن يطلبوا من الله عز وجل أن يشفى طفلهما، مع اليقين بأنه سبحانه سيتقبل دعاءهم.
4. دعاء الشفاء من الأمراض والأوجاع
“اللهم إنا نسالك من فضلك ورحمتك، اللهم اشفِ عبدك الصغير، واجعل مرضه كفارة له من كل ذنب، واذهب عنه الألم والوجع يا أرحم الراحمين”.
هذا الدعاء يستند إلى مناجاة الله سبحانه وتعالى بإرادة الشفاء وتخفيف الألم، مع الاعتراف بقدرة الله على تطهير القلب والجسد من كل مرض.
5. دعاء الاستغفار
“اللهم اغفر له وارحمه، اللهم اشفه، اللهم عافه، اللهم اجعل هذا المرض تكفيراً لذنوبه”.
(رواه الترمذي)
الاستغفار والتوبة من الذنوب له تأثير عميق في التخفيف من البلاء، وهذا الدعاء يعد من الأدعية المؤثرة التي يجب أن يتوجه بها الوالدان إلى الله تعالى طلبًا للشفاء والتخفيف من الألم.
6. دعاء الشفاء بالتأكيد على رحمة الله
“اللهم إنك تعلم ما أصاب طفلي من ألم، وأنت أرحم الراحمين، فاشفه بقدرتك يا الله، واجعل شفاؤه عافياً وطهوراً، ولا تتركه إلا وأنت راضٍ عنه”.
هذا الدعاء يُظهر التوسل إلى الله برحمة واسعة، مع الإقرار بقدرة الله في استجابة الدعاء.
الأدعية التي يمكن قراءتها على الماء
من الطرق التي يلجأ إليها الكثير من الآباء والأمهات في حالات المرض، هو قراءة بعض الأدعية والآيات القرآنية على الماء ثم إعطاؤه للطفل للشرب أو حتى مسح جسده به. ومن أبرز هذه الأدعية:
-
قراءة سورة الفاتحة:
يمكن للوالدين قراءة سورة الفاتحة على الماء ودعوة الله عز وجل أن يشفى طفلهما. الفاتحة تعد من السور المباركة التي لها تأثير كبير في الشفاء. -
قراءة سورة الإخلاص، الفلق، والناس:
يتم قراءتها على الماء ثلاث مرات مع النفث عليه، ثم يتم إعطاؤه للطفل للشرب. -
آية الشفاء:
“وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ” (سورة الشعراء: 80).
يمكن ترديد هذه الآية المباركة أثناء قراءة الماء لطلب الشفاء من الله.
أهمية الصبر والإيمان بالله
بينما يُعتبر الدعاء وسيلة فعّالة لجلب الشفاء، إلا أن الصبر والتوكل على الله هما من أعظم الأسباب التي تساعد في تحصيل الفرج. قال الله تعالى في كتابه العزيز:
“إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ” (سورة البقرة: 153).
يجب على الوالدين أن يتحلوا بالصبر في مواجهة مرض طفلهم، وأن يتذكروا أن كل شيء بيد الله تعالى وأن ما يمر به الطفل من مرض هو ابتلاء يمكن أن يكون في مصلحة العبد في الدنيا أو الآخرة.
تكرار الدعاء في أوقات معينة
هناك بعض الأوقات التي يُستحب فيها الدعاء، حيث يُستجاب فيها بشكل أسرع بإذن الله، ومن أبرز هذه الأوقات:
-
الثلث الأخير من الليل: وهو وقت استجابة الدعاء في السحر.
-
عند السجود في الصلاة: فقد ورد في الحديث النبوي أن أقرب ما يكون العبد إلى ربه هو وهو ساجد.
-
يوم الجمعة: في ساعة الاستجابة بين العصر والمغرب.
-
أثناء الصيام: خصوصاً في آخر ساعات اليوم قبل الإفطار.
دعاء الوالدين لأبنائهما
من أعظم الأدعية التي يمكن أن يُستجاب لها هو دعاء الوالدين لأولادهما. فقد ورد في الحديث:
“ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن، دعوة الوالد على ولده”.
(رواه أبو داود)
فالدعاء الذي يخرجه الوالدان من قلب مخلص وملئ بالحب والرغبة في شفائه، يكون له أثر بالغ في تسريع الشفاء بإذن الله.
الخاتمة
إن الدعاء هو أحد أعظم الوسائل التي يتوسل بها المسلم إلى ربه في طلب الشفاء والنجاة، سواء له أو لأطفاله. يجب على الوالدين أن يلجؤوا إلى الله بكل إيمان وثقة، متوسلين بما جاء في القرآن الكريم والأحاديث النبوية. وكلما ازدادت العلاقة مع الله عز وجل إخلاصاً، زادت استجابة الدعاء.
